تعتبر الرسائل الإعلامية من أهم العناصر الأساسية في العمليات الإعلامية والصحفية، حيث يتم إظهار الجوانب المعرفية، السلوكية والوجدانية في تحقيق الأهداف التي تسعى إليها، كما أنه لا بد من معرفة النسب المحتملة للتأثيرات التي تحدثها الرسائل والمحتويات الإعلامية، كما تلعب طبيعة الرسائل الإعلامية دور كبير في التأثير الإدراكي من النواحي السهلة والسليمة، حيث تعتبر الأنواع المتعددة للرسائل الإعلامية ذات تأثير واضح على الإجراءات الاستقبالية من جهة المتلقي، حيث تقدم الوسائل الإعلامية الرسائل الإعلامية على شكل حقائق أو معلومات أو بيانات أو أفلام أو صور وغيرها، وبالتالي فإنَّ الرسائل الإعلامية تلعب دور كبير في تقديم الأدوات التسويقية السياسية، حيث تعتمد وتستند كافة الدول في العالم على استخدام الأدوات التي تساهم في تناول سياساتها والتعبير عنها، كما تقدم الرؤية الواضحة للوسائل الإعلامية، والتي بدورها تؤثر بشكل كبير على القضايا المحلية والعالمية.

وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ الرسائل الإعلامية لها دور في الإعلانات التجارية، والتي بدورها تساهم في رفع مستوى الرضا بالنسبة للإعلانات التجارية المقدمة، حيث تسعى الوسائل الإعلامية من خلال رسائلها إلى تقديم المعلومات الإعلامية ومن ثمَّ التسويق لها عبر استخدام الطرق الحديثة ، حيث تلعب الرسائل الإعلامية دور في تثقيف المجتمع ، وذلك على اعتبار أنَّها أداة في رفع المستويات الثقافية لدى الأفراد والمجتمعات، حيث تكون هذه الرسائل بمثابة رسائل توجيهية تقوم على توجيه الجمهور المستهدف، من أجل القيام بهدف معين، سواء كان هذه الأهداف صحية أو سياسية أو  اقتصادية أو اجتماعية.

كما قد تكون هذه الرسائل بمثابة برامج حوارية أو ثقافية أو ترفيهية أو برامج مقابلات، حيث تسعى إلى تحقيق أهداف أساسية، بحيث تكون متماشية مع السياسات الدولية وسياسة المؤسسات الصحفية، كما تسعى إلى تقديم المعارف والأنظمة الرمزية، والتي تلعب دور أساسي في التأثير على علم النفس الإعلامي.

وتكمن أهمية الرسائل الإعلامية في تقديمها للعديد من الوظائف الاجتماعية، بالإضافة إلى الاستفادة من كافة القرارات المتعلقة بالحالات الاجتماعية، حيث يتم تقديمها في الأوقات الزمنية المناسبة، وذلك من أجل الاستفادة من كافة المعلومات المقدمة، حيث يعتبر اختيار الأوقات من العناصر الضرورية التي تميّز الرسائل الإعلامية عن غيرها.

تعريف الرسائل الإعلامية:

تعرف الرسالة بوجه عام  بأنها عبارة عن معلومات يتم إبلاغها بطريقة شفوية أو خطية من شخص لآخر، أو بأنها ما يرسل من الفرد إلى فرد أو جماعة ، كذلك تعني وضع الفكر في كود أو بمعنى أخر وضع الأفكار في رسائل وأشكال مناسبة للموقف، فأن الكود أو الرسالة تشمل على الإشارات والعلامات اللغوية، والحديث والكتابة والعلامات المرئية مثل إشارات المرور أو صور وعلامات الطرق، وينطبق هذا بالفعل على رسائل الحملات الإعلامية التي يجب أن تتميز بالشمول والاتساع والتنوع حيث تخاطب الجماهير المستهدفة وهي المضمون المعد إعدادا جيدا من حيث المنطق الاتصالي والحجج الإعلامية والشواهد التي تهدف إلى إقناع الجمهور المستهدف بقضايا الحملة وأفكار القائم بالاتصال، ومن ثم تقديم الأدلة والبراهين التي تقنع الجمهور وتثير اهتمامه وتدفعه للبحث عن المعلومات والحوار، والنقاش مع الآخرين.

إن معنى الرسالة يكمن في التغير الذي تحدثه على الفكر، حيث يمكن القول أن الهدف من إعداد الرسالة الإعلامية هو التأثير، بالطريقة التي يُكون بمقتضاها المتلقي صورة عن العالم المحيط به، ويحتاج المخطط الإعلامي إلى تحديد العديد من الجوانب عند إعداد الرسالة ومن أهما:

-  تحديد الأفكار الرئيسية التي تتضمنها الرسالة وتحديد الأسلوب الإغرائي المناسب.

-  تحديد الشعار الرئيسي، والرسالة كعنصر رئيسي تعد من أهم الموضوعات لحملها الأفكار والرؤى المراد توصيلها إلى الجمهور.

أسلوب عرض وتقديم الاستمالات التي تستخدم، فحتى يقدم القائم بالاتصال رسالة إقناعية لابد أن تكون نتاجا للعديد من القرارات سواء في شكلها أومضمونها، وأهم هذه القرارات الاتي:

-  تحديد الأدلة المستخدمة والمستبعدة.

- تحديد الحجج التي سوف يستخدمها ومدي قوتها.

-  الرموز التي تشكل الرسالة والتي يجب أن تخضع لقواعد كاملة ونفسية دقيقة لتصبح أكثر فعالية.

- تعمل الرسالة الموجهة إلى الجمهور المستهدف على تحقيق غايات الهدف الرئيسي.

- ويمكن أن تتعرض الرسالة إلى تحريفات وهو ما يسمي بالتشويش ويمكن التغلب عليه بتكرار عرض الرسالة بما يخدم الهدف الأساسي لها.

أهمية الرسائل الإعلامية: 

تعود أهمية الرسائل الإعلامية  لسببين رئيسين أوّلهما أنّ الرسائل تشكّل جزءاً أساسياً من عملية تشكيل الاتجاه، فإذا ما استجابت الجماهير لمنشئ الرسالة، وللرسالة التي بادر إليها المنشئ، فإنّ هذا يُعدّ مؤشراً واضحاً إلى أنّ الرسالة قد تم استقبالها، وإلى أنّ الرسالة موضع اهتمام، وبطريقة ما يتم استخدامها والاستفادة منها. وقد يكون ذلك مجرد جزء من عملية التفكير، ويمكن أن تُنفّذ كالأفعال. أما الأمر الثاني فهو أنّ الرسائل توضح فعالية عملية الاتصال، وهي تشكل جزءاً جوهرياً من عملية تقويم دور وسائل الإعلام وفعاليتها.

وتقسم الرسائل الإعلامية إلى ثلاثة أقسام، أوّلها وفقاً للهدف: فهناك رسائل إعلامية وثقافية وترفيهية وإرشادية وتوجيهية، والثاني وفقاً للجمهور المستهدف: فهناك برامج موجهة إلى الجمهور كافة، ورسائل موجهة إلى جمهور نوعي، والثالث وفقاً للشكل: فهناك رسائل على شكل أخبار أو تحقيقات أو محاضرات أو ندوات.

وهناك أكثر من وظيفة للرسالة الاعلامية, ومنها: 

1- إشكاليات الدلالة والمعنى : لكل رمز او علامة دلالة او معنى او صورة ذهنية يتم استدعاؤها عند تناول هذه الرموز او العلامات في الاعمال الاعلامية. 

فمثلا ما تبثه احدى المحطات من اخبار قد يفهم بأكثر من معنى لدى الافراد المستجيبين, كل حسب بيئته وعمره وقدراته العقلية وتحيزه لهذا الخبر, فربما ان خبر تحطم طائرة لأحدى الدول يعد محزنا لدى فرد ما, لكنه من ناحية اخرى هو اكثر فرحا لدى فرد اخر . 

2- عملية معالجة المعرفة اليومية: تعتبر نظرية معالجة المعلومات ان الانسان يتشابه مع جهاز الكمبيوتر التي يضم وحدة معالجة للمعلومات فالفرد يتعرض يوميا لكمية كبيرة من المعلومات الحسية يأخذ منها جزءا صغيرا فقط, ومن هذا الجزء الصغير يقوم بتخزين جزءا اقل في الذاكرة طويلة المدى, وبالتالي فانه حسب هذه النظرية نجد ان الفرد يكون مدركا, او واعيا لجزء صغير من المعلومات التي تقدم  في البيئة, ونظرية معالجة المعلومات تقدم دليلا على ان تباين الافراد في بناء وتنظيم ادراكهم للوقائع والاشياء وتفسيرهم للرموز التي يتعرضون لها. وتشير الى ان نجاح الرسالة الاعلامية يظل مرهونا ببنائها الرمزي وبما يتفق مع البناء المعرفي او الادراكي. 

3- تعدد المعنى ومفهوم النص في محتوى الاعلام: عند تعامل الفرد مع وسائل الاعلام فانه يتعرض للعديد من المعاني المختلفة, والتي تشكل فيما بعد عاملا مؤثرا في شخصيته, وعلى الاعلامي الانتباه الى ضرورة عدم التناقض بين هذه المعاني حتى لا يخلق جيل متناقض شخصيا. وبالنسبة للتلفزيون والسينما لا يقف الامر عند حدود الرموز والمعاني اللغوية ولكن تضاف اليه الرموز الموسيقية والرموز الطبيعية والرموز الصناعية وغيرها من الرموز التي تسهم جميعها في تحقيق التفاعل بين بعضها كمثيرات تستهدف استجابة معينة. ويرى خبراء الاتصال والاعلام ان الوظيفة الاعلامية هذه الحالة تتحدد بداية في عين المشاهد, وذلك ان كل فرد يحدد الاستجابة بناء على تفسيره لكل رمز من جانب ومحصلة تفاعل الرموز معا من جانب اخر.

العوامل المساعدة على تحديد الرسالة :

-  الرسالة الاساسية التي يجب أن تصل لكل فئة من الجمهور.

-  تحديد شكل الرسالة ، ولماذا تم الاختيار هذا الشكل ؟

-  الاثر المطلوب احداثه من مضمون الرسالة .

-  كيفية التعبير عن مضمون الرسالة، استخدام المؤثرات العاطفية أم العقلانية .

-  مدخل اجابي أم سلبي أم محايد ، سرعة القاء الرسالة بالإذاعة والتلفزيون .

أنواع الرسائل الاعلامية:

تنقسم الرسائل الي التقسيمات التالية:

1/ وفقا للهدف : هناك الرسائل الاعلامية والثقافية والترفيهية والارشادية.

2/ وفقا للجمهور المستهدف : هناك برامج موجهة الي الجمهور كافة ، ورسائل موجهة الي

الجمهور التوعي .

3/ وفقا للشكل : هناك الاخبار والتحقيقات والمحاضرات والندوات والعروض الشعبية .

أما في مجال الرسائل الاعلانية ، يقدم كلا من ميلفن كراسك وهندي لسكي " في دراسة لهما عن أنماط الرسائل في الحملات الاعلانية المستخدمة تصورهما لنوعين رئيسيين من الرسائل الاعلانية :

الرسائل التي تعتمد علي الحقائق وتتضمن معلومات موضوعية عقلانية  معرفية ، والرسائل التي تعتمد علي العواطف والخيال والصور الذهنية

كيفية صياغة الرسالة الاعلامية:

تمثل صياغة الرسالة الاعلامية عاملا اخر من العوامل التي تسهم في تأثير الرسالة الاعلامية

في الجمهور. فصياغة الرسالة تخاطب العقل والفكر والخيال، وهي غير الاسلوب الذكي في

استخدام الالوان والاضواء والاصوات وبقية المؤثرات الخارجية.

انها الطريقة التي تستخدم فيها الفكر التي تقوم عليها الرسالة نفسها او هي قالب التي تصاغ فيه

أفكار الرسالة بطريقة منظمة من خلال الاستخدام الذكي للغة والترتيب المنطقي للواقع والاحداث

قد تعرض الرسالة الاعلامية بطريقة جذابة ومؤثرة ، لكن كانت صياغتها رديئة فان ذالك يضعف تأثيرها.

حيث أن هدف الحملة الاعلامية هو الترويج لقيم معينة لها علاقة بمفهوم مثلا بحرية المرأة

ودورها في المجتمع مسلم محافظ، ليس من السهولة عرض رسالة اعلامية مباشرة تدعو المرأة

الي التمرد علي القيم السائدة وتشجيعها صراحة علي التبني حياة لا تحملها ضوابط العرف

والاخلاق

الرسالة الاعلامية بفكرتها هذه وبمضمونها الذي لم تصرح به لما أدت الى نتائج عكسية لو قدمت

صريحة ومباشرة للقارئ أو المستمع أو المشاهد لكن من خلال تقدمها بايقاع مثير وصياغة ذكية تحدث الاثر المطلوب.

الرسالة الاعلامية من خلال هذا الاسلوب تفهم الجمهور أنها لا تدعم فعل ما قدمته عن المرأة

وأن دعوتها لتمرد ، بل تقدم لهم تلك القصة فقط وعلي شخص أن يفهمها بالطريقة التي تناسبه.

ختاماً : مما لا شك فيه أنّ الهدف الرئيسي للقائمين على الرسائل الإعلامية هو نجاحهم في إيصال تلك الرسائل إلى الجمهور المستهدف، وتأثيرهم فيه وفق الأهداف المنشودة. وإذا أرادوا النجاح في ذلك فعليهم تحديد الأفكار الرئيسية التي تتضمنها الرسالة ويدركها الجمهور مباشرة، وتحديد الأسلوب الإغرائي المناسب، وأسلوب عرض وتقديم الاستمالات المناسبة للجمهور، والتنوع في الشكل والمضمون، وأن ترتبط بالمتطلبات الحقيقة للجمهور.