اجراءات حمائية تتخذها عدد من الدول
على جانب اخر ونتيجة للإجراءات الحمائية التي قامت بها اكثر من عشرين دولة ، حيث فرضت قيوداً على التصدير حسب ما اعلنه المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية
وهنا قامت الاجهزة المعنية في مختلف الدول عبر عناصرها باستهداف اقامة مشروعات غذائية داخل الدولة و خارج حدود الدولة ، تتضمن تحقيق الامن الغذائي لشعوبها وذلك عبر مشروعات استثمارية طويلة الاجل او شراكات مع دول تتوفر فيها الميزات النسبية كالماء، الاراضي الصالحة ، المواقع القريبة من الموانئ ، توفر الايدي العاملة الرخيصة وغيرها ...
وكل هذه الميزات تتوفر بكثرة في بعض الدول الاسيوية ودول امريكا اللاتينية ، لكن عامل البعد الجغرافي يلعب دورا حاسما لصالح دول اسيا كالفلبين و اندونيسيا وتركيا التي تمتاز بتعدد مصادر المياه بها
ومن المعلوم أن العلاقات السياسية للدول المحايدة في الحرب الروسية و الاوكرانية ، تلعب دورا مهما في اختيار الدول المستهدفة من الاستثمار في الامن الغذائي او الشراكة معها .. كما تلعب قوانين الاستثمار وتشريعاته المرنة دورا بارزا في الدولة المستهدفة في هذا النوع من الاستثمار
وفي هذا الصدد تشير بعض دوائر المراقبة ان عدد من دول الخليج لجأت لهذا التحرك السريع لتحقيق الامن الغذائي لشعوبها ودرء خطر الازمة عنهم وخاصة ان مصادر المياه في الخليج عموما محدودة ولا تكفي لاحتياجات هذا النوع من التشريعات الزراعية الكبيرة فضلا عن هذه الدول تواجه خطر التصحر وخطر التشريعات والقوانين المحتملة التي تفرض الاعتماد على الطاقة النظيفة في مقابل الطاقة التقليدية التي هي المسؤولة على التلوث وتداعياته على المناخ وتغيراته
لقد اصبح الأمر معقدا جدا الان على مستوى الدول التي تعتمد في دخلها على الطاقة التقليدية كالبترول وغيره .. حيث ستكون ورقة تغير المناخ اداة تحكم جديدة في يد الدول الكبرى على الدول الاخرى .. بذريعة حماية العالم من التلوث والحد من تغيرات المناخ التي تهدد العالم باختفاء جزر بل مدن وبلاد بأكملها
هناك ركيزتان في قدرات الدولة الزراعية حسب المفهوم الحديث للأمن الغذائي ، ما قد يزيد الوزن النسبي لدولة صغيرة امام دولة كبيرة بغض النظر عن حجم ما تملكه الدولة من مساحات منزرعة او كمية المياه المتوافرة المتدفقة وهما
البذور : ومدى امتلاك الدولة لمراكز بذور تحتوي على سلالات قوية تمثل امهات يمكن ان تبقى سنوات طويلة وتأخذ الدولة ما تشاء منها ولاتضعف بمرور الزمن وتكون امنة صحياً
تقنيات حديثة وذكية للري والتلقيح عبر الصوبات الزراعية التي قد يرتفع بعضها ليصل الى 15 متر مما يضاعف المساحة المنزرعة ويضاعف المحصول اضعافاً كثيرة
ومن المعلوم ان المفاهيم الجديدة في الزراعة وامتلاك الدولة تقنيات حديثة وذكية يضاعف من قدراتها الزراعية وبالتالي من تحقيقها لمفهوم الامن الغذائي لشعوبها بدرجة كبيرة .. فلم تعد الدول ذات المساحة الزراعية الكبيرة وذات مصادر المياه المتدفقة وذات التربة الخصبة هي الاقوى فحسب في مجال الزراعة ، بل بتعديل بسيط وصغير في جدول الاوزان النسبية لقوى الدولة في مجال الزراعة / الاقتصاد ، بين دولتين احداهما صغيرة والاخرى كبيرة بقياس مراكز البذور _ تقنيات الري الحديث _ التلقيح الذكي _ الصوبات الزراعية ... ( يمكن ان تكون النتيجة في صالح الدولة الصغيرة وبالتالي تمكن القوة الصغيرة من ان تهزم قوة اكبر او جيش نظامي )
لقد استشرفت القيادة السياسية في عدد من الدول احتمالية ازمة غذاء في وقت مبكر ، فيها من خلال تكليف الجهات المختصة بعمل مشروعات زراعية كبيرة
وقد حققت هذه المشروعات الكفاية والوفرة في كثير من المحاصيل للسوق المحلي في هذه الدول وضبط الاسعار وايضا في التصدير لبعض المحاصيل للدول الاخرى ، من خلال العمل على مسارات متوازية وهي
تأمين مصادر استيراد قائمة واخرى بديلة
وخلاصة القول .. ان الغذاء اصبح سلاحاً استراتيجيا في يد الدول المنتجة والمصدرة ، وقد تضغط به على الدول المستوردة لتحقيق اهداف سياسية ، ولازالت اسعار المواد الغذائية اخذه في الارتفاع الى جانب ازدياد التضخم الذي لا يزال يعرقل الى حد كبير سلاسل الامدادات العالمية .. كما ان ارتفاع واقع تغير المناخ يهدد الانتاج في كثير من المناطق الزراعية في العالم بمزيد من الجفاف والفيضانات و ارتفاع درجات الحرارة وحرائق الغابات ونضوب مصادر المياه الطبيعية يمثل سيناريو مخيف