مجموعة السبع، أو مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى،
هي منظمة تضم الاقتصادات السبعة الأكثر "تقدما" في العالم، والتي تهيمن على
التجارة العالمية والنظام المالي الدولي.
تتكون من أكبر سبع دول اقتصادية على مستوى العالم
وهي كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وتتخذ
المجموعة قيم الحرية، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، حكم القانون، والرخاء، والتنمية
المستدامة كمبادئ رئيسية لها.
ويقوم وزراء مجموعة السبع على مدار العام بعقد اجتماعات
والتوصل إلى اتفاقيات وإصدار بيانات مشتركة حول الأحداث العالمية.
نشاة واختصاصات تجمع الدول الصناعية
عندما تأسست في منتصف السبعينات، كانت G7 تمثل أكبر الاقتصادات في العالم واليوم، يطلقون
على أنفسهم اسم "الديمقراطيات القوية اقتصاديا في العالم"، كما قال المستشار
الألماني أولاف شولتس مؤخرا. وعبر هذا التجمع تلتزم الدول الأعضاء بمبادئ وقيم هامة
مثل الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، فضلا عن الازدهار والتنمية
المستدامة.
تعود جذور تأسيس هذه المجموعة إلى اجتماع غير رسمي
بين وزراء اقتصاد فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا واليابان مع بدء أزمة
النفط عام 1973، ما ألهم الرئيس الفرنسي ديستان لدعوة قادة هذه الدول، إضافةً إلى إيطاليا،
للحضور إلى مدينة رامبولييه لاستكمال مناقشة أزمة النفط العالمية، وهذه المرة بحضور
رؤساء الدول إضافةً إلى وزراء الاقتصاد، وهي قائمة الحضور التي استمرت لما بعد ذلك.
دُعيت كندا في العام التالي للالتحاق بالمجموعة،
وأُقيم أول اجتماع يجمع الدول السبع في ضيافة الولايات المتحدة، وذلك في بورتوريكو
عام 1976.
إن مجموعة الدول السبع ليست منظمة دولية، بل هي
منتدى غير رسمي ولا يمكنها اتخاذ قرارات ملزمة قانونا، ولكنها تنسق المواقف والمبادرات
المشتركة في مختلف مجالات السياسة العامة ويتم الإعلان عن النتائج في بيانات تصدر باسم
المجموعة ككل.
في حين أن رؤساء الدول والحكومات أرادوا في البداية
فقط التحدث عن القضايا المالية والنقدية عبر دائرة صغيرة، إلا أن جميع الموضوعات المهمة
عالميا تقريبا باتت اليوم مدرجة على جدول الأعمال وفي السنوات الأخيرة، انصب التركيز
على الاقتصاد العالمي، والسياسة الخارجية والأمنية، والتنمية والهجرة وتغير المناخ.
يتم تحديد محتوى الاجتماع من قبل الدولة المضيفة
في الأصل، كانت مكافحة تغير المناخ وتسريع التحولات في مجال الطاقة هي المهيمنة، بيد
أن الحرب الروسية على أوكرانيا دفعت لتناول
هذا الموضوع على جدول الأعمال، كما دعا المستشار شولتس الرئيس الأوكراني فولوديمير
زيلينسكي للمشاركة افتراضيا في قمة G7
أما عدد الاجتماعات لأعضاء المجموعة بداية يكون
هناك اجتماعات أولية للمجموعة في مجموعات صغيرة للتنسيق وطرح المواضيع، ويكون ذلك بالتنسيق
والتعاون على مستوى الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين. وهي تنسق المواقف باستمرار
كما يتم عقد اجتماع قمة كل عام وتتمتع المفوضية الأوروبية بصفة مراقب، ويشارك الممثلون
الرئيسيون للاتحاد الأوروبي في قمم
G7. ومنذ بضع سنوات حتى
الآن دعيت البلدان الناشئة والنامية أيضا كضيوف و في عام 2022، كانت الأرجنتين والهند
وإندونيسيا والسنغال وجنوب أفريقيا ضيوف القمة لهذه السنة.
توسع المجموعة إلى ثمانية أعضاء G-8 و تشكيل مجموعة العشرين G-20
استجابت مجموعة السبع لتطور الاقتصاد العالمي، لا
سيما بعد تعهد الاتحاد السوفييتي بخلق اقتصاد سوق حرة وإقامة أول انتخابات رئاسية مباشرة
عام 1991، وعقب اجتماع مجموعة السبع في نابولي عام 1994، نظم الرئيس الروسي بوريس يلتسن
اجتماعًا مع الدول السبع فيما أصبح يعرف فيما بعد بمجموعة الثماني السياسية P-8، وفي عام 1998، وبعد إصرار قادة عدة دول من بينهم الرئيس الأمريكي
بيل كلينتون، انضمت روسيا لمجموعة السبع بوصفها عضوًا كاملًا، وبهذا تشكلت مجموعة الثماني.
لكن في عام 2014 أُقصيت روسيا من المجموعة بعد الأزمة
الأوكرانية، وبقيت خارج المجموعة رغم دعوة الرئيس ترامب لانضمامها مرةً أخرى.
مع تنامي اقتصاد العديد من الدول ومساهمتها بجزء
كبير من الاقتصاد العالمي، أصبح وجود منتدى يعالج القضايا المالية الدولية ويضم الاقتصادات
الناشئة مسألةً ملحة.
استجابةً لذلك، تشكلت مجموعة العشرين المشار إليها
اختصارًا
G-20، وتألفت
من أعضاء مجموعة السبع، إضافةً إلى 12 دولة أخرى، والاتحاد الأوروبي، فمع الازدهار
الاقتصادي لدول مثل الصين والبرازيل والهند والمكسيك وجنوب إفريقيا وجميعها أعضاء في
المجموعة الجديدة يرى العديد من المراقبين أن هذه الدول بدأت تسلب جزءًا كبيرًا من
المكانة التي احتلتها مجموعة السبع سابقًا.
انتقادات موجهة لمجموعة دول السبع
يمثل سكان مجموعة دول السبع نحو 10 في المائة فقط
من سكان العالم، لكنهم ينتجون نحو 45 في المائة من الدخل القومي الإجمالي في العالم.
وبالتالي فإن مجموعة G7
هي من البلدان الغنية بشكل خاص.
وحتى لو لم يتمكنوا من الاتفاق على قرارات ملزمة، فإن مواقفهم المشتركة في صياغتها
لها وزن سياسي كبير، لاسيما وأن مؤتمرات قمة مجموعة السبع تمهد الطريق دائما للمبادرات
والاتفاقات المتعددة الأطراف.
أما الانتقاد الأبرز فهو أن مصالحهم الخاصة تهيمن
على الدول الأخرى وأن هناك اهتمامات قليلة من قبل هذه الدول يولى بدول الجنوب الفقيرة
والنامية. وتدعو منظمات المجتمع المدني بانتظام مجموعة السبع إلى مكافحة أسباب الجوع
بقوة وتوفير المزيد من الأموال لها في عام 2015، حددت G7 هدف نشل 500 مليون شخص من الجوع بحلول عام 2030.
المصدر: Deutsche
Welle
الكاتب : علاء جمعة
التاريخ : 24/6/2022
-------------------------------------
المصدر: بي بي سي نيوز
التاريخ : 28/6/2022