تزايدت أهمية العلاقات العامة الدولية في العالم، نتيجةً للتغيرات التكنولوجية والسياسية والاقتصادية التي طرأت عليها، والتي منحت شعوبها حرية التعبير، وإقراراً بقوة الرأي العام فيها، فالنجاح الذي تحقق في مجال شعوبها مكّن من بث ونشر المعلومات والأفكار بسهولة وبسرعة فائقة، وأتاح الفرصة للبشر للاتصال يبعضهم البعض، والتأثير على الرأي العام العالمي بشكل كبير
وتعد العلاقات العامة الدولية حلقة الوصل بين مؤسسات المجتمع الواحد، وبين المجتمعات الأخرى عن طريق تقديم خدمات معينة لها مبنية على الثقة المتبادلة انطلاقًا من أهمية الفرد والشرائح الاجتماعية، وقوة تأثير الرأي العام في المجتمعات على مختلف المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية
ويمكن تعريف العلاقات العامة الدولية بشكل عام على أنها “إدارة الاتصال بين المنظمة وجماهيرها”. وهذا يعنى أن العلاقات العامة هي مركب وظائف عديدة تشمل العلاقات مع وسائل الإعلام والاتصال، والبحث، والإنتاج، والتقييم، والإدارة، والتخطيط، والقضايا العامة، حيث أن هذه الميادين وغيرها تكون المجال الحيوي والمتطور بدون انقطاع لتخصص العلاقات العامة
ويُلاحظ في السنوات الأخيرة زيادة الاهتمام بالعلاقات العامة الدولية، وزيادة إقبال المنظمات الدولية على تطوير وظائف العلاقات العامة لديها، وزيادة إقبال الشركات على تعيين أفضل العناصر للعمل بالعلاقات العامة لديها، وبهذا فإن العلاقات العامة قد تأكدت فعاليتها للمنظمات والمؤسسات بشكل عام، سواء كانت محلية أو دولية، وذلك في المجالات الاتصالية المبذولة في أداء الممارسة المختلفة للنشاطات وأهداف العلاقات العامة، مما أدى إلى تدعيم علاقة المؤسسة بالعديد من جماهيرها بشكل يحقق أهداف المنظمة؛ لذا فقد بدأت بيئة المنظمات على اختلاف أنواعها تنال نصيبها من الاهتمام والدراسة منذ الخمسينات من القرن الماضي، وتزايد الاهتمام بها بشكل ملحوظ في العشر سنوات الأخيرة، حيث يُنظر إلى المنظمة باعتبارها كائن حي منفتح على العالم الخارجي، ومتفاعل معه، ويؤثر فيه، ويتأثر به بصورة مستمرة
يجب أن يدرك قادة العالم في جميع قطاعاته الدبلوماسية: أن العلاقات العامة والدبلوماسية العامة متهيئان الآن للتعامل مع متغيرات العصر الجديد في العالم أجمع بما فيها الدول النامية والدول العربية على وجه العموم لأنهما وجدا المناخ الملائم لهما من سهولة الانتقال وسرعة الحصول على المعلومات والتبادل الإعلامي والمؤسساتي الدولي السريع، والاهتمام بالرأي العام العالمي، كل هذه العوامل جعلت من العلاقات العامة والدبلوماسية واستراتيجياتهما مناخًا ملائمًا لاستخدامهما الاستخدام الأمثل للنهوض بالعالم سياسيًا واقتصاديًا وفكريًا وثقافيًا حتى يعيش العالم في سلام وأمن وأمان وهذه هي قمة عمل العلاقات العامة والدبلوماسية التي وُجدا من أجلها
يجب أن يدرك القادة وخبراء الدبلوماسية أن العلاقات العامة الدولية وظيفة من وظائف السلك الدبلوماسي، حيث أصبحت من المهام الأساسية للبعثات الدبلوماسية العاملة في الخارج، بما تسمح به إمكانيات كل من دول العالم وأنه كلما زاد التقدم الثقافي والتقني في أي دولة من دول العالم، زاد دور الدبلوماسية الشعبية، وبهذا وجب على القطاعات الدبلوماسية أن تفطن إلى تأسيس جمعيات علاقات عامة هدفها التواصل مع شعوب العالم
ثانيًا : بالنسبة لممارسة العلاقات العامة في القطاعات الدبلوماسية
يجب إعادة توضيح مفهوم العلاقات العامة تمشيًا مع روح العصر، كما أن تعاريف العلماء تحوى على مهام وأدوار العلاقات العامة الحقيقية وما يجب أن تكون عليه
ضرورة ترقية مفهوم العلاقات العامة في ظل تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، والتنبؤات المستقبلية لأيديولوجية العولمة
يجب أن تتماشى ثقافتنا التعليمية مع فلسفة العلاقات العامة التي تؤمن بالانتشار ومخاطبة جمهور العالم بلغاته التي يتحدث بها، لذا وجب على ممارسة العلاقات العامة الدولية ممارسة واستخدام اللغات المتعددة خاصة الإنجليزية منها وذلك للدخول في السياسة الأحادية الموجهة نحو عالم معولم وبث أفكارنا ومعتقداتنا وسهولة معرفتها وفهمها
د. وليد خلف الله محمد دياب , 2022, اهداف ووظائف العلاقات العامة في العمل الدبلوماسي