مؤتمر ميونخ للأمن 2025
فرع القاهرة

 

يمكن القول بإن مؤتمر ميونخ للأمن 2025، الذي تم انعقاده يوم 14 إلى 16 فبراير 2025 في فندق بايريشر هوف بميونخ، منصة تجمع قادة عالميين وصنّاع قرار لمناقشة التحديات الأمنية الدولية من المتوقع حضور حوالي 60 من رؤساء الدول والحكومات، بالإضافة إلى مئات المسؤولين والخبراء من مختلف أنحاء العالم

مؤتمر ميونخ للأمن هو منتدى دولي سنوي يُعقد في مدينة ميونخ، ألمانيا، ويُعد من أبرز المؤتمرات العالمية المتخصصة في السياسة الأمنية والدفاعية  يجمع المؤتمر قادة سياسيين، مسؤولين حكوميين، خبراء، وصناع قرار من مختلف أنحاء العالم لمناقشة القضايا الأمنية والسياسية الدولية، بما في ذلك النزاعات الجيوسياسية، الإرهاب، الأمن السيبراني، التسلح، والتحديات العالمية مثل التغير المناخي والأوبئة تأسس المؤتمر عام 1963 وكان في البداية يركز على قضايا الأمن عبر الأطلسي، لكنه تطور ليصبح منصة عالمية لمناقشة التحديات الأمنية الأوسع نطاقًا يُعتبر مؤتمر ميونخ للأمن (MSC) المنتدى الرائد عالميًا للنقاشات حول السياسة الأمنية الدولية، حيث يوفر منصة للمبادرات الدبلوماسية والنهج التي تهدف إلى مواجهة أخطر التهديدات الأمنية في العالم  أمن دولي ـ مؤشر مؤتمر ميونخ للأمن لعام 2024 ـ مصادر التهديدات والمنهجية –  مهمة مؤتمر ميونيخ الأمني هي التباحث بشأن التحديات الحالية والمستقبلية للسياسة الأمنية الدولية

سعى مؤتمر ميونخ للأمن إلى تعزيز الثقة والمساهمة في تسوية النزاعات سلميًا من خلال توفير حوار مستمر، منظم، وغير رسمي داخل مجتمع الأمن الدولي يُنظر إلى المؤتمر على أنه “مساحة لعصف الأفكار” المستقل، حيث يتم تطوير المقترحات والحلول وتبادل الآراء حول القضايا الأمنية كما يوفر المؤتمر منصة للمبادرات الدبلوماسية الرسمية وغير الرسمية لمواجهة التهديدات الأمنية الأكثر إلحاحًا

رغم جذوره الأوروبية والأطلسية، يعكس المؤتمر الطبيعة العالمية المتزايدة لعالمنا، حيث يسعى إلى توسيع تنوعه الجغرافي والوصول إلى جميع أصحاب المصلحة المعنيينيركز المؤتمر على مناقشة أبرز التحديات الأمنية، لكنه يلفت الانتباه أيضًا إلى القضايا الناشئة التي قد لا تكون على رأس أولويات المجتمع الأمني الدولي بعد يتبنى المؤتمر مفهومًا شاملاً للأمن، يشمل القضايا التقليدية للأمن القومي والدولي، بالإضافة إلى الأبعاد الاقتصادية، البيئية، والإنسانية للأمن

ظروف عقد مؤتمر ميونخ للأمن 2025

عقد مؤتمر ميونخ للأمن 2025 في لحظة حاسمة:

ـ تتولى حكومة أمريكية جديدة مهامها في يناير

ـ تبدأ دورة تشريعية جديدة في الاتحاد الأوروبي في بروكسل

ـ بعد أسبوع فقط من المؤتمر، تُجرى الانتخابات البرلمانية في ألمانيا

بحث المؤتمر كيفية إصلاح النظام الدولي ليكون أكثر شمولية وعدالة، خاصة مع تصاعد التعددية القطبية يناقش إصلاح الأمم المتحدة، وتعزيز التعاون بين القوى الكبرى، ومعالجة فشل المنظمات الدولية في حل الأزمات ويتناول التركيز على الأزمات الاقتصادية، الأمن السيبراني، والتحديات الجيوسياسية التي تعيق التعاون الدولي

وسلط المؤتمر الضوء على تصاعد الشعبوية والأنظمة الاستبدادية، والتدخلات الخارجية في الانتخابات الديمقراطية ويبحث سبل تعزيز المؤسسات الديمقراطية، وحرية الإعلام، ومواجهة تهديدات الذكاء الاصطناعي على الانتخابات والمعلومات و يناقش كيفية حماية الديمقراطيات من التضليل الإعلامي والضغوط الاقتصادية من قوى كبرى مثل الصين وروسيا

يركز المؤتمر على العلاقة بين التغير المناخي والصراعات الأمنية، مثل الهجرة القسرية ونقص المواردويبحث دور التعاون الدولي في الحد من الأزمات المناخية وتعزيز الأمن البيئيويناقش دور القطاع الخاص والتكنولوجيا الخضراء في تحقيق أمن مناخي مستدام

الأزمات الإقليمية التي ناقشها المؤتمر

- أوكرانيا، غزة، الشرق الأوسط، وإفريقيا

ـ مناقشة حرب أوكرانيا وتداعياتها

ـ استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا

ـ إمكانية التوصل إلى تسوية دبلوماسية أو استمرار الصراع المفتوح

ـ دور الناتو في تعزيز الأمن الأوروبي وردع روسيا

ـ حرب غزة والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي

ـ الانقسامات الأوروبية حول التعامل مع إسرائيل والفلسطينيين

ـ التهديدات الأمنية مثل الإرهاب والانقلابات العسكرية في غرب إفريقيا والساحل

ـ تأثير التغير المناخي والأزمات الاقتصادية على الاستقرار الإقليمي

ـ مستقبل الشراكة عبر الأطلسي – أوروبا وأمريكا في عالم متغير

دور أوروبا  في الحروب والنزاعات الدولية

تناول مؤتمر ميونخ للأمن 2025 دور أوروبا في العالم، مع التركيز على مشاركتها في الصراعات الدولية مثل حرب غزة وحرب أوكرانيا:

- دور أوروبا في حرب أوكرانيا

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، لعبت الدول الأوروبية دورًا حيويًا في دعم أوكرانيا من خلال:

المساعدات العسكرية والمالية: قدمت الدول الأوروبية، بالتعاون مع الولايات المتحدة، مساعدات عسكرية ومالية كبيرة لأوكرانيا على سبيل المثال، استخدم الاتحاد الأوروبي “صندوق الدعم الأوروبي للسلام” لتمويل إمدادات الأسلحة والمعدات لأوكرانيا، حيث بلغت المساعدات أكثر من 11 مليار يورو حتى نهاية عام 2024

العقوبات على روسيا: فرض الاتحاد الأوروبي حزمًا من العقوبات الاقتصادية والمالية على روسيا بهدف الضغط عليها لوقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا

تعزيز الدفاع الأوروبي: دفعت الحرب في أوكرانيا الدول الأوروبية إلى زيادة استثماراتها في الدفاع وتعزيز التعاون العسكري داخل الاتحاد الأوروبي ومع حلف شمال الأطلسي “الناتو

- دور أوروبا في حرب غزة : تواجه أوروبا تحديات معقدة في التعامل مع الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بحرب غزة يُلاحظ أن الدور الأوروبي في هذا السياق يتسم بما يلي:

الانقسامات الداخلية: تظهر انقسامات بين الدول الأوروبية حول كيفية التعامل مع الصراع في غزة فبينما تدعم بعض الدول إسرائيل، تميل أخرى إلى دعم الفلسطينيين، مما يؤدي إلى صعوبة في تبني موقف أوروبي موحد

- القيود الدبلوماسية: نظرًا لهذه الانقسامات، يجد الاتحاد الأوروبي صعوبة في لعب دور دبلوماسي فعال في الوساطة بين الأطراف المتصارعة

المخاوف الأمنية الداخلية: تثير أحداث غزة توترات داخل المجتمعات الأوروبية، خاصة مع وجود جاليات مسلمة ويهودية كبيرة، مما يؤدي إلى تحديات أمنية واجتماعية داخلية

بالإضافة إلى ما سبق، تواجه أوروبا تحديات وفرصًا في سياق دورها الدولي:

-المعايير المزدوجة: تُتهم الدول الأوروبية أحيانًا بتبني معايير مزدوجة في التعامل مع الصراعات الدولية حيث يُلاحظ دعم قوي لأوكرانيا مقابل تردد أو انقسام في المواقف تجاه غزة

-التأثير الجيوسياسي: تسعى أوروبا إلى تعزيز دورها الجيوسياسي على الساحة الدولية، إلا أن الانقسامات الداخلية والاعتماد على الولايات المتحدة في القضايا الأمنية يحدان من هذا الطموح

التحديات الأمنية: تتأثر أوروبا بتداعيات الصراعات في جوارها، مثل تدفقات اللاجئين والتهديدات الإرهابية مما يستدعي تبني سياسات أمنية ودفاعية متماسكة

يُتوقع أن تركز النقاشات في ختام مؤتمر ميونخ للأمن 2025 على كيفية تعزيز دور أوروبا في معالجة الصراعات الدولية، مع التركيز على: تحقيق وحدة الموقف الأوروبي: من خلال تجاوز الانقسامات الداخلية وتبني سياسات خارجية موحدة وتعزيز القدرات الدفاعية والأمنية: لتمكين أوروبا من الاستجابة بفعالية للتحديات الأمنية والانخراط الدبلوماسي الفعال: من خلال لعب دور وسيط نشط في الصراعات الدولية، مثل النزاع في غزة، وتعزيز جهود السلام من خلال معالجة هذه القضايا، يمكن لأوروبا أن تسهم بشكل أكبر في تحقيق الاستقرار والأمن على الساحة الدولية

القمم والأنشطة الأخرى

تحتل قضايا السياسة الدفاعية والأمنية دورًا محوريًا في جميع أنشطة مؤتمر ميونخ للأمن (MSC) وخلال المؤتمر السنوي الرئيسي في ميونخ، غالبًا ما تكون هذه الموضوعات في صلب المناقشات الرئيسية، إلى جانب عدد متزايد من الفعاليات الجانبيةبالإضافة إلى ذلك، ينظم المؤتمر عددًا من الفعاليات المتنوعة كجزء من البرنامج الدفاعي، والتي تختلف من حيث الحجم والنطاق، وتشمل: تجمع هذه القمم ما يصل إلى 100 شخصية بارزة من الحكومات، والأوساط الأكاديمية، والعسكريين، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني وتستمر هذه الفعاليات بين 24 و48 ساعة، حيث تُجرى مناقشات مفتوحة وصريحة تركز على موضوع معين يمكن عقد القمم إما علنيًا أو وفقًا لقاعدة تشاتام هاوس

تُعقد هذه الاجتماعات في أجواء أكثر حميمية، حيث تجمع ما يصل إلى 35 مشاركًا لمناقشة تحدٍ أمني محدد بشكل تفاعلي تُقام هذه الفعاليات وفقًا لقاعدة تشاتام هاوس أو بشكل غير مسجل وغالبًا ما تُنظم بالتزامن مع فعاليات MSC الأخرى، مثل اجتماعات قادة ميونخ ومؤتمر ميونخ للأمن ويمكن وصف القمم او الاجتماعات بأنها اجتماعات صغيرة وسرية، تضم متحدثًا بارزًا ومجموعة من ما يصل إلى 40 مشاركًا بما في ذلك خبراء رفيعو المستوى، ومفكرون، وصناع قرار  تُعقد هذه الحوارات عادةً وفق لقاعدة تشاتام هاوس، ولكن يمكن أن تكون بعض الفعاليات مفتوحة للجمهور مؤتمر ميونخ للأمن 2022، عجز دولي في مُواجهة الأزمات

التحولات السياسة الخارجية تحت قيادة ترامب

أصبح من المسلّمات في النقاشات المتعلقة بالسياسة الخارجية أن العالم يزداد “تعددية قطبية” وبينما يمكن الجدال حول مدى تحقق هذه التعددية بالفعل، فإن مسار “التعددية القطبية” أصبح جليًا: فمن جهة، تنتقل السلطة إلى عدد أكبر من الفاعلين القادرين على التأثير في التطورات العالمية الكبرى، ومن جهة أخرى يزداد الاستقطاب على المستويين الدولي والداخلي، مما يعقّد الجهود المشتركة لمواجهة الأزمات والتهديدات العالمية

يشتمل النظام الدولي الحالي على عناصر من الأحادية والقطبية الثنائية والتعددية وحتى غياب القطبية إلا أن هناك تحولًا واضحًا نحو توزيع السلطة بين عدد أكبر من الدول التي تتنافس على النفوذ كما أن التعددية القطبية باتت تتجلى في الاستقطاب الأيديولوجي المتزايد فالرؤية الليبرالية للنظام السياسي والاقتصادي التي هيمنت على العالم بعد الحرب الباردة، تواجه تحديات كبيرة من الداخل والخارج داخليًا، يظهر ذلك في صعود التيارات الشعبوية اليمينية في العديد من الديمقراطيات الليبرالية، بينما يتجلى خارجيًا في تعمّق الفجوة الأيديولوجية بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية، إلى جانب بروز نماذج بديلة للنظام العالمي تتنافس فيما بينها، بل وتتصادم أحيانًا بعنف

مثّلت عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية نهاية التوافق السياسي الخارجي الذي ساد بعد الحرب الباردة، والذي كان يقوم على أن الليبرالية الدولية تخدم مصالح الولايات المتحدة (الفصل 2) من وجهة نظر ترامب وأنصاره، فإن النظام الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة ليس سوى “صفقة سيئة” وقد يؤدي ذلك إلى تراجع واشنطن عن دورها التقليدي كضامن للأمن الأوروبي، مما قد تكون له عواقب وخيمة على أوكرانيا

من المرجح أن يكون محور السياسة الخارجية الأمريكية خلال السنوات المقبلة هو المنافسة الثنائية مع الصين، وهو ما قد يُسرّع من تحول النظام الدولي نحو التعددية القطبية

الصين: الدعوة إلى تعددية قطبية أم تنافس على الهيمنة؟

تعد الصين أبرز وأقوى داعم لنظام عالمي متعدد الأقطاب، حيث تقدم نفسها كمدافع عن دول “الجنوب العالمي” (الفصل 3) إلا أن العديد في الغرب يرون أن دعم بكين للتعددية القطبية ليس سوى غطاء تنافسي للصراع مع واشنطن

ورغم نجاح الصين في جذب العديد من الجهات الفاعلة غير الراضية عن النظام الحالي، فإن استمرار نموها الاقتصادي وقدراتها العسكرية ليس مضمونًا، خاصة مع الأزمات التي تواجهها داخليًا ومن المتوقع أن تكثف الولايات المتحدة جهودها للحد من نفوذ الصين في ظل رئاسة ترامب ومع ذلك، قد تستفيد بكين من تراجع الالتزامات الدولية لواشنطن أو من تخلّيها عن شركائها التقليديين

بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، زاد تصنيف الولايات المتحدة كخطر في دول G7 خصوصًا ألمانيا وكندا، وكذلك في الهند، بينما بقي مستقرًا نسبيًا في الصين والبرازيل، وانخفض في جنوب إفريقيا زادت تصورات التهديد القادم من روسيا في كندا، فرنسا، ألمانيا، الهند، والمملكة المتحدة مقارنة بالعام السابق أما المخاوف من الحروب التجارية واستخدام الأسلحة النووية من قبل قوى عدائية ربما تكون قد زادت القلق من الولايات المتحدة وروسيا على حد سواء على نحو لافت، لم تزداد المخاوف من الصين إلا في ألمانيا والمملكة المتحدةوانخفضت المخاوف من جائحة كورونا، انقطاع إمدادات الطاقة والإرهاب الإسلاموي المتطرف بشكل كبير في معظم الدول وبقيت المخاطر غير التقليدية لا تزال في الصدارة ولا تزال المخاطر غير التقليدية تمثل أكبر مصدر قلق عالميًا، حيث تتصدر المخاطر البيئية

مؤتمر ميونخ للأمن ليس هيئة تنفيذية، ولكنه يُعرف بـ”مؤتمر الأفكار” حيث تُطرح القضايا وتُناقش السياسات، ولكن دون التزامات ملزمة ومع ذلك، فإن المؤتمر ينتج عنه: وتكون التوصيات غير رسمية توجه السياسات الدولية وهو فرصة إلى لقاءات دبلوماسية جانبية قد تثمر عن تفاهمات غير معلنة بين الدول وإطلاق مبادرات أو تحالفات في بعض القضايا، مثل مكافحة الإرهاب أو الأمن السيبراني ويكون له تأثير على الرأي العام وصناع القرار، خاصة عبر التقرير الأمني السنوي للمؤتمرمن المرجح أن يعزز المؤتمر فهمًا أعمق للتحديات الأمنية، لكنه لن يُنتج قرارات حاسمة قد تسفر الاجتماعات الجانبية عن تقدم في ملفات مثل العلاقات عبر الأطلسي أو أزمات معينة مثل الحرب في أوكرانيا ويعمل على التركيز المتزايد على الأمن المناخي والسيبراني قد يدفع الدول الكبرى إلى اتخاذ خطوات ملموسة في هذه المجالات

ختام مؤتمر ميونيخ الأمني 2025 “الكابوس الأوروبي

اختتم مؤتمر ميونخ للأمن لعام 2025 أعماله وسط توترات ملحوظة بين الحلفاء عبر الأطلسي، خاصة بعد الخطاب الحاد لنائب الرئيس الأمريكي، جاي دي فانس، الذي انتقد فيه الدول الأوروبية واتهمها بتهديد الديمقراطية هذا الخطاب أثار ردود فعل قوية من القادة الأوروبيين، حيث وصف رئيس المؤتمر، كريستوف هويسغن، الحدث بأنه “كابوس أوروبي”، معبرًا عن قلقه من تباعد القيم المشتركة بين الولايات المتحدة وأوروبا

المستشار الألماني، أولاف شولتس، دعا في كلمته الختامية إلى تعزيز التعاون الدفاعي بين دول الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن الاعتماد المفرط على حلف الناتو لم يعد كافيًا لضمان الأمن الأوروبي كما أكد على ضرورة تطوير استراتيجية أمنية مشتركة وزيادة الاستثمارات في قطاع الدفاع والتكنولوجيا العسكرية

من جانبها، حذرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، من خطورة التباطؤ في دعم أوكرانيا، مؤكدة أن الحرب المستمرة لا تهدد سيادة أوكرانيا فحسب، بل تمس أمن أوروبا والعالم بأسره وشددت على ضرورة التحرك السريع والحاسم لدعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي في ظل هذه التحديات، يواجه الاتحاد الأوروبي ضغوطًا متزايدة لتوحيد صفوفه وتعزيز قدراته الدفاعية خاصة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتباين المواقف مع الإدارة الأمريكية الحالية

كان مؤتمر ميونيخ الأمني لهذا العام 2025  حدثًا حافلًا بالتوتر، حيث كانت الكلمة الغاضبة لنائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس محور الاهتمام وقد خرج رئيس المؤتمر بتقييم واقعي ومتشائم حول العلاقة مع الولايات المتحدةأصبحت التصدعات في العلاقة عبر الأطلسي واضحة للعيان، إضافة إلى القلق المتزايد بشأن مستقبل أوكرانيا بعد المبادرة التفاوضية غير المنسقة من قبل دونالد ترامب كان مؤتمر ميونيخ الأمني هذا العام حدثًا سيظل في الذاكرة، وهو ما انعكس في تقييم رئيس المؤتمر كريستوف هويسغن

وصف هويسغن هذا الاجتماع في العاصمة البافارية بأنه “أحد أكثر المؤتمرات الأمنية أهمية حتى الآن” وأشار، في تصريح له يوم الأحد في ميونيخ، إلى أنه بعد الخطاب القاسي لنائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، بات من المقلق أن “أساس قيمنا المشتركة لم يعد مشتركًا كما كان”، وذلك في إشارة إلى الشراكة عبر الأطلسي وكان هذا المؤتمر، الذي يُعدّ النسخة الـ 61 لمؤتمر ميونيخ الأمني (MSK)، هو الأخير لهويسغن كرئيس له

في وقت لاحق، صرّح هويسغن في برنامج “اليوم-جورنال” على قناة ZDF بأن مؤتمر هذا العام كان “في بعض النواحي كابوسًا أوروبيًا” لكنه أضاف: “في الوقت نفسه، كان مؤتمرًا توضيحيًا للغاية”، موضحًا أن “أمريكا تحت قيادة (دونالد) ترامب تعيش في عالم مختلف” كما أشار إلى ملاحظة مثيرة للقلق، وهي أن حتى أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين أصبحوا شديدي الحذر في التعبير عن آرائهم علنًا، لأنهم يخشون رد فعل رئيسهم




 

المصدر: المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الكاتب : جاسم محمد

التاريخ : 14/2/2025

---------------------------------------------------

المصدر: بي بي سي نيوز

التاريخ : 14/2/2025

المقالات الأخيرة