مع إنطلاق الألعاب الأولمبية بباريس
في نسختها الثالثة والثلاثين و التي ستُعقد من 24 يوليو إلى 11 أغسطس 2024 يُنتظر أن
تشهد هذه النسخة منافسات قوية ومثيرة عبر مجموعة واسعة من الألعاب لا سيما في لعبة
كرة القدم حيث يتنافس أبرز المنتخبات من مختلف قارات العالم.
تُعتبر باريس المدينة الرئيسية
المضيفة لهذا الحدث العالمي ولكن المنافسات ستُجرى أيضًا في 16 مدينة أخرى في فرنسا
القارية، بالإضافة إلى موقع فرعي في تاهيتي ببولينيزيا الفرنسية.
فازت باريس بحق استضافة الألعاب
خلال الدورة الـ131 للجنة الأولمبية الدولية، التي عقدت في ليما بيرو في 13 سبتمبر
2017 جاء ذلك بعد انسحاب ثلاث مدن من المنافسة، حيث وافقت اللجنة على منح باريس استضافة
الأولمبياد الصيفي لعام 2024 بينما ستُستضاف الألعاب الصيفية لعام 2028 في لوس أنجلوس
تشمل دورة الألعاب الأولمبية هذا
العام 32 رياضة أولمبية متنوعة، منها 28 رياضة أساسية بالإضافة إلى 4 رياضات مضافة.
- نشأة الألعاب الأولمبية
كانت الألعاب الأولمبية القديمة
عبارة عن مزيج من مهرجانات دينية ورياضية تقام كل أربع سنوات في حرم زيوس في أولمبيا
باليونان
كانت المنافسة تتم بين ممثلي العديد
من دول المدن وممالك اليونان القديمة وكانت ألعاب القوى هي المنافسات الرياضية الرئيسية
في برنامج تلك الدورات، وكذلك كان البرنامج بتضمن الرياضات القتالية مثل المصارعة ورياضة
بانكراتيو اليونانية، بالإضافة إلى مسابقات الخيل وأحداث سباق العربات.
لقد كتب على نطاق واسع أنه خلال الألعاب كان يتم
تأجيل جميع النزاعات بين دول المدن المشاركة حتى انتهاء الألعاب عُرف وقف الأعمال العدائية
هذا باسم السلام أو الهدنة الأولمبية وقد سمحت الهدنة لأولئك الحجاج الدينيين الذين
كانوا يسافرون إلى أولمبيا بالمرور عبر الأراضي المتحاربة دون مضايقة لأنهم كانوا محميين
من قبل زيوس.
إلا أن هذه الفكرة لاقت بعض النقد
حيث اعتبرها البعض ما هي إلا مجرد أسطورة حديثة لا أساس لها من الصحة، لأن اليونانيين
لم يعلقوا حروبهم أبدًا. يكتنف أصل الألعاب الأولمبية الغموض والأساطير وواحدة من أكثر
الأساطير شيوعًا تعتبر هرقل (هيراكليس) ووالده زيوس هم أسلاف ومؤسسي الألعاب الأولمبية
وفقًا للأسطورة كان هيراكليس هو أول من أطلق على الألعاب تسمية «الأولمبية» وأرسى تقليد
عقدها كل أربع سنوات وتستمر الأسطورة بسرد الأحداث بأنه بعد أن أكمل هيراكليس أعماله
الإثني عشر، قام ببناء الملعب الأولمبي تكريما لزيوس وبعد الانتهاء من بنائه قام بالسير
بخط مستقيم لمسافة 200 خطوة، وأطلق على هذه المسافة «ستاديون» والتي أصبحت فيما بعد
وحدة قياس للمسافة تضمنت الألعاب القديمة أحداث الجري، الخماسي (القفز، رمي القرص،
رمي الرمح، الجري، والمصارعة) الملاكمة المصارعة بانكراتيو وأحداث الفروسية تقول التقاليد
أن كورويبوس وهو طباخ من مدينة إليس كان أول بطل أولمبي.
- تطور الألعاب الأولمبية الحديثة
وروادها
تم توثيق عدة استخدامات مختلفة
لمصطلح «أولمبي» لوصف بعض الأحداث الرياضية في العصر الحديث وذلك منذ القرن السابع
عشر كان أول حدث من هذا القبيل هو ألعاب كوتسوولد أو «ألعاب كوتسوولد أوليمبيك» وهو
اجتماع سنوي بالقرب من قرية شيبينغ كامبدين في إنجلترا يتضمن رياضات مختلفة تم تنظيمه
لأول مرة من قبل المحامي روبرت دوفر بين عامي 1612 و 1642 وهو مستمر إلى يومنا هذا
حيث ذكرت الجمعية الأولمبية البريطانية في عرضها المقدم لإستضافة دورة الألعاب الأولمبية
لعام 2012 في لندن بأن هذه الألعاب تعتبر التحركات الأولى لمبادرات بريطانيا الأولمبية.
- بدأ الاهتمام اليوناني بإعادة
إحياء الألعاب الأولمبية بالتزامن مع حرب الاستقلال اليونانية عن الدولة العثمانية
في عام 1821 وأول من اقترح إعادة عقد الألعاب الأولمبية هو الشاعر والمحرر باناجيوتيس
سوتسوس وذلك في قصيدته «حوار الموتى» التي نُشرت عام 1833وكان إيفانجيلوس زابا وهو
يوناني روماني ثري، قد راسل ملك اليونان أوتو عام 1856، عارضاً عليه تمويل إحياء دائم
للألعاب الأولمبية وفعلاَ رعى زابا أول دورة ألعاب أولمبية في عام 1859 التي سميت تكريما
له باسم «أولمبياد زابا» والتي أقيمت في ميدان مدينة أثينا. شارك بهذه الدورة رياضيون
من اليونان والدولة العثمانية قام زابا بتمويل ترميم ملعب باناثينايكو القديم حتى يتمكن
من استضافة جميع الألعاب الأولمبية المستقبلية. استضاف الملعب الألعاب الأولمبية في
عامي 1870 و 1875 سُجل حضور ثلاثون ألف متفرج لدورة عام 1870 ولا يوجد سجلات حضور رسمية
متاحة لدورة ألعاب 1875.
- بعد ذلك تم استضافة الألعاب الأولمبية
الأولى التي أقيمت تحت رعاية اللجنة الأولمبية الدولية في ملعب باناثينايكو في أثينا
عام 1896 جمعت الألعاب 14 دولة و 241 رياضيًا شاركوا في 43 حدثًا كان زابا وابن عمه
كونستانتينوس زابا قد تبرعو بوديعة للحكومة اليونانية لتمويل الألعاب الأولمبية المستقبلية.
- ثم جاءت الألعاب البرالمبية وهي
حدث رياضي خاص بالرياضيين من ذوي الإحتياجات الخاصة في عام 1948 وبالتزامن مع انعقاد
أولمبياد لندن 1948 نظّم الطبيب البريطاني لودفيج جوتمان مجموعة من الأنشطة الرياضية
بين عدة مستشفيات، شارك بهذا الحدث جرحى الحرب العالمية الثانية من الجنود في سبيل
تعزيز إعادة تأهيلهم صحياً ونفسياً واستخدام الرياضة كوسيلة للشفاء أصبح هذا الحدث
الرياضي يُعرف باسم ألعاب ستوك ماندفيل، وكان يقام سنوياً على مدى الإثنا عشر سنة التالية.
- وفي عام 1960 حضر 400 رياضي إلى
روما للتنافس في «الألعاب الأولمبية الموازية»، التي أقيمت بالتوازي مع الألعاب الأولمبية
الصيفية، والتي أصبحت تُعرف باسم أول ألعاب بارالمبية. منذ ذلك الحين تقام الألعاب
البرالمبية في كل عام أولمبي، وبدءًا من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 1988 في سول
أصبحت المدينة المضيفة للألعاب الأولمبية تستضيف أيضا الألعاب البارالمبية. وقعت اللجنة
الأولمبية الدولية (IOC) واللجنة البارالمبية الدولية (IPC) اتفاقية
في عام 2001 تضمن بأن المدن المضيفة سيتم التعاقد معها على إدارة كل من الألعاب الأولمبية
والألعاب البارالمبية دخلت الإتفاقية حيز التنفيذ في دورة الألعاب الصيفية لعام
2008 في بكين وفي دورة الألعاب الشتوية لعام 2010 في فانكوفر.
- اما عام 2001 وضع رئيس اللجنة
الأولمبية الدولية آن ذاك جاك روج مخطط لإنشاء دورة ألعاب خاصة بالرياضيين الذين تتراوح
أعمارهم بين 14 و 18 سنة وتمت الموافقة على الإقتراح خلال اجتماع الدورة 119 للجنة
الأولمبية الدولية عام 2007 أقيمت الألعاب الأولمبية الصيفية الأولى للشباب في سنغافورة
في الفترة من 14 إلى 26 أغسطس 2010، في حين أقيمت الألعاب الأولمبية الشتوية الأولى
للشباب في إنسبروك النمساوية في الفترة من 13 إلى 22 يناير 2012 هذه الألعاب أقصر من
الألعاب الأولمبية الأساسية حيث تستمر النسخة الصيفية اثني عشر يومًا، بينما تستمر
النسخة الشتوية تسعة أيام. تسمح اللجنة الأولمبية الدولية لـ 3500 رياضي و 875 مسؤولًا
بالمشاركة في الألعاب الأولمبية الصيفية للشباب و 970 رياضيًا و 580 مسؤولًا في الألعاب
الأولمبية الشتوية للشباب.
- نمت المشاركة في الألعاب الأولمبية
الصيفية من 241 مشاركًا مثلوا 14 دولة في عام 1896 إلى أكثر من 11200 مشارك، مثلوا
207 دولة في عام 2016 نطاق وحجم الألعاب الأولمبية الشتوية أصغر على سبيل المثال استضافت
بيونغ تشانغ 2922 رياضيًا من 92 دولة في عام 2018 يقيم معظم الرياضيين والمسؤولين طوال
مدة الألعاب فيما يسمى بالقرية الأولمبية. حيث يتم تصميم مركز الإقامة هذا ليكون منزلًا
مكتفيًا بذاته لجميع المشاركين الأولمبيين ومجهز بالكافيتريات والعيادات الصحية ومراكز
لممارسة الشعائر الدينية.
وفقَا للميثاق الأولمبي تسمح اللجنة
الأولمبية الدولية بتشكيل اللجان الأولمبية الوطنية التي تقوم بتمثيل الدول في الحركة
الأولمبية
- التأثير الاقتصادي والاجتماعي
على المدن والبلدان المضيفة
يششكك العديد من الاقتصاديين في
الفوائد الاقتصادية لاستضافة الألعاب الأولمبية مؤكدين أن مثل هذه «الأحداث الضخمة»
غالبًا ما يكون لها تكاليف كبيرة بينما تسفر عن فوائد قليلة نسبيًا على المدى الطويل
وعلى العكس من ذلك يبدو أن استضافة الألعاب الأولمبية (أو حتى تقديم عرض للاستضافة)
تزيد من صادرات البلد المضيف، حيث يرسل البلد المضيف أو البلد المرشح إشارة حول الانفتاح
التجاري عند تقديم العطاءات لاستضافة الألعاب علاوة على ذلك، تشير الأبحاث إلى أن استضافة
الألعاب الأولمبية الصيفية لها تأثير إيجابي قوي على المساهمات الخيرية للشركات التي
يقع مقرها الرئيسي في المدينة المضيفة، والتي يبدو أنها تفيد القطاع غير الربحي المحلي
يبدأ هذا التأثير الإيجابي في السنوات التي تسبق الألعاب وقد يستمر لعدة سنوات بعد
ذلك، وإن لم يكن بشكل دائم. تشير هذه النتيجة إلى أن استضافة الألعاب الأولمبية قد
تخلق فرصًا للمدن للتأثير على الشركات المحلية بطرق تفيد القطاع غير الربحي المحلي
والمجتمع المدني.
كما كان للألعاب آثار سلبية كبيرة
على المجتمعات المضيفة؛ على سبيل المثال أفاد مركز حقوق الإسكان وحالات الإخلاء أن
الألعاب الأولمبية شردت أكثر من مليوني شخص على مدى عقدين من الزمن وغالبًا ما أنحصر
أثرها الإيجابي على الإثرياء دون ان ينعكس بشكل متناسب على الفئات المحرومة.
كانت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية
لعام 2014 في سوتشي أغلى دورة ألعاب أولمبية في التاريخ حيث تجاوزت تكلفتها 50 مليار
دولار أمريك ووفقًا لتقرير البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير الذي تم إصداره بالتزامن
مع انعقاد الألعاب فإن هذه التكلفة لن تعزز الاقتصاد الوطني لروسيا ولكنها قد تجذب
الأعمال إلى سوتشي ومنطقة كراسنودار الجنوبية في روسيا في المستقبل وذلك نتيجة للخدمات
الجديدة والمحسنة في المنطقة.
اللجنة الأولمبية الدولية
تضم الحركة الأولمبية عددًا كبيرًا
من المنظمات والاتحادات الرياضية الوطنية والدولية والشركاء الإعلاميين المعترف بهم
وكذلك الرياضيين والمسؤولين والقضاة وكل شخص آخر ومؤسسة توافق على الالتزام بقواعد
الميثاق الأولمبي بصفتها المنظمة الجامعة للحركة الأولمبية فإن اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) مسؤولة عن اختيار المدينة المضيفة والإشراف على
تخطيط الألعاب الأولمبية وتحديث واعتماد برنامج الألعاب الأولمبية، والتفاوض بشأن حقوق
الرعاية والبث
تتكون الحركة الأولمبية من ثلاثة
عناصر رئيسية:
1 - الاتحادات الدولية (IFs) وهي الهيئات الإدارية التي تشرف على رياضة ما على
المستوى الدولي على سبيل المثال، الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الدولي
للكرة الطائرة ويوجد حاليًا 35 اتحاداَ دولياَ في الحركة الأولمبية تمثل كل من الرياضات
الأولمبية.
2 - اللجان الأولمبية الوطنية (NOCs) وهي اللجان التي تمثل وتنظم الحركة الأولمبية في
كل بلد على سبيل المثال، اللجنة الأولمبية الروسية (ROC) هي اللجنة الأولمبية الوطنية لدولة الاتحاد الروسي
ويوجد حاليًا 205 لجنة أولمبية وطنية معترف بها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.
3 - اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية
(OCOGs) هي لجنة مؤقتة ومسؤولة عن تنظيم دورة ألعاب أولمبية واحدة معينة حيث
يتم حل اللجنة المنظمة بعد كل دورة بمجرد تسليم التقرير النهائي إلى اللجنة الأولمبية
الدولية.
كما ينظم الحركة الأولمبية و الأنشطة التي تشرف عليها و الدورات التي تقدمها دستور يعد القاعدة الجامعة للأحكام والقوانين التي تقرها اللجنة الأولمبية الدولية وفي حالة وجود نزاع أو خلاف حول تفسير أو تطبيق هذه القرارات يتم الفصل فيها عن طريق المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية وفي بعض الحالات عن طريق التحكيم أمام هيئة التحكيم الرياضي CAS التي أٌنشئت عام 1993م وتتشكل المحكمة من عشرين قاضياً وتعدّ هيئة عليا مستقلة عن اللجنة الأولمبية الدولية.
المصدر: موقع
ويكيبيديا
----------------------------
المصدر: أخبار 365
الكاتب : سارة علي
التاريخ :
20/7/2024