تعتمد
ليبيا اعتماداً كبيراً على المياه الجوفية، والتي تمثل أكثر من 97% من المياه المستخدمة.
وفي الماضي، كانت المياه الجوفية تستخرج من الآبار المحفورة ذات القطر الكبير
باستخدام الأدوات التقليدية، حيث كانت مستويات المياه قريبة من السطح.
خلال
الطفرة النفطية في أوائل الستينيات، ازداد سحب المياه الجوفية بسرعة كبيرة، مما
أدى إلى استخدام مضخات الطرد المركزي ومضخات الغمر لإدارة تراجع منسوب المياه الجوفية.
حيث
تم تحديد ستة أحواض لاستغلال المياه الجوفية وفقًا لخصائصها الفسيولوجية والجيولوجية
والهيكلية والهيد وجيولوجية المختلفة. كما تم تصنيف موارد المياه الجوفية في هذه
الأحواض إلى نوعين وفقاً لمصادرها: المتجددة وغير المتجددة.
حيث
انه في دولة قاحلة إلى حدٍ كبير مثل ليبيا، تعتبر المياه النظيفة ذات قيمة بشكل
أكبر لتلبية الاحتياجات البشرية والإنتاج الزراعي.
قد أدى التلوث الناتج عن تسرب مياه البحر والحفر
لاستخراج النفط إلى وضع جودة المياه تحت الضغط وخفض الإمداد القابل للاستخدام.
وبالتالي، تعتبر جودة المياه قضية حرجة.
فإن
موارد المياه السطحية في ليبيا – من الينابيع أو التي يتم جمعها في خزانات السدود
– مقيدة للغاية وتساهم بأقل من 3% من إجمالي موارد المياه المستخدمة. معظم
الينابيع ذات نوعية مياه جيدة، ومع ذلك، يوجد بعدد قليل منها ملوحة بمستوياتٍ
تجعلها غير مناسبة للشرب. وهذه هي ينابيع بنغازي و الجبل الأخضر وطبرق ، وتاورغاء، ووادي كعام، والجفارة، ونفوسة/
الحمادة.
جودة
المياه الجوفية
تختلف
جودة المياه الجوفية، ممثلةً بإجمالي المواد الصلبة الذائبة، من حوض لآخر.
البيانات المقدمة هي المعلومات الوحيدة
المتوفرة، حيث لا يتم إجراء رصد دوري في جميع أنحاء ليبيا.
-
حوض مرزق
إن طبقات المياه الجوفية الضحلة، والذي يتم
استغلال مياهها عادةً بواسطة الآبار المحفورة يدوياً، تتراوح ملوحتها (المواد
الصلبة الذائبة) بين 1000 إلى 4000 ملليغرام لكل لتر (ملغم/ لتر)، والتي قد تزيد
إلى أكثر من 5000 ملغم/ لتر في محيط السبخات. تحتوي طبقات المياه الجوفية العميقة،
والتي يتم استغلالها بواسطة الآبار المحفورة، على محتوى قليل جداً من الملح يتراوح
من 100 إلى 200 ملغم/ لتر. يمثل هذا الوضع خطراً كبيراً يتمثل في اختلاط المياه من
طبقات المياه الجوفية الضحلة مع تلك الموجودة في طبقات المياه الجوفية العميقة بسبب
التسرب الرأسي للأسفل.
-
سهل الجفارة
الطبقة
الرباعية- البليوسينية- الميوسينية: جودة المياه من هذه الخزانات جيدة، حيث تبلغ
نسبة المواد الصلبة الذائبة أقل من 1000 ملغم/لتر. تتأثر المناطق الواقعة على طول
الساحل بين صبراتة والزاوية ومحيط طرابلس المباشر بتسرب مياه البحر، مما يؤدي إلى
زيادة ملوحة المياه الجوفية بأكثر من 5000 ملغم/ لتر.
-
الخزان الجوفي الرملي أبو شيبة
إجمالي
المواد الصلبة الذائبة في هذه الخزانات جيد عادةً، ويتراوح ما بين 1000 إلى 2000
ملغم/ لتر.
-
تكوين العزيزية
بشكلٍ عام، جودة المياه متوسطة إلى سيئة، حيث
تتراوح المواد الصلبة الذائبة ما بين 2000 إلى 4000 ملغم/ لتر.
-
الكُفرة والسرير
تتمثل
جودة المياه في هذه الأحواض في المياه المستخرجة من آبار الكفرة. جودة المياه
ممتازة، حيث تتراوح المواد الصلبة الذائبة من 150 إلى 250 ملغم/ لتر. قد تكون نسب
الملوحة في طبقات المياه الجوفية الضحلة أعلى بسبب التبخر الحاصل في السبخات. ينتج
الحجر الرملي الميزوزوي نوعية جيدة من المياه، بنسب مواد صلبة ذائبة أقل من 500
ملغم/ لتر، باستثناء الجزء العلوي من الخزان الجوفي في المناطق التي يكون فيها
مستوى المياه قريباً من السطح. تشير آبار النفط المحفورة في طبقات المياه الجوفية
من العصر الباليوزي إلى أن هذه المياه عذبة، بنسب مواد صلبة ذائبة أقل من 1000
ملغم/ لتر.
-
الجبل الأخضر:
تتراوح جودة المياه الجوفية في
جميع أنحاء هذه المنطقة عادة ما بين 450 إلى 3000 ملغم/ لتر من المواد الصلبة الذائبة.
تظهر بعض طبقات المياه الجوفية في الحوض اختلافات في الجودة حتى في نفس طبقة
المياه الجوفية بسبب تعقيد نظام الترسيب البحري الكربوني. يعتبر كبريتيد
الهيدروجين شائعاً في بعض الأماكن بينما يحتوي البعض الآخر على تركيزات عالية لعسر
الماء. تعاني المنطقة الساحلية الشمالية من الحوض من تسرب مياه البحر نتيجة لزيادة
استغلال المياه الجوفية. لهذا السبب، ترتفع ملوحة الخزان الجوفي الساحلي.
أشارت
دراسة حديثة إلى أن طبقات المياه الجوفية العميقة في وسط ليبيا تحتوي على مياه
كبريتية ساخنة (42-80 درجة مئوية) مع بعض المعادن (المغنيسيوم والحديد). وخلصت
الدراسة إلى أن هذا النوع من المياه يمكن استخدامه لأغراض علاجية وفقاً لمعايير
المواصفات الصحية الأمريكية.
شبكة
الصرف الصحي ومياه الصرف الصحي المعالجة
قدرت
مصلحة الإحصاء والتعداد في ليبيا نسبة عدد سكان المناطق الحضرية والريفية الذين
تتوفر لديهم شبكات الصرف الصحي بـ 45%، في حين يتم خدمة 54% بواسطة مستودعات الصرف
الصحي في الموقع. تم تجهيز شبكات الصرف الصحي بأكثر من 6000 كيلومتر من خطوط
أنابيب نقل/ جمع مياه الصرف الصحي. منذ عام 1971، تم بناء أكثر من 70 محطة معالجة،
وأرقام أخرى إما قيد التعاقد أو تحت الإنشاء لخدمة أكثر من 400 منطقة حضرية وشبه
حضرية. في الوقت الحاضر، تعمل 19 محطة فقط إلى حدٍ مقبول، وتنتج 200,000 متر مكعب
في اليوم. تم تصميم محطات معالجة مياه الصرف الصحي لإنتاج التدفقات المناسبة للري
الزراعي، باستخدام تقنية معالجة الحمأة المنشطة المعدلة في المدن الكبيرة، في حين
يتم استخدام برك الأكسدة في الموقع في المناطق الريفية أو المواقع البعيدة.
تحسن
الوصول إلى المرافق الصحية بشكلٍ أفضل في جميع أنحاء ليبيا تدريجياً في العقود
الأخيرة. ووفقاً لتقرير المجلس العربي للمياه/ مركز البيئة والتنمية للمنطقة
العربية وأوروبا (AWC/CEDARE)، فقد ارتفع الوصول إلى الصرف الصحي الآمن من
85% في عام 1990 إلى 97% في عام 2005.
يتم
تمويل بناء وتشغيل وصيانة شبكات الصرف الصحي حالياً من خلال الأموال العامة فقط،
على الرغم من أن من المأمول أن يؤدي السماح بمشاركة القطاع الخاص في تنظيم القطاع
إلى تغيير ذلك.
المخاطر
البيئية والصحية
يحصل
تلوث البيئة من مصادر مختلفة، وهي تسرب مياه البحر إلى الخزان الجوفي الساحلي،
وتصريف المحلول الملحي من محطات تحلية المياه، ومن مواقع مطامر البلدية غير
المبطنة، والتصريف المباشر لمياه الصرف الصحي في الوديان، وإلقاء النفايات الصناعية
دون ضوابط. ومع ذلك، يعتبر تسرب مياه البحر نتيجة الإفراط في استخراج المياه
الجوفية أخطر ملوثات المياه الجوفية. حيث أن المنطقة الانتقالية ما بين المياه
المالحة والمياه العذبة تقدمت نحو الداخل ما بين 5-10 كيلومترات في منطقة طرابلس
في الفترة 1957-1995 نتيجة لانخفاض منسوب المياه الجوفية، مصحوباً بزيادة الملوحة
حتى 18000 ملغم/ لتر في عام 1995.
المراجع
_
ب، ن، 25/8/2020، الموارد المائية في ليبيا، ليبيا المصدر.
_ب
،ن 12.1، جودة المياه في ليبيا، ليبيا
المصدر.