بُؤرُ ُالإرهاب في أفريقيا
فرع القاهرة

تُواجه القارة الأفريقية مُنذ مطلع الألفية الجديدة تحديًا متصاعدًا يتمثّل في تنامي النشاط الإرهابي وتحوّلهٌ إلى أحد أبرز مصادر تهديد الأمن والاستقرار، ليس فقط داخل حدود الدول الأفريقية، بل على المستوى الإقليمي والدولي أيضًا، فقد ساعدت الهشاشةُ البنيويةُ للدولة في كثيرٍ من مناطق القارة، وضعْفُ سيطرة الحكومات المركزية على الأطراف، إلى جانب تراكم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على خلْقِ بيئةٍ خِصبةٍ لتمدّد التنظيمات الإرهابية، كما  برزتْ في هذا الإطار بؤرٌ رئيسةٌ للنشاط الإرهابي مثل منطقة الساحل والصحراء التي تحولت إلى مركز صراع بين القاعدة وداعش على طرق التهريب والموارد، والقرن الأفريقي الذي يشهدُ تمدّدًا لحركة الشباب المجاهدين، وحوض بحيرة تشاد الذي يعاني من عنفٍ دمويٍ تقوده جماعة بوكو حرام بفصائلها المختلفة.

بؤر النشاط الرئيسة في أفريقيا

تُعدّ أفريقيا إحدى أبرز الساحات العالمية للنشاط الإرهابي، حيث تداخلت الصراعات العِرقية والهشاشة السياسية مع الفقر والتهميش لتُفرزَ بيئاتٍ خِصبةً لتمدّد التنظيمات المتطرفة، وقد برزت مناطق بعينها كبؤرٍ رئيسةٍ لهذا النشاط، أهمها منطقة الساحل والصحراء، والقرن الأفريقي، وحوض بحيرة تشاد، التي تحولت إلى ملاذاتٍ للتنظيمات الإرهابية العابر للحدود، وتُمثّل هذه البؤر تهديدًا متصاعداً للأمنِ الإقليمي والدولي بفعل تداخلها مع شبكات التهريب والجريمة المنظمة وقدرتها على استغلال ضعْفِ الدول لمدِّ نفوذها، ويمكن توضيح هذه البؤر  من خلال الآتي:

منطقة الساحل الأفريقي (مالي  بوركينا فاسو  النيجر) تُعدّ  هذه المنطقة من أكثر المناطق سخونةً منذ 2012 بعد انهيار النظام الليبي، حيث استغلت جماعاتٌ مرتبطةٌ بـ القاعدة مثل: جماعة نُصرة الإسلام والمسلمين JNIMالفراغ الأمني، حيث دخل تنظيم “داعش” عبر تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى (ISGS)، ما أدى إلى صراعٍ مباشرٍ مع القاعدة على السيطرة على القرى والطرق التجارية، بالإضافة إلى الانقلابات العسكرية في مالي وبوركينا فاسو ساهمت في إضعاف جهود مكافحة الإرهاب، وأتاحت للجماعات مزيدًا من التوسع.

حوض بحيرة تشاد (نيجيريا  النيجر  الكاميرون  تشاد) انطلقت بوكو حرام من شمال نيجيريا، ثم انقسمت عام 2016 إلى فصيلين:

جناح أبو بكر شيكاو (JAS) العنيف، وولاية غرب أفريقيا (ISWAP) الموالية لداعش، والتي ركّزت على كسْبِ القرى وتقديم خدماتٍ بدائيةٍ لكسْبِ الحاضنة الشعبيةـ كما أن المنطقة شهدت قتالًا شرسًا بين الفصيلين، بجانب استهداف الجيوش الوطنية.

القرن الأفريقي يسيطر تنظيم حركة الشباب (المرتبط بالقاعدة) على مساحاتٍ واسعةٍ من الريف الصومالي، ويشنِّ هجماتٍ على مقديشو وقوات الاتحاد الأفريقي، كما ظهرت مجموعاتٌ مواليةٌ لداعش في الشمال الشرقي (إقليم بونتلاند)، لكنها لم تنافس “الشباب” بشكلٍ قويٍ، إذ حافظ الأخير على تفوقه العسكري والاجتماعي، حيث تتأثر إثيوبيا وكينيا مباشرةً بتمدد “الشباب” من خلال هجمات عبر الحدود.

شمال موزمبيق برزت منذ 2017 جماعةٌ محليةٌ تُعرف بـ أنصار السُنة أو “الشباب”، ثم أعلنت ولاءها لداعش فأصبحت تُعرفُ بـ داعش-موزمبيق كما تركّز نشاطها على السيطرة على الموانئ الساحلية (ميناء موسيمبوا دا برايا)، والهجمات على القرى الغنية بالغاز الطبيعي، وتدخلتْ قواتٌ رواندية وقوةٌ من مجموعة التنمية للجنوب الأفريقي (SADC) للحد من تمددها.

شرق الكونغو الديمقراطية (إقليمي كيفو وإيتوري) تنشط جماعة القوات الديمقراطية المتحالفة (ADF)، وهي حركةٌ متمردةٌ أوغندية الأصل أعلنت ولاءها لداعش عام 2019، وأصبحت تُعرف بـ داعش ولاية وسط أفريقيا (ISCAP).، وتُركّز على مهاجمة القرى، حرق الكنائس، وخطْفِ المدنيين، معتمدًة على التضاريس الوعرة.

شمال أفريقيا بعد 2011 تحولت ليبيا إلى ساحةٍ مفتوحةٍ لجماعاتٍ مثل داعش ليبيا وأنصار الشريعة، وبرغم تراجع داعش في سرت عام 2016، لا تزال خلايا صغيرة نشطة في الجنوب الليبي والصحراء الكبرى، كما تُعد ليبيا معبرًا استراتيجيًا بين الساحل وشمال أفريقيا.

وعليه، تشهد أفريقيا شبكةً متداخلةً من بؤر الإرهاب، حيث تتنافس القاعدة وداعش عبر أذْرعٍ محليةٍ في الساحل، بحيرة تشاد، الصومال، موزمبيق، الكونغو، وليبيا، كما أن التنافس لا يقتصر على الأيديولوجيا، بل يمتد إلى السيطرة على الأرض والموارد (ذهب، غاز، تهريب، ضرائب)، وهذا التنوعُ يُعقّد المواجهة الدولية ويجعل الحلول الأمنية وحدها غير كافيةٍ دون معالجة جذور الفقر والتهميش وضعف الدولة.

آليات التنافس بين التنظيمات الإرهابية في أفريقيا

يشهد المشهد الإرهابي في أفريقيا تنافسًا معقدًا بين التنظيمات المتطرفة، يتجاوز البُعد العقائدي ليشملَ السيطرةَ على الموارد والطرق الاستراتيجية ومناطق النفوذ، وتتنوع أشكال هذا التنافس بين الصراع المسلح المباشر كما هو الحال بين “داعش” و”القاعدة” في الساحل، والتنافس على التجنيد والشرعية الدينية عبر الدعاية الإعلامية واستغلال الخطاب العقائدي، كما تشملُ الآلياتُ محاولاتِ الاختراق والتحالفات المرحلية مع جماعاتٍ محليةٍ أو شبكات تهريب لتوسيع النفوذ، ويؤدي هذا التنافس إلى إعادة تشكيل خريطة الإرهاب في القارة بما يعكس صراعاً مستمراً على البقاء والهيمنة، وعليه يمكن توضيح أبرز هذه الأشكال من خلال الآتي:

التنافس الأيديولوجي والشرعية الدينية يدور أساسًا بين القاعدة وداعش: حيث تركّز القاعدة على التدرج المحلي وبناءِ تحالفاتٍ قبليةٍ وسياسيةٍ، كما أن داعش يطرح خطابًا أكثر عالميةً ومباشَرةً قائمًا على فكرة “الخلافة” وفرْضِ الولاء المطلق، هذا التباين أنتج صراعًا على شرعية القيادة الجهادية، إذ يسعى كل طرف لإظهار نفسه الممثل الأصيل لـ”الجهاد العالمي.

التنافس العسكري على الأرض تتقاتل التنظيمات فيما بينها للسيطرة على الأراضي، القرى، والمناطق الحدودية.

أبرز مثال: الصراع بين داعش في الصحراء الكبرى وجماعةِ نصرة الإسلام والمسلمين (القاعدة) في مالي والنيجر، حيث خاض الطرفان مواجهاتٍ مسلحةً مباشرة، كذلك، شهدت منطقة بحيرة تشاد اقتتالًا دمويًا بين بوكو حرام (جناح شيكاو) وداعش – ولاية غرب أفريقيا (ISWAP).

التنافس على الموارد والاقتصاد غير المشروع تعتمد الجماعات على اقتصاد الحرب، حيث تهريب الذهب، تجارة المخدرات، الضرائب القسرية، الفدية من عمليات الخطف، وكذلك السيطرة على مناجم الذهب في مالي والنيجر أو حقول الغاز في موزمبيق تمثّل نقاطَ اشتباكٍ بين التنظيماتـ أيضًا التنافس الاقتصادي يعزّز قدرة التنظيم على تجنيد المقاتلين ودفع الرواتب وتأمين السلاح

التنافس على التجنيد والموارد البشرية كل تنظيمٍ يسعى لكسْب المجندين المحليين و”المقاتلين الأجانب”، كما أن داعش عادةً يقدم حوافز مادية (رواتب، زوجات للمجاهدين، مكانة)، بينما القاعدةُ تعتمد على الشرعية الدينية والقبائلية، وفي  نيجيريا، جذب ISWAP الكثير من مقاتلي بوكو حرام بعد مقتل شيكاو عام 2021.

التنافس الدعائي والإعلامي يعتمد على منصاتٍ إعلاميةٍ ومقاطع الفيديو والبيانات لاستقطاب المتابعين.

كما ركز داعش على “إظهار القوة الميدانية والرمزية” (مثل السيطرة على مناطق أو قتل خصوم)، بينما القاعدة تعتمد خطابًا أكثر “تأصيليًا” وموجّهًا للنخب، هذا التنافسُ الدعائيُ يعكس حربَ سردياتٍ بين الطرفين لجذْب التعاطف العالمي.

التنافس على العلاقات والتحالفات المحلية تحاول التنظيمات استمالة القبائل والميليشيات المحلية عبر:

تقديم الحماية.

مشاركة الأرباح من التجارة غير المشروعة.

تكييف الشريعة بما يتناسب مع البيئة القبلية.

فعلى سبيل المثال تحالف بعض قبائل الفولاني مع جماعات في مالي، أو تعاون داعش-موزمبيق مع شبكات تهريب محلية.

التنافس الرمزي/العمليات الكبرى كل تنظيمٍ يسعى لتنفيذ عملياتٍ نوعيةٍ ضد أهدافٍ رمزية (مثل سفارات، قوات أممية، منشآت اقتصادية).

هذه العمليات تُستخدم كـ”بطاقة تعريف” لإثبات الوجود وكسْب الشرعية.

مثال: هجوم داعش في موزمبيق على ميناء موسيمبوا (2020)، مقابل هجمات القاعدة على قواعد أممية في مالي.

وعليه، فإن التنافس بين التنظيمات الإرهابية في أفريقيا ليس مجرد صراعٍ عسكريٍ، بل هو معركةٌ متعددة الأبعاد: أيديولوجية، اقتصادية، إعلامية، وبشرية، هذا التنافسُ يجعل الجماعات أكثر تكيفًا محليًا، ويزيد من معاناة المدنيين بسبب الازدواجية في السيطرة والعنف المتبادل.

أبرز النماذج الافريقية

هناك عدّة حالات للدراسة ونماذج مختلفة ويمكن توضيحها من خلال الآتي:

نيجيريا وبحيرة تشاد: بعد انقسامٍ واضحٍ، ظهرت مظاهر تنافسٍ دمويٍ بين الفصيلين: ISWAP ركّز على اختراق المجتمعات المحلية وإدارة موارد، بينما الشقّ التقليدي اتّسم بالعنف العشوائي. هذا التنافسُ أفاد ويعيق على حدٍ سواء انتشار نفوذ الدولة الإسلامية محليًا وإقليميًا. 

الصومال: al-Shabaab مقابل عوامل الدولة الإسلامية “الشباب” تظلّ الأقوى في الصومال، وتستفيد من ضعْفِ المؤسسة المركزية والهشاشة الاقتصادية؛ على الرغم من محاولات مجموعات أصغر متماهية مع “داعش” للتمدد، فإنّ al-Shabaab حافظت على تفوقها عبر هيكليةٍ محليةٍ قويةٍ وشبكات مالى/دعم مجتمعي. 

موزمبيق: ظهور “داعش” واستراتيجية الساحل ولاية موزمبيق استثمرت ضعْفَ الدولة في كابو ديلغادو، وكرّست نهجًا يعتمد على السيطرة الساحلية والقرى، واستفادت من شبكات التهريب والموارد الطبيعية. تصاعد أو تراجع نشاطها المرتبطِ بتدخلاتٍ دوليةٍ وإقليميةٍ (مثل نشر قوات ريفية من دول مجاورة أو شركات أمنية).

الساحل (مالي/بوركينا فاسو/النيجر): القاعدة وحلفاؤها ضد «ولايات» داعشية محلية تميزت المنطقة بالتحالفات المرنةِ: فروع مرتبطة بالقاعدة (مثل JNIM) تعمل بعقيدةٍ أكثر تكيّفًا محليًا، بينما فصائل مدعومة من «داعش» تحاول إثباتَ وجودها من خلال عمليات عنفٍ عرَضيةٍ واستهدافٍ رمزيٍ. هشاشة الحكومات والانقلابات العسكرية ساهمت في تعقيد المشهد. 

التنافس بين التنظيمات الإرهابية على الأمن في أفريقيا

أدى التنافس بين التنظيمات الإرهابية في أفريقيا إلى تفاقم الأزماتِ الإنسانيةِ والسياسية، حيث انعكس في شكلِ تصاعد العنف ضد المدنيين وتزايد موجات النزوح واللجوء، ما عمّق معاناة المجتمعات المحلية، كما ساهم هذا التنافس في إضعاف مؤسساتِ الدولة وإرباك جهود التنمية والاستقرار عبر استنزاف الموارد وتوسيع نطاق الفوضى. وعلى الصعيد السياسي، عزّز حالةً عدم الثقة بين الحكومات والمجتمعات، ووفّر بيئةً خصبةً لتدخلاتٍ خارجيةٍ معقّدة. بذلك، لم يعد الإرهاب مجرد تهديد أمني، بل عامل يفاقم أزمات الحكم والأمن الإنساني في القارة.

الانعكاسات على الأمن الإنساني انعكس التنافس بين التنظيمات الإرهابية في أفريقيا بشكلٍ مباشرٍ على الأمن الإنساني، حيث ازداد استهداف المدنيين وارتفعت معدلات القتل والاختطاف والتجنيد القسري، كما أدّت الهجماتُ المتكررةُ إلى نزوحٍ جماعيٍ وحرمان المجتمعات من الخدمات الأساسية كالتعليمِ والصحةِ والغذاء، ما فاقم من هشاشة الأوضاع الإنسانية في القارة، حيث :

 

تفاقم الأزمات الإنسانية والنزوح الاقتتال بين التنظيمات (مثّل بوكو حرام وISWAP في نيجيريا، أو القاعدة وداعش في مالي) يضاعف حجم الهجمات على القرى والمراكز السكانية، وأدّى ذلك إلى ارتفاع أعداد النازحين واللاجئين داخليًا وخارجيًا، مع تدهور ظروف المعيشة وانتشار المجاعات والأوبئة.

استهداف المدنيين والبنية التحتية يُصبح المدنيون  رهائنَ بين الجماعات، يتعرضون للابتزاز والضرائب القسرية أو العقوبات الجماعية إذا اتّهموا بالتعاون مع الخصم، كما أن الهجمات طالتْ المدارس والمستشفيات، كما حدث في الصومال ونيجيريا، مما أدى إلى حرمان الأطفال من التعليم والرعاية الصحية.

تكريس اقتصاد الحرب يجعلُ التنافس على السيطرة على الموارد (ذهب – غاز – طرق تهريب) الجماعات تحولُ مواردَ المجتمعات إلى أدواتِ حرب، ويترتب على ذلك تفشّي اقتصادٍ غير رسميٍ (التهريب، الفدية، السلع المحظورة)، ما يعمّق الفقر ويقوّض فرص التنمية.

الانعكاسات على الأمن السياسي أدّى تصاعد التنافس بين التنظيمات الإرهابية في أفريقيا إلى إضعاف الأمن السياسي من خلال تقويض سلطة الدولة وتآكل شرعيتها في مناطق النزاع، كما زاد من حدّة الانقسامات الداخلية وأربك جهودَ بناء مؤسساتٍ مستقرةٍ وقادرةٍ على الحكم الرشيد، ونتيجة لذلك، أصبحت العديد من الدول أكثر عرضةً للتدخلات الخارجية وتفاقم الأزمات السياسية المزمنة، حيث:

إضعاف سُلطة الدولة وهشاشة المؤسسات يستنزف التنافس الإرهابي قدراتِ الجيوش ويعجز الحكومات عن بسْطِ سيادتها، خصوصًا في المناطق الريفية والحدودي، وفي بعض الجماعات تحولت إلى سُلطات أمرٍ واقعٍ تفرض القوانين والضرائب، ما يقوّض شرعية الدولة.

تأجيج الانقلابات والاضطرابات السياسية ضعْفُ الأداءِ الأمني أمام التهديدات الإرهابية كثيرًا ما كان مبررًا لانقلاباتٍ عسكريةٍ في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وهذا يولّد حلقةً مفرغة: اضطراباً سياسياً ، ضعف أمني ،توسع الإرهاب.

عسْكرة الحياة السياسية ازدياد التهديدات الإرهابية يفتح الباب أمام تصاعد نفوذ الجيش والتضييق على المجتمع المدني تحت ذريعة “الأمن القومي”..

تدويل الصراعات تنافسُ التنظيمات يستدعي تدخلاتٍ خارجيةً (قوات فرنسية، أمريكية، إفريقية، وشركات أمنية خاصة)، ما يجعل الصراع ذا طابعٍ  دوليٍ، هذا التدخلُ أحيانًا يُستغل في دعاية التنظيمات لتصوير نفسها كـ”مدافع عن السيادة ضد الغزو الأجنبي”.

ويمكن القول إنه على المستوى الإنساني يزيد التنافس الإرهابي معاناةَ المدنيين، النزوح، الفقر، وغياب الخدمات أما على المستوى السياسي،  يعمّق هشاشة الدولة، يغذّي الانقلاباتِ، ويبررُ عسكرةَ السلطة، ما يضع القارة في حلقةٍ من عدم الاستقرار المزمن.

يُظهر تحليل بؤر النشاط الإرهابي في أفريقيا وأشكال التنافس بين التنظيمات المتطرفة أنّ القارة تواجهُ تحديًا أمنيًا مُركبًا يتجاوز حدود التهديدات العسكرية المباشرة ليشملَ انعكاساتٍ إنسانيةً وسياسيةً عميقةً، فالتنظيمات الإرهابية لم تعد مجرد فواعل هامشية، بل تحولت إلى قوى موازيةٍ تسعى لملء فراغ الدولة عبر السيطرة على الموارد وفرض أنماط حُكمٍ بديلةٍ، وهو ما أدى إلى إعادة تشكيل خرائط النفوذ في مناطق مثل الساحل والصحراء، والقرن الأفريقي، وحوض بحيرة تشاد، وقد ساعدت هشاشة المؤسسات الوطنية، وضعف التنسيق الإقليمي، وتناقض مصالح القوى الدولية، على إطالة أمد هذا التنافس وتعقيد مسارات تسويته.

 

 

المصدر: مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية

الكاتب : إلهام النجار

التاريخ : 15/10/2025

----------------------------------------------------------------------

المصدر: مركز التقدم العربي للسياسات

التاريخ : 14/10/2025


المقالات الأخيرة