1000 يوم على الحرب
أوكرانيا تتطلع لإنهاء الحرب في 2025
تحيي أوكرانيا، اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر ذكرى مرور 1000 يوم على الحرب مع روسيا، في
وقت تخوض فيه قواتها المنهكة قتالا على جبهات عديدة وتتعرض فيه العاصمة كييف
لضربات متكررة بطائرات مسيرة وصواريخ ويستعد فيه المسؤولون لعودة دونالد ترامب
للبيت الأبيض في يناير.
وفي دفعة معنوية للبلاد المحاصرة، أعطى الرئيس
الأميركي جو بايدن، بحسب وسائل إعلام، الضوء الأخضر لاستخدام الصواريخ الأميركية
ضد أهداف في عمق روسيا، مما قد يحد من خيارات موسكو في شن الهجمات وإمداد الجبهة.
ولكن هذا التحول الجذري في السياسة قد يُلغى
عندما يعود ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، وحذر خبراء عسكريون من أن هذا التطور
لن يكون كافيا بمفرده لتغيير مسار الحرب المستمرة منذ 33 شهرا.
ولقي آلاف الأوكرانيين حتفهم، ويعيش أكثر من 6
ملايين كلاجئين في الخارج، وانخفض عدد السكان بمقدار الربع منذ أن أمر الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين ببدء عملية عسكرية في أوكرانيا، مما أدى إلى اندلاع أكبر
صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
والخسائر العسكرية للحرب فادحة، رغم أنها لا
تزال محاطة بالسرية. وتتفاوت التقديرات الغربية العامة المستندة إلى تقارير
مخابراتية على نطاق واسع، لكن أغلبها تقول إن مئات الآلاف من القتلى والجرحى سقطوا
على كل جانب.
وخلفت الحرب أثرها على السكان في كل ركن من
أركان أوكرانيا، حيث أصبحت الجنازات العسكرية أمرا شائعا في المدن الكبرى والقرى
البعيدة، وأصبح الناس منهكين بسبب الليالي التي لا ينامون فيها بسبب صفارات
الإنذار من الغارات الجوية والمعاناة.
والآن، فإن عودة ترامب، الذي تعهد بإنهاء الحرب
بسرعة - دون أن وضح كيف سيفعل ذلك - تثير تساؤلات حول مستقبل المساعدات العسكرية
الأميركية والجبهة الغربية الموحدة ضد بوتين، وتثير احتمال إجراء محادثات لإنهاء
الحرب.
احتمال المحادثات يثير التصعيد
مع دخول أوكرانيا إلى منطقة مجهولة، أصبح
الشعور بالتصعيد ملموسا في الوقت الذي تسعى فيه موسكو وكييف إلى تحسين مواقعهما في
ساحة المعركة قبل أي مفاوضات.
وتحاول أوكرانيا اعتمادا على عدد من أفضل
قواتها الاحتفاظ بتلك المساحة الصغيرة من مقاطعة كورسك داخل الأراضي الروسية التي
استولت عليها في أغسطس لاستخدامها كورقة مساومة.
وتقول كييف إن روسيا حشدت 50 ألف جندي
بالمنطقة، في حين حققت قوات الكرملين أيضا أسرع مكاسبها في شرق أوكرانيا منذ عام
2022، وكثفت الضغط في الشمال الشرقي والجنوب الشرقي أيضا.
وتعلن وزارة الدفاع الروسية، كل يوم تقريبا عن
سيطرتها على بلدة أو قرية جديدة، خصوصا في مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس، ذي
الغالبية الأوكرانية الناطقة بالروسية، والذي أعلنت فيه مقاطعتا دونيتسك ولوغانسك
استقلالهما من جانب واحد قبل انضمامها إلى الاتحاد الروسي إثر استفتاء أجري فيهما
وفي منطقة زابوريجيا وشبه جزيرة القرم.
ومع حلول فصل الشتاء، جددت موسكو يوم الأحد
هجومها الجوي على شبكة الطاقة المتداعية في أوكرانيا، وأطلقت 120 صاروخا و90 طائرة
مسيرة في أكبر قصف جوي منذ أغسطس.
وبالإضافة إلى الضوء الأخضر الأميركي بضرب
أهداف عسكرية داخل روسيا بالأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة، فإن المساعدات
المالية والأسلحة الخارجية تظل مهمة أيضا.
مطالب روسيا
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
الأسبوع الماضي إنه يتعين على كييف أن تبذل قصارى جهدها لإنهاء الحرب العام المقبل
من خلال الوسائل الدبلوماسية. لكنه رفض بشكل قاطع أي حديث عن وقف إطلاق النار قبل
تقديم الضمانات الأمنية المناسبة لأوكرانيا.
وقالت روسيا إن أهداف الحرب تظل دون تغيير منذ
أن قال بوتين في يونيو إنه يجب على أوكرانيا أن تتخلى عن خططها للانضمام إلى حلف
شمال الأطلسي، ويجب أن تنسحب من أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها قواته جزئيا، وهو
ما يعني استسلام كييف.
وتكريما للقتلى، تحتل مجموعة من الأعلام
الأوكرانية الصغيرة زاوية من ساحة الاستقلال في كييف، والتي كانت في السابق القلب
النابض للاحتجاجات الشعبية المؤيدة لأوروبا التي أطاحت بالرئيس الأوكراني المدعوم
من موسكو آنذاك في عام 2014.
وردت روسيا على الاحتجاجات بالاستيلاء على شبه
جزيرة القرم الواقعة على البحر الأسود في أوكرانيا، وبدعم التمرد شبه العسكري في
الشرق الذي أسفر عن مقتل 14 ألف شخص قبل أن تنجح سلسلتان من المحادثات، في إطار ما
يسمى بصيغة مينسك، في وقف القتال مع كييف.
وبعد أن اتصل المستشار الألماني أولاف شولتس
بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة الماضية للمرة الأولى منذ ما يقرب من
عامين، قال زيلينسكي إن هذه الخطوة قللت من عزلة الزعيم الروسي. كما تحدث ضد فكرة
إجراء مفاوضات على غرار محادثات مينسك وقال "نريد أن نحذر الجميع: لن يكون
هناك مينسك 3 ما نحتاجه هو السلام الحقيقي".
هجمات مكثفة بالقذائف والمسيرات
ومنذ فبراير 2022، قُتل 12,164 مدنيا على الأقل
منهم أكثر من 600 طفل وأصيب 26,871 شخصا آخر بجراح. ويُرجح أن تكون الأرقام
الفعلية للقتلى والجرحى أكبر بكثير من الأعداد المؤكدة حتى الآن
وقالت ديكارلو، وهي تقرأ كلمة الأمين العام، إن
الأشهر القليلة الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في عدد الضحايا المدنيين، وإن الشهر
الحالي والماضي شهدا بعض أشد وأوسع الهجمات بالقذائف والمسيرات خلال الحرب.
وأضافت أن روسيا شنت، خلال عطلة نهاية الأسبوع،
أحد أكبر هجماتها التي أفادت التقارير بأنها شملت 120 قذيفة و90 مسيرة واستهداف
البنية الأساسية للطاقة في جميع المناطق الأوكرانية مما أدى إلى وقوع ضحايا وأضرار
جسيمة. وأشارت إلى تقارير إعلامية عن منح القوات الأوكرانية الموافقة على استخدام
أسلحة بعيدة المدى مقدمة من شركائها، لتنفيذ ضربات داخل روسيا.
وقال الأمين العام في كلمته الموجهة إلى مجلس
الأمن: "سأكون واضحا: على جميع الأطراف ضمان سلامة وحماية المدنيين بغض النظر
عن مواقعهم. بأنحاء أوكرانيا، المناطق السكنية تتعرض للهجوم بشكل متزايد. سكان
كييف يُجبرون مرة أخرى على الاحتماء من القصف الليلي بالقذائف والطائرات المسيرة".
وأضاف أن أوكرانيا أصبحت الآن أحد أكثر الأماكن
الملغمة في العالم، وأن ما يقرب من ربع أراضيها أصبحت ملوثة بالألغام بما يوازي
أربعة أضعاف مساحة سويسرا وتطرق الأمين
العام إلى التدهور البيئي الناجم عن الحرب، والصدمات التي يعاني منها ملايين
الأشخاص المعتمدين على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، والنازحين داخليا
البالغ عددهم ما يقرب من 4 ملايين وفرار 6.8 مليون شخص من أوكرانيا ومثل أي صراع،
تتأثر النساء بشكل غير متناسب بالعواقب الاقتصادية والاجتماعية للحرب. كما يُحرم
جيل كامل من الأطفال من التعليم الملائم إذ دفعت الهجمات المدارس لتكون على
الإنترنت أو تحت الأرض في المخابئ، فيما تُنتهك حقوق الإنسان بشكل منهجي.
البحر الأسود وانعدام الأمن الغذائي
وقال الأمين العام، في الكلمة التي قرأتها
وكيلته للشؤون السياسية وبناء السلام، إن البحر الأسود يظل منطقة مشتعلة وإن تجدد
الهجمات الروسية على السفن المدنية والبنية التحتية للموانئ وخاصة في أوديسا يفاقم
مرة أخرى انعدام الأمن الغذائي العالمي. وأكد عزمه على مواصلة انخراطه مع جميع
المعنيين لدعم حرية وسلامة الملاحة في البحر الأسود.
وحذر غوتيريش من أن التدمير المستهدف للبنية
الأساسية للطاقة في أوكرانيا، قد يجعل الشتاء المقبل الأكثر قسوة منذ بداية الحرب.
وأكد أن الأمم المتحدة تواصل الحشد لدعم جهود إعادة البناء والتعافي الأوكرانية.
وذكر أن التركيز الفوري في الوقت الراهن ينصب
على خطة الاستجابة للشتاء، وقال إن عدم توفير الموارد الضرورية سيحرم أكثر
المستضعفين من الحماية. وشدد على ضرورة ضمان الوصول الإنساني بدون عوائق لمليون
وخمسمئة ألف شخص في المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا وهي مناطق لا تستطيع
الأمم المتحدة الوصول إليها.
المخاطر النووية
وانتقل غوتيريش في كلمته إلى الحديث عن مخاطر
وقوع حوادث نووية، قال إنها حقيقية للغاية فيما تتواصل التقارير عن استمرار
الأنشطة العسكرية قرب أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وغيرها من المواقع
الحساسة في منطقة الصراع.
وحذر من العواقب الكارثية لمثل هذه الحوادث
المحتملة، وشدد على ضرورة أن تعمل جميع الأطراف بشكل مسؤول لضمان السلامة والأمن
النوويين.
ما ورد مؤخرا عن نشر آلاف القوات من جمهورية
كوريا الشعبية الديمقراطية في منطقة الصراع ومشاركتها في القتال، يثير القلق وفق
الأمين العام الذي قال إن ذلك سيصب الزيت على النار ويفاقم هذا الصراع المتفجر
ويؤدي إلى تدويله.
وشدد الأمين العام على ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا وقال إن تغيير المسار
الحالي الخطير سيتطلب جهودا دبلوماسية متضافرة وإرادة سياسية. وقال: "حان
الوقت لتحقيق سلام عادل يتماشى مع مـيثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات
الجمعية العامة".
وأكد استعداد الأمم المتحدة لاستخدام مساعيها
الحميدة وإتاحة كل الأدوات والخبرات لدعم الجهود المجدية نحو تحقيق سلام عادل
ودائم وشامل.
المصدر:
سكاي نيوز عربية
التاريخ
: 19/11/2024
--------------------------------------
المصدر:
موقع الأمم المتحدة
التاريخ
: 19/11/2024
-----------------------------------------
المصدر:
يورونيوز
التاريخ
: 17/11/2024