السلوك الاجرامي دوافعه واسبابه

السلوك الإجرامي

يعرف على أنه سلوك منافٍ للقواعد الأخلاقية، وينتهك فيه صاحبه القوانين المعروفة، ويتصرف بطريقة سلبية مخالفة للقواعد والمبادئ السائدة في المجتمع، ويتضمن هذا السلوك أفعالاً تسبب الضرر للمجتمع، لذلك تُفرض القوانين لمعاقبة مرتكبيه لمنعه وردع صاحبه، أما صاحب هذا السلوك فهو مجرم يفعل أفعالاً جنائية وعن سبق الإصرار والترصد، كما يُشير هذا المفهوم إلى كل ما يصدر عن المجرم من تصرفات سلبية في لحظة معينة، وقد يكون على شكل جنحة أو جريمة منظمة أو انحراف أو شذوذ، بحيث يكون هذا السلوك ضد المصلحة العامة للمجتمع ومضاداً له، وفي هذا المقال سنبين مفهوم السلوك الإجرامي و المعنيين بالسلوك الإجرامي


:يتصف بالسلوك الإجرامي فئتين من الأشخاص هما

الفئة الأولى

هم الأشخاص المجرمين الذين يتحملون كامل المسؤولية عن أفعالهم الإجرامية، وفي الغالب يكونون في المؤسسات العقابية وفي السجون التي تأوي المجرمين، أما إذا كان هؤلاء الأشخاص لم يبلغوا السن القانوني فيتم إيداعهم في مؤسسات الأحداث

 الفئة الثانية

هم الأشخاص الذين يفعلون الجرائم دون إدراكٍ منهم، لأنهم مصابين باضطرابات نفسية وعقلية، وهم في الغالب يكونون طلقاء، وفي أحيانٍ أخرى يودعون في المصحات النفسية ليتلقوا العلاج اللازم

عوامل انتشار الجريمة في المجتمع

هناك عدة عوامل تساعد علي انتشار الجريمة في المجتمع ومن هذه العوامل


ضعف الوازع الديني للفرد، والتفكير فقط بإشباع الأنا التي تطالب الكثير من أجلها

الاستخفاف بالحدود والعقوبات والقوانين الموضوعة للحد من انتشار الجريمة في المجتمع

التنشئة الأسرية غير السليمة، وتنشئة الطفل ضمن نطاق عنف وتفكك أسري

القدوات السيئة للناشئة والذين يعيشون في محيطه، والافتخار بارتكاب الجرائم كأنه عمل كبير

عدم الوعي بالأخلاق الفردية والمجتمعية والمعاملات المتفق عليها في المجتمع

يسهم انتشار الجهل والأمية بشكل كبير في انتشار الجريمة في المجتمع

عوامل السلوك الإجرامي الخارجية وفقاً لعلم الإجرام

علم الإجرام هو العلم الذي يدرس الجريمة بوصفها ظاهرة اجتماعية أو قانونية وقد وضع علم الإجرام العديد من النظريات المتعلقة بأسباب الجريمة، ومن هذه العوامل هي العوامل الخارجية أو البيئية بتنوعها. تعرف العوامل البيئية على أنها مجموعة من الظروف الخارجية المتعلقة بالنواحي الاقتصادية والجغرافية والسياسية والاجتماعية والثقافية والحضارية، وبيئة الشخص هي مجموعة الظروف الخارجية التي تحيط به وتؤثر في تكوين شخصيته وتوجيه سلوكه ويندرج تحت العوامل البيئية دراسة العوامل الجغرافية والعوامل الاقتصادية والعوامل الثقافية حسب الآتي

العلاقة بين الظاهرة الاجرامية وحالة الطقس

يقصد بالطقس الظواهر الأخرى التي يكون لها تأثير في ارتكاب الجريمة وأهم تلك الظواهر هي الضغط الجوي ومدى انتشار الرطوبة في الجو وحركة الرياح والجو المعتم الذي يكثر فيه الغيوم والضباب والمطر ويدخل في طول الليل عن النهار وعدم شروق الشمس والى ما ذلك. ولم تحظ هذه الظواهر بدراسة كافية من قبل علماء الاجرام واشهر الدراسات التي أجريت على الطقس كانت من قبل العالم ديكستر في ولايتي نيويورك ودنفر في أمريكا. وقد لخص ديكستر أبحاثه إلى عدة نتائج حاول

أن يفسر على ضوئها العلاقة بين الظواهر الجوية وبين الظواهر الاجرامية وارجع تلك العلاقة إلى تأثير الجو في نفسيه الجرم على النحو التالي

أن نسبة جرائم العنف ترتفع بانخفاض الضغط الجوي ومعنى ذلك انه كلما انخفضت درجة الضغط الجوي يعقبه عادة عواصف شديدة فهذه الظاهرة في حد ذاتها تثير النفوس وتزيد الانفعالات العاطفية وتجعل الإنسان يقوم على ارتكاب جرائم العنف بمجرد انخفاض الضغط الجوي. أن عدد جرائم العنف يتناسب عكسيا مع درجة الرطوبة ويقصد بذلك أن ارتفاع درجة الرطوبة في الجو أي انتشار بخار الماء فيه يؤدي إلى الخمول واخماد الحيوية علما بان الرطوبة تثير الرغبة في الاقتتال لأنها تثير الجهاز العصبي ولكن في نفس الوقت تفقد الإنسان حيويته فلا يجد الجهد الذي يمكنه من الاعتداء ولذلك تنخفض نسبة الاجرام

نسبة الاجرام تنخفض في الرياح القوية والساكنة وترتفع باعتدال الريح ومعنى ذلك انه كلما كانت الرياح متوسطة السرعة أي معتدلة ترتفع نسبة الاجرام وتعليل هذا انه في حال اعتدال الرياح يكون ثاني أكسيد الكربون في الجو بنسبة عادية فيساعد على حيوية الإنسان اما في حالة اشتداد الرياح وسكونها التام تتغير نسبة ثاني أكسيد الكربون من مما يؤدي إلى اخماد الحيوية في الإنسان فتقل قدرته على ارتكاب الجرائم. تنخفض نسبة الجرائم في الايام المعتمة فيقول ديكستر انه حيث تتكاثف السحب والغيوم والضباب والمطر وحيث تحجب الشمس عن الظهور ويطول الليل عن النهار كل ذلك يجعل الجو معتما وفي الايام المعتمة تنخفض نسبة الجرائم ويرجع ذلك إلى نقص الحيوية لدى الإنسان في الجو المعتم

العوامل الاقتصادية

يقصد بالعوامل الاقتصادية ما يسود المجتمع من ثبات أو تحرك نتيجة توزع الثروات والدخول من ناحية ووسائل حل مشاكل التوزيع وتحديد الأسعار من ناحية أخرى ويذهب الماركسيون إلى القول بأن الجريمة هي نتاج فساد النظام الرأسمالي المملوء بالتناقضات والمظالم بسبب ما يسوده من نظام طبقي بغيض وما يترتب على هذا الاختلاف الطبقي من تفاوت هائل في توزيع الثروات لأفراد كل طبقة وهذا بدورة يساهم إلى حد كبير في السعي لارتكاب الجريمة سواء من افراد الطبقة العاملة دفعا لما يعانون من بؤس وشقاء أو من جانب الطبقة العليا حبا في تكديس الثروات وامعانا في امتصاص ما يملكه الفقراء وينتقد انصار النظام الرأسمالي هذا الادعاء الماركسي ويتهكمون على قولهم أن الجريمة ستختفي تماما عندما يختفي المجتمع الشيوعي كما يجعلون للعوام الاقتصادية دورا ثانويا في إنتاج السلوك الإجرامي ولما كانت الظروف الاقتصادية عرضه للتغير دائما فإن البحث في أثرها على الظاهرة الاجرامية يجب أن يتضمن حالتي الحركة والثبات لهذه الظروف

العوامل الثقافية

يقصد بالثقافية مجموعة القيم التي يتشكل على أساسها الضمير الفردي والجماعي في المجتمع وأهم عوامل الثقافة في المجتمع هي الدين والتعليم ووسائل العلام المختلفة وهنا نبين العلاقة بين هذه العوامل والظاهرة الاجرامية

علاقة التعليم بالظاهرة الاجرامية -

أثر التعليم على حجم الظاهرة الاجرامية -

علاقة الدين بالظاهرة الاجرامية -

علاقة وسائل الاعلام بالظاهرة الاجرامية

وسائل الاعلام قد تكون مقروءة وقد تكون غير مقروءة فالوسائل المقروءة هي الصحف والمجلات والكتب أو الصحافة بشكل عام والادب اما السوائل الغير مقروءة فهي الإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح، وتعتبر وسائل الاعلام من أهم مصادر الثقافة ولها تبعا لذلك شأن عظيم في تكوين ثقافة المجتمع وهي بحسب طبيعتها أداة طيعة لتحقيق الاغراض المنتظر منها فهي سلاح ذو حدين تستخدم في الخير كما تستخدم في الشر ولهذا فمن المتصور وجود علاقة بينها وبين الظاهرة الاجرامية وسنتكلم بشيء من التفصيل على اثر الوسائل السابقة على الاجرام

فأثر الأدب في علم الإجرام يتمثل في يبدو هذا الأثر من خلال الأعمال الأدبية التي تنصب على الجريمة والمجرمين فتصور اساليبهم في تنفيذ اغراضهم الاجرامية كما تظهر بمظهر البطل الذي ينجح في الإفلات من قبضة العدالة وهذا ما تزخر به القصص البوليسية وقصص العنف وغيرها مما يتضمن التحريض على الصفاء الغير حميدة، وهذا النوع من الادب يؤثر بصفة خاصة على عقلية الشباب وعلى وجه الخصوص محدودي الثقافة منهم فيدفع بهم إلى الوقوع في الجريمة تقليدا لبطل القصة أو الرواية




المصادر

اسحاق ابراهيم منصور (1991)، موجز في علم الاجرام والعقاب، ديوان المطبوعات الجامعية

محمد محي الدين عوض (1971)، الاجرام والعقاب، مطبعة مصر

السيد رمضان (1985)، الجريمة والانحراف من المنظور الاجتماعي، المكتب الجامعي الحديث

المقالات الأخيرة