الرقابة القضائية على دستورية القوانين
من خلال بيان مفهوم الرقابة القضائية يتضح لنا أنّ السلطة القضائية تتمتع بمؤهلات قانونية عالية تجعلها قادرة وحدها دون غيرها بالرقابة على دستورية القوانين، كما أن هذه السلطة تمتاز بالحياد والاستقلال والثقة الممنوحة من الأفراد تجاهها، فهذه الهيئة هدفها الأسمى التأكيد على احترام مبادئ الدستور، وتنوّعت الأساليب المتبعة في الرقابة القضائية في مختلف دول العالم، إلا أنّها تتفق في هدفها وهي التأكّد من ملاءَمَة القانون لأحكام الدستور، وتتنوّع هذه الرقابة إلى رقابة الإلغاء ورقابة الامتناع
أما بالنسبة لرقابة الإلغاء والتي تسمّى أيضًا بالرقابة عن طريق الدعوى الأصليّة، وتعني هذه الرقابة أن صاحب الشأن المتضرّر يحق له الطعن أمام المحاكم المختصة أن أحد القوانين سارية المفعول مخالفة لأحكام الدستور، فتنظر المحكمة بجدية هذا الطعن، فإن كان مُحقًّا فإنها تقوم بإلغاء القانون الذي يخالف في أحكامه لقواعد الدستور، أمّا إذا كان الطعن غير محقّ فيرد ويبقى القانون ساري المفعول
أما رقابة الامتناع وتسمّى بالرقابة عن طريق الدفع بعدم دستوريّة القوانين، حيث يكون هناك نزاع معيّن بين أحد الخصوم، فيقدم أحد الخصوم دفعًا بعدم دستورية القانون المُراد تطبيقه عليه محلّ النزاع المعروض، فيُوقف القاضي الدعوى الأصلية للنظر بالدفع المقدّم له، فإذا تبين له من عدم دستورية القانون فلا يتم تطبيقه على النزاع المعروض، وإن كان القانون غير مخالف لأحكام الدستور فيرد الدفع ويستمر بالنظر بالدعوى الأصليّة