رأس السنة الهجرية 1447
فرع القاهرة

يحيي المسلمون ذكرى هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وتعد حادثة فاصلة في تاريخ الإسلام.

ويُعرّف رأس السنة الهجرية بأنه اليوم الأول من العام الهجري؛ وهوالأول من شهر محرم، والسنة الهجرية هي السَّنة القمرية، وعدد شهورها اثنا عشر شهرًا، وتبدأ السنة الهجرية من شهر محرم وتنتهي بشهر ذو الحجة.

تسمية رأس السنة الهجرية بهذا الاسم

يرجع سبب تسمية السنة الهجرية أو العام الهجري نسبة إلى الهجرة النبوية التي هاجر فيها النبي 
-صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.

بداية السنة الهجرية تكون في الأول شهر محرم، وتنتهي بشهر ذو الحجة، وذلك لأنه لما أراد سيدنا عمر بن الخطاب اختيار تأريخ للمسلمين، أشار عليه علي بن أبي طالب بالتأريخ الهجري، ويعود التأريخ الهجريّ في أصله إلى حادثة الهجرة النبوية، وعندما اختلفوا في أي الشهور يبدأ التأريخ، قال عثمان بن عفان رضي الله عنه-: "أرخوا من المحرم أول السنة، وهو شهر حرام، وهو أول الشهور في العدة؛ أي في عدة الشهور الحرام، وهو منصرف الناس عن الحج، فاجتمعوا على محرم أول السنة، فأرخ به عمر -رضي الله عنه-.

يعتمد المسلمون التقويم الهجري، وتبدأ فيه السنة من اليوم الأول لشهر محرم إلى نهاية شهر ذي الحجة، وسميت بالسنة الهجرية نسبة إلى هجرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة؛ فالهجرة النبوية الشريفة تعتبر الأساس لبداية الحضارة الإسلامية واتساع نطاقها على مدى التاريخ، وقديمًا كان العرب قبل الإسلام يعتمدون على الأشهر القمرية لتحديد تاريخهم، أما بعد مجيء الإسلام وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أقرَّ المسلمون تقويمًا خاصًا بهم يوثقون فيه الأحداث التاريخية وغيرها، وكان ذلك في سنة سبع عشرة للهجرة

أهمية رأس السنة الهجرية عند المسلمين

تعدّ رأس السنة الهجرة من الأحداث الهامة عند المسلمين، ويحتفل بهذه المناسبة المسلمون حول العالم لما تمثله الهجرة النبوية من بداية للتأسيس لدولة المسلمين؛ حيث تعرض المسلمون في مكة المكرمة للايذاء من قبل المشركين، وقد وقع النكال والعذاب بكل من آمن بالرسول -صلى الله عليه وسلم-

ولهذا فقد شعر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه لابد من الهجرة لبلد آمن وأكثر استقراراً، بحيث يتمكن فيه من نشر رسالة الإسلام، وإيصالها للعالم أجمع، دون الشعور بالخطر اللصيق على حياة المسلمين وأموالهم وأنفسهم، ولذا فقد هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- متجهاً إلى المدينة المنورة لإقامة الدولة الإسلامية فيها، ثم البدء بنشر الدعوة الإسلامية من المدينة المنورة إلى العالم أجمع.

سبب اختلاف التاريخ الميلادي للسنة الهجرية

يعود ذلك لعدة أسباب منها، الاختلاف بين التقويم الشمسي المعتمد للتاريخ الميلادي والتقويم القمري المعتمد للتقويم الهجري.

فالتقويم الشمسي يرتَبِطُ بحالةِ الشَّمسِ، وهو مأخوذٌ من دوران الأرضِ حولَ الشَّمسِ، والتي ينتج عنها السنةُ الشَّمسيَّةُ، وتنقَسِمُ السنةُ الشَّمسيَّةُ إلى الفصولِ الأربعةِ المعروفةِ باعتبارِ بُعدِ الشَّمسِ وقُربِها ومُدَّةُ هذه السَّنةِ ثلاثمئة وخمسة وستون يومًا تقريبًا، وممن استخدم التقويمَ الشَّمسيَّ منفَرِدًا الرُّومُ والقِبطُ، وغيرُهم أما التقويم القمري؛ فيرتَبِطُ هذا التقويمُ بدورةِ القَمَرِ حولَ الأرضِ، وتنتج الشهور وَفْقَ حركةِ القَمَرِ، وكُلُّ دورةٍ للقَمَرِ حولَ الأرضِ تمثِّلُ شهرًا قَمَريًّا تقريباً، وتبلغ مدة الشهر القمري تسعة وعشرون وربع اليوم تقريبًا، وعلى هذا الأساس فإنَّ السَّنةَ القَمَريَّةَ تكونُ ثلاثمئة وأربعة وخمسون يوماً تقريباً؛ أي أنَّ السنة القمرية أقَلُّ من عددِ أيامِ السنة الشَّمسيَّة بـأحد عشر يوماً تقريباً، ويلاحَظُ أنَّه لا يوجَدُ ترابط بين التقويم الشمسي والقمري؛ لأنَّ كُلًّا منهما مرتبطٌ بحركةٍ ودورةٍ تختَلِفُ عن الآخَرِ

تعزيز الهوية الإسلامية

يساهم الاحتفال برأس السنة الهجرية في تعزيز الهوية الإسلامية والارتباط بالتاريخ والتراث الإسلامي ويستلهم المسلمون من الهجرة النبوية دروسًا قيمة في الصبر والتضحية والتوكل على الله والوحدة. 

يشكل اليوم فرصة للتأمل في أفعال العام الماضي وتقييمها، والتخطيط للأعمال الصالحة في العام الجديد، ويعتبر رأس السنة الهجرية مناسبة دينية يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم. 

فيتبادل المسلمون التهاني والتبريكات بحلول العام الجديد ويكثر المسلمون من الدعاء والتضرع إلى الله في هذا اليوم وقراءة القرآن والذكر، ويعتبر البعض هذا اليوم وقتا مناسبا لنية التوبة وتحديد اهداف ايمانية واخلاقية يسعى لتحقيقها في العام الجديد كما يكثر فيه التواصل الاجتماعي وزيارة الاقارب وصلة الرحم والتسامح والعفو مما يضفي بعدا انسانيا وروحيا راقيا على هذه المناسبة العظيمة.




المصدر: موقع البوابة

الكاتب : نادين طاهر

التاريخ : 24/6/2025

-----------------------------------------------

المصدر: موقع ماي بيوت

التاريخ : 24/6/2025


المقالات الأخيرة