يعتبر تحليل المضمون هو الطريقة والأسلوب و الأداة التي يستخدمها الباحث في الوصف الكمي الظاهر لأي دراسة وأيضا يستخدم في المجالات البحثية المتنوعة، كالإعلام، وعلم النفس، والتربية ويقوم كذلك بوصف المحتوى الظاهر للمادة الإعلامية والأحداث و الوثائق لكشف العوامل المؤثرة في الظاهرة المدروسة
وهناك عدة تعريفات حول تحليل المضمون ومن أهمها
تعريف «واليرر ووينر» 1978م: بأنّه إجراء منتظم لفحص مضمون المعلومات المُسجّلة، وعرّفه «كريبندروف» 1980م على اعتباره: صِنْعة بحثية من أجل صنع إحالات من البيانات قابلة للتكرار وصادقة بالنسبة لسياقها. أمّا «كيرلنجر» 1973م فقد عرّفه تعريفا مثاليا بقوله: هو منهج لدراسة الاتصال وتحليله بطريقة منتظمة وموضوعية وكمّية بهدف قياس المتغيّرات
تاريخ ونشأة تحليل المضمون
يُعد تحليل المضمون من المناهج الدّراسية المهمة، والتي استخدمت كأداةٍ من الأدوات التي تُساعد على تحليل الأبحاث، ويعد الباحث تشارلز ميلز أول من استخدم أسلوب تحليل المضمون في دراسة بحثه في عام 1920م. في القرن العشرين للميلاد مع بداية ظهور استخدام أجهزةِ الحاسوب في إعداد الأبحاث ساهم ذلك في تطوّر الطرق والوسائل المستخدمة في تطبيق منهج تحليل المضمون في العديد مِن المجالات البحثية، سواءً المُرتبطة بدراسةِ موضوعاتِ البحث العامة، أو التي تعتمد على تخزين محتوياتِ البحث من أجل استخدامها في أوقاتٍ لاحقة
خصائص منهج تحليل المضمون
يسعى تحليل المضمون عن طريق تصنيف البيانات وتبويبها إلى وصف المضمون المحتوى الظاهر والصريح للمادة قيد التحليل و لا يقتصر على الجوانب الموضوعية ، وإنما الشكلية أيضاً ،ويعتمد على تكرارات وردت أو ظهور جمل أو كلمات أو مصطلحات أو رموز أو أشكال المعاني المتضمنة في مادة التحليل بناءً على ما يقوم به الباحث من تحديد موضوعي لفئات التحليل ووحداته
خطوات تحليل المضمون
أن يتم تحديد الموضوع الرئيسي الخاص بعملية البحث -
أن يتم وضع الكثير من الآراء والفرضيات التي تساهم في الربط بين الفقرات الخاصة ب تحليل النصوص والمضمون -
أن تحصل على المراجع والمصادر التي قد أعتمد مؤلف البحث أو الموضوع عليها والتي تساهم بشكل كبير في فهم الطبيعة الخاصة -
به، وكيف يتم صياغة النص
وحدات تحليل المضمون
يمكن أن نحصر وحدات تحليل المضمون في خمسة أنواع، على النحو التالي
وحدة الكلمة -
الكلمة هي أصغر وحدة تُستخدم في تحليل المضمون، وقد تشير الكلمة إلى معنى رمزي معين، كما قد تتحدد من طريق بعض المصطلحات أو المفاهيم التي تعطيها معنى خاصا وعندما تُستخدم الكلمة بصفتها وحدة في تحليل المضمون، فإن الباحث يضع قوائم يُسجل فيها تكرارات ورود كلمات أو فئات مختارة في شأن المادة موضوع التحليل، وتُستخدم الكلمة في التحليل الأدبي والسياسي ومواد الاتصال التعليمي
وحدة الموضوع -
ويُقصد بها الوقوف على العبارات أو الأفكار الخاصة بمسألة معينة، ويعتبر الموضوع أهم وحدات تحليل المضمون عند دراسة الآثار الناجمة عن الاتصال وتكوين الاتجاهات
وحدة الشخصية -
ويُقصد بها تحديد نوعية وسمات الشخصية الرئيسية التي ترد في العمل الأدبي بصفة خاصة، وقد تكون الشخصية خيالية، كما قد تكون حقيقية كذلك
وحدة المفردة -
ويُقصد بها وسيلة الاتصال نفسها، فقد تكون كتاباً أو مقالة أو قصة أو حديثاً إذاعياً أو برنامجاً أو خطاباً، وتُستخدم المفردة وحدة في التحليل إذا كان هناك عدة مفردات
وحدة المساحة والزمن -
وتتمثل في تقسيم المضمون تقسيمات مادية، سواء بالنسبة لمواد الاتصال المرئية مثل الأعمدة وعدد السطور وعدد الصفحات، أو المسموعة مثل عدد الدقائق التي يستغرقها برنامج معين، أو المرئية المسموعة مثل طول الفيلم ومدة إذاعة برنامج تليفيزيوني
استخدامات تحليل المضمون
ويُستعمل تحليل المضمون اليوم في تحليلات مقارنة منتظمة لنشرات الأخبار في الشبكات الإذاعية والرَّناتية، وفي مراقبة مستويات العنف وغيره في النهاجِل الرناتية، كما تَستعمِل مؤسّسات العلاقات العامّة تحليل المضمون لرسائل الإعلام بدراسة متغيّرات الوسيلة الإعلامية كالطباعة والتشويف والشكل، وبراعة التحرير وزاوية الصَّارة (كاميرا) ومكان المنظر، وهي جوانب المضمون التي تكون متفرِّدة بالنسبة للوسيلة الإعلامية موضع الدراسة وغير ذلك، وعموما يمكن تحديد استعمالات تحليل المضمون فيما يلي
وصف مضمون الاتصال، أي الدراسات الخاصّة بتوصيف خصائص المضمون لاتّصال معيَّن بالنسبة لأمر أو أكثر في وقت واحد، وتشرح هذه -
الدراسات تحليل المضمون المستعمل بالطريقة التقليدية الوصفية وذلك لتحديد ماذا يوجد
مقارنة مضمون البَلَغ بالعالم الحقيقي، أي التفتيش عن الحقيقة حيث إنّ صورة جماعة محدَّدة أو ظاهرة أو ميزة أو خصيصة يتمّ تقييمها مقابل -
مِعيار مأخوذ من الواقع. وقد أُجريت دراسات حول أسباب العنف ومنعه استعملت بيانات تحليل المضمون، لمقارنة عالم عنف الرَّناة بعنف الحياة الحقيقية