ليبيا رابع أكبر دول أفريقيا وخزان عالمي للنفط والغاز الطبيعي الجزء الثاني
فرع القاهرة

ليبيا رابع أكبر دول أفريقيا وخزان عالمي للنفط والغاز الطبيعي

الجزء الثاني

الحكم الإسلامي

كانت شعوب شمال أفريقيا تعاني من أوضاع أمنية وسياسية مزرية عشية الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا، بسبب الحروب الطويلة التي شنتها القبائل ضد الحكم البيزنطي وتسببت في إنهاك قواها، وكان الأمازيغ كارهين لحكم البيزنطيين لتعسفهم في جباية الضرائب، وحين فتح القائد عمرو بن العاص مصر، أدرك أن الوجود البيزنطي في معاقل برقة وطرابلس قد يكون مدعاة لخطوة عسكرية مضادة من قبلهم، فأرسل قائده عقبة بن نافع في أولى حملاته العسكرية للوقوف على الأوضاع العامة في تلك المناطق وضمها للمسلمين استطاع المسلمون مصالحة قبائل الجنوب الليبي في زويلة ومناطق فِزان، كما صالحوا برقة عام 642 م، وسيطر عمرو بن العاص على ثلثي مساحة ليبيا سلما، ثم أخضع المناطق التي واجه فيها بعض المقاومة، وبحلول عام 644 م، كانت ليبيا بأقاليمها تابعة للدولة الإسلامية.

اضطربت الأوضاع الداخلية في ليبيا بسبب الفراغ السياسي وانشغال المسلمين بعد استشهاد الخليفة عثمان بن عفان، ولما استقام الأمر لمعاوية بن أبي سفيان وجه إليها حملة عسكرية بقيادة عقبة بن نافع، وبعد أن استقرت الأوضاع، رأى معاوية أن تكون أفريقيا ولاية مستقلة عن ولاية مصر تضمّ معظم ليبيا وتونس وشرق الجزائر، وبعد وفاة يزيد بن معاوية انشغلت الدولة بانتقال الحكم من البيت السفياني إلى البيت المرواني، فأغار البيزنطيون على برقة، وتمكنوا من استعادة سيطرتهم على أفريقيا، وبقيت الأوضاع السياسية غير مستقرة إلى أن تولى عبد الملك بن مروان، واستطاع المسلمون استرجاع القيروان سنة 693 م.

مع بداية القرن الثامن الميلادي تعرّضت ليبيا والشمال الأفريقي عموما إلى سلسلة من الثورات، وتغلّب عبد الرحمن بن حبيب حفيد عقبة بن نافع على ولاية أفريقيا، في الوقت الذي كانت تواجه فيه جيوش الأمويين في الشرق هزائم متلاحقة أمام دعاة بني العباس. واقتسم ابن حبيب مع أشقائه السيطرة على ولاية أفريقية، وقد استغل النورمانديون هذه الفوضى فاستولوا على ساحل ليبيا بقيادة روجر الثاني حاكم صقلية، واستقروا في بعض المواقع إلى أن استنقذها الموحدون سنة 1159 م، فخضعت ليبيا في جزئها الغربي لدولة الموحدين، وللأيوبيين في المناطق الشرقية، وفي النصف الأول من القرن الـ13 الميلادي، تمكّن الحفصيون من إنشاء دولتهم في تونس واستطاعوا ضم كامل الأراضي الليبية إليهم. وفي عام 1510 م تعرضت ليبيا للعدوان من جانب الإسبان الذين احتلّوا طرابلس، لكن إسبانيا لم تتمكن من فرض نفوذها على الساحل الليبي فعليا، فسلم الإمبراطور شارلكان طرابلس إلى فرسان القديس يوحنا سنة 1530 م، واستمر هؤلاء فيها إلى أن طردهم العثمانيون منها سنة 1551 م. وقد شمل الحكم العثماني كافة أقاليم ليبيا، ولكن لم يمض قرن من الزمان حتى بدأ الضعف يدب في أوصال الدولة العثمانية، ومرت ليبيا بأوقات عصيبة نتيجة لاضطراب الأمن وعدم الاستقرار، وفي سنة 1711 م قاد أحمد القره مانلي ثورة شعبية أطاحت بالوالي العثماني، ووافق السلطان على تعيينه باشا على ليبيا ومنحه قدرا كبيرا من الحكم الذاتي.

واستمرت الدولة المانلية في حكم ليبيا حتى عام 1835 م، إذ قرر السلطان محمود الثاني التدخل مباشرة وأعاد سلطته وحكمه على ليبيا

الاستعمار

دخلت القوات الإيطالية ليبيا عام 1911، وحاولت الدولة العثمانية الدفاع عن ليبيا ولما وجدت نفسها غير قادرة على حمايتها، وقعت معاهدة "أوشي" في 18 أكتوبر/تشرين الأول 1912، تنازلت بموجبها عن حقوقها في حكم ليبيا وكان هذا الاتفاق إنهاء لحكم استمر نحو 360 عاما، في ذلك الوقت أدرك الليبيون أن عليهم أن يعتمدوا على أنفسهم، فنظموا صفوفهم وبدؤوا بحركة مقاومة واسعة ضد الاستعمار، واشتدت مقاومة الليبيين للقوات الإيطالية، مما حال دون تجاوز سيطرة الإيطاليين المدن الساحلية، ولما دخلت إيطاليا الحرب العالمية الأولى عام 1915، انضم أحمد الشريف، الذي كان يتولى قيادة المقاومة ضد الغزو الإيطالي في برقة، إلى جانب العثمانيين ضد الحلفاء، ولكن بعد هزيمة قواته تنازل عن الزعامة لإدريس السنوسي، وقاد الجهاد حينئذ عمر المختار وعدد من مشايخ القبائل العربية في منطقة الجبل الأخضر، وفي المنطقة الوسطى قاد الجهاد مجموعة من مشايخ القبائل أمثال حمد سيف النصر، وفي المنطقة الغربية قاد الجهاد مجموعة من الزعماء منهم رمضان السويحلي وأحمد المريض وعبد النبي بلخير.

وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية عام 1939، حاول الليبيون اغتنام الفرصة من أجل مواجهة قوات الاحتلال الإيطالي، وذلك بمساندة الجيوش البريطانية والفرنسية، للحصول على الاستقلال؛ إلا أن إيطاليا انسحبت من ليبيا بعد انتصار قوات الحلفاء، ووجدت ليبيا نفسها تحت سيطرة بريطانيا في إقليمي برقة وطرابلس في الشمال وفرنسا في إقليم فزان ناحية الجنوب.

وبدأ الليبيون خوض غمار النشاط السياسي من خارج ليبيا وداخلها، وتمثل ذلك في جمعيات وأحزاب وهيئات ومنظمات رافعت كلها لصالح الوحدة الوطنية والاستقلال وأدى هذا النشاط وتضافر الجهود إلى الدفع بالقضية الليبية إلى منبر الأمم المتحدة، ونتيجة للمفاوضات المضنية من قبل وفد من أحرار ومناضلي ليبيا للمطالبة بوحدة واستقلال ليبيا، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949 القرار رقم (289) الذي يقضي بمنح ليبيا استقلالها في موعد لا يتجاوز الأول من يناير/كانون الثاني 1952

الاستقلال

عام 1950 تكونت جمعية تأسيسية من 60 عضوا، يمثلون أقاليم ليبيا الثلاثة، وفي 29 مارس/آذار 1951 أعلنت الجمعية التأسيسية عن تشكيل "حكومة اتحادية مؤقتة" لليبيا في طرابلس برئاسة محمود المنتصر. ونُقلت السلطة إلى الحكومة الاتحادية والحكومات الإقليمية في 12 أكتوبر/تشرين الأول 1951، باستثناء ما يتعلق بأمور الدفاع والشؤون الخارجية والمالية التي نقلت بعد شهرين، وتم إعلان الدستور وقيام دولة على أساس نظام فدرالي يضم 3 ولايات هي طرابلس وبرقة وفزان، واختير إدريس السنوسي ملكا لـ"المملكة الليبية المتحدة" في 24 ديسمبر/كانون الأول 1951. وفي 26 أبريل/نيسان 1963 تم تعديل الدستور وتأسست "المملكة الليبية "وذلك بعد إلغاء النظام الاتحادي، واستمرت المملكة حتى الانقلاب الذي قاده معمر القذافي في الأول من سبتمبر/أيلول 1969، وأنهى حكم الملك إدريس الأول وأعلن قيام "الجمهورية العربية الليبية"، وفي عام 1969 وقعت ليبيا ومصر والسودان معاهدة طرابلس الرامية إلى مشروع وحدة لم يتحقق بين ليبيا والسودان ومصر، وفي عام 1971 اتفقت ليبيا وسوريا ومصر على الوحدة وإعلان "الجمهورية العربية المتحدة" في الأول من يناير/كانون الثاني 1972، وكان نشوب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 بين إسرائيل ومصر نهاية لمشروع الوحدة، وعانت ليبيا في عهد القذافي من علاقات متوترة مع دول الجوار، وقُطعت العلاقات الليبية البريطانية عام 1984 إثر مقتل شرطية بريطانية بطلقة نارية أمام السفارة الليبية مما أدى إلى طرد 30 موظفا ليبيا من السفارة، كما شهدت العلاقة مع الولايات المتحدة صدامات حادة أدت إلى وضع ليبيا على القائمة السوداء لدى أميركا عام 1977، وحظرت الولايات المتحدة الصادرات إلى ليبيا باستثناء الغذاء والدواء عام 1982، ومنعت توريد النفط الليبي إلى أراضيها. وفي عام 1986 شنت القوات الجوية الأميركية غارات على طرابلس وبنغازي وتسببت في مقتل 44 شخصا بينهم ابنة القذافي بالتبني، انتقاما لعملية إرهابية وقعت في برلين الغربية، وعقب تفجير طائرة "لوكربي" الأميركية عام 1988 أسقط سلاح الجو الأميركي طائرتين ليبيتين في خليج سرت، وفي عام 1989 انفجرت طائرة "يو تي إيه" الفرنسية في أجواء النيجر واتُهم النظام الليبي بتدبير الحادث، وساءت نتيجة لذلك العلاقات الفرنسية-الليبية، وفي عام 1992 فرض مجلس الأمن الدولي حظرا جويا على ليبيا، وأصدر القرار (883) عام 1993، الذي شدد العقوبات على ليبيا وجمد الأموال الليبية في المصارف الخارجية كما شدد الحظر على النفط الليبي، وحين تعهدت ليبيا بدفع تعويضات لأسر ضحايا طائرة لوكربي، صوت مجلس الأمن الدولي عام 2003 على قرار يقضي برفع العقوبات المفروضة على ليبيا، كما تعهدت ليبيا بتقديم تعويضات إضافية لضحايا الطائرة الفرنسية ومن ثم بدأت العلاقات الرسمية الليبية مع أميركا ودول أوروبا بالاتجاه نحو الانفراج

الثورة

تزامنا مع اشتعال الربيع العربي، اندلعت المظاهرات الليبية ضد نظام القذافي في 17 فبراير/شباط 2011 في بنغازي، واتسع نطاقها حتى شملت جميع أنحاء البلاد منها العاصمة طرابلس، وتحول الحراك السلمي إلى ثورة مسلحة استمرت نحو 7 أشهر، وتُوج الحراك بإعلان الثوار في 26 فبراير/شباط 2011 تشكيل "المجلس الوطني الانتقالي" وتولى وزير العدل المستقيل مصطفى عبد الجليل رئاسته، واعترف به عدد من دول العالم كفرنسا وبريطانيا وقطر والاتحاد الأوروبي وأميركا. وبعد حصوله على ضوء أخضر من الأمم المتحدة، بدأ تحالف بقيادة واشنطن وباريس ولندن قصفا جويا كثيفا على مقار القوات التابعة للقذافي ثم انتقلت قيادة العملية إلى حلف شمال الأطلسي.وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011، أُعلن مقتل القذافي بعد أسره من قبل ثوار ليبيا في مدينة سرت مع وزير دفاعه أبو بكر يونس وابنه المعتصم، وتم القبض على ابنه سيف الإسلام لاحقا، وبذلك أسدل الستار على نظام القذافي الذي حكم مدة 42 سنة، وشهدت ليبيا أولى الانتخابات التشريعية بعد 4 عقود من حكم القذافي في السابع من يوليو/تموز 2012، وصوّت الليبيون لاختيار أعضاء المؤتمر الوطني العام "البرلمان" الذي تسلم صلاحيات "المجلس الوطني الانتقالي" بعد شهر على انتخابه، وفي مايو/أيار2014 أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر بدء عملية ضد جماعات مسلحة في شرق ليبيا، وانضم ضباط من المنطقة الشرقية إلى صفوف "الجيش الوطني الليبي" الذي شكله وأصبحت ليبيا ساحة قتال.لكن ائتلاف "فجر ليبيا" الذي ضم كثيرا من الفصائل المسلحة، سيطر على العاصمة طرابلس في نهاية أغسطس/آب 2014، وبعد أسابيع من المعارك الدامية، أعاد إحياء "المؤتمر الوطني العام"، وهو البرلمان المنتهية ولايته، وتم تشكيل حكومة فضلا عن حكومة أخرى انبثقت عن البرلمان الذي استقر في شرق البلاد، وأصبح في ليبيا برلمانان وحكومتان

الاقتصاد

إجمالي الناتج المحلي: 45.75 مليار دولار (عام 2022 وفق البنك الدولي).

نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي: 6716.1 دولارا. (عام 2022 وفق البنك الدولي)، نمو إجمالي الناتج المحلي: -1.2% سنويا (عام 2022 وفق البنك الدولي).إجمالي البطالة: 20.7% سنويا (عام 2022 وفق البنك الدولي).

يشكل قطاع النفط العمود الفقري للاقتصاد الليبي، إذ يعتمد عليه بصورة رئيسية، مما يعني أن إيرادات ليبيا من النفط وصادراته تشكل مصدر الثروة الرئيسي للدولة، وفي نهاية عام 2021 حلت ليبيا ضمن أكبر 10 بلدان من حيث احتياطيات النفط والغاز الطبيعي المؤكدة على مستوى العالم، لامتلاكها نحو 3% من هذه الاحتياطيات، وفي عام 2021 استوردت أوروبا نحو 71% من صادرات ليبيا من النفط الخام والمكثفات، وفق مؤشرات البنك الدولي، وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا في 13 أغسطس/آب 2023 أن إجمالي إيراداتها من مبيعات النفط الخام والغاز والمكثفات والمنتجات النفطية البتروكيميائية في الربع الثاني من العام 2023 قد تجاوزت 5 مليارات دولار، ولكن الثورة الليبية عام 2011 جعلت إنتاج البلاد من النفط يقل كثيرا عن طاقتها الإنتاجية، ويسهم الطعن في شرعية المؤسسات والقيادة السياسية بشكل كبير في حالة انعدام الأمن والخسائر الاقتصادية، وقد تضرر الاقتصاد الليبي جراء الثورة وتداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا، وسبب الوضع الداخلي غير المستقر آثارا سلبية على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، إذ انخفض نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي بنسبة 50% بين عامي 2011 و2020، وتشير تقديرات خبراء البنك الدولي إلى أن الاقتصاد الليبي انكمش بنسبة 1.2% عام 2022 بسبب الحصار المفروض على إنتاج النفط خلال النصف الأول من العام، كما ارتفعت معدلات البطالة، وبلغ معدلها الرسمي 19.6%، ويعمل أكثر من 85% من العاملين في القطاعين العام وغير الرسمي، وزادت إيرادات المالية العامة بنسبة 16% عام 2022، مدفوعة بارتفاع عائدات النفط التي تشكل 97% من إيرادات المالية العامة، وتشير النتائج الرئيسية عام 2022، وفق صندوق الأمم المتحدة للسكان، إلى أن هناك نحو 804 آلاف شخص صنفوا أشخاصا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، منهم المهاجرون 28.8% والنازحون 16.4% والعائدون 14.3%.

أبرز المعالم في ليبيا

شكلت ليبيا موطنا لحضارات عريقة غارقة في القدم، وعلى أرضها توجد مواقع أثرية ومدن تاريخية شاهدة على تلك الحضارات التي قامت في المنطقة، كالحضارة الفينيقية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، إضافة إلى الحضارات المحلية للسكان الأصليين، قوس ماركوس أوريليوس: يقع في مدينة طرابلس وقد بُني عام 163 م، تخليدا لذكرى الإمبراطور ماركوس أوريليوس، ويعد القوس الأثري الروماني الوحيد المتبقي في مدينة طرابلس، موقع لبدة الأثري (لبتس ماغنا): ويقع في مدينة لبدة الكبرى، وهي من أهم المدن التاريخية في ليبيا وكانت إحدى أجمل حاضرات الإمبراطورية الرومانية بعد أن جمّلها وكبّرها "سيبتيموس سيفيروس" وتشتهر بنصبها العامة الكبيرة ومرفئها الاصطناعي وسوقها ومخازنها، وأحيائها السكنية. وقد ضُمت لقائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1982.موقع شحات قورينة الأثري: كانت شحات مستعمرة للإغريق، وكانت إحدى مدن العالم الهلّيني الأساسية، ثم تحولت إلى مدينة رومانية، وظلت عاصمة كبيرة حتى زلزال عام 365 م، وتضم المدينة آثارا عمّرت نحو ألف عام. وقد أضيف إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1982.موقع سبارطة الأثري: كانت سبارطة مركزا تجاريا فينيقيا لمرور منتجات أفريقيا الداخلية، وشكلت جزءا من المملكة النوميدية في ماسّينيسّا، قبل أن تتحول إلى مدينة رومانية، ويعاد بناؤها في القرنين الثاني والثالث الميلادي. وقد ضُمت لقائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1982.مواقع تادرارت أكاكوس الصخرية: تقع على حدود طاسيلي ناجر الجزائرية، وهو مرتفع صخري غني بآلاف الرسوم الصخرية ذات الأساليب المختلفة كليا، والتي يعود أقدمها إلى 21 ألف عام قبل الميلاد تقريبا، ويمكن اعتبار أن أحدثها يرقى إلى القرن الأول الميلادي، وتعكس هذه الرسوم التغيرات العميقة التي طرأت على الثروة الحيوانية والنباتية، وكذلك أنماط الحياة المتنوعة للشعوب التي توالت على هذا الجزء من الصحراء الكبرى. وقد ضُمت لقائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1985.

مدينة غدامس القديمة: هي إحدى أقدم المدن التي قامت في حقبة ما قبل الصحراء، وهي بلدة قديمة يعود تاريخها إلى العصر الروماني، إذ وجد فيها منحوتات ونقوش حجرية تدل على وجود حياة في هذه المنطقة منذ 10 آلاف سنة، وقد بنيت في واحة وسميت "لؤلؤة الصحراء".

وبيوتها لها بنية نموذجية، إذ تأتي بشكل عمودي، ويستخدم الطابق الأرضي لتخزين المواد الأساسية والطابق الأول لسكن العائلة، وخصص السطح المفتوح للنساء، وتسمح الممرات التي تربط أسطح البيوت ببعضها بتنقل النساء بكل حرية وتحجبها عن أنظار الرجال، كما تتوفر المدينة على شبكة من الممرات تحت الأرض تسمح بتنقل الأهالي. وقد ضُمت لقائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1986، مدينة أبولونيا "مدينة سوسة": مدينة أثرية قديمة تقع في منطقة الجبل الأخضر، تأسست على يد اليونانيين، لتصبح لاحقا واحدة من أهم المراكز التجارية على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط.

قصر ليبيا (ثيودورياس): مدينة قديمة تقع في منطقة الجبل الأخضر تأسست عام 539 م على يد الإمبراطورة البيزنطية ثيودورا، ومن آثار المدينة الباقية كنيستان تعودان إلى تلك الفترة.مدينة قرزة: مدينة أثرية في منطقة مصراتة يرجع تاريخ تأسيسها إلى العهد الروماني في القرن الثاني الميلادي، في عصر الإمبراطور سبتيموس سيفيروس، وتضم آثار المدينة الباقية مقبرتين، هما المقبرة الشمالية والمقبرة الجنوبية.مدينة طلميثة "بتوليمايس": مدينة أثرية في شمال شرق ليبيا، وواحدة من المدن الخمس الليبية التي أسسها الإغريق في شرق ليبيا، ازدهرت في العصر الروماني وأصبحت في عهد الإمبراطور ديوكلتيانوس عاصمة إقليم برقة.

 

 

 

 

المصدر: قناة الجزيرة

التاريخ : 21-9-2023

المقالات الأخيرة