الصراع على اقليم كشمير

:المقدمة

: يقع إقليم كشمير جنوب سفوح جبال الهيمالايا بين شبه القارة الهندية (الهند وباكستان) والصين في وسط آسيا، وهو المنطقة المتنازع عليها من الدول الثلاث. ففي منتصف القرن التاسع عشر، كانت كلمة "كشمير" تُشير إلى الوادي الذي يقع بين جبال الهيمالايا وجبال بير بنجال، أمّا اليوم، فباتت تُشير إلى منطقة أوسع، تتضمن المناطق التابعة للهند جامو وكشمير، والتي تتألف من جامو ووادي كشمير ولاداخ، بالإضافة للمناطق التابعة لباكستان وهي: أزاد كشمير، وجيلجيت بالتيستان، والمناطق التابعة للصين وهي: أكساي تشين، وترانس كاراكورام تراكت. ويحتلّ إقليم كشمير وجامو موقعاً استراتيجياً مهماً في جنوب القارة الآسيوية، حيث تحدّه الصين من الشرق والشمال الشرقي، وأفغانستان من الشمال الغربي، وباكستان من الغرب والجنوب الغربي، والهند في الجنوب، وتبلغ مساحته أكثر من 242 ألف كيلومتر مربع، ويسكنه أكثر من 12.5 مليون نسمة

حيث يعتبر نزاع كشمير نزاعًا إقليميًا، وبشكلٍ أساسيّ بين دولتي الهند وباكستان، الذي بدأ مباشرةً بعد تقسيم الهند في عام 1947م، أمّا الصين فقد لعبت دورًا ثانويًا في بعضِ الأوقات. وقد تنازعت الهند وباكستان حول كشمير ثلاثَ مرّات، ما يشمل الحروب الهنديّة الباكستانيّة في عاميْ 1947م و1965م، وحرب كأرجل كذلك في عام 1999م. وقد تناوشت الدولتان كثيرًا حول السيطرة على نهر سياتشين الجليديّ. تدّعي الهند أنّ ولاية جامو وكشمير كلها مُلكٌ لها، ومنذ عام 2010 تحكم هي ما يقارب 43% من المنطقة، إذ تسيطر على جامو، ووادي كشمير، ولأداخل، ونهر سياتشين الجليديّ. وتنازع باكستان التي تحكم حوالي 37% من جامو وكشمير أو ما يُعرَف بـ آزاد كشمير (كشمير الحُرّة) وجلجت باكستان الهند فيما تدعي أنه ملكها. أمّا الصين فتحكم حاليًا منطقة ديمشوك، ووادي شاكسغام، ومنطقة أكساي شن، وتنازعها الهند على هذه الأقاليم التي تدّعي الصين امتلاكها منذ استيلاء الصين على أكساي شن خلال الحرب الهندية الصينية عام 1962

ويتمحور النزاع الحاليّ حول وادي كشمير، ويعود هذا النزاع القائم بين الثوّار الكشمير وبين الحكومة الهندية إلى خلافٍ حول الحكم الذاتي المحلّي ومبنيّ على المطالبة بتقرير المصير. كانت التنمية الديموقراطية محدودةً في كشمير حتى نهاية السبعينات، وبحلول عام 1988 تراجعت كثيرٌ من الإصلاحات الديموقراطية التي دشّنتها الحكومة الهندية. وكانت الوسائل السلمية للتعبير عن السخط محدودة ومسببة لدعمٍ متزايد للثوّار المناصرين للانفصال العنيف من الهند. في عام 1987م خلقت الانتخابات المُتنازَع عليها دافعًا للثورة حينما نتجت بتكوين أعضاء مجلس الدولة التشريعي لمجموعات من الثوّار المسلّحين. وفي يوليو/أيلول من عام 1988م بدأت الثورة الكشميرية على الحكومة الهندية بسلسلة من المظاهرات والضربات والهجمات


:تاريخ النزاع

يرجع تاريخ النزاع الكشميري إلى الوقت الذي قُسمت فيه شبهُ القارة الهندية بين الهند وباكستان منتصف أغسطس 1947، حيث كان لكشمير الحرية في اختيار لأي البلدين ستنضمّ، لكنّه وعلى الرغم من غالبية السكان من المسلمين، إلا أن حاكمها آنذاك هاري سينغ رجح الانضمام إلى الهند، الأمر الذي أشعل حرباً بين الدولتين استمرت فترة تزيد على عام كامل، انتهت بتوقيع اتفاق كراتشي في يوليو/تموز 1949

لكنّ الحرب عادت لتشتعل مجدداً بين الجارتين العدوّتين عام 1965 عقب المناوشات التي اندلعت في أبريل/نيسان من نفس العام، وتطوّرت لتصل حدّ الصراع المسلح في أغسطس/آب على طول الخطّ الفاصل، قبل أن تخمد وتعود القوات إلى معاقلها بعد 25 شهرا ومع حلول نهاية عام 1971، ورداً على الدعم الباكستاني للحركات الكشميرية التي تطالب بالانفصال عن الهند في الإقليم المحتل، اندلعت الحرب بين الدولتين النوويتين مجدداً، لكن هذه المرة كانت ساحة الصراع في المناطق الشرقية من باكستان، التي كانت تُعرف باسم "باكستان الشرقية"، وأدى الهجوم الهندي وقتها إلى انفصال البنغال وإقامة دولة بنغلاديش


:اهميه كشمير

تمثل كشمير أهمية استراتيجية للهند جعلتها شديدة التمسك بها، فهي تعتبرها عمقا أمنيا استراتيجيا لها أمام الصين وباكستان

وتنظر إليها على أنها امتداد جغرافي وحاجز طبيعي مهم أمام فلسفة الحكم الباكستاني التي تعتبرها قائمة على أسس دينية مما يهدد الأوضاع الداخلية في الهند. تخشى الهند إذا سمحت لكشمير بالاستقلال على أسس دينية أو عرقية، أن تفتح بابا لا تستطيع أن تغلقه أمام الكثير من الولايات الهندية

أما بالنسبة لباكستان، فتعتبر كشمير منطقة حيوية لأمنها، وذلك لوجود طريقين رئيسيين وشبكة للسكة الحديد في سرحد وشمالي شرقي البنجاب تجري بمحاذاة كشمير. وينبع من الأراضي الكشميرية ثلاثة أنهار رئيسية للزراعة في باكستان، مما يجعل احتلال الهند لها تهديدا مباشرا للأمن المائي الباكستاني



وختاما:كشمير.. نصف قرن من الصراع

على مدى أكثر من نصف قرن كانت ولا تزال القضية الكشميرية بؤرة للتوتر الإقليمي في جنوب آسيا، وقد ازدادت أهمية هذه القضية في السنوات الأخيرة بعد التجارب النووية الهندية والباكستانية، في منطقة تضم تكتلا بشريا تجاوز تعداده خمس سكان العالم




المصادر

المصادر : (ب، ن) ، 3.11.2021، نزاع كشمير 74 عاما من الحروب ، موقع عربي

عائدة عميرة ، 25.6.2019 ، كشمير قصة أقليم مسلم ،موقع ،ن بوست

المقالات الأخيرة