الجزء الأول :
نشرت مجموعة الأزمات الدولية تقريرا
مطولا عن الصراعات التي تتعين مراقبتها خلال عام 2024 وقالت إن العام الجديد يبدأ بسلسلة
من الأزمات السياسية حول العالم أدت إلي حروب مشتعلة في كثير من الدول مما تسبب في
حدوث أزمات مفجعة علي جميع المستويات السياسية و الاقتصادية و الصحية في حين تخفق الجهود
الدبلوماسية لإنهاء الاقتتال في أرجاء العالم كافة.
وأشار التقرير إلى أن مزيدا من
قادة العالم يسعون لتحقيق أهدافهم بالطرق العسكرية، ويعتقد كثيرون منهم أن بمقدورهم
الإفلات من العقاب.
أولاً الأزمات السياسية
ونورد في ما يلي تلخيصا لأهم الصراعات
و الحروب التي وردت في التقرير:
- غزة
تسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع
غزة التي تلت عملية "طوفان الأقصى" التي قادتها حركة المقاومة الإسلامية
(حماس) في السابع من أكتوبر الماضي في نقل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ
عقود طويلة إلى فصل جديد.
وبات جليا بعد مرور ما يقرب من
عام كامل أن العمليات العسكرية الإسرائيلية لن تجتث حركة حماس، كما يزعم القادة الإسرائيليون،
وأن محاولة القيام بذلك قد تقضي على ما تبقى من غزة بعد الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع.
ويبدو أن استمرار الحرب لا يعني
على الأرجح بداية الجهود الرامية إلى إحياء عملية السلام حسبما يزعم بعض زعماء الغرب،
بل تعني نهاية أي مسار سياسي معترف به ولم يسبق في تاريخ هذا الصراع أن بدا السلام
بعيدا لهذه الدرجة.
- مواجهة إقليمية محتملة
لا أحد يريد مواجهة إقليمية، لا
إيران وما توصف بأذرعها في المنطقة، ولا الولايات المتحدة وإسرائيل. ولكن هناك طرقا
عديدة يمكن للحرب على غزة أن تشعل من خلالها فتيل تلك المواجهة.
ولعل أخطر النقاط الساخنة في مثل
هذا الوضع هي الحدود بين إسرائيل ولبنان، ومع اقتراب إيران من امتلاك القدرة النووية،
وفق التقديرات الغربية، فإن أميركا تجد نفسها أمام خيارين: إما أن تتقبل وجود خصم نووي
لدود، أو أن تحاول درأه بالقوة، ومن شأن ذلك أن يؤدي -على نحو شبه مؤكد- إلى المواجهة
الإقليمية التي تريد واشنطن تفاديها.
- السودان
وضعت الحرب التي اندلعت أبريل بين
الجيش وقوات الدعم السريع، السودان على حافة الانهيار وبينما يخيم شبح الإبادة الجماعية
مرة أخرى على إقليم دارفور غربي البلاد، فإن قوات الدعم السريع المسؤولة عن كثير من
عمليات القتل، وفق تقارير حقوقية- قد تكون على وشك الاستيلاء على البلاد.
والحالة هذه هناك حاجة إلى دبلوماسية
أكثر إلحاحا. فقد يكون لانهيار السودان تداعياته على مناطق الساحل، والقرن الأفريقي
والبحر الأحمر فنافذة الحل على وشك أن تُغلق.
- أوكرانيا
تحولت الحرب الروسية الأوكرانية
إلى "لعبة كرة قدم" سياسية في واشنطن، ولكن ما يحدث على أرض المعركة سوف
يحدد أمن أوروبا في المستقبل.
فإذا استولت موسكو على مزيد من
الأراضي الأوكرانية، فإن أجزاء من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة ستكون التالية
في قائمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
- لبنان
مع اشتداد حدة التوتر على جبهة
لبنان بين حزب الله وإسرائيل، تعكس التصريحات الإسرائيلية ما يبدو أنها "حرب لا
مفر منها" ستكون كارثة حقيقة على كلا الطرفين.
وبسبب وجود إدراك دولي لحجم الكارثة،
تتواصل الجهود الدبلوماسية على أمل إقناع الجانبين بضرورة درء الخطر في هذه المرحلة
الحساسة من تاريخ المنطقة.
تقول الصحيفة إن إسرائيل إذا قررت
شن حرب لإضعاف حزب الله، فقد تتضمن هذه الحرب غزوا بريا محدودا لجنوب لبنان، وهذا وحده
يشكل مهمة عسكرية كبرى، ففي عام 2006 عندما خاض الجانبان حرباً استمرت أربع و ثلاثون
يوماً، استخدمت فرق حزب الله مئات الأسلحة المضادة للدبابات، الأمر الذي صدم الجيش
الإسرائيلي.
وفي عام 2006، هاجمت القوات الجوية
الإسرائيلية نحو 100 هدف في اليوم، أما الآن يتفاخر الضباط الإسرائيليون بالقدرة على
ضرب أكثر من 3000 هدف.
خسر حزب الله على مدى 9 أشهر ماضية
ما يقرب من 400 مقاتل ومعظم بنيته التحتية العسكرية في الجنوب، ويقول مسؤولون استخباراتيون
غربيون إن إيران لا تعتقد أن الحزب مستعد لحرب كبيرة.
- إثيوبيا
بدأ العام المنصرم 2023 بأخبار
سعيدة لإثيوبيا، لكنها أنهته بكثير مما يدعو للخوف فقد كانت الحرب "الوحشية"
في إقليم تيغراي (شمال البلاد) على وشك الانتهاء.
واستولى متمردو الأمهرة أغسطس الماضي
على بلدات في إقليمهم الواقع شمال غربي إثيوبيا لفترة وجيزة ولا يعد تمرد إقليم الأمهرة
مصدر الصداع الوحيد لرئيس الوزراء آبي أحمد؛ فهو يواجه أيضا تمردا راسخا من القوميين
الأورومو وسط البلاد.
ومع تنامي عدم الثقة في العلاقات
المضطربة بين إثيوبيا وإريتريا، فإن أي اشتباكات قد تحدث بالخطأ بين الدولتين الجارتين
ستحمل في طياتها نُذُر مواجهة باهظة التكلفة.
- منطقة الساحل الأفريقي
في عام 2023، أطاح جيش النيجر بالرئيس
محمد بازوم الصديق المقرب للغرب، مما أسهم في تعزيز سلطة العسكر في جميع أنحاء منطقة
الساحل، حيث شهدت دولتا مالي وبوركينا فاسو، بدورهما، انقلابين عسكريين.
- الولايات المتحدة والصين
سعى الرئيسان الأميركي جو بايدن
والصيني شي جين بينغ، في اجتماعهما الذي عُقد نوفمبر الماضي إلى إعادة ضبط ما كان بمثابة
تراجع حاد في العلاقات بين البلدين لكن مصالحهما الأساسية لا تزال تتصادم في منطقة
آسيا والمحيط الهادي وقد تكون الانتخابات في تايوان والتوترات في بحر جنوب الصين اختبارا
لانفراج في العلاقات.
ولعل الخطر الأكبر يتمثل الآن في
احتمال وقوع صدام بين الطائرات أو السفن الصينية والأميركية ولربما تصدر عن إدارة بايدن
خاصة في عام الانتخابات هذا تصريحات تثير غضب بكين، فقد يطرح المشرعون الأميركيون المناهضون
للصين على طاولة الكونغرس مشاريع قوانين تتعارض مع "سياسة الصين الواحدة"
المرتبطة بتايوان.
ثانياً : الأزمات الغذائية
يؤدي تزايد الصراعات والظواهر الجوية
المتطرفة الناجمة عن تغير المناخ إلى تفاقم الأزمات الغذائية في العالم، فيما أظهر
تقرير صادر عن "اليونيسف" أن أكثر من ربع الأطفال في العالم يواجهون جوعاً
شديداً، ما يعني أن واحداً من كل أربعة أطفال يعاني من المجاعة.
وقالت وكالة تنمية الطفل التابعة
للأمم المتحدة في أكبر دراسة لها على الإطلاق حول هذه القضية إن 27% من الأطفال دون
سن الخامسة على مستوى العالم يعانون من فقر غذائي حاد في عام 2022، بحسب ما نقلت جريدة
"فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير اطلعت عليه "العربية.نت".
"فاو": ارتفاع مؤشر أسعار الغذاء العالمية للشهر
الثالث في مايو الماضي
ويعيش أكثر من ثلث الأطفال المتضررين
البالغ عددهم 181 مليون طفل في جنوب آسيا، حيث يقع اثنان من كل خمسة أطفال رضع تحت
خط الفقر الغذائي، والذي تحدده اليونيسف بأنه الاستهلاك اليومي لمجموعتين فقط من المجموعات
الغذائية الثمانية، مع تضرر بلدان مثل أفغانستان والهند بشكل خاص.
وتفاقمت المشكلة بسبب تزايد
"الصراعات والصدمات المناخية والأزمات الاقتصادية"، مما زاد من صعوبة عثور
الأسر على الأكل وتحمل تكاليف الطعام المغذي لأطفالها الصغار، وفقا لما ذكرته هارييت
تورليس المؤلفة الرئيسية للتقرير واختصاصية التغذية في "اليونيسف".
وقالت الوكالة إن هناك حاجة أيضاً
إلى اتخاذ إجراءات لمكافحة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانتشار الأطعمة غير الصحية،
واستراتيجيات تسويق الأغذية الضارة، وممارسات تغذية الأطفال السيئة.
وأضافت: "نتوقع أن تستمر هذه
الاتجاهات إذا لم يتم القيام بأي شيء". وتابعت: "يجب رفع مستوى الفقر الغذائي
لدى الأطفال باعتباره أولوية تنموية وإنسانية".
ووفقاً لتقرير آخر حديث صادر عن
شبكة معلومات الأمن الغذائي فإن الحروب هي السبب الرئيس للفقر الغذائي، حيث واجه ما
يقرب من 135 مليون شخص في 20 دولة انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2023 نتيجة الصراعات،
وهو ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 82% عن عدد المتضررين في عام 2018 والذي بلغ 74 مليون شخص.
وفي غزة، ساهمت الحرب التي شنتها
إسرائيل في زيادة كبيرة في معدلات الجوع بين الأطفال، حيث تشير التقديرات إلى أن
88% من الأطفال يعيشون الآن في فقر غذائي حاد، وهو أحد أعلى المعدلات المسجلة على الإطلاق
في الأراضي الفلسطينية، مقارنة بـ13% في عام 2020.
وفي حين وجد التقرير أن نسبة الأطفال
الذين يعيشون في فقر غذائي حاد لم تتغير إلا بالكاد في نصف البلدان الـ64 التي تعود
بياناتها إلى عام 2012، فإن ما يقرب من خُمس البلدان التي شملتها الدراسة قبل عقد من
الزمن شهدت تدهوراً في أوضاعها.
يتبع ...............
المصدر: موقع الجزيرة نت
التاريخ : 2/1/2024
-----------------------------
المصدر: صحيفة اليوم السابعش
الكاتب : فاطمة شوقى
التاريخ : 6/8/2024
-----------------------------
المصدر: العربية نت
التاريخ : 8/6/2024