وقدم «شميدت» عدة اقتراحات لتحقيق الريادة التكنولوجية للولايات المتحدة منها:
زيادة الإنفاق الحكومي على أنشطة البحث والتطوير والابتكار، وخصوصًا بالنسبة للذكاء الاصطناعي الذي يجب أن يكون حجم الاستثمار فيه عدة أضعاف المستويات الحالية
الاستثمار في البنية التحتية للتكنولوجيا، بما في ذلك دعم بديل عالمي تنافسي وآمن للتكنولوجيا الصينية الخاصة بالجيل الخامس للاتصالات، وإنشاء شبكة من المعامل ومراكز البحوث في جميع أنحاء البلاد
التعاون بين الحكومة وقطاع الصناعة والأوساط الأكاديمية، وتقديم الحوافز الضريبية للشركات لمشاركة البيانات وتوفير قدرات للمؤسسات البحثية، وتسريع الجهود لجعل البيانات الحكومية متاحة على نطاق أوسع
تنمية المواهب، من خلال مبادرات رئيسة جديدة لتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على مستوى المدارس والكليات والدراسات العليا، وتوسيع برامج المنح الدراسية الحالية وتصميم برامج جديدة، وجذب المزيد من الخبرات العالمية إلى الولايات المتحدة؛ حيث تكشف الأرقام أن حوالي 80 % من طلاب الدكتوراه في علوم الكمبيوتر الذين يأتون من الخارج للدراسة ينتهي بهم الأمر بالبقاء في الولايات المتحدة بعد التخرج؛ مما يزيد من القدرات التنافسية الأمريكية
يذكر أن الميزانية الفيدرالية الأمريكية لعام 2020، شهدت زيادة في المخصصات لمعظم وكالات الأبحاث الأمريكية؛ حيث وافق الكونجرس على منْح الوكالات ذات الصلة بالعلوم أموالًا أكثر بكثير من التخفيضات التي سعى إليها «ترامب» في طلب موازنة 2020، وعلى وجه التحديد، ارتفعت ميزانية المعاهد الوطنية للصحة بنسبة %7 إلى 41.7 مليار دولار، ونمت مخصَّصات مؤسسة العلوم الوطنية بنسبة %2.5 إلى 8.28 مليارات دولار، وارتفعت ميزانية مكتب العلوم التابع لوزارة الطاقة بنسبة %6.3 لتصل إلى 7 مليارات دولار، وعلى الرغم من الخلافات بين الديمقراطيين والجمهوريين فيبدو أن هناك توافقًا بشأن دعم التقدم العلمي والتكنولوجي
الرئيس الأمريكي بايدن ذكر في مقال له بمجلة «فورين أفيرز»، أن «الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تكون أكثر تشددًا مع الصين»، «وإذا نجحت الصين في ذلك، فإنها ستستمر في سلْب التكنولوجيا والملكية الفكرية للولايات المتحدة والشركات الأمريكية»، وأن الصين تستخدم «الدعم لمنْح الشركات المملوكة للدولة ميزة غير عادلة وداعمة للهيمنة على تقنيات وصناعات المستقبل».
وتتمثَّل خطة «بايدن» لمواجهة الصين في هذا المجال وفقًا لتصريح له في الحصول على دعم حلفاء الولايات المتحدة والتنسيق معهم بشأن الصين، وتحقيق توافق داخلي أمريكي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري على زيادة «الاستثمارات التي تقودها الحكومة في البحث والتطوير الأمريكي والبنية التحتية والتعليم لمنافسة الصين بشكل أفضل».
مما سبق، يتضح لنا أن العالم سوف يشهد تصاعدًا في التنافس التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين، والذي سيحتل مكانة رئيسة في التفاعلات الصراعية بين البلدين خلال سنوات العقد الجديد ، إن من يُطلّ على الفكر في عالم اليوم لا بد من أن يلوح له ما أضحى عليه عمالقة التكنولوجيا من قوة وقدرة على التحكم في مصير الأفراد والمجتمعات. وهذا أمر لا يلاقي رضا النفوس وإعجابها دائما؛ فإذا كان للتطور التكنولوجي أوجه يحسن بها، فله كذلك أوجه أخرى يسمج بها. ومن المعلوم أن الوعي بهذه الأوجه كلها يتوقف على دخول الزمن التكنولوجي، إلا أن الأفراد والمجتمعات أصبحوا لا يملكون أن يدخلوا هذا الزمن كما يريدون هم، بل يدخلونه كما يراد لهم أن يدخلوا. وهذا لعمري من المفارقات التي تستوقف العقل وتستحثّه على التدبر في سؤال الآلة في علاقته مع أسئلة العقل والثقافة والجيو -إستراتيجيا، وسؤال المعنى على وجه الخصوص