اسم
البوليساريو انتقاء للحروف الأولى لعبارة اسبانية تعني: "الجبهة الشعبية لتحرير
الساقية الحمراء ووادي الذهب".
تأسست
الجبهة في 20 مايو 1973 بهدف إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية.
بدأ
النشاط العسكري للبوليساريو أثناء الاستعمار الإسباني للمنطقة وقد تلقت مساعدات من
ليبيا والجزائر
أعلنت
ما بين 1975 و1976 تأسيس "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" وشكلت
حكومة في منطقة تندوف بأقصى الجنوب الجزائري.
تولى
رئاسة الجبهة مصطفى سيد الوالي الرقيبي لمدة ثلاث سنوات منذ تأسيسها عام 1973 حتى مقتله
في 9 يونيو/ حزيران 1976 خلال هجوم على العاصمة الموريتانية نواكشوط، فخلفه محمد عبد
العزيز أمينا عاما للجبهة ورئيساً لمجلس قيادة الثورة من أغسطس 1976 حتى وفاته في مايو
عام 2016 عندما تولى إبراهيم غالي.
قضية
الصحراء الغربية
الصحراء
الغربية منطقة شاسعة تقع شمال غربي افريقيا ومساحتها حوالي 266 ألف كيلومتر مربع، ويدير
المغرب نحو 80 بالمئة منها والباقي تديره جبهة البوليساريو.
وتشير
التقديرات إلى أن عدد السكان حوالي نصف مليون يتوزعون على المدن الرئيسية في المنطقة،
التي خضعت للاستعمار الإسباني في الفترة الممتدة من 1884 إلى 1976 وبعد خروجه تنازع
السيادة عليها المغرب وجبهة البوليساريو.
فقد
صعدت الجبهة من وتيرة عملياتها وقامت بالتحريض على المظاهرات المطالبة بالاستقلال،
بينما اتجه المغرب وموريتانيا إلى محكمة العدل الدولية.
وفي
16 أكتوبر 1975 أعلن المغرب تنظيمه "المسيرة الخضراء" باتجاه منطقة الصحراء،
وفي يناير/كانون الثاني 1976 تم الإعلان عن قيام "الجمهورية العربية الصحراوية
الديمقراطية" بدعم من الجزائر.
وقد
قام المغرب بدءا من ثمانينيات القرن الماضي ببناء جدار رملي حول مدن السمارة والعيون
وبوجدور لعزل المناطق الصحراوية الغنية بالفوسفات والمدن الصحراوية الأساسية، وجعل
هذا الجدار أهم الأراضي الصحراوية في مأمن من هجمات البوليساريو وتعزز موقف المغرب
بتخلي ليبيا منذ 1984 عن دعم البوليساريو وانشغال الجزائر بأزمتها الداخلية.
لماذا
تدعم الجزائر البوليساريو؟
تقول
الجزائر إن دعمها للبوليساريو مسألة مبدأ مثل دعمها لنيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا
من قبل ودعمها للقضية الفلسطينية، بينما يرى بعض المراقبين أن العلاقة بين الجزائر
والجبهة باتت تاريخية كما أن الجبهة أصبحت جزءا من شبكة الحلول الأمنية الجزائرية.
في
حين يقول الضابط الجزائري السابق، أنور مالك إن سبب هذا الدعم الجزائري لا يتعلق بما
تعلنه الجزائر من "عدالة القضية" فقط، "بل لأن الجزائر وجدت فرصة لتصفية
حسابات قديمة ومتجددة مع المغرب، حيث إن له أطماع معروفة في الصحراء الجزائرية وأيضا
توجد منافسة على الزعامة في المغرب العربي".
دور
منظمة الاتحاد الأفريقي لتسوية القضية
كانت
منظمة الوحدة الأفريقية أول من بادر للبحث عن تسوية للقضية، وخاصة في مؤتمرها التاسع
عشر المنعقد بأديس أبابا عام 1983. لكن انسحاب المغرب عام 1984 من المنظمة عندما اعترفت
بـ"الجمهورية العربية الصحراوية" عرقل مساعيها.
وقد
لعبت الجزائر دورا بارزا في دعم قضية استقلال الصحراء الغربية على المسرح السياسي الدولي
وفي هذا الإطار جاء اعتراف منظمة الوحدة الأفريقية بالحكومة الصحراوية.
واستمر
غياب المغرب عن المنظمة حتى عاد إلى عضوية الاتحاد الإفريقي في يوليو/تموز عام
2016 رغم استمرار اعتراف الاتحاد بالجبهة، لكن عودة المغرب كان لها أسبابها المرتبطة
بالواقع السياسي والاقتصادي للمنطقة.
دور الأمم المتحدة للتوصل إلى حل للمشكلة
منذ
عام 1988 طرحت الأمم المتحدة حلولا متنوعة للقضية شملت الاستفتاء الذي كان مطروحا
خلال ثمانينيات القرن الماضي والذي كان سيؤدي إلى أحد خيارين، الأول الانضمام للمغرب
وهو أمر ترفضه البوليساريو ، والثاني الانفصال عنه وتكوين دولة الصحراء الغربية المستقلة
وهو أمر غير مقبول للمغرب.
وقد
قامت الأمم المتحدة بوضع الترتيبات الكاملة لتنظيم عملية الاستفتاء بدءا بإقرار وقف
إطلاق النار بين الجانبين 1991، لكن عملية الاستفتاء تعطلت بسبب عدم الاتفاق على من
يحق له المشاركة فيه.
وكان
هناك اقتراح منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا واسعا تحت الإدارة المغربية، فرفضت البوليساريو
الاقتراح وتضامنت معها الجزائر في حين وافق المغرب.
وطرح
كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة خيار التقسيم حلا رابعا عام 2002 على
أن يكون للمغرب الثلثان وللبوليساريو الثلث، فرفض المغرب.
وفي
عام 1991، بدأت الأمم المتحدة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية.
وهدد
المغرب في عام 2016 بعدم السماح لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة العاملة في
الصحراء الغربية بعد أن استخدم الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيرس، خلال
زيارته لمدينة تندوف، تعبير "الاحتلال" في إشارة إلى ضم المغرب لمنطقة الصحراء
بعد انسحاب الاستعمار الاسباني عام 1975.
اما
عن دور الولايات المتحدة في القضية فقد عبرت
الولايات المتحدة مرارا عن مساندتها للخطة التي طرحها المغرب لمنح الصحراء الغربية
حكما ذاتيا، معتبرة الخطة "واقعية وذات مصداقية."
وكانت
الرباط قد طرحت في عام 2007 خطة تمنح الصحراء بموجبها قدرا كبيرا من الحكم الذاتي ولكن
مع الاحتفاظ برموز السيادة المغربية كالعلم والنشيد الوطني والعملة المغربية.
أبعاد
الأزمة الإنسانية في المنطقة
تعتبر
أزمة الصحراء الغربية واحدة من أطول الصراعات السياسية والانسانية في العالم.
لجأ
خلال هذه الحرب الكثير من الصحراويين إلى الجزائر حيث يقيمون في مخيمات منذ عقود.
ويتباين
تقدير عددهم حيث ينسب موقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين للحكومة الجزائرية القول
إنه يوجد 165 ألف لاجئ صحراوي في المخيمات الخمس الموجودة قرب تندوف في حين تشير بعض
وكالات الأمم المتحدة إلى أن العدد يتراوح بين 90 و125 ألف لاجئ.
وتشير
وكالات الأمم المتحدة إلى أن هؤلاء اللاجئين يعيشون في ظل ظروف صعبة.
المصدر: بي
بي سي نيوز
الكاتب : وليد
بدران
التاريخ :
6/5/2018
-----------------------
المصدر:
صحيفة اليوم السابع
الكاتب : عبد
الوهاب الجندى
التاريخ :
3/5/2018