الانتحار في ليبيا

ظهرت حالات الانتحار مجدداً في المشهد العام لليبيا الذي يواجه تعقيدات الفوضى وغياب الدولة وافتقاد الحلول والفرص، أما جديد هذه الظاهرة فتمحور حول تفسير متخصصين لها بأنها "أحد أشكال التهرب من المسؤولية من خلال الاستسلام للوضع الصعب السائد وأزماته". في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة الانتحار بين الشباب، وبلغت معدلات مرتفعة جداً أخافت نشطاء ومراقبين للوضع في ليبيا، خصوصاً في ظل الإهمال الحكومي الذي لا يزال مستمراً مع عدم إعلان الحكومات المتعاقبة إحصاءات رسمية لعدد المنتحرين


وفي الأسابيع الأخيرة، سجلت حالات انتحار جديدة في ليبيا، توزعت على كافة المدن الليبية

وأكدت الدراسة أيضاً أن غالبية ضحايا الانتحار من فئة الذكور بنسبة 58.8 في المائة، ومن الفئة العمرية بين 21 و30 عاماً، مشيرة إلى أن "معظمهم عاطلون عن العمل ويعيشون في أحياء فقيرة، وأن كثراً منهم سبق أن دخلوا مستشفى الأمراض النفسية ". وتحدثت الدراسة عن أن نسبة 35 في المائة من المنتحرين يعانون من اضطرابات نفسية واكتئاب، و26 في المائة منهم يواجهون مشكلات العزلة واليأس، فيما انتحر 8 في المائة منهم بسبب تعاطي الكحول والمخدرات، و17 في المائة بتأثير ضغوط اجتماعية. لكن هناك بعض الباحثين الاجتماعين يرفضون وجود مبررات أخرى لحالات الانتحار التي يعتبروها "شكلاً جديداً من التهرب من المسؤولية، وهذا احتمال لا يمكن استبعاده أو إخفاؤه في بيئة محافظة تعتبر الانتحار عاراً مجتمعياً"، كذلك ندين السلطات بالإهمال المتعمد للظاهرة وتجاهل البحث عن أسبابها


كما أن ضرورة من وجود برامج التي تستهدف العناية بالشباب وتحسين أوضاعهم الاقتصادية قد يزيل الكثير من أسباب الانتحار مثل الفقر أو الضيق الاجتماعي الذي قد يدفع الشباب الى التعرض لصدمات نفسية أو التورط بتعاطي المخدرات بعد الانخراط في تجارتها بحثاً عن مصادر للرزق. ووفقًا لأخر دراسة رسمية صادرة عن منظمة الصحة العالمية فإن أرقام ضحايا الانتحار في ليبيا كانت صادمة، حيث أشارت المنظمة إلى أن ليبيا حلت في المرتبة الثانية مغاربياً في معدل الوفيات الناجمة عن الانتحار وذلك بنسبة 4.5 (لكل 100 ألف شخص)، و سجلت المنظمة 327 حالة انتحار خلال عام فقط، نسبة الذكور فيها كانت أعلى من الإناث


كما انه لا توجد أي بيانات أو إحصائيات حول حوادث الانتحار في ليبيا بالكامل. والسبب وراء ذلك يرجع "حسب بعض المصادر" إلى تدهور الأوضاع الامنية والاقتصادية في البلاد، الأمر الذي ساهم في زيادة الضغط النفسي لدى العديد من الناس بالإضافة إلى زيادة انتشار الحبوب المهلوسة وتداولها بين

فئة الشباب بكثرة في السنوات الأخيرة




المصادر

(ب .ن)، 08 /يناير/ 2021، ليبيا: الانتحار، العربي الجديد

(ب .ن)، 24 /12/2021، حالات الانتحار في ليبيا المستقبل

المقالات الأخيرة