نظام الضرائب في ليبيا

المقدمة

على الرغم من موارد الطاقة الوفيرة التي تتمتع بها ليبيا، فهي تمتلك اقتصادًا من أقل الاقتصادات تنوعًا في منطقة المغرب العربي وبين الدول المنتجة للنفط، حيث يعرف اقتصاديًا بالاقتصاد الأحادي، فهو يعتمد على موردٍ وحيدٍ وهو النفط لتمويل الموازنة العامة للدولة ولتمويل الخطط التنموية مختلفة الآجال ويعد النفط الخام والغاز الطبيعي من أهم الأنشطة الإنتاجية في الاقتصاد الليبي ، حيث لا تمثل الضرائب سوآ أقل من 5% من الدخل في ليبيا ويتضّمن النظام الضريبي الليبي كلاً من الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة، وتشمل الضرائب المباشرة، الضرائب على الدخل ورأس المال، وتنقسم الضرائب على الدخل إلى دخل الأشخاص الطبيعيين، وضرائب على دخل الشركات، بالإضافة إلى ضرائب الدخل العام أما ضرائب على رأس المال فتشمل ضريبة أراضي الفضاء، والضريبة على العقارات السكنية، والضريبة على المواشي والدواجن، أما ضريبة الإرث فهي لا تطبق في الاقتصاد الليبي، وتنقسم الضرائب غير المباشرة إلى ضرائب على الاستهلاك وضريبة على التداول(الدمغة)، وتشمل الضرائب على الاستهلاك الضرائب الجمركية، وضريبة الإنتاج وضريبة الملاهي ، ونظرا لأهمية الضرائب في كافة المجتمعات المتقدمة و النامية باعتبارها أحد المصادر الرئيسية لإيرادات الدولة التي تستخدمها في الإنفاق على الخدمات لتحقيق الرفاهية و تقدم المجتمع وحيث إن الضريبة تفرض على دخول النشاطات المختلفة، و الإيرادات الناتجة من ممارستها، و لذلك تسعى الدولة إلى أن تتصف الضريبة بالعدالة و الملاءمة حتى تلاقي القبول و الرضا من المكلفين فلا يعتبرونها عبئا عليهم بل يدفعونها عن طيب خاطر مساهمة منهمالمقدمة




الضرائب كأحد مصادر الانفاق في الدولة


يشكل الإنفاق العام والضرائب أهم أدوات السياسة المالية التي تتفوق أهميتها في الدول النامية على السياسة النقدية، وذلك بسبب ضعف تأثير الأخيرة في تلك الدول، وتهدف السياسة المالية كأي سياسة اقتصادية إلى دعم استقرار الدخل والنمو الاقتصادي والتخلص من التشوهات ومعالجة مشكلات التضخم النقدي والركود الاقتصادي وتحقيق العدالة في توزيع الموارد والكفاءة في توزيع النفقات، وتأتي الضرائب على رأس أدوات السياسة المالية المهمة التي تستطيع الدولة من خلالها توفير الإيرادات المالية اللازمة لتمويل نفقاتها العامة، فضلاً عن استخدامها لتوجيه الاقتصاد بالشكل الذي تستهدفه الدولة بهدف تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. وبالرغم من كون الاقتصاد الليبي من الاقتصادات المنتجة للنفط، إلا أنه يعد أفقر الاقتصادات النفطية، الأمر الذي يتطلب البحث عن مصادر بديلة آمنة ومستدامة للدخل القومي، وقد عرفت ليبيا الضرائب منذ القرن الماضي وتنوعت ما بين الضرائب المباشرة على الدخل والضرائب غير المباشرة ، وبالرغم من قدم ذلك النظام الضريبي الذي اتسم بتنوع الضرائب المختلفة، إلا أنه يعاني من العديد من المشكلات والتحديات التي جعلته الأقل تطورًا وكفاءةً في منطقة الشرق الأوسط، حيث يعاني النظام الضريبي الليبي من بعض المشكلات الهيكلية التي اكتسبها بمرور الوقت، والتي أثرت سلبًا على حصيلة الإيرادات الضريبية التي اتسمت بالانخفاض مقارنة بمصادر الإيرادات المالية الأخرى، الأمر الذي أفقد الاقتصاد الليبي مصدرًا هامًا ومستدامًا للإيرادات المالية التي كان من الممكن الاعتماد عليها في وضع خطط تنموية متوسطة وطويلة الأجل لإعادة إعمار ليبيا ولوضع الاقتصاد الليبي على مساره الصحيح ليصبح أحد الاقتصادات الناشئة الذاخرة بفرص النمو الضخمة، وحتى تكون خطط إعادة إعمار الاقتصاد الليبي ناجحة ومثمرة ينبغي أن يكون هناك إصلاحًا جذريًا في النظام الضريبي حتى يكون هناك موائمة بين استراتيجيات النمو في كافة القطاعات الاقتصادية، فإصلاح النظام الضريبي سيعود بالنفع على كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، من خلال تعزيز جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر تحقيق التوازن بين مصلحة المجتمع والفرد، والعمل على تشجيع الاستثمار، ومواكبة اتجاهات النظام العالمي نحو الاقتصاد الحر، وكذلك توسيع القاعدة الضريبية من خلال تقليص وتخفيض الإعفاءات، وتطوير الإدارة الضريبية والنهوض بكفاءتها




مهام مصلحة الضرائب في ليبيا


إتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ التشريعات واللوائح والقرارات المكملة لها

حفظ ملفات الممولين ومتابعتهم وإتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لمتابعة المتخلفين منهم عن الدفع

إعداد ودراسة و مناقشة اتفاقيات منع الازدواج الضريبي بين ليبيا والدول الأخرى

الاشتراك في عضوية اللجان المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة

جمع البيانات الإحصائية الخاصة بجمع الضرائب على إختلاف أنواعها

الإشراف على إصدار المستندات ذات القيمة والنماذج الضريبية وحفظها وتداولها

اقتراح السياسات الضريبية وتطوير التشريعات القائمة بما يتلائم ويحقق أهداف السياسات المالية للدولة

إعداد مشروعات القوانين واللوائح واقتراح التعديلات اللازمة للقوانين الضريبية

المشاركة في إعداد القوانين التي لها علاقة بالشأن الضريبي

إقامة الندوات الداخلية والمشاركة في المؤتمرات الدولية المتعلقة بالضرائب بهدف تطوير العمل الضريبي




ختاماً


وقد حاولنا في هذا المقال التركيز على هذه الاعتبارات، فقد استهدفت دراستنا في البحث عن مدى نجاح قانون ضرائب الدخل الليبي السابق رقم (64) لسنة 1973 م، و قانون ضرائب الدخل الليبي الحالي رقم (11) لسنة 2004 م في تحقيق العدالة الضريبية





:المصدر

  قانون ضرائب الدخل الليبي السابق رقم (64) لسنة 1973 م

قانون ضرائب الدخل الليبي الحالي رقم (11) لسنة 2004 م

موقع مصلحة الضرائب الليبية على شبكة الأنترنت

المقالات الأخيرة