بعد مرور أكثر من عقد على الربيع
العربي الذي شهده عام 2011، والحرب المدنية التي عقبته في ليبيا، وبعد سنوات من عدم
الاستقرار السياسي والتبعات الاقتصادية لجائحة كوفيد -19، أصبحت البلاد في حالة انتقالية
هشة نحو السلام والاستقرار.
وقد أدى وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين
الاول 2020 إلى تمهيد الطريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية في مارس/آذار 2021. ومع ذلك،
ما تزال هناك قضايا أساسية لم يتم البت فيها، مما يجعل ليبيا عاجزة عن المضي قدمًا
لوضع دستور جديد أو عقد انتخابات حرة عامة. وأدت الأزمة التي استمرت طويلًا والشفافية
المحدودة إلى أزمة سيولة وانخفاض قيمة العملة، وهو الأمر الذي أنهك شبكات الأمان الاجتماعي،
وأدى إلى تراجع التقدم الذي تحقق مسبقًا من أجل الحد من سوء التغذية. ولا يزال هناك
حوالي 324 ألف شخص في حاجة إلى مساعدات غذائية.
وقد حافظت ليبيا - التي تعد تاريخيًا
واحدة من أكثر البلدان إنتاجًا للنفط في العالم - على فوائض تجارية كبيرة. وعلى الرغم
من أن الثروة النفطية لم تنتقل إلى المواطنين العاديين، إلا أنه حتى عام 2011 تمكنت
دولة الرفاهية التي توفر التعليم والرعاية الصحية المجانية من تعويض التكاليف التي
تكبدتها الأسر للإنفاق على الغذاء إلى حدٍ ما.
ومنذ عام 2018، عزز برنامج الأغذية
العالمي من تواجده الميداني في ليبيا، ونساعد الآن ما يقرب من 90 ألف شخص في مختلف
أنحاء البلاد كل شهر، ويتضمن ذلك المساعدات المقدمة من خلال تدابير تشمل المساعدات
الغذائية المقدمة إلى الأشخاص الضعفاء، والأشخاص موضع الاهتمام، وبرنامج التغذية المدرسية
المهتم بقضايا التغذية الحساسة، وبرنامج تنمية الرأس مال البشري للشباب والنساء، وبرنامج
إنشاء الأصول المجتمعية المهتم بالنزاع، ودعم تعزيز القدرات.
وعلاوة على ذلك، قد بنى برنامج
الأغذية العالمي شراكات مع الحكومة الليبية، والمنظمات الدولية، والهيئات غير الحكومية
المحلية، وشركاء المجتمع المدني، والقطاعات الخاصة، والأوساط الأكاديمية، ومراكز البحوث،
ومراكز بناء السلام، والمجتمعات المانحة. وقد قمنا بذلك بما يتماشى مع إطار عمل الأمم
المتحدة للتعاون في مجال التنمية المستدامة. ويقدم برنامج الأغذية العالمي أيضًا خدمات
عند الطلب، مثل الدعم اللوجيستي الذي يساعد شركاء الأمم المتحدة في الوصول إلى الأشخاص
الذين يعتمدون على دعم هؤلاء الشركاء لتقديم الخدمات لهم.
. المساعدات الغذائية
يساعد برنامج الأغذية العالمي الأشخاص
الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي والمستضعفين، بما في ذلك المتضررين من الأزمات
من النازحين داخلياً والعائدين والسكان غير النازحين واللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين
الذين يعيشون في المناطق الحضرية، ويقدم برنامج الأغذية العالمي المساعدات الغذائية
العامة والطارئة من خلال توزيع المساعدات العينية والقسائم الإلكترونية للسلع، فضلاً
عن المساعدات الغذائية الطارئة.
. بناء القدرة على الصمود وسبل
كسب العيش
تهدف المساعدات الغذائية التي يقدمها
برنامج الأغذية العالمي في مقابل أنشطة التدريب، والمصممة بالتعاون مع الشركاء والمجتمعات
المحلية، إلى زيادة قدرة الأسر على الصمود من خلال تزويد الأشخاص المحتاجين بدورات
تدريبية على المهارات المهنية تتماشى مع احتياجات أسواق العمل المحلية.
. التغذية المدرسية
يعمل برنامج الأغذية العالمي مع
وزارة التربية والتعليم الليبية لتقديم وجبات مدرسية يومية للأطفال في جنوب البلاد.
كما قدم برنامج الأغذية العالمي التدريب لمراكز التنسيق المعنية بالتغذية المدرسية
وتولى البرنامج - بالترادف مع وزارة التربية والتعليم والمجتمعات المحلية - إدارة المخيم
الصيفي للتغذية بهدف تثقيف الأطفال والآباء حول التغذية والصحة. وتهدف عملية البرنامج
في النهاية إلى أن تسلم للحكومة استراتيجية وطنية للتغذية المدرسية.
. تنسيق العمل الإنساني والخدمات
الأساسية المشتركة
يقود برنامج الأغذية العالمي قطاع
الأمن الغذائي وقطاع اللوجستيات وقطاع الاتصالات في حالات الطوارئ. وكذلك يدير البرنامج
الخدمة الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، من أجل توفير وصول جوي آمن وموثوق
إلى ليبيا لموظفي التنمية والإغاثة الإنسانية ونقل البضائع الخفيفة من خلال الرحلات
الجوية المنتظمة التي تربط بين الشرق والغرب.. وفي عام 2019، افتتحت عمليات البرنامج
أيضًا مركز الأمم المتحدة في بنغازي.
. تقييم البحث والمراقبة
يتيح برنامج الأغذية العالمي استجابة هادفة ومنسقة
من خلال خطوات تشمل مشاركة نشرات رسم خرائط تحليل الضعف مع الشركاء الإنسانيين والإنمائيين،
واستطلاعات الأمن الغذائي والحماية الاجتماعية للفئات الضعيفة من المهاجرين وغير الليبيين.
كما يعمل برنامج الأغذية العالمي مع الحكومة والوكالات الأخرى والمنظمات غير الحكومية
على رصد نتائج الأمن الغذائي، وتقييمات الاحتياجات المتعددة القطاعات، ورصد أسعار السوق
المحلية، والتقييمات في الصمود والتغذية ومجالات أخرى.