الإرهاب الفكري وتأثيره على الأمن المجتمعي
فرع بنغازي

الإرهاب الفكري هو نوع من أنواع الأيديولوجية التي تؤمن بعدم احترام الرأي الآخر وتسلبه حقه بحرية التعبير وحرية العقيدة، وهو يحجر على العقول والحريات ويحرم عليها التعبير عن ذاتها بحجة أن هذا مخالف لثقافةٍ أو لمذهبٍ أو عقيدةٍ أو رأيٍ ما، و يحمل الإرهاب الفكري مفاهيم مثل التعصب والتطرف والتكفير ويحمل عدم احترام التراث والتاريخ والحضارة حيث تعرضت العديد من دول العالم قديماً وحديثاً إلى هجمات فكرية (إرهاب فكري)، التي لعبت دورا كبير في إحداث تغيرات في العادات والتقاليد والثقافة الاجتماعية مما أدى إلى إضعاف المجتمع وإفساده، اما الأمن الفكري فهو الحفاظ على عقول الشباب والمجتمع من أي غزو فكري قادم من الخارج، بالإضافة إلى حماية الدولة من أي موجة فكرية تزعزع أمنها واستقرارها، وفي كثير من الأحيان تلجأ إليها الدول الغازية حينما تفشل في عمليتها العسكرية، وطبقت هذه الاستراتيجية في العديد من المجتمعات التي كان ضحيتها المجتمع غير الواعي فعملية الغزو الفكري معقدة ومتشعبة في العناصر والوسائل، فالإرهاب الفكري شرٌ لا بد من معالجته والحيلولة من وقوعهُ،  لذا أصبح اللجوء إلى استراتيجية اجتماعية متكاملة أمراً ملحاً وضرورياً للمساهمة في الحفاظ على عقول الشباب، والحد من هذه الهجمات الفكرية، وغيرها، من الغزو الفكري، وتحصينهم ثقافياً من خلال المعلومات الصحيحة، التي تزيد الوعي الاجتماعي والثقافي وذلك لإبعادهم عن الوقوع في الجريمة والماء العكر فضلاً عن الخروج على الأنظمة والقيم والعادات والتعاليم الدينية السليمة.

أنواع الإرهاب الفكري

يعتبر الإرهاب الفكري نوع من أنواع العمليات الإرهابية لكن الإرهاب الفكري يأتي قبل أعمال العنف وهو بدوره يظهر بألوان متعددة مثل العنصرية والتكفير.

 

•العنصرية

العنصرية: حيث أن العنصرية حملت أبشع صور الإرهاب الفكري مثل منع بعض الثقافات واعتبار بعض المواطنين الذين ينتمون إلى عرق معيين مواطنين من الدرجة الثانية مثل ما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب افريقيا من عمليات فصل عنصري (أبارتايد).

•التكفير

التكفير: وهو الاعتقاد بأن الآخر لا يستحق رضا الله، وإن افعاله آثمة وغير مقبولة من قبل الله ويؤمن التكفيرين بأنهم المقبولين من قبل الله وأن الآخرين يكفرون بالله حتى وإن كانوا لا يعرفون.

•الطائفية

الطائفية: وهي التعصب إلى طائفة أو مذهب على حساب مذهب آخر مع البقاء بالانتماء إلى دين ربما يشمل المذاهب الأُخرى، وقد تحرم بعض المتعصبين لمذهب أبناء مذهب آخر من ممارسة شعائرهم كنوع من انواع الإرهاب الفكري والعقائدي.

•انتهاك حقوق الإنسان

انتهاك حقوق الإنسان: قامت منذ أقدم العصور أنواع من انتهاك لحقوق الانسان، مثل الاتجار بالعبيد وعدم احترام أسرى الحرب واعمال السخرة التي تتحول دائماً من إرهاب فكري إلى أعمال عنف

•انتهاك حقوق المرأة

انتهاك حقوق المرأة: ويعتبر من أنواع الإرهاب الفكري الأكثر انتشاراً ومن أمثلته سلب حق المرأة بالترشح أو سلبها حقها في التصويت أصلاً أو سلب المرأة حق العمل أو التعلم.

 

•الحكم الاستبدادي

سياسات دكتاتورية: تقوم الحكومات الدكتاتورية بشتى أنواع الإرهاب الدولة من أجل الحفاظ على السلطة ولكن أبسط أدوات الدولة الأمنية في الحفاظ على نفوذها هو الإرهاب الفكري عن طريق القمع والاستبداد أو ترسيخ الحق الالهي في الحكم أو مطاردة المعارضة السلمية مثل دول الحزب الواحد، وسياسة تكميم الأفواه.

أهداف الإرهاب الفكري

تتلخص أهداف الإرهاب الفكري في المحافظة على الاتجاه السائد من خلال رفض الأفكار المغايرة لمصلحة الفئة المستفيدة من المحافظة عليه، ومن الطبيعي أن صاحب النفوذ القائم على توجهات معينة يجنح للمحافظة على أسباب قوته، ولن يقبل أن يوضع نفوذه في تجربة قابلة للخسارة في حال لم يصمد نفوذه، واقتنع الناس بالتوجه الجديد/ المغاير.

أما بالنسبة لأدوات الإرهاب الفكري فأهمها: التعبئة العاطفية البعيدة عن الحوار العقلاني القائم على الحجج والبراهين، والتعبئة الاجتماعية التي تقوم على استغلال وسائل التواصل الاجتماعي من خلال نقل المعركة من الفضاء العام (مثل: الصحافة أو التلفزيون أو المواقع الإخبارية) إلى فضاء خاص (مثل: مجموعات الواتساب أو المجالس الخاصة)، ومن ثَم إرجاعها إلى الفضاء العام مرة أخرى بعد تعبئة أكبر قدر ممكن من الأشخاص الذين أصبحوا جاهزين لخوض المعركة الكلامية بعد حرف الموضوع عن مساره.

ويتم تحريف الموضوع عن مساره بطرق تكاد تكون متشابهة في معظم هجمات الإرهاب الفكري، وعلى رأسها: تغيير سياق الطرح بتضخيم نقاط ثانوية لا تغير كثيراً في جوهر الفكر الأساسية، وتحريك العواطف تجاهها بهدف حشد الجماهير من خلال دغدغة مشاعرهم.

وبعد أن تتم عملية التحشيد في الفضاء الخاص، تعود الجماهير المحشّدة لتمارس التنمر على الشخص/ التيار المستهدف بشكل مكثف وسريع، وذلك باعتبار أن نفَس المحشّدين قصير، وتصرفاتهم غالباً ما تتسم بالانفعالية وليس المبدئية.

بالطبع فإن هدف هذه الممارسة ليس الدفاع عن القضية المطروحة، ولكنها عملية ترهيب موجهة ضد الشخص/ التيار المغاير ليعيد حساباته في المرات المقبلة، ويفكر مراراً وتكراراً قبل أن يصرّح بما لديه من باب المراعاة خشيةً وليس قناعةً

وبناء عليه، فإن الإرهاب الفكري الذي يقوم على أدوات اجتماعية وتقليدية وإعلامية حديثة، يهدف إلى فرض سلطة رقابة ذاتية متطرفة تجعل الأفكار حبيسة الدماغ، وتحافظ على الامتيازات الاجتماعية لأصحاب السطوة الاجتماعية الذين يجهدون لاحتكار المجال العام رافضين أي مزاحمة من غيرهم.

أشكال الإرهاب الفكري وسلوكياته:

1- بث الإشاعات : وهو من أكثر الأشكال رواجًا في المجتمع .

2- اتهام الآخرين من دون حجة أو دليل وبرهان وذلك لأغراض شخصية أو سياسية أو دينية .

3- تضليل الحقيقة: وهي إعطاء صورة مشوّهة عن الوضع للمجتمع

4- تكميم الأفواه والحد من حرية التعبير وتكريس مبدأ الديكتاتورية.

5- قمع الحريات بجميع أنواعها وأشكالها.

6- عرض البرامج الهدامة على القنوات الفضائية.

7- استخدام منصاب التواصل الاجتماعي في تضليل الرأي العام وإحداث بلبلة وتصعيد الوضع وإثارة الفتن.

8- التعصب الديني والمذهبي والفقهي والقومي والمناطقي والثقافي.

9- تسويق الفكرة تحت العباءة الدينية

13- الغلو: الغلو من أشكال الإرهاب الفكري المبني على الافراط في مجاوزة الحد فالغلو على نوعين: الاعتقادي والعملي فالغلو الاعتقادي كفكر الخوارج في مسألة التكفير.

والغلو العملي هو المتعلق بالأمور العملية وهو ملازم للغلو الاعتقادي فينتج عنه الغلو العملي.

14- العنف: كل فعل يمارس من طرف جماعة أو فرد ضد أفراد آخرين، وهو أنواع كالعنف الديني والأسري والمدرسي والمجتمعي والطائفي والعرقي والمناطقي والدولي.

أسباب الإرهاب الفكري كثيرة منها

1- الفراغ الفكري لدى المجتمع: عادة الأرضيات الخصبة تستقبل هكذا أنواع من الأفكار المنحرفة ولها تأثيراتها السلبية على المجتمع برمته.

2- الانحراف العقائدي: كثير من الانحرافات العقائدية والتصورات العقدية المبنية على أفهام سقيمة وليست مبنية على أسس معرفية علمية متينة دقيقة رصينة ولهذا تجد أن الإرهاب الفكري العقائدي هو وليد الفكري الإرهابي ونتاجه.

3- التعصب الأعمى: العصبية ليست مذمومة على الإطلاق ولكن إن كانت معتدلة فلا إشكال في ذلك وإن تجاوزت حد المعقول وانحرفت عن مسارها سيكون عاملًا مهمًا من عوامل الإرهاب وغالبًا ما تكون العصبية نابعة من الهوى والرغبات الشخصية وربما يعاني من حالات العقد النفسية.

4- التعصب للرأي: التعصب للرأي أولى بوادر الإرهاب الفكري لأنه يقوم على إلغاء الآخر وتهميشه وهنا يصاب العقل والتفكير بالجمود بحيث يصل إلى درجة لا يعرف المصلحة العامة ويبقى مقفلًا على رأيه ولا يقبل بالرأي الآخر وهو ما يسمى بأصحاب النظرة الأحادية والذين يعتقدون أنهم على الصواب دائمًا.

5- الفهم المغلوط للنصوص: وهو فصل الفهم الصحيح عن دلالة النص لأن الفهم الصحيح هو حسن تصور المعنى المراد من لفظ المخاطب وإدراك مراده والفهم الفاسد هو العدول عن القول الراجح إلى قول مرجوح أو باطل مبني على شبهة أو لضعف في التأصيل العلمي وعدم امتلاكه لآلات الفهم الصحيح للنصوص والفهم المغلوط نتيجة تفسير مغلوط للنصوص.

6- الانحراف الديني والعقائدي عن مساره الصحيح:

الانحراف الديني والعقائدي عن مساره الصحيح للمجتمعات البشرية من الأسباب التي تؤدي إلى وجود الإرهاب الفكري في المجتمع.

7- البطالة والتفكك الأسري وضعف التربية بصورة صحيحة تنتج بيئة خصبة لوجود الإرهاب الفكري ويتعشعش فيها الأفكار المغلوطة وتنمو تدريجيًا.

8- القمع الفكري وإلغاء الرأي الآخر: إن القمع الفكري وإلغاء الرأي الآخر الذي يمارس من قبل الدولة أو جهة تتمتع بالنفوذ السلطوي يولد ردة فعل لدى الآخر وعدم تقبله، مما ينتج عنه بيئة صالحة لاستقطاب هؤلاء المنحرفين عن جادة الصواب.

 9- العامل النفسي : لا شك أن للعامل النفسي دورًا كبيرًا في صناعة الإرهاب الفكري وهذا راجع إلى بنيته النفسية المؤهلة للتطرف والعنف والإرهاب فهناك من لديه هذه المشكلة منذ الولادة ومنهم من يكتسبه من خلال بيئته والمناخ الذي يعيش فيه ،كما أن الشخصية المتبلدة أو الفصامية هي العامل النفسي المهم لظهور العنف والإرهاب الفكري والتطرف وهذه الشخصية تجعل الإنسان منفصلًا عن الواقع خاليًا من المشاعر ونظرته غير صائبة في تقدير الظروف وللواقع .

فبعضهم ليست لديهم شخصية متزنة في المجتمع فيحاول الإبراز والظهور حتى لو كان على حساب القتل والتخريب وهذا النوع يسمى بحب الظهور

10- العامل الاجتماعي: من الطبيعي أن الإنسان ابن بيئته ومجتمعه فالمجتمعات التي تظهر فيها التطرف والإرهاب الفكري والانحراف الأخلاقي تكون عرضة لتطرف مقابل.

وتفشي الفراغ في المجتمع يكون سببًا لظهور الإرهاب الفكري .

فاختلال العدالة في توزيع الثروات في المجتمع  الحرمان من الخدمات فالتوزيع غير العادل للدخل القومي يؤدي تدريجيًا لظهور الإرهاب الفكري .

11- العامل الاقتصادي: الظروف الاقتصادية تؤدي دورًا مهمًا في استقرار المجتمع أمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا ويعد الاقتصاد بتقلباته وتغيراته مؤثرة جدًا في المجتمعات الفقيرة من الأسباب الخطيرة المحركة لموجات الإرهاب الفكري والإرهاب بصورة عامة.

12- العامل السياسي: النظام الديكتاتوري القائم على القمع والاستبداد من الأسباب الواضحة والجلية التي تدفع بالشباب إلى الإرهاب الفكري لاسيما بعد شيوع الاستبداد والقمع والتهميش والإقصاء وغالبًا ما تنتشر الحركات المتطرفة في ظل الأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية فبدلًا من فتح باب الحوار والإقناع تقوم الأجهزة الأمنية بقمع الأفراد والمجتمعات.

13- وسائل الإعلام: تؤدي وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في تغذية ودعم وظهور الإرهاب الفكري من خلال البرامج والأخبار وأساليبهم الاستفزازية المناهضة ضد الحكومة من خلال زرع بذور الفتن وفقدان حلقة الوصل ما بين الحكومة والشعب وتحريض الشعب ضد الحكومة ومحاولة إفشالها.

14- التوجه الفكري الشاذ: الخروج عن القواعد الفكرية والثقافية التي يرتضيها المجتمع لأي موقف من المواقف كالغلو في استعمال العقل والجهل بقواعد التفكير السليم القائم على الحجة والبرهان والجهل بمقاصد الدين.

15- انعدام التربية: قلة القدوة الناصحة المخلصة وغياب التربية الصحيحة والموجهة التي توجه الفرد والمجتمع نحو الأخلاق الفاضلة والتربية الحسنة وإبعادهم عن عوامل التفكك والانحطاط والتخلف.

من سلوكيات الإرهاب الفكري:

1- الولاء المطلق البعيد عن الموضوعية:

وهذا السلوك من أخطر ما في الإرهاب الفكري لأنه يربى الفرد على الولاء المطلق وكأنها من المسلمات لا مجال لنقدها وتعميق الولاء للأشخاص بمجرد أنهم قادة وشيوخ (الدين والقبائل) ورجال الفكر. وتكمن خطورة هذا السلوك لكونه يلغي العقل ووجوده.

2-الرأي الواحد والنظرة الأحادية مع العدوانية في الخلاف:

خلق الله البشرية أجناسًا وأعراقًا مختلفة تتسم بالتعددية في أنواعها وألوانها وأديانها.

فالإرهاب الفكري هنا يكون خروجًا عن الفطرة لأنه يفرض رأيه ومعتقداته من دون مناقشة ومن يخالفه يرميه بالتفسيق والتبديع والتكفير ثم بعد ذلك ظهر لنا عصر الجمود الفقهي والتعصب المذهبي لاسيما لدى المذهب السني وظهرت المدارس الفقهية في الأمصار والمدن التي تروج للجمود الفقهي.

فالتعصب للرأي الواحد هو نوع من التطرف الفكري وانغلاق للعقل وجمود للتفكير وانتهاء دور العقل.

3-إساءة الظن بالآخرين وبث الإشاعات في المجتمع:

من سلوكيات الإرهاب الفكري إساءة الظن وبث الإشاعات فهناك علاقة تلازميه ما بينهما وفي ظل مناخ الوضع الراهن المشحون بمثل هذه الملوثات ينتهي دور الفكر الإبداعي النقدي البنّاء في تقويم المجتمع فتكون الكلمة العليا للفكر التقليدي وتنتشر الإشاعات على قدم وساق!

يعتقد بعض المنظّرين أن الدين هو المنتج الأساسي للإرهاب وأن أكثر الأديان إنتاجًا للإرهاب هو الدين الإسلامي فهذا الاعتقاد غير صائب فهناك فرق بين المسلمين وبين الدين الإسلامي وكثيرًا ما ترى الإرهابيين من الإسلاميين وأغلبهم منحرفون سلوكيًا وأخلاقيًا ولا يعرفون شيئًا عن الدين إلا اسمه لعدم دراسة الدين على أساتذة مختصين وشيوخ علم عارفين الذين يسلكون النهج الصحيح في فهم الكتاب والسنة النبوية .

فتشويه الدين الإسلامي جاء من خلال الشخصيات الإرهابية وليس من الدين نفسه

فظهرت الفتاوى غير المنضبطة لأدعياء العلم والدين والاعتماد على الأحاديث الضعيفة والموضوعة المكذوبة والتي لا أساس لها من الصحة والتي ساهمت بشكل كبير في الإرهاب الفكري وتعزيزه.

ومن المعلوم أن الإرهاب الفكري الذي مارسه تنظيم الدولة الإسلامية كان له أثر كبير في عقول الشباب الضائعين والمنحرفين من خلال الخطب التحريضية وتكفير الآخرين وغسلوا عقول الشباب بأفكارهم النتنة التكفيرية الإرهابية .

إن الأديان السماوية بصورة عامة لا علاقة لها بالإرهاب وتهديد الأمن المجتمعي ولكن يطرأ على الديانات التحريف أو الفهم المغلوط للنصوص أو الاعتماد على تزييف الأدلة وتحريفها.

4- التطرف العقائدي المصاحب بالغلو واتباع الهوى وتكفير الجماعات وإباحة مواجهة الرموز الاجتماعية والدينية والسياسية بالقوة .

وهذا التطرف يعد تمردًا على الحق وخروجًا عن المنهج السليم والطريق السوي المستقيم.

 

 

مواجهة الإرهاب الفكري وسبل الوقاية منه:

1- بناء الشخصية على التأصيل العلمي الصحيح في البناء الفكري: التأصيل العلمي من المقومات المهمة في بناء الشخصية الإيجابية في مواجهة النوازل المدلهمة .

فالتأصيل العلمي في العلوم التجريبية يقتضي أن تكون الفكرة مبنية على حقيقة علمية وليست مجرد نظرية فنشر الفكر الإرهابي سببه عدم التأصيل العلمي في مواجهة الشبهات من قبل المروجين لتلك الأفكار الهدامة .

2- معرفة فقه الخلاف في الجوانب الشرعية :

ليس بالضرورة عندما أكون مختلفًا معك في مسألة معينة تكُن لي العداء والخصومة وتتحول الخصومة إلى اقتتال، فالأصل في طبيعة البشر هو السلم والحرب هي حالة طارئة فهناك من فهم وعرف أنه لابد من التعايش السلمي في المجتمع ما بين الديانات والقوميات والمذاهب فالمتربصون يحاولون اقتناص الفرصة واستغلالها لضرب النسيج الاجتماعي والاستفادة من حالة الفوضى كي يحققوا أجنداتهم ومصالحهم.

3- نقد الشبهات والانحرافات العقائدية :

غياب النقد البنّاء في مواجهة الشبهات والانحرافات العقائدية دليل على إضفاء القدسية على تلك الممارسات وسبب في انتشار الرعب والفوضى في المجتمع الآمن.

ويجب الابتعاد عن النقد الهدّام والتجريح والتشهير بالآخرين لغرض الانتقاص منهم لأغراض وغايات معروفة .

4- تفنيد الإشاعات من جذورها: تفنيد الإشاعات واستئصالها من جذورها لأن بعض الإشاعات تسبب توترات وانشقاقات بين الأطراف فلابد من دحضها بالأدلة الصحيحة والبراهين الناصعة وهنا يجب توخي الحذر في التعامل مع المثل السائر والمشهور (القافلة تسير والكلاب تنبح) بل يجب أن تركن القافلة على حافة الطريق وتلقن تلك الكلاب المرتزقة درسًا في تعلّم من هو الآخر ووضع عظمة في فمهم ثم بعدها واصل المسيرة من جديد

5- تنمية الحوار الفكري : من سمات الإرهاب الفكري عجزه عن الحوار الفكري وهروبه منه .

فالحوار الفكري يذيب المشكلات ويقرب وجهات النظر ويفتح الباب للحوارات العلمية ويزيل الغموض والشبهات عن كثير من الأمور شرط الالتزام بأدب الحوار .

6- تكاتف جميع الأجهزة الأمنية في مواجهة هذا الإرهاب الخطير لأن خطره كبير يهدد المجتمع واستقراره الأمني .

7- نشر حملات التوعية في جميع مؤسسات الدولة الحكومية والمدنية ومنظمات المجتمع المدني وفي دور العبادة وعبر القنوات الفضائية لمحاربة هذا الداء العضال .

8-  تجفيف منابع الإرهاب الفكري : إن تجفيف منابع الإرهاب الفكري من خلال الوسائل الإعلامية التي تحاول أن تروج للإرهاب الفكري ومحاسبة المقصرين ومنع نشاطاتهم منعًا نهائيًا التي تهدد الأمن المجتمعي والسلم الاجتماعي .

وذلك من خلال متابعة منصات التواصل الاجتماعي ومحاسبة الجهات الفاعلة الذين يروجون للأفكار الهدامة كي يكونوا عبرة لغيرهم .

9- تفعيل الدور الحكومي والمحاكم لغرض محاسبة القنوات التي تروج للإرهاب الفكري بحجة أنهم معارضون للحكومة ومعاقبتهم بأقسى أنواع العقوبات.

10-المناعة الفكرية : إن المناعة الفكرية تحمي الأفراد والمجتمعات من التعصب والكراهية والتطرف والإرهاب الفكري وذلك بمعرفة العدل والظلم والتمييز بالضار والنافع .

فإن تعزيز المناعة الفكرية يعني تزويد الأفراد والمجتمعات بالمهارات والمعارف التي تمكنهم من التفكير الصحيح واجتناب الخطأ والانحراف وتشجيع الفرد والمجتمع على القراءة فالروح كالجسد بحاجة إلى الغذاء وغذاء الروح هو القراءة.





المراجع:

محمد على الطائي، 7.5.2021، الإرهاب الفكري وتأثيره على الأمن المجتمعي، ملتقى الباحثين السياسيين العرب .

أحمد طه خلف، الإرهاب أسبابه _أخطاره علاجه ،مطبعة السلام ، القاهرة ، 1995

 

 

المقالات الأخيرة