شَهِدت الحياة الإنسانية في السنوات الأخيرة حدوث نقلة نوعية في أنظمة الحياة والأنشطة التي يمارسها الناس يوميًا، فمن خلال التطور التكنولوجي ظهرت العديد من الوسائل التي تساعد على توفير الوقت والجهد والتكلفة، كما فتحت التكنولوجيا الباب على مصراعيه لزيادة التواصل الإنساني من خلال بعض وسائل التواصل الجديدة التي مكّنت الأفراد في مختلف أنحاء العالم من التواصل مع الآخرين أينما كانوا بكل يسر وسهولة، وكان حدوث التطور التكنولوجي في جميع القطاعات بفضل الابتكارات الإنسانية التي تم ترجمتها إلى أرض الواقع
ماهو الابتكار
تتمثل في تلك العملية الابداعية التي يتم من خلالها إيجاد طرق جديدة لفعل الأشياء بواسطة استحداث تطويرات على ما هو موجود أو إنشاء منهجية جديدة يتم بها ممارسة الأعمال بصورة مغايرة عن الأسلوب الذي تُمارَس فيه عادةً، ويُركِّز الابتكار بشكل كبير على تجاوز كلّ ما هو تقليدي وإيجاد وسائل جديدة تنسجم مع البيئة التي تحوي العملية الابتكارية، وفي الغالب ترتكز العملية الابتكارية على ما تم إنجازه مسبقًا ليتم تطوير هذه الانجازات والاستفادة من الخبرات السابقة والعلوم المتاحة من أجل الوصول إلى أفكار جديدة يتم تطبيقها على أرض الواقع وتغيير النمط التقليدي للأشياء
لا بُدَّ من ذكر أن الابتكار في غالبه يكون وليدًا للحاجة الإنسانية، بوجود متطلّبات جديدة تفرضها البيئات المختلفة.
ومن أبرز الأمثلة على الابتكار: تطوير منتج جديد يحتوي على صفات لم تكن موجودة في المنتجات القديمة، وهذا ينعكس في بيئة المنظمات على عملية الإنتاج ككل، وعادة ما يصدر الابتكار عن المتخصصين الذين يعتمدون على التجربة والملاحظة في تطوير المنهجيات القائمة، وإيجاد وسائل أكثر تطورًا لكل ما هو تقليدي، على أن يتم فيما بعد تقييم هذه الأعمال الابتكارية، وهنا يجب التأكيد على أهمية أن يُفكر العلماء بتأثير الابتكارات على حياة الناس، فلا يكون لها تأثير سلبي مباشر ومتعمد وبعدها تنفيذ الفكرة الابتكارية
لا بُدَّ من التأكيد على أهمية أن يجد الإنسان لفكرته الابتكارية طريقًا ليتم تطبيقها على أرض الواقع، فالفكرة بحدِّ ذاتها تعتبر الخطوة الأولى لإنتاج عمل ابتكاري قادر على إحداث التغيير، كما أن هناك بعض البيئات الخصبة التي تتوالد فيها الأفكار الابتكارية المنبثقة من مشكلات الناس وحاجاتهم ونظرة المبتكرين الواعية للأحداث والظروف البيئية، ومن الضروري أن يستفيد المُبتكِر مما تم إنتاجه سابقًا ليكون البناء الابتكاري على أرضية صلبة قادرة على احتضان العمل الابتكاري، كم يلزم تسخير كافة الموارد الطبيعية والمالية، واختيار التوقيت المناسب، والإصرار على تحقيق الأهداف وتغيير الواقع التقليدي بإنتاج الأعمال الابتكارية
فئات الابتكار في القطاع الحكومي
الابتكار في الخدمات: تقديم خدمات جديدة أو مطوّرة واستحداث طرق مبتكرة لتقديم الخدمات
الابتكار في العمليّات: استحداث عمليّات إداريّة وتنظيميّة مبتكرة تسهم في تطوير العمل المؤسّسي
الابتكار في التكنولوجيا: التوصّل إلى طرق علميّة مبتكرة للتغلّب على التحديات التي تواجه المجتمع وتحقيق الفائدة من خلال المنشآت العلميّة المتقدّمة
الابتكار في السياسات: تطوير السياسات بما يضمن توفير بيئة تحفّز على الابتكار، والنموّ والتطوير
الابتكار في الأنظمة: وضع أنظمة مبتكرة تسهم في مواجهة التحديات وتوفير الحلول المبتكرة لها
الدول الاكثر ابتكارا
تصدرت سويسرا قائمة البلدان الأكثر ابتكارًا في العالم، تليها بعد ذلك السويد ثم الولايات المتحدة، وفقًا لمؤشر الابتكار العالمي "جي آي آي" GII. *
وجد المؤشر - الذي يغطي 132 اقتصادًا حول العالم - لهذا العام أن الاستثمار في الابتكار أظهر مرونة كبيرة خلال الوباء، ولكن لا يزال من السابق لأوانه تحديد التغييرات السلوكية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي ستبقى على المدى الطويل
وعلى الرغم من الخسائر البشرية والصدمة الاقتصادية الناتجة عن الوباء، إلا أن النتائج العلمية والإنفاق على البحث والتطوير واصل النمو خلال عام 2020، ولكن حذرت المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO من أن تأثير الأزمة كان متفاوتًا للغاية عبر الصناعات والدول
ويقيس المؤشر الابتكار – الذي نتج عن تعاون بين "الويبو"، ومعهد بوتولانس مع شركاء من شركات وأكاديميين - في بلد ما بناءً على مدخلاته الابتكارية مثل الإنفاق الوطني على البحث والتطوير، والتعليم العالي، والبيئة التنظيمية والبنية التحتية، إلى جانب نتائج الابتكار مثل الملكية الفكرية.
وجاءت الإمارات في المرتبة الأولى على مستوى الدول العربية، والترتيب الثالث والثلاثين حول العالم، واحتلت السعودية المركز الـ 66 بالقائمة، وقطر 68، والكويت 72، وعمان 76، والمغرب 77، والبحرين 78.
مؤشر الابتكار العالمي
يقيس مؤشر الابتكار العالمي نبض أحدث اتجاهات الابتكار العالمية ويصنف أداء النظام الإيكولوجي للابتكار في الاقتصادات حول العالم كل عام، مع تسليط الضوء على نقاط القوة والضعف في الابتكار والفجوات الخاصة في مقاييسه
(WIPO) المصدر : المنظمة العالمية للملكية الفكرية
المراجع
Ruth Oldenziel, Making Technology Masculine: Men, Women and Modern Machines in America, 1870-1945 (Amsterdam: Amsterdam University Press, 1999), esp. chap. 1. ISBN 90-5356-381
Julius Adams Stratton and Loretta H. Mannix, Mind and Hand: The Birth of MIT (Cambridge: MIT Press, 2005), 190-92. ISBN 0262195240.