ذكرى استشهاد عمر المختار: إرث من العزة والكرامة
b1b8fef5-5e75-4c99-b77a-59069923f95a

تمر علينا في السادس عشر من سبتمبر من كل عام ذكرى استشهاد بطل من أعظم أبطال ليبيا والعرب، إنه شيخ الشهداء عمر المختار. هذه الذكرى ليست مجرد تاريخ يُضاف إلى سجل الأحداث، بل هي مناسبة لتجديد العهد على قيم البطولة، والتضحية، والصمود في وجه الظلم.

لقد كان عمر المختار رمزًا للمقاومة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي، وقائدًا فذًا آمن بقضيته ووهب حياته من أجلها. لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان شيخًا ومعلمًا يغرس في نفوس شعبه حب الوطن والإيمان بالنصر، حتى في أحلك الظروف. كلماته الخالدة "نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت"، لم تكن مجرد شعار، بل كانت منهج حياة قاد به شعبه نحو الحرية والكرامة.


قصة أسره ومحاكمته كانت فصلًا آخر من فصول البطولة. عندما وقف شامخًا أمام المحتل، لم يكن يدافع عن نفسه، بل عن مبادئه وكرامة أمته. كان إعدامه محاولة لكسر إرادة الشعب الليبي، لكنها تحولت إلى شرارة أشعلت جذوة المقاومة في كل مكان. لقد تحول المختار باستشهاده إلى أسطورة حية، وإلى رمز يُلهم الأجيال تلو الأجيال.

في هذه الذكرى، نستلهم من حياته دروسًا لا تُنسى: درس التضحية من أجل الوطن، ودرس الصبر والثبات على المبدأ، ودرس الإيمان بالحق مهما كانت الصعاب. إن إرث عمر المختار ليس فقط في تاريخ نضاله، بل في روحه التي لا تزال تسري في كل من يرفض الظلم ويسعى للحرية.



تحية لروحك الطاهرة يا شيخ الشهداء، وعهدًا بأن تظل ذكراك منارة تهدينا إلى طريق العزة والكرامة.

المقالات الأخيرة