أسباب الفشل الإداري وكيفية معالجته

مفهوم الإدارة

الإدارة كمفهوم هي العملية المتعلقة بالتخطيط والتنظيم والقيادة والرقابة لكل الموارد البشرية والمالية والمادية والمعلوماتية في بيئة تنظيمية معينة يعمل بها الأفراد بكفاءة من اجل انجاز أهداف مختارة بأفضل الطرق وأقل التكاليف ، حيث ان الإدارة هي نشاط يعتمد على التفكير والعمل الذهني وهي الوظيفة التي يتم عن طريقها الوصول إلى الهدف المرجو بأفضل الطرق وأقلها تكلفة وفي الوقت المناسب ،وهي عملية اجتماعية تقع عليها مسؤولية التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة وهي القيام بتحديد ما هو مطلوب عمله من العاملين ثم التأكد من أنهم يؤدون أعمالهم بأفضل ما يمكن وقد اختلف تعريف الإدارة من مفكر إلى آخر فبعضهم اعتبرها فن وآخر عملية اجتماعية ومفكر آخر عرفها على أنها وظيفة في الصناعة و أكد آخرون على أنها القوة المفكرة وجميع هذه التعاريف تنصب في غايتها الأساسية وهي الاستخدام الأفضل للموارد والإمكانيات المادية وغير المادية المتوفرة في منشأة ما بأقل التكاليف وفي الوقت المناسب

أهمية الإدارة

قيادة و توجيه المؤسسة لتحقيق أهدافها من جهة وأهداف المجتمع ككل من جهة أخرى

تبسيط إجراءات العمل وتجنب الإسراف و الاضطراب والاستخدام الفعال للموارد

التأثير الفعال على عناصر الإنتاج فتصدرها بالتحفيز و المكافأة قيادة هذه العناصر مما يتيح لها تنظيمها والتنسيق فيما بينها بما يتناسب مع ظروف العمل لتقوية الأداء

أسباب فشل الإدارة

هناك عدة أسباب يتم تشخيصها للفشل الإداري في بيئة العمل الوظيفي على مستوى الوحدات الادارية "الهيئات او المنظمات وهذه الاسباب تعود إلى

 غياب الشخصية القيادية والكفاءة الادارية وضعف الفريق الاداري وطبيعة القرارات المتسرعة والانفعالية التي تتخذ من قبل الفريق الاداري التي تتأثر سلباً وفق المتغيرات

غياب الرؤية الاستراتيجية للأهداف التنموية وغياب التفاهم المشترك بين المستويات الادارية في بيئة العمل وخلق علاقات سلبيه بين الموظفين

استقطاب الموارد البشرية المتواضعة في أدائها الوظيفي والغير مؤهلة لتولي الادارة والتخطيط وتسرب الكوادر والكفاءات المميزة

\سوء التخطيط الإداري وغياب الاهداف وسوء توعية الموظفين وتطوير الكفاءات المهنية لإدارة العمل وخطورة المواقف والاحداث لتفادي تكرار الاخطاء وهذا ينعكس على هرم السلطة الادارية

غياب الفكر الاداري والغموض في مفهوم الادارة وضعف تقنية المعلومات الإدارية التي تساعد في التنسيق والتحكم والتحليل في بيئة العمل

عدم تفعيل وتنفيذ الخطط الموضوعة والبحث الدائم على جماعه لتحميل الأخطاء الإدارية

ضعف الكيان الاقتصادي وتضارب الاختصاصات وعدم السماح بتطبيق أسلوب إداري متكامل والاهتمام بالحضور وليس بالعمل والانتاج

غياب المسؤولية الرقابية وضعف المتابعة على التنفيذ وتحديد نقاط الحيود عن الخطط الموضوعة

التضخم الوظيفي والترهل التنظيمي الذي يفقد المؤسسة المرونة والقدرة على الحركة

كيف تؤثر الإدارة السيئة في العمل؟

انخفاض الروح المعنوية : يمكن أن يكون انخفاض معنويات الموظفين في مؤسستك ناتج عن سوء الإدارة، فعندما يشتكي الموظفون من بعضهم البعض، أو ينجزون مهامهم بأقل جهد ممكن، أو يفشلون في إنهاء مهام العمل في الوقت المحدد، هذا يحدث من نقص التحفيز بسبب وجود مدير لا يرتبط بالموظفين. فقد يرى الموظفون معاملة غير منصفة لبعض زملائهم في العمل بسبب المحسوبيات، أو ليس لديهم قيادة فعلي تبقيهم ضمن مهامهم، بالإضافة إلى ذلك، قد لا يهتم المشرف السيء باحتياجات الموظفين

انخفاض إنتاجية الموظفين : إذا لم تحدد الإدارة بوضوح توقعات الأداء، أو تتابع مع الموظفين مستويات انتاجيتهم، فيمكن أن تواجه المؤسسة عائدات منخفضة، فعندما ينضم الموظفين إلى شركة، يجب أن يتلقوا خطة أداء واضحة مع المعايير الخاصة بمراكزهم، كما وتساعد التقييمات المنتظمة للموظفين على معرفة أن المؤسسة راضية عن أدائهم. فإذا لم تضع الإدارة معايير الأداء ومتابعتها مع المراجعات، فقد لا يشعر الموظفون بالتقدير، ويشعرون بأن الإدارة سيئة في شركتهم

الانخفاض في الأرباح: يمكن أن تؤدي الإدارة السيئة إلى انخفاض في الأرباح، فعدم الإشراف على الموظفين بشكل صحيح وعدم موازنة ميزانية الشركة، فعندما يواجه الموظفون سوء الإدارة فقد يقضون وقتهم بالبحث عن وظائف أخرى، وعدم التركيز على تحقيق أهداف المنظمة، هذا يتسبب في قيام الشركة بدفع أجر أعلى مقابل إنتاج منخفض. إذا تأثر قسم المبيعات بالإدارة السيئة، فإن إجمالي الأرباح يتأثر مباشرةً، فإن كانت النفقات مرتفعة للغاية، أو إذا تمت إدارة الأموال بطريقة أخرى، فسيؤدي إلى تحقيق دخل أعمال أقل

فشل العمل : تسبب الإدارة السيئة في إغلاق المؤسسات أبوابها نهائياً، فيؤدي ضعف القيادة إلى ارتفاع معدل دوران الموظفين، حيث تصبح تكلفة التوظيف والتدريب باهظة، مما قد يؤثر على قدرة الشركة على مواصلة نشاطها، وقد تؤثر الإدارة السيئة على الإدارة المالية مباشرةً، ففي حالة سوء إدارة أموال الشركة أو زيادة الميزانية مقارنةً بالإيرادات المكتسبة، بدون احتياطيات العمل الكافية، فقد لا تتمكن الشركة من استيعاب الخسائر، ويمكن أن تفشل المؤسسة

ما هي مظاهر غياب الادارة الناجحة؟

تراجع حجم المبيعات، وضعف تحقيق الأرباح

ضعف القدرات التحصيلية، مما يؤثر سلباً على الوضع المالي في المنظمات

عدم القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات والبيانات والملفات، للتمكن من الرجوع لها في الوقت المناسب، بسبب الفوضى وضعف التنظيم

اقتراض الأموال من الممولين والبنوك دون وضع أسس وآليات وخطط واضحة ومتينة ومنطقية لسدادها في الوقت المحدد لذلك

عدم تطبيق مبادئ الحكم الرشيد، أو الحوكمة

العشوائية في العمل

التساهل إلى حد كبير في منح الائتمانات المختلفة

سوء توظيف العنصر البشري، وضعف القدرة على إدارة الموارد البشرية في العمل، بحيث لا يتمّ توظيف الشخص المناسب من حيث المؤهلات والخبرات والمهارات في المكان والمنصب المناسبين لهذه المواصفات

البيروقراطية التي تتمثّل في اتخاذ القرارات من الجهات العُليا فقط، دون إشراك الفئات الأخرى، وفرضها على كافة المستويات والمناصب والأقسام الوظيفية في المنظمات

تركيز كبار المسؤولين وصناع القرار في الدولة على مصالحهم الشخصية بدلاً من مصالح المنظمة، وشيوع الفساد والمحسوبية والاختلاس على حساب مصلحة العمل والاستثمار، مما يعيق عمليات الإنتاج والتوظيف السليم والتنمية الشاملة

عدم مشاركة الموظفين في عملية التخطيط الاستراتيجي، فالخطط تصل جاهزة للتنفيذ دون مناقشة

عدم القدرة على الاستجابة مع الظروف والمتغيرات، وخاصة مع زيادة سرعة وتيرة التغيرات على كافة الأصعدة، بما في ذلك الأصعدة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية وكذلك التقنية والتكنولوجية، علماً أنّ هذا التغير هو المسؤول عن صنع الفرص والتهديدات

ضعف الثقافة التخطيطية لدى الموظفين، وخاصة الكبار في السن الذين لم يحصلوا على هذا الجانب خلال دراستهم الأكاديمية، وخلال بداية عملهم في الوزارات قبل سنين طويلة، فمعظم هؤلاء الأشخاص من أصحاب المناصب العليا؛ أي من صناع القرار

إهدار الأموال في الأماكن غير المناسبة

إضاعة الوقت، وعدم استغلاله بالأسلوب الأمثل

انتشار مظاهر الفوضى وعدم التنظيم، وعدم احتفاظ الإدارة بالمعلومات والبيانات المتعلقة بالعمل وأمور الموظفين والعمال الذين يعملون في المؤسسة ،وعدم وجود خطط واضحة ومنظمة معمول بها فالإدارة هي عملية تحقيق الأهداف المرسومة بالاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وفق منهج مُحدّد، وضمن بيئة معينة والإدارة فرع من العلوم الاجتماعية، وهي أيضًا عملية التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة على الموارد المادية والبشرية للوصول إلى أفضل النتائج بأقصر الطرق وأقل التكاليف المادية ، وبدون وجود ذّلك لا يمكن اعتبار وجود أدارة جيدة

متى تكون الادارة ناجحة؟

إن الإدارة الناجحة هي إتباع كافة الطرق لتوحيد والربط بين أهداف الفرد وأهداف المؤسسة، حيث يجب على قائد المؤسسة إتباع عدد من المقومات لكي يدير المؤسسة بشكل فعال، حتى يحقق الأهداف المنشودة

يجب أن يراعي المدير التركيز في الأعمال الرئيسية والتي التي تحقق أهداف المؤسسة بصفة عامة وأهداف القطاعات بصفة خاصة

متى تكون الادارة ناجحة؟

قوة الشخصية

تقدير الموظفين

التواصل المفتوح

الصفات القيادية

الذكاء العاطفيّ

مهارات الاستماع

التفكير الاستراتيجي

الإبداع والابتكار

ختاما : كيفية معالجة الفشل الإداري

أن الحديث عن الإصلاح الإداري لا بد وأن يبدأ من ثوابت تجعل من هذه العملية تسير وفق مسارات تضمن الوصول إلى نهضة شاملة في المنظومة الإدارية

أولا: الإصلاح الإداري غاية لا يمكن بلوغها دون المرور بالاطار التشريعي الناظم لعمل المؤسسات والإدارات المختلفة، لذا فإن السعي نحو إصلاح إداري يتطلب مراجعة للتشريعات ذات العلاقة خاصة ما يتعلق بأسس التعيين وذلك في اطار مصفوفات واحدة تضمن تنقيتها من الشوائب العالقة والثغرات القانونية والنصوص ذات الطابع العام التي تشكل أداة لإساءة استعمال السلطة والالتفاف على القانون تحقيقا لمآرب خاصة

ثانيًا: تفعيل أدوات المحاسبة والمساءلة تحقيقا للردع العام والخاص؛ فغياب الرقابة التي تؤدي إلى محاسبة المقصرين وعابري حدود القانون والأنظمة والتعليمات أدت إلى تراكم الأخطاء وتجذرها والتشجيع على ارتكابها لإيمان لديهم بضعف أدوات المساءلة بشقيها التأديبي والجزائي؛ فالأخطاء الجسيمة هي نتاج طبيعي لتراكم سلسلة من الأخطاء البسيطة التي توسعت وامتدت فأمست سلوكا مقبولا يتم التغاضي عنه. ثالثا: تعزيز قيم المؤسسية، هذه القيم التي يتخذ غيابها أشكالا مختلفة ابتداء من تفرد بعض الشخوص بالقرار في اطار السلطة الممنوحة لهم، عدم الالتزام بمنظومة القيم والمبادئ الوظيفية، الإقصاء الذي يعد شكلا من أشكال التمييز، لا بل أحد أشكال الفساد الإداري، تفشي ظاهرة التحالفات والزبائنية داخل المؤسسة، وسعي الأفراد لحماية أنفسهم أو الحصول على امتيازات أيضا من خلالها، وغياب ثقافة وقيم المؤسسية ابتداء لدى الأفراد، فلا يقيمون لها وزنا، ولا يقفون عند حدودهم أمامها. إن أي عملية إصلاح إداري لا يمكن أن تنهض بدون معالجة هذه الاختلالات البنيوية والتي مردها الأساسي ضعف البنى المؤسسية واعتمادها على الأشخاص

إنّ الضمانة الأساسية لتنقية الجهاز الإداري مما علق به من شوائب ، هو مبدأ سيادة القانون، هذا المبدأ هو «أساس الإدارة الحصيفة التي تعتمد العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص أساسا في نهجها، فلا يمكننا تحقيق التنمية المستدامة وتمكين شبابنا المبدع وتحقيق خططنا التنموية إن لم نضمن تطوير إدارة الدولة وتعزيز مبدأ سيادة القانون، وذلك بترسيخ مبادئ العدالة والمساواة والشفافية




:المصادر

ناجي العزي ، 22.3.2021 ، فشل الادارة وتراكم الاخطاء ، الحوار المتمدن

بشير الحافي ، 13.7.2021 ، الفشل الاداري وأسبابه ، مدونة الحافي

_ احمد مهدي مجذوب ، 18،5، 2022 ، مجموعة من اسباب فشل الادارة بالمنظمات ، ليبيا المستقبل

المقالات الأخيرة