وتهدف الأدوات النوعيّة للسياسة النقديّة إلى تنظيم وتخصيص وتوجيه الائتمان في جميع القطاعات، وذلك بما يتوافق مع الحالة الاقتصاديّة في الدولة، وهنالك العديد من أدوات السياسة النقديّة النوعيّة الموضّحة على النحو الآتي
ويشير هذا المصطلح إلى مبلغ نقديّ يدفعه العميل كهامش الجديّة مثلاً بنسبة من مبلغ التمويل وذلك للموافقة على منحه طلب التمويل، وبشكل أوضح يمكن أن يطلب البنك دفع مبلغ نقديّ مقدماً قيمته 10% من مبلغ الدين البالغ 100 ألف وبالتالي فيجب على العميل أن يمتلك دفعة تقدّر بـ 10 آلاف ليقوم البنك بتمويل العميل بالمبلغ المتبقي وهو 90 ألفًا، وتهدف هذه الأداة إلى توجيه الائتمان نحو القطاعات التي تحتاج التمويلات وتقليل نسبة الائتمان في القطاعات غير الضروريّة أو التي تعاني من التضخم، ففي القطاع الذي يشهد معدلات مرتفعةً من الأسعار بسبب أنَّ مستهلكيه يمتلكون سيولةً كافيةً فإنَّ البنك المركزيّ يزيد من متطلبات الهامش التي سيدفعها عملاؤه للحصول على قرض، والعكس صحيح في حالة أراد البنك المركزيّ توجيه الائتمان نحو قطاع آخر لا يعاني تضخمًا
ويشير ذلك إلى وسائل الإقناع التي يمارسها البنك على قطاع المصارف والبنوك من غير القيام بإجراءات صارمة، فهو أقرب ما يكون إلى طلب أو اقتراح، فيتم مشاركة التوقعات المكونة لدى البنك المركزيّ وخطته المرسومة لتقييد الائتمان أو تحريره في حالات التضخم والركود، فتقوم البنوك بالمساعدة في تنفيذ خطة البنك المركزيّ عبر سلسلة من الاقتراحات التي يقدّمها البنك المركزيّ لهذه البنوك
يتم تحديد مبلغ الائتمان المسموح للبنوك التجاريّة إقراضه، بحيث تهدف هذه الأداة إلى التقليل من المعروض النقديّ بشكل مباشر جداً، لأنَّ إقراض المزيد من الأموال في حالات معينة سيؤدي إلى زيادة الأموال الموجودة لدى الأفراد فيزيد ذلك من احتماليّة إنفاقها على الاستهلاك والاستثمار؛ الأمر الذي سيزيد من حالات التضخم والذي يعد أمراً سلبياً في حالات الازدهار وإيجابيًّا في حالات الركود
إدارة الائتمان الاستهلاكي
تقوم هذه الأداة بتنظيم وإدارة الإنفاق الائتمانيّ على قطاع الاستهلاك، وذلك من خلال وضع نسبة ثابتة وأرقام محددة ودفعات مقدّمة للحصول على هذا النوع من الائتمان؛ مثل تحديد الأقساط الشهريّة وهامش الجديّة ومبلغ القرض للسلع التي يتم بيعها عن طريق الأقساط أو عن طريق الإيجار المنتهي بالتمليك
يقوم البنك بتوجيه العديد من الأوامر والخطوات التي يجب على البنوك في الدولة اتّباعها، وتختلف هذه الخطوات في كل وقت فهي غير ثابتة؛ حيث يمكن للبنك توجيه البنوك إلى زيادة حصة قطاع معين من الائتمان أو تقليص حصة قطاع آخر مثلاً
يقوم البنك المركزيّ بفرض العقوبات على أيّ بنك لم يلتزم بالتوجيهات التي تمَّ طرحها من قبل البنك المركزيّ، وذلك لأنَّ عدم الالتزام بهذه التوجيهات سيعرقل سير السياسة النقديّة لتحقيق أهدافها، ويمكن أن تكون هذه العقوبات مثلًا: فرض حظر حكوميّ للتعامل مع هذا البنك، أو الامتناع عن خصم الأوراق التجاريّة ورفع الأسعار على البنك، أو رفض طلبات البنك في الحصول على ائتمان عند تجاوز التزامات هذا البنك لرأس ماله
يقوم البنك المركزيّ بنشر العديد من التقارير التي توضح إيجابيات وسلبيات الأنظمة المتبعة من قِبل البنوك، وتوفير معلومات عن كيفية توجيه الائتمان من قِبل البنوك إلى القطاع الصحيح الذي يحقق البنك من خلاله أهدافه في تحقيق الربح وبنفس الوقت الذي يحقق البنك المركزيّ أهدافه عن طريق السياسة النقديّة