الإشاعة

الإشاعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر بصورة سريعة في المجتمع وهي تسري بين العامة على اعتبار انها صحيحة، وهذه الأخبار في الغالب تكون مثيرة وشيقة، مما يثير فضول المجتمع والباحثين عن مثل هذه الأخبار وهذه الإشاعات تفتقد للمصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحتها ، وهذه الشائعات للأسف تمثل جزء كبير من الاخبار التي نتعامل معها


اسباب الشائعات

يرجع البعض وجود الشائعات الى بعض الاسباب والتي منها ما يلي

عدم توافر المعلومات الصحيحة تجاه موضوع معين، وهذا يفتح المجال للأشخاص لكي يتكلمون بما لا يعلمون او يفقهون، وهذا سبب لظهور الشائعات

 ندرة الاخبار بالنسبة لأفراد المجتمع، لهذا يجب ان يتم تزويد الشعب بالمعلومات الصحيحة من قبل الدولة عن طريق الاعلام، وكذلك يجب ان تكون المعلومات دقيقة وتفصيلية لكي يكون المجتمع على بينة لما يدور حوله من احداث في كافة مجالات الحياة، لان هذا يؤثر على حياته المستقبلية.

جهل وقلة وعي بعض أفراد المجتمع ، فكلما كان المجتمع متعلم ومستنير كلما كان من الصعب انتشار الشائعات بين أفراده

 عدم تقييم بعض افراد المجتمع للشائعة حين تظهر بشكل سليم عدم وجود الطرف الآخر الذي يرد على اي شائعات في داخل المجتمعات مما يساعد في انتشار هذه الشائعات بشكل كبير

انتشار وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والانستجرام وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ساعد وجود هذه الوسائل في سرعة انتشار الشائعات بشكل كبير وسريع وسهل كذلك عدم وجود رقابة كافية على ما يقوم الافراد بنشره على مواقع التواصل الاجتماعي

حدّد الكاتب كابفيرير أبرز ما يميّز الإشاعة باعتبارها "تولَد انطلاقاً من معلومات غير مُتحقَّقٍ من مصداقيتها لدى المرسِل ،وفي هذا الصدد، ينتقد الكاتب عدَمَ الدّقة التي يعبّر عنها المثل الشهير القائل "لا دخان من غير نار"، مبرزاً أن هناك الكثير من الأدخنة التي يمكن أنْ تنتشِر دون نار، في إشارةٍ إلى سرعة انتشار بعض الإشاعات التي تنشأ من العدم، خاصة في الأوساط الإعلامية، في زمن شبكات التواصل الاجتماعي.

ويرى كابفيرير -وهو عالم اجتماع فرنسي اشتُهر بأعماله عن التركيبة البسيكوسوسيولوجية للإشاعة- أن هذه الأخيرة "تعبّر عن ظاهرة محدَّدَة انطلاقاً من مصدرها (غير رسمي)، وسيرورتها (وسيلة الانتشار) وكذلك عبر مضمونها (تكون الإشاعة غالباً عبارة عن خبر يتعلّق بحدثٍ راهني)"، قبل أن يخلُص إلى تحديد مفصَّل للمميزات والخصائص السبع للإشاعة، التي يمكن إجمالها فيما ييمكن إجمالها فيما يلي


الخصائص السبع للإشاعة

مصدر الإشاعة غيرُ رسمي (في غالب الأحيان)

تكون مضادّة لسُلطة المؤسسات

 سرعة بثها وانتشارها

قيمة المعلومة هي التي تُفسّر تداوُلَها

تنتشر بسرعة لأنها تكون متجاوَزة زمنياً باعتبارها نوعاً من الحدث الرّاهن

 إضفاء قيمة على الجهة/الطرف الذي ينشرها.

تتعلق دوماً بحدث راهني، مما يجعلها تأتي على شكل خبر

الإشاعة وشرط التحقق من الخبر 

دائماً حسب كابفيرير، فإن "الغرض من الشائعة هو أن يتم تصديقُها، ففي العادة لا تُسرد الشائعة بغرض التسلية أو إطلاق العنان للخيال"، وهذا ما يجعلها -يضيف المؤلف نفسه- "تتميّز عن القصص الطريفة والمغامرات الخيالية"، مؤكداً أن الهدف منها هو الإقناع. على صعيد آخر، يشير المصدر ذاته إلى أن "الشائعات تسبق -غالباً- أيّ سقوطٍ أو انهيار"، وهنا يقدّم كابفيرير أمثلة من قبيل الشائعة التي تنتشر في أوساط الشركة معلِنةً تسريحَ بعض الموظفين أو إجراء تغييرات جذرية، بينما في السياسة، تسبق -عادة- خروج الوزراء من الحكومة أو تمرير قوانين مهمة. ويري ألبورت وبوستمان في تجاربهما أن الإشاعة لا تؤدّي إلا إلى الخطأ، فهي حين انتقالها من شخص إلى آخر، تبتعد عن الحقيقة، بالمعنَيَيْن الحقيقي والمجازي على السواء، وتصبح من ثمّ صورة مشوَّهة عن الحقيقة (ما كان ينبغي إثباته). كابفيرير عند انتقاله الى الحديث عن مفهوم التحقق من صحة الخبر، شدداً في هذا الصدد على أن ذلك "لا ينفصل عن هويّة الشخص المُفترَض أنه تولّى مهمة التحقق من صحة المعلومة، فإنْ لم نكن نثق بهذا الشخص، نرتاب في كون المعلومة مُثبَتة". يخلُص الكاتب ذاته إلى أن الإشاعة "معلومة متداولة وغير مثبَتة للعامّة أن يتعرّفوا عليها بدرجة أقل مما لو كانت عموماً مصحوبة بخاصية الطريقة المثلى للتحقق من صحتها، أيْ الشّاهد المباشر". ختاماً: ًاحذر أن تكون أنت الانطلاقة لكل شائعة، واحذر أن تكون مروجاً لهذه الشائعات، فإذا ما سمعت ـ أخي المسلم ـ بخبر ما سواءً سمعته في مجلس عام أو خاص، أو قرأته في مجلة أو جريدة، أو انترنت أو شاهدته في قناة فضائية أو سمعته في إذاعة، وكان ما سمعته يتعلق بجهة ما، سواء كانت طائفة أو مجتمع أو شخص، وكان الذي سمعته لا يسُرّ، أو فيه تنقص أو تهمة، فلا تستعجل في تقبل الإشاعة دون استفهام أو اعتراض ،واحذر ترديد الإشاعة لأن في ترديدها زيادة انتشار فأحتفظ بالخبر لنفسك ولا تنقله لغيرك




المصادر

إسماعيل عبدالله إسماعيل أحمد ،1.4.2020 ،الشائعات وخطرها على المجتمع في العصر الحديث ، موقع مصراوي

مها حسني ، 4.2.2020 ،موضوع تعبير عن الشائعات بالعناصر ، موقع المرسال

المقالات الأخيرة