دور وسائل الاعلام في نشر الجريمة والوقاية منها

مقدمة

بات الإعلام في هذه الأيام ضرورة من ضروريات الحياة نتيجة الثورة الإعلامية الكبيرة التي أثرت على المجتمع بشكل كبير وفرضت أنماطا جديدة من السلوكيات على الأفراد لم تكن معهودة من قبل، الأمر الذي زاد من تعقد الحياة وتنوع العلاقات بين الأفراد والمؤسسات الاجتماعية الأمر الذي يستدعي إعلاما أمنيا يواكب تطورات العصر ومستجداته، وحتى تساهم وسائل الإعلام بصفة عامة والإعلام الأمني بصفة خاصة في العمل على الحد من الجريمة والوقاية منها، عليها أن تقوم بواجباتها في التنشئة الاجتماعية السوية الهادفة لأفراد المجتمع، ونشر الوعي الأمني بين الجماهير والعمل على التصدي لثقافة الجريمة في المجتمع

دور الإعلام في نشر الجريمة

بعض وسائل الإعلام تصور حياة الترف التي يعيشونها المجرمون اضافة الى طابع البطولية لشخصية المجرم وجعله نموذجاً يحتذى به، وتنمية الشعور بالعطف على المجرمين وذلك كون انه ارتكب الجريمة بسبب فقره أو كونه يعيش يتيما أو لم يحصل على عمل فيلجأ إلى طريق السرقة والنهب، ايضا تعرض أساليب ابتكار الجرائم وتوضح جانب التخطيط والتنفيذ والتحضير وتعلم المشاهد كيف يحمل السلاح ويستخدمه وتعلمه كيف يخالف القانون والنصوص دون أن ينال عقاب، بالإضافة إلى أنها تعرض الجريمة بشكل مثير الخيال وتصور المجرم بأنه شخص ظريف تبين مدى الشهرة التي يحصل عليها من يخالف وهي مطالب للكثير من المراهقين وذلك لتحقيق مبدأ خالف تذكر، ذلك يتوقف على مدى استجابة الفرد لما يسمع ويشاهد ومدى استعداده لارتكاب السلوك المنحرف

دور الإعلام في نشر الوعي الأمني

يعرف الوعي الأمني على أنه مجموعة العمليات المتكاملة التي تقوم بها أجهزة ووسائل الإعلام المتخصصة من أجل تحقيق أكبر قدر من التوازن الاجتماعي بغية المحافظة على أمن الفرد وسلامته وسلامة الجماعة والمجتمع ، وعليه فإن دور الإعلام الأمني يتحدد بمدى مشاركته في الحفاظ على أمن واستقرار المجتمع، أما الوعي الأمني فنقصد به نشر التوعية بضرورة الأمن ومكافحة الجريمة والوقاية من الانحراف والتعريف بجهود أجهزة الأمن المختلفة والعمل البناء الذي تقوم به لصالح المجتمع وخدمة النظام العام

الوعي الأمني في الحقيقة يبدأ غرسه من الأسرة ثم المدرسة ثم أجهزة الأمن والإعلام، وتلعب الأجهزة الأمنية دورا كبيرا في بلورة هذا الدور وتوفير المعلومات إلى أجهزة الإعلام والإعلاميين ليستطيعوا القيام بدورهم، فإذا لم تتوفر لديهم المعلومات الكافية فلن تكون مساهمتهم مجدية في نشر الوعي الأمني، لأن الوعي الأمني لا يتحقق إلا من خلال معرفة المجتمع لطابع الجريمة وظروف نشوئها والأطراف الفاعلة فيها وأماكن انتشارها وعوامل تفشيها حتى تتخذ كافة التدابير والإجراءات للوقاية منها أو الحد من انتشارها وهنا يأتي دور الإعلام في نشر هذه المعلومات الموجودة عند أجهزة الأمن وإيصالها إلى المجتمع لتوعيته بمخاطرها وعندما يتم ذلك فإننا نكون قد قمنا بحل جزء أسا

ونلاحظ في الميثاق الإذاعي العربي الذي صادقت عليه الجمعية العامة لاتحاد الإذاعات العربية سنة 1980 بعمان الدعوة إلى توطيد الأمن ونشره سواء كان هذا الأمن بمفهومه الشامل أو كان بمفهومه الاصطلاحي، ومن أهم ما نص عليه هذا الميثاق

تعرض برامجنا الجريمة على أنها أمر غير مشروع وغير مقبول في المجتمع، ولا يسمح إطلاقا بتناول الجرائم الجنسية، ولا تذاع وسائل الجريمة بطريقة تؤدي إلى محاكاتها ولا يفصح عن الأشخاص مرتكبي الجرائم إلا إذا كان ذلك يساعد على تنفيذ القانون أو يخدم المصلحة العامة

كما أكد وزراء الداخلية العرب في الاستراتيجية الأمنية العربية الثانية ضرورة تكثيف استخدام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة في إيجاد وعي عام ضد التيارات الفكرية الأخرى، وترسيخ القناعة بضرورة التمسك بالقيم الروحية والأخلاقية والتربوية المثلى. كما طالبت الاستراتيجية بفرض رقابة دقيقة على الإذاعة والتلفاز للحيلولة دون استخدام هذه الوسائل لنشر ما يخل بالأخلاق والقيم الاجتماعية للدول العربية

خـــتـــامــــاً : الإعلام الأمني يمكن أن يسهم بنصيب وافر في الوقاية و مكافحة الجريمة و ذلك من خلال تحصين أفراد المجتمع من السلوك الإجرامي و دعوتهم للتعاون مع رجال الأمن على اختلافها لمكافحة الجريمة و الحد من آثارها السلبية على الفرد و المجتمع ، وعليه يعد للإعلام الأمني دورا قويا و مؤثرا في مجال الأمن حيث تؤثر وسائل الإعلام بدرجات متباينة على مجريات الأمن و فعالية أجهزته لذلك يجب استغلال التأثير الإيجابي لوسائل الإعلام من خلال دعم قدرات الأجهزة الأمنية و التنويه بإنجازاتها و قدرتها على مواجهة الجريمة وذلك قصد حشد الرأي العام الذي يدعم و يساند أجهزة الأمن و يحث أفراد المجتمع على التعاون مع رجال الأمن إلا أنه بالمقابل ذلك توجد بعض العراقيل التي تحد من فعالية الإعلام الأمني في مكافحة الجريمة


يتضح مما سبق أن لأجهزة الإعلام دور فعال في التأثير على المجتمع باعتبارها عنصر أساسيا من حياتنا، له قوة التأثير على المجتمع إما بشكل إيجابي أو سلبي من خلال نقل الثقافات التي تدعو إلى تبني السلوكيات الإجرامية والمنحرفة وتقليد ما تبثه من برامج تدعوا إلى الممارسات التي تتنافى مع تعاليمنا الإسلامية والثقافية وعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية التي نعتز بها، وغالبا ما تكون هذه البرامج موجه إلى مجتمعاتنا يكون الهدف منها زعزعة النظام الاجتماعي القائم عن طريق غرس في أفرده السلوكيات التي تضر بالأفراد قبل المجتمعات ومسخ الهوية الثقافية والقومية الوطنية و يكون ذلك في قالب دراماتيكي أو براغماتي من خلال تقديم الطرق والوسائل خاصة الغير مشروعة في الحصول على المال والسعادة والشهرة ... فتتفشى في المجتمع الأنانية والاحتيال والسرقة ومختلف أنواع الجرائم والانحرافات كالقتل العمدي والانتحار وتخريب الممتلكات العامة وهذا من شأنه أن يفسد المجتمع ويزعزعه في حين تغيب أو تكاد تنعدم البرامج التي تقدم خدمات علمية أو تكنولوجية تساهم في التثقيف والتوعية ونقل المعلومات والتكنولوجيا إلى مجتمعاتنا فلو وضعنا مقارنة بسيطة بين البرامج التكنولوجية والعلمية مع برامج الأفلام والمسلسلات الغربية لوجدنا الفارق واحد إلى مئة ومنه تتضح أهداف الإعلام الغربي




المصادر

شعبان سمير ، 3.1.2009 ، الاعلام ودوره في Researchgate نشر الجريمة

محمد عرفة ، 1.5.2009 ، دوره الاعلام في التصدي للظواهر الاجرامية ، الاقتصادية

المقالات الأخيرة