التعــليم الـلامـدرسـي

فكرة مشروع التعليم الـلامـدرسـي او المرن هي مشتقاه من نظم تعليمية مشابهة في الغرب، وهي نظم التعليم بلا مدرسة أو التعليم المنزلي وهي نظم تعليمية تقوم أساس على أن التعليم ليس قالبا جامدا، وإنما هو رحلة صناعة إنسان، فيجب على التعليم أن يكون متوائما مع قدرات الطالب، وأن يركز على اهتماماته، وأن يكون بصورة عملية ممتعة، وأن يكون خبرة إيجابية للطفل لينشأ محبا للعلم والتعليم. والمسؤولية الأولى هنا تقع على عاتق الأبوين في تنمية مهارات أولادهما، وإدراك مواهب كل ولد وميوله، كما أنهم مسؤولان أيضا عن تربيته وغرس السلوكيات الحسنة فيه وبناء شخصيته حتى يصبح فردا فعالا يخدم أمته ومجتمعه وليس فقط أسرته أو بيته

التعليم اللامدرسي (المنزلي)

ما هو إلا تغيير مجتمعي بسبب التكنولوجيا الحديثة مثل امتناع شريحة كبيرة من الأشخاص عن شراء الجرائد الورقية والاتجاه للسويشال ميديا لمعرفة الأخبار لحظة بلحظة، وكذلك استخدام الإيميل بدلا من البريد. حيث أن تطور الحياة الاجتماعية والأكاديمية وكذلك التكنولوجيا هي سبب كافِ لتغيير فكر الأشخاص، ولكن يجب أن تخضع هذه الفكرة للتجارب والدراسة أولا قبل التنفيذ الفعلي وقبل الحكم على إيجابياتها وسلبياتها، وأيضا لتفادي أي مشكلات قد تواجه الطلاب وأولياء الأمور.

وأوضح عدد من الخبراء بعض السمات الأساسية للتعليم اللامدرسي وأهمها:

 التجديد والابتكار وعدم التقيد بنظام محدد في التعليم

التركيز على المواهب وتنميتها وتطويرها للحصول على خبرة تعليمية أفضل 

قلة تكاليف مصاريف المدارس التي أصبحت حمل كبير على عاتق الأسرة إلى جانب الدروس الخصوصية وتعد أهم سمة في عصرنا الحالي

وأضاف الخبراء ايضا أن الأمان والأخلاق من أسباب توجه الأسر للتعليم خارج المدرسة، وانتقاء الأشخاص الذين يشاركون الأولاد في التعليم، كما أن بعض دول العالم المتقدم لاحظت تفوق أولادهم في التعليم المنزلي بشكل اكبر وذلك لقلة تشتتهم وجودة التدريس المقدم لهم. ويرى الخبراء أن هذا لا يعني بالضرورة إلغاء المدارس، فالتعليم المرن هو نظام يستوعب الكثير من الاختيارات و التعديلات على طريقتك في تعليم أولادك، فيمكن تركهم للذهاب إلى المدرسة في أيام معينة، والاتفاق مع أولياء الأمور الأخرين بتبادل الأولاد المعارف التي يدرسوها سويا.. فالمرونة هي القاعدة في هذا النظام الجديد

من هم أبرز دعاة اللامدرسية

أول من استخدم مصطلح اللامدرسية هو الكاتب الأمريكي جون هولت، الذي ألف العديد من الكتب والمطبوعات حول التعليم منها مجلة مهتمة باللامدرسية تدعى( Growing Without Schooling) أو تنشئة بدون مدرسة. ومن أبرز رموزها :إيفان ايلتش، وكتابه "مجتمع بلا مدارس" حيث يرى إيفان إيلتش أنّه يجب إلغاء المدارس، لأنّ نشاطها محكوم ببرنامج يطبّق حرفيا.. وهي لا تنجح في إعداد أصحاب المهارات العمليّة، ولا في تشكيل العقليّة الحرّة. وفي عالمنا هناك حكومات متحضرة تمنع هذا النوع من التعليم مثل الصين وهولندا وألمانيا حيث تغرم من لا يدخل أبناءه المدرسة مبالغ تصل إلى 5000 يورو وسجن وقد تصل إلى سحب الأبناء من أهاليهم. وأما فرنسا فمسموح به ولكن بشرط زيارة تقييمية مرتين في السنة من قبل موجهين من وزارة التعليم. كما سمحت به ايرلندا وإسبانيا مؤخراً. وفي دراسة قامت بها وزارة التعليم الأمريكية عام 2007م وجدت أن نتائج اختبارات الطلاب المنزليين تفوق الطلاب النظاميين بنسبة 37%. وقامت وزارة التعليم الأمريكية بعمل مقارنة بين المتخرجين من الدراسة النظامية والمنزلية فوجدت أن 71% من المتخرجين من الدراسة المنزلية نشطين في مجتمعهم بالأعمال الخيرية واكثر تداخل مع جيرانهم في مقابل 37% من المتخرجين من الدراسة النظامية ووجدوا أن 58.6% من متخرجي المنازل ذكروا أنهم سعيدون جدا في حياتهم في مقابل 27.6% من متخرجي الدراسة النظامية. ووجهة نظر هؤلاء أنهم لن يدرسوهم دوما في البيت ولكن سيبقو هم حتى يكبروا قليلا ويعقلوا الفرق بين الصح والخطأ ويكون ذلك في آخر المرحلة الثانوية أو بداية الجامعة

النقد الموجه لللامدرسية

بعض الأطفال تعوزهم البصيرة لتعلم الأشياء التي سوف يحتاجون معرفتها في حياتهم بعد الكبر

قد توجد هناك ثغرات في تعليم الطفل ما لم يوجد محترفين تعليميين يتأكدون من أن المادة قد غطيت بالكامل

لأن المدارس توفر مصدرا جاهزا للأصدقاء بينما قد يصعب على الأطفال الذين لا يرتادون المدرسة أن يكونوا الصداقات أو يطوروا مهاراتهم الاجتماعية أكثر من نظرائهم بالمدرسة

لأن المدرسة تجمع خليطا من التلاميذ الصغار والراشدين في مكان واحد، بينما قد يصعب على الأطفال خارج المدرسة أن ينفتحوا مباشرة على أفراد ذوو ثقافات مختلفة وينحدرون من طبقات اجتماعية متباينة على عكس الحال في المدرسة

بعض الأطفال ليس لديهم حافز لتعلم أي شيء، وفي الغالب سوف يقضون أوقاتهم في مساعي غير تعليمية ما لم يجبروا على فعل أي شيء آخر

ربما قد لا يقدر كل الآباء على خلق بيئة موازية للمدرسة أو ربما ليس لديهم الصبر والمهارات المطلوبة لاستثارة فضول الطفل وتشجيعه

لأنهم غالبا ما تعوزهم شهادة ثانوية من مدرسة معتمدة، لذا فقد يكون من الصعب عليهم الالتحاق بإحدى الكليات أو التقديم على وظيفة فيما بعد

الأطفال الذين يديرون تعليمهم بأنفسهم قد لا تتوفر لديهم القدرة على قبول التوجيه من الآخرين

هل تناسب اللامدرسية عالمنا العربي

هناك دعوة لضرورة التنبه عند دراسة مثل هذه الاتجاهات إلى المسرح الاجتماعي الذي ظهرت عليه، فقد ظهرت في "المجتمع المتعلم المعلم"، أي المجتمع الذي تشبع بالتعليم وبتعدد وسائل ووسائط التثقيف ومرونة الاجراءات وغيرها. أما عالمنا العربي فمن الصعب الغاء فكرة المدرسة، وإنما بدلاً من ذلك التوجه للتعليم المدمج الخليط الذي يجمع بين التعلم المباشر بالمدرسة واللامباشر خارجها وهو ما أنادي به دائماً في التعليم بصفة عامة والتعليم الجامعي بشكل خاص

تجارب ونماذج من أنمط التعلم البديل حققت نجاحاً في كثير من دول العالم خاصة العالم الغربي، وربما تجد الفرصة في أوطاننا معوضه ما يفقده التعليم التقليدي، ومعوضه الطلاب عما يفقدونه في فصول الدراسة التقليدية داخل أسوار المدرسة. ربما نشهد دعوة لهذا النمط من التعلم غير التقليدي في وطننا خاصة وأن اللامدرسي تتلائم مع طبيعة العالم المتجه نحو الانفتاح والحرية وهو ما يظهر بقوة في التمدرس اللامدرسي، كما أنه يصحح من جوانب النقص في العملية التعليمية في أوطاننا



المراجع

حبيبة حسن، 1/10/2014، التعليم المنزلي اللامدرسي الجدوى والدوافع والنتائج، العربي الجديد

ام العبادلة، 24/12/2013، عن التعليم المرن (التعليم اللامدرسي)، موقع طريق الاسلام

المقالات الأخيرة