ماذا بعد اغتيال نصرالله؟
فرع القاهرة

ماذا بعد اغتيال نصرالله؟

 المجلس الأطلسي يرسم مستقبل «حزب الله» وإيران

 

في ضربة إسرائيلية ضخمة استهدفت قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، قُتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الشخصية التي غيّرت لعقود المشهد السياسي في لبنان والمنطقة بأسرها. عملية الاغتيال لم توقف عمليات القصف في لبنان ولا إطلاق الصواريخ اتجاه الشمال الإسرائيلي من لبنان. لكن السؤال الذي بات يفرض نفسه الآن: "ماذا بعد؟"

مقتل نصر الله يمثل حدثا مفصليا يثير تساؤلات جديّة حول مستقبل حزب الله، ويترك فراغا كبيرا في لبنان والمنطقة، فضلا عن تساؤلات متعلقة باستمرارية مشروعه في "مواجهة إسرائيل"، فكل الأنظار تتجه نحو كيفية تعامل الحزب مع هذا التحول التاريخي.

يُصنَّف حزب الله، الذي يحظى بدعم وتمويل من إيران، "منظمة إرهابية" في دول غربية عدة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وكذلك بعض الدول العربية. بينما تعتبر الحكومة اللبنانية حزب الله "مجموعة مقاومة شرعية" ضد إسرائيل ولها كتلة برلمانية في مجلس النواب اللبناني.

تأجيل الإعلان عن خليفة نصرالله

ورجح بلانفورد تأخر الإعلان عن خليفة لنصرالله بالنظر إلى مقتل عدد من القيادات في الغارة الجوية نفسها على الضاحية الجنوبية، وهو ما قد يعقد عملية إعادة إرساء القيادة والسيطرة على الحزب بأكمله، ما قد يجعله عرضة للتحركات الإسرائيلية التالية.

وتساءل ما إذا ستدفع عملية اغتيال نصرالله إيران و«حزب الله» إلى استخدام أنظمة الصواريخ الموجهة بدقة المتطورة، التي من شأنها إنزال أضرار أكبر بـ«إسرائيل»؟

من جهته، توقع الباحث في شؤون الشرق الأوسط، وليام ف. ويشلر، أن يؤدي اغتيال نصرالله إلى «إشعال التوترات ودخول المنطقة بأسرها في جولة جديدة من العنف.

كما يرى أن «اغتيال نصرالله، والحملة التي قضت على عدد من قيادات حزب الله خلال الأيام الماضية، إلى جانب الغارات الجوية في سورية وإيران، ساعدت في استعادة جزء من مصداقية الجيش الإسرائيلي والموساد التي فقدتها يوم السابع من أكتوبر.

ورجح ويشلر «أن تستغل إسرائيل ظهور أي فرصة مماثلة سانحة لقتل يحيي السنوار في غزة»، مشيرا إلى أن عديد من المسؤولين الأميركيين أقروا بأن «التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أمر غير واقعي في الوقت الراهن، وأن التخلص من السنوار هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب على غزة».

 

 

أثر الاغتيال على توازن محور المقاومة ومخاطر تهدد السلم الاجتماعي في لبنان

من جهته، ناقش زميل مبادرة «سكوكروفت» للأمن في الشرق الأوسط، أحمد فؤاد الخطيب، تداعيات اغتيال نصرالله على توازن محور المقاومة التابع لإيران في منطقة الشرق الأوسط.

وقال: «اغتيال نصرالله وتدمير حزب الله، الذي يبدو أنه في حالة من الفوضى، يشكل هزيمة فادحة لدعاية المقاومة التي روجتها إيران ووكلاؤها على مدى العقدين الماضيين الواقع أن هذا الاغتيال يوضح عبثية استثمار طهران مليارات الدولارات في لبنان وغزة واليمن والعراق، يبدو أن المنطقة تشهد بداية نهاية محور المقاومة الإيراني».

وأضاف: «في غضون عشرة أيام، جرى اغتيال أو تحييد كامل القيادات العليا السياسية والعسكرية لحزب الله، إلى جانب الآلاف من الأعضاء والقادة من المستوى المتوسط، ناهيك عن تدمير كميات كبيرة من الذخائر الاستراتيجية التي كان من الممكن أن تهدد المدن والأهداف الإسرائيلية».

وقد نجح «حزب الله» خلال السنوات التي تلت حرب العام 2006 في تعزيز نفوذه السياسي الإقليمي وموقفه في المنطقة بدعم من طهران، وشبكة من المجموعات والمنظمات في دول الشرق الأوسط.

وقد ناقشت زميلة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز رفيق الحريري، سارة الزعيمي، تداعيات اغتيال نصرالله على الوضع الداخلي الهش في لبنان.

وقالت: «اغتيال نصرالله ربما يكون قاتلا بالنسبة إلى وحدة لبنان الانقسامات آخذة في الاتساع بالفعل بين معارضي حزب الله، الذين يتهمونه بتحويل البلاد إلى رهينة، وبين المؤيدين الراغبين في الانتقام.

وأضافت سارة: «قد يمثل ذلك تهديدا للسلم الاجتماعي في لبنان، ونهاية اتفاق الطائف لعام 1989، الذي وضع حداً للحرب الأهلية التي استمرت خمسة عشر عاماً في بلد يتميز بمزيجه الديني والعرقي، المكون من ثماني عشرة طائفة معترف بها.

وتابعت: «قد يتفاقم الخلاف الطائفي مع تورط جهات إقليمية، مثل الحشد الشعبي العراقي، التي تنتظر فتوى الجهاد من المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، للانخراط في الصراع. في حين ينتظر أكثر من أربعين ألف مقاتل تابعين لإيران على الحدود السورية - اللبنانية استعدادا للهجوم.

تحديات جديدة في ظل غياب نصر الله

من جهته، رأى الزميل غير المقيم في برامج الشرق الأوسط، أرييل إزراحي، أن اغتيال نصرالله قد يكون خطوة إضافية في طريق استعادة الهدوء والسلام بمنطقة الشرق الأوسط، مع كبح طموح إيران التوسعي في المنطقة.

غير أنه أكد أن ذلك يتطلب استراتيجية سلام إقليمية تفضي إلى حل الدولتين. كما يتطلب تنفيذ بعض الخطوات الرئيسية، أبرزها وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، ووجود حكومة تقودها السلطة الفلسطينية بدعم من القوى العربية والغربية.

أضف إلى ذلك ضرورة الاتفاق على إعادة بناء قطاع غزة، واستئناف الجهود لترسيم الحدود البرية الإسرائيلية - اللبنانية، إلى جانب خطوات إضافية تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية بين «إسرائيل» ولبنان.

 

 

 

المصدر: بوابة الوسط

الكاتب : هبة هشام

التاريخ : 29/9/2024

----------------------------------

المصدر: بي بي سي نيوز

الكاتب : ديما ببيلي

التاريخ : 28/9/2024

المقالات الأخيرة