من منا لم ير الإهانات التي دأب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على توجيهها لخصومه السياسيين في الداخل عندما يصفهم بالغباء والشر والجنون، أو يحرج علناً رؤساء دول وحكومات أثناء استضافتهم في البيت الأبيض، على غرار واقعة تلاسنه مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي أو استخفافه برؤساء دول أفريقية، بينما يختلف خطابه ليمسي أكثر انضباطاً، عندما يتعامل مع قادة قوى كبرى كروسيا والصين والدول الأوروبية، أو يتحول إلى لغة الإطراء عندما يجد ضالته في استثمارات مالية، على غرار ما لوحظ في خطابات ترامب إبان جولته في دول الخليج العربي خلال مايو الماضي.
الأكثر تأثيراً من تلك العوامل هو القوة الأمريكية التي لا تزال لديها حضور عالمي مهيمن، حتى لو شهدت تراجعات نسبية خلال العقدين الأخيرين. فمع تلك القوة، تتحول الإهانات إلى أداة للسياسة الأمريكية لترامب لتحقيق أهدافها ومصالحها، خاصة أنه يُرفقها عادة بالتهديد باستخدام أدوات قسرية ضد الآخر، كوقف الدعم والمساعدات العسكرية والاقتصادية، وهو ما قاد مثلاً في حالة أوكرانيا إلى التوصل إلى اتفاق المعادن النادرة في نهاية إبريل الماضي لتعويض ما أنفقته الولايات المتحدة من دعم عسكري لها في حربها مع روسيا منذ فبراير 2022.
علماً أن الإهانة هي بالأساس ظاهرة ذات طبيعة نفسية-اجتماعية، نالت اهتماماً واسعاً لدى علماء النفس واللغة والاجتماع، لكنها تمددت إلى المجال السياسي مع صعود المقاربات النفسية والبنائية الاجتماعية لتفسير سلوكيات القادة وسياسات الدول داخلياً وخارجياً، خاصة أن الإهانة السياسية، وطريقة التعامل معها من قبل طرفيها (المُهين والمٌهان) تطرح تساؤلات حول مدى قدرة القادة والحكومات على التمثيل السياسي لدولهم ومجتمعاتهم.
أبعاد الإهانة .. تشارك المعنى والتوظيف السياسي
في اللغة، ترتبط الإهانة بالتهوين أو الاستهانة أو الاستخفاف أو الاحتقار أو الازدراء، وتعني بوجه عام كل قول أو فعل أو إيماءة تُحدث شعوراً سلبياً لدى الآخر، وتحط من قدره ومكانته. وأياً كان نوع تلك الإهانة أو مدى حدتها أو مجالها، فهي لا تنتج من فراغ، وإلا صدرت عن طرف فاقد لعقله، بما لا يستدعي الالتفات له، كأن يسُبك شخص مجنون، دون سبب واضح. بالتالي، فالإهانة ترتبط بسياق تفاعلي بين طرفين أو أكثر بينهما موقف خلافي، وهي قد تكون مقصودة وغير مقصودة أو مباشرة وغير مباشرة.
الإهانة السياسية Political insult عبارة عن ألفاظ وإيماءات وسلوكيات وسخرية مسيئة صريحة أو ضمنية قد توجه من طرف إلى آخر في الخطابات والممارسات السياسية أما مضموناً، فتنطوي على إنتاج إحكام ودلالات سلبية تجاه الآخر سواء أكانت نفسية (إشعاره بالسوء) أو اجتماعية (بخس مكانته) أما من جهة الهدف، فهي تسعى لتحقيق أغراض ومصالح سياسية معينة عبر إنتاج صورة للآخر المنافس تظهره كطرف ضعيف غير قادر على الدفاع عن نفسه أمام الجمهور أو من يمثلهم، ومن ثم انتزاع التنازلات منه وتعديل سلوكه ليتوافق مع أهداف المُهين، وهو ما يحول الإهانة إلى نوع من أنواع القوة أو السلطة لهذا تتضمن الإهانة السياسية عدة أبعاد أساسية، من أبرزها:
1 - تشارك المعنى: تتطلب الإهانة عنصراً جوهرياً، وهو تشارك المعنى بين طرفي الإهانة بما يجعل الإساءة الموجهة من طرف إلى آخر مفهومة ومدركة لدى الطرفين، وبالتالي يمكن الحكم عليها أو تفسيرها كإهانة. فلو أن طرفاً ما سب أو شتم أو سخر من آخر بألفاظ أو إيماءات لم يفهم معناها، فقد لا يعدها إساءة له ومن ثم قد تنتفي عندها وقوع الإهانة لديه.
2- التمثيل السياسي: برغم أن الإهانة تكتسب طابعها السياسي من كونها تجري بين أطراف تتنافس على قضايا القوة والسلطة والموارد والمكانة، كما أسلفنا، مع ذلك، فحتى لو كان شكل الإهانة الموجهة ذا بعد ثقافي أو ديني أو اجتماعي أو عرقي أو قبلي أو ديني أو غيره، فإنها قد تؤثر في التفاعلات السياسية بحكم التشابك مع القضايا المتنازع عليها.
3- أغراض وظيفية: ليست الإهانة في المجال السياسي لغواً مسيئاً لا فائدة منه، بل لها أغراض وظيفية كونها وليدة سياق نزاعي حول قضايا معينة، بالتالي فهي إحدى أدوات إدارة العلاقة مع الآخر السياسي. عاطفياً، قد تستهدف الإهانات نقل مشاعر سلبية من المتكلم إلى المخاطب كالاحتقار والاشمئزاز والكراهية في مسعى لإيذائه نفسياً والحط من مكانته أمام جمهوره، بما يفقده شرعية التمثيل السياسي أما دفاعياً فالإهانة أداة لمواجهة التهديدات المتصورة من الخصوم، فقد يبعث من خلالها المُهين رسالة للمُهان بأنه لن يتورع عن الرد إن تعرض للضرر من قبله، والعكس أيضاً، فالمُهان قد يلجأ للرد الدفاعي بتوجيه إهانات مضادة لإنتاج تهديدات.
كذلك تنطوي الإهانة السياسية على وظيفة مطلبية، أي تتضمن طلباً من طرف لآخر بتغيير سلوكه المرفوض أو حتى الاحتياج للاعتراف في حالات التهميش والاستبعاد، وبالتالي قد تصبح عمليات الإساءة للآخر نوعاً من التحدي والضغط لتغيير سياساته [10]. على سبيل المثال، دأبت احتجاجات الرأي العالمي على إهانة إسرائيل عبر وصمها بدولة قاتلة الأطفال أو إرهابية بسبب ما تقوم به من جرائم إبادة جماعية وتجويع للفلسطينيين في حرب غزة.
أنماط الإهانة.. إساءات صريحة وضمنية
للإهانات السياسية أنماط عديدة قد ترتبط بشكلها (ألفاظ، إيماءات، سلوكيات، سخرية وغيره) أو طبيعة الأطراف التي تتبادلها (قادة، دول، جماعات، مجتمعات) أو المجالات التي تؤثر في قضايا السلطة والقوة سواء أكانت اقتصادية أو أمنية أو عرقية أو دينية أو غيرها لكن يمكن التمييز بين نمطين رئيسيين لتلك الإهانات، وهما الصريح والضمني على أساس تأثيراتيها المتفاوتة في التفاعلات السياسية داخل الدول وفي العلاقات فيما بينها.
1- النمط الصريح: هو نمط من الإهانات العلنية المباشرة التي لا لبس فيها ولا غموض، والتي قد تقود إلى نشوء توترات حادة تستدعي الرد عليها، وإلا فقد الفاعل السياسي شرعية تمثيله السياسي. هذا النوع من الإهانة يستهدف السمات الشخصية والجسدية والعقلية للخصوم أو انتماءاتهم من أجل وصمهم وتشويههم والتشهير بهم أمام جمهورهم وعادة ما يكون تكتيكاً سياسياً بغرض تحويل النقاشات عن القضايا الجوهرية أو تجنب الطرف المُهين المساءلة والنقد أو إفقاد المُهان القدرة على التركيز واستثارة غضبه ودفعه للعناد وإغفال الحسابات العقلانية في ردود فعله على الإهانة.
2- النمط الضمني: يتعلق بإهانات غير مباشرة وموحية تُستنتج مدلولاتها المسيئة للآخر من طبيعة السياق التفاعلي بين الأطراف السياسية يسعى هذا النوع من الإساءات إلى التأثير في الآخر نفسياً واجتماعياً لتعديل سلوكياته سياسياً، لكن مع الحفاظ على العلاقات معه، وهو ما يجعل الرد على تلك الإهانات يأخذ على الأغلب بعداً ضمنياً أيضاً من الطرف المُهان، على أساس مبدأ المعاملة بالمثل.
تظهر الإهانة الضمنية في جوانب عديدة في التفاعلات السياسية، منها على سبيل المثال لا الحصر دعوة طرف سياسي لمؤتمر دولي لكن مع وضعه في ترتيب أقل عند إلقاء الكلمات، بما يخالف الأعراف الدبلوماسية أو أوزان القوة، أو عدم اعتراف دولة بسلطة جديدة في دولة أخرى، أو عدم تقديم التعازي من طرف إلى آخر عند وفاة قيادة سياسية، أو تأخير دولة ما تعيين سفير لها لدى أخرى أو اختيار شخصية دبلوماسية غير مناسبة أو معارضة لتوجهات الدولة الأخرى عمداً.
تمتد أيضاً الإهانات السياسية إلى التمسك بتقاليد ثقافية قد يفهم منها عدم الاحترام والتقدير السياسي للآخر، فقد ألغت فرنسا مأدبة غداء كان سيحضرها الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني في عام 2015، عندما أصر الأخير على أن يتم تقديم وجبات حلال ودون خمور لكن باريس تمسكت بتقاليدها الغربية، كما رفض روحاني استبدال تلك المأدبة بالإفطار، لأنها لا تليق بهيبة بلاده.
تدخل الإيماءات ولغة الجسد في الإهانات الضمنية مثل: تعابير الوجه أو وضعية الكلام والجلوس أو طريقة المصافحة بين القادة السياسيين، كحال طريقة السيطرة التي يمارسها ترامب عند مصافحته رؤساء الدول والحكومات. فعلى الرغم من أن فكرة المصافحة هي بادرة تعاون، لكن الرئيس الأمريكي حوّلها إلى سلاح لفرض سطوته لإظهار أنه من يقود الأمور، لا سيما مع إدراكه انتشار صور مصافحات القادة في مختلف وسائل الإعلام، وهو ما دفع بعض القادة إلى الرد الضمني بممارسة الأمر ذاته، كحال رئيس الوزراء الكندي السابق جاستين ترودو الذي لجأ عند مصافحة ترامب إلى سحبه للإمام بقوة، كنوع من موازنة القوة على مستوى الصورة على الأقل.
محفزات الإهانة.. القوة والشعبوية والفضاء الإلكتروني
ثمة عوامل قد تسهم في تشكل البيئة العامة المحفزة على الإهانة السياسية سواء أكانت صريحة أو ضمنية أو داخل الدول والمجتمعات أو في العلاقات فيما بينها، وهي لا تنفصل بالأساس عن سياقات اختلال علاقات القوة، فضلاً عن صعود الخطابات السياسية خاصة الشعبوية، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي كوعاء سياسي يُسهِّل انتشار الإهانات في المجال العام، وهو ما يمكن تفصيله كالآتي:
1- اختلال علاقات القوة: ترتبط الإهانة باختلال علاقات القوة بين الأطراف السياسية حال زيادتها أو نقصها أو تفاوت مستوياتها، حيث تصبح مكانة الأفراد أو الجماعات والدول، وقدرتهم على ممارسة تلك القوة رهينة بقدرتهم على ممارسة إهانات تجاه الآخرين، أي تتحول الإهانة إلى نوع من إظهار السلطة على الآخر، والتي لا تثبت بدونها وبينما قد تدفع زيادة القوة طرفاً سياسياً لتوجيه الإهانات للآخرين لفرض سيطرته عليهم، فإن نقص القوة لا يمنع تحدى الأقوى وإهانته، لكن هنالك فارقاً في الحالتين، فزيادة القوة قد تجعل انتقال الإهانة من مجرد خطاب إلى تهديد فعلي ملموس لإذلال الطرف الآخر أكثر احتمالاً من نقصها.
2- صعود الخطابات الشعبوية: حفز صعود الخطابات الشعبوية في السياسة العالمية على انزلاق لغة السياسيين إلى مستوى الإهانات التي تدور في النزاعات اليومية بين الافراد في الشارع. إذ يلجأ بعض القادة الشعبويين إلى الألفاظ والإيماءات والسلوكيات المسيئة في محاولة للوصول إلى الجمهور، على أساس منطق شعبوي يعتبر النخب والمؤسسات العدو الأساسي للشعب، ومن ثم يمقتون طريقة تفكيرها وخطاباتها "الاستعلائية"، حيث يرونها سبب الأزمات الداخلية أو الخارجية.
3- انتشار وسائل التواصل الاجتماعي: أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي بما تملكه من قدرة تقنية واسعة على إنتاج وتدوير الخطابات في نشر الإهانات على نطاق واسع عبر الرموز والرسوم والفيديوهات وغيرها. عزز من ذلك أن الفاعلين السياسيين باتوا على اختلاف توجهاتهم يقبلون على المنصات الاجتماعية لتسويق الأفكار السياسية وحشد الجمهور، وهو ما أفقد نسبياً الخطاب السياسي هيبته، خاصة مع لجوء البعض على تلك المنصات إلى مجاراة عواطف الجمهور والتركيز على مشاعرهم أكثر من الأفكار والحقائق.
تسببت أيضاً إمكانية التفاعل اللحظي الإلكتروني مع الاهانات الموجهة من طرف إلى آخر في نشوب معارك لفظية متبادلة امتدت إلى أنصارهم، حيث يحشد كل طرف أولئك الأنصار للرد الفوري على الإهانات، من خلال التعليقات أو البوستات المسيئة المضادة التي قد تستخدم فيها الإهانات سواء بنمطيها الصريح أو الضمني من أجل الوصم والتشهير بالآخر. المعضلة أيضاً أن عملية دحض الرواية المسيئة على منصات التواصل الاجتماعي قد تسهم في انتشارها، وفي الوقت نفسه فإن تجاهلها قد ينظر له كعجز عن الرد على التشويه.
آثار الإهانة.. العنف والاستقطاب والإذلال
تثير الإهانات السياسية الشعور بالغضب وتنشر الاستقطابات، وقد تدفع المُهان إلى الرد الفوري أو حتى التخطيط للثأر لرد الإهانة أو ممارسة العنف المضاد تجاه الطرف المُهين. لكن تلك الآثار المحتملة تتوقف على حدة الإهانة وطبيعتها وأهدافها وسياقاتها. يمكن طرح بعض الآثار المحتملة لانتشار الإهانات سواء داخل الدول والمجتمعات أو في العلاقات فيما بينها كالآتي:
1- احتمالات العنف المادي: أول الآثار المحتملة للإهانة يكمن في تحفيزها للعنف بين أطرافها فالإهانة في حد ذاتها طاقة من العنف الرمزي (عدوان لفظي وخطابي واستغلال لضعف الطرف الآخر) قد تتحول إلى سلوكيات عنيفة مادية بين الأفراد، كأن ينتقل تبادل السباب والشتائم بين الأفراد إلى تشابك بالأيدي وقد يصل أحياناً إلى جرائم قتل. لكن انتقال هذا الأثر العنيف إلى المجال السياسي قد يتحدد وفقاً لطبيعة الإهانة وحسابات موازين القوى والكلفة والعائد من الرد على تلك الإهانة بسلوكيات عنيفة، ناهيك عن الأهم وهو مدى وجود سياق نزاعي له مسببات موضوعية تتعلق بتناقض المصالح أو وجود تهديدات حيوية بما يستدعي استخدام العنف من عدمه.
2- نشر الاستقطاب السياسي: تطرح انتشار الإهانات السياسية في المجال العام آثاراً غير مباشرة من قبيل نشر مشاعر الخوف والترهيب والكراهية، بل قد تصل آثار الإهانة إلى استغلالها في محاولة تقويض الحقوق السياسية للآخر، كحال الإهانات التي وجهها ترامب مؤخراً إلى زهران ممداني الذي فاز في الانتخابات التمهيدية على منصب عمدة نيويورك، واصفاً إياه بمجنون شيوعي، ومهدداً باعتقاله وترحيله بسبب خطابه المعارض لسياساته وإسرائيل، وهو نمط من الإهانات الذي يستهدف منع الخصوم من القيام بتغييرات سياسية مؤسسية قد لا تكون في صالح الطرف المُهين.
3- التحول إلى الإذلال: لا تقف إهانة طرف سياسي لآخر، عند حدود إحداث الضرر النفسي والاجتماعي له أمام جمهوره، إنما قد يكون هدفها الأخير تحويله إلى "طرف ذليل"، أي ضعيف أو منقاد أو عاجز عن رد العدوان عليه، بما قد يدفعه إلى قبول أهداف الطرف المُهين لذلك، تُستخدم مفردتا الإهانة والإذلال بشكل مترابط، ومتداخل في الخطابات العامة لكن بلوغ وضعية الإذلال سواء للأفراد أو الجماعات أو الدول لا تأتي فقط، عبر عدم مقاومة الإهانات الموجهة لهم، إنما أيضاً عبر سياقات أخرى كالقهر أو الفقر أو التفاوت أو الارتهان للآخر وغيرها.
بذلك، تصبح الدول أو الجماعات "ذليلة أو خاضعة" سياسياً، عندما تقبل بما يتم إملائه عليها من الآخرين حتى لو تعارض مع مصالحها، أو تفقد القدرة على استقلالية قراراها الوطني لصالح قوى خارجية تهيمن على مقدراتها، أو تتراجع مكانتها إلى وضع لا يناسب مقدراتها. لهذا، ثمة علاقة وثيقة ومتداخلة بين الإهانة والإذلال في المجال السياسي، فالأولى قد تقود للثاني حال عدم مقاومتها والعكس صحيح فالمذلولون سياسياً أكثر عرضة للإهانة من غيرهم.
الأكثر خطورة أن تقود الإهانة إلى القابلية للإذلال، فمع تعرض الفاعلين السياسيين لإهانات مستمرة دون قدرة على الرد أو المقاومة للحد منها، فقد يخلق ذلك بمرور الزمن استعداداً أو قابلية للخضوع، أي تعديل توجهاتهم وسلوكياتهم رضوخاً لأهداف الطرف المُهين، بما قد يؤدي إلى الاعتياد الإدراكي والسلوكي على وضعية الذل، على نحو يعبر عنه المفكر المغربي المهدي المنجرة بقوله: "الذل الأكبر في نهاية المطاف عندما لا نعود عارفين لمعنى الذل" أي لا ندرك أن الخطاب أو السلوك المُهين قد يحولنا بمرور الزمن إلى أذلاء صاغرين، وحتى إن أدركنا ذلك قد نبتلعه في صمت، أو شكر الطرف المُهين، كحال تلك المربية "المغفلة" في قصة تشيخوف التي أشرنا لها في استهلال هذا التحليل.
المصدر: مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية
الكاتب : د. خالد حنفي علي
التاريخ : 17/7/2025
----------------------------------------------------------------------
المصدر: العربية
الكاتب : سامة شهاب حمد الجعفري
التاريخ : 4/4/2021