عدد الكوارث الطبيعية تضاعف خمس مرات خلال نصف قرن

ازداد عدد الكوارث الناجمة عن رداءة الطقس أو المناخ بشكل كبير على مدى السنوات الخمسين الماضية، مما تسبب في أكثر من مليوني وفاة وفي أضرار مادية كبيرة، حسب تقرير أممي، حذر من أن العالم سيشهد المزيد من "نوبات الطقس المتطرف العواصف هي السبب الأكثر شيوعًا للتسبب بأضرار في الممتلكات وهي مسؤولة عن أكبر الخسائر الاقتصادية في العالم

حيث ذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أن عدد الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات وموجات الحر، الناتجة عن تغير المناخ زادت خمس مرات على مدى الخمسين عاما الماضية وأودت بحياة أكثر من مليوني شخص وتسببت في خسائر مالية كبيرة. وتقول المنظمة إن "الأطلس" الخاص بها هو أكثر مراجعة شاملة للوفيات والخسائر الاقتصادية الناتجة عن الظواهر المتطرفة للطقس والمناخ والماء

وشمل التقرير فحص نحو 11 ألف كارثة وقعت بين 1970 و2019 تشمل كوارث كبيرة مثل الجفاف الذي اجتاح إثيوبيا في 1983، والذي شهد أعلى نسبة وفيات ناتجة عن كارثة طبيعية إذ أودى بحياة 300 ألف شخص، والإعصار كاترينا في 2005 الذي سجل أعلى خسائر اقتصادية. وكانت العواصف السبب الأكثر شيوعًا للتسبب بأضرار في الممتلكات وهي مسؤولة عن أكبر الخسائر الاقتصادية في العالم، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية

وقعت سبع من الكوارث العشر الأكثر تكلفة في الخمسين عامًا الماضية ابتداء من عام 2005 وبينها ثلاث في عام 2017 وحده: وهي أعاصير هارفي، وماريا، وإيرما

كوكب الأرض يعيش أسوأ أحواله منذ أكثر من 800 ألف سنة

والعلماء يطلقون صيحات التحذير منذ عقود من نتائج كارثية ومميتة بالنسبة للبشرية، إذا استمر الوضع البيئي والتلوث على حاله. التلوث الذي يغرق فيه العالم حالياً ليس مصادفة، وإنما هو نتيجة تصرفات البشر أنفسهم. الإنسان ضخّ بنفسه كميات كبيرة من الغاز الملوث للبيئة خلال القرنين الماضيين، وهو ما تسبَّب في وصول ثاني أكسيد الكربون إلى هذه المستويات الكبيرة

نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو كانت طوال الـ800 ألف سنة تتراوح بين 170 و280 جزءاً من المليون والآن تتجاوز مستوى 410 أجزاء بالمليون، في أعلى نسبة يتم تسجيلها على كوكب الأرض منذ أكثر من 800 ألف سنة

وتسبب هذا الطقس المتطرف والقاتل في حالة من الذعر،حيث ان مصطلح التغير المناخي معنى يوصف التغييرات طويلة المدى في الأحوال الجوية لكوكب الأرض


وتتمثل هذه التغيرات في

الارتفاع الشديد في درجة الحرارة -

هطول الأمطار بغزارة -

ارتفاع منسوب المياه -

النتيجة التالية باختصار ستكون هي نقص الغذاء -


وكانت هناك فيضاناتٌ في بلجيكا وهولندا وسويسرا، لكن أسوأ الفيضانات كانت في ألمانيا. و درجات الحرارة المرتفعة أودت بحياة العشرات في كندا، وها هي الفيضانات تجرف المنازل والمتاجر والبشر في أوروبا

كما ان أمريكا الشمالية شهدت ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة صيف 2021، مات المئات في كندا والولايات المتحدة بسبب الآلاف من صواعق البرق التي أضرمت عشرات الحرائق، والتهمت النيران قرية كندية بأكملها خلال دقائق. و سجلت مدن عديدة في الشرق الأوسط أيضاً درجات حرارة قياسية،بينما يواجه نصف مليون إثيوبي خطر الفيضانات نتيجة الأمطار في الهضبة الإثيوبية. وعانت قارة أستراليا من حرائق غابات غير مسبوقة، تبعتها فيضانات وسيول أيضاً غير مسبوقة، بينما سجل العلماء ذوباناً غير مسبوق للجليد في القطب الشمالي

وشهدت الجزائر ثم المغرب حرائق غير مسبوقة في الغابات، شاهد العالم صورها المروّعة، ودخانها الكثيف يعبر الجبال والتلال، ويقترب من المناطق المأهولة. كل هذا جزءٌ من هذه الصورة الأكبر للطقس القاسي الذي شهدناه على طول نصف الكرة الشمالي هذا الصيف، الذي يشمل الحرارة في الغرب الأمريكي وشمال غرب المحيط الهادي، وهطول الأمطار الغزيرة، ودرجات الحرارة المنخفضة في الغرب الأوسط، وموجات الحر في الدول الاسكندنافية وسيبيريا. "نحن نتحدث عن نهاية العالم هنا، ولا أعرف كيف أصف الوضع".. قد يجد الكثير منا أن هذه العبارة التي حاول بها أحد رجال الإطفاء في اليونان وصف ما يحدث "مبالغة"، لكن التغير المناخي وتبعاته تثير الذعر حول العالم بالفعل

عصر تغيُّر المناخ حيث أصبحت الظواهر الجوية القاسية أكثر شيوعا

البشرية اليوم تجني ما زرعته في تعاملاتها مع المناخ والأرض والبيئة، لاسيما الاعتداءات والتلويث المتعمد، وإفناء الثروات الطبيعية إضافة إلى الغابات، وجميعها بهدف تحقيق أعلى درجة من درجات الثراء، وتزويد المصانع بالمواد الخام، وبسط النفوذ والهيمنة من خلال تراكم الثروات المالية

علماء يتوقعون كوارث طبيعية خطيرة في عام 2022

حذر علماء من أن هناك سببا لتوقع المزيد من الكوارث الطبيعية الخطيرة في عام 2022، بعد عام أثرت فيه الأحداث المناخية القاسية، على العديد من البلدان حول العالم. وقال كاي كورنهوبر، عالم المناخ في جامعة كولومبيا الأمريكية لموقع "أكسيوس": "يبدو أن السيناريوهات التي نضعها تقلل من شأن تلك الأحداث المناخية المتطرفة، ولا سيما السيناريوهات التي يصعب التنبؤ التحضير لها، خصوصا مع ما حدث العام الماضي، فقد ظهر أنه من الصعب توقعها "،وقال موقع "أكسيوس" في تقرير "أننا سنحصل على المزيد من المعلومات حول حالة المناخ عندما تصدر اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة ثلاثة تقارير جديدة، والتي من المقرر حاليا

هذا وكشفت الدراسات، بما في ذلك تقرير من IPCC العام الماضي، أن ما نحن فيه اليوم ليس "الوضع الطبيعي الجديد"، بل حذر من "مستقبل أكثر خطورة

ومن الجدير بالذكر أن هناك ظواهر أخرى لتغير المناخ ومنها، ذوبان الثلوج بجبال الألب في عز الشتاء والتي تعبر للأسف عن ظاهرة خطيرة، ناتجة عن تغيرات المناخ التي تعصف بالكون وتقلب طبيعته رأسا على عقب، حيث أظهرت لقطات مصورة من طائرة مسيرة لقمة موتارون في جبال الألب سفوح خالية من الثلوج تقريبا، حيث استمرت درجات الحرارة في الارتفاع فوق 10 درجات مئوية. كما أن درجات الحرارة الدافئة التي تحطم الرقم القياسي، هي أيضًا دافئة جدًا للثلج الاصطناعي، كما سجلت فرنسا وإسبانيا درجات حرارة وصلت إلى 17 درجة مئوية على ارتفاع 1500 متر

تقرير اممي جديد

يشير تقرير أممي جديد صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى وجود احتمال بنسبة 50 %، في أن يصل المتوسط السنوي لدرجة الحرارة العالمية مؤقتاً إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل العصر الصناعي، في سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة

ويشير التقرير أيضا إلى وجود احتمال بنسبة 93 في المائة في أن يصبح عام واحد على الأقل في الفترة 2022 / 2026 أحر عام مسجل، ليحل محل عام 2016 كأحر عام. وقال الأمين العام للمنظمة (WMO)، البروفيسور بيتيري تالاس: "إن هذه الدراسة تبين – بمهارة علمية فائقة – أننا نقترب بشكل ملحوظ من الوصول مؤقتاً إلى الحد الأدنى المحدد في اتفاق باريس بشأن تغير المناخ

وإن 1.5 درجة مئوية ليست نتيجة إحصاءات عشوائية، بل هي مؤشر على النقطة التي ستصبح فيها التأثيرات المناخية أشد ضرراً بالناس بل وبالكوكب بأسره





المصادر  منظمة الامم المتحدة

منظمة الأمم المتحدة

أحمد عبدالمحسن، 02/سبتمبر/2022، تحذير اممي جديد، الموجز

ب.ن ، 26/4/2022، تحذير أممي: مئات الكوارث البيئية ستقع على مدار العقدين المقبلين، الامم المتحدة


المقالات الأخيرة