الدبلوماسية نشأتها وأنواعها وصفات الدبلوماسي الناجح
يمكن تعريف الدبلوماسية على أنها فن إدارة العلاقات بين الدول المستقلة من خلال المفاوضات والاتفاقيات والمعاهدات. والهدف الأساسي الذي تعمل من أجله الدبلوماسية هو محاولة إيجاد حلول وسط ترضي جميع الأطراف للحفاظ على حالة السلام فيما بين الدول والحيلولة دون تطور الأوضاع حتى تصل إلى إشعال الحرب، لكن على الرغم من أن هدفها الأساسي هو تحقيق السلام، فإن البعض يرى أنه فن انتقاء المعسول من الكلام إلى أن تجد الحجارة التي تقذف بها أي أنها مجرد وسيلة تستخدمها بعض الدول في حالة عدم استعدادها للهجوم؛ لكسب الوقت قبل أن تقوم بشنّ الحرب
نشأة الدبلوماسية
يبين تاريخ الدبلوماسية أنها قديمة قدم الشعوب، حيث ارتبطت بحاجات الجماعات الإنسانية المختلفة في سعيها لتنظيم العلاقات في ما بينها، وقد مرّت الدبلوماسية بأربع مراحل من التطور في تاريخها، فالمرحلة الأولى تبدأ من العصور القديمة حتى القرن الخامس عشر، وتميزت بالتنقل وإيفاد مبعوث لعقد معاهدة أو نقل رسالة أو إبرام اتفاق تجاري، وقد عرف المصريون والآشوريون والفرس هذا النوع من الدبلوماسية، وساهم ظهور المدن وازدهار التبادل التجاري في زيادة البعثات الدبلوماسية
تم انطلقت الدبلوماسية إلى آفاق جديدة في عصر النهضة الأوروبية وعصر الاكتشافات ،أما المرحلة الثانية فتبدأ من القرن الخامس عشر حتى مؤتمر فيينا عام ،1815 حيث تحولت الدبلوماسية من التنقل إلى الثبات، وكانت أول بعثة دبلوماسية دائمة هي تلك التي أنشأها فرنشسكو سفورزا دوق ميلان في جنوا عام ،1400 وكانت البعثاث الدبلوماسية ضرورية للجمهوريات الإيطالية في البندقية وميلانو وفلورنسا ونابولي وروما، ثم انتقلت فكرة التمثيل الدبلوماسي إلى فرنسا والدول الأوروبية الأخرى، وأدى سقوط البابوية والإمبراطورية الرومانية المقدسة إلى انتشار نظام الدبلوماسية الدائمة والمقيمة وعلمنة أعضاء البعثات الدبلوماسية بعد أن كانوا من رجال الدين
وأصبحت الدبلوماسية ماكيافيلية في الشؤون الدولي وفي المرحلة الثالثة من 1815 إلى 1914 أصبحت الدبلوماسية أكثر دقة وثباتاً، حيث تحددت القواعد المنظمة لنشاط البعثات الدبلوماسية وأضحى الدبلوماسي ممثلاً لدولته وليس للملك أو الحاكم وعملت الدبلوماسية على تسهيل التعارف المتبادل بين الدولة الموفدة والدولة المضيفة وتنمية التعاون وفي المرحلة الرابعة من 1914 إلى وقتنا الحاضر تميزت الدبلوماسية بتقلص دور الدبلوماسي نظراً لحدوث تغيير في الأهداف، حيث تتطلع الدبلوماسية الحديثة إلى تحقيق أهداف سياسية واقتصادية وإيديولوجية ودعائية لخدمة مختلف القضايا كما تحولت الدبلوماسية التقليدية إلى الدبلوماسية العلنية التي تمارس ضمن إطار من الصراحة والجماهيرية، وتأثرت السياسة الخارجية للدول بظهور الرأي العام وممارسته للضغوط على الحكومات المحلية والدولية، وظهور تكتلات دولية حديثة، وكذلك تأسيس المنظمات الدولية التي ترافقت مع تطور العلاقات الدولية بعد الحربين العالميتين، وتحولت نحو دبلوماسية الاجتماعات واللقاءات بين المسؤولين التي تساعد على تمتين العلاقات بين الدول وحل الخلافات الدولية بالوسائل السلمية
أنواع الدبلوماسية
إن أنواع الدبلوماسية كثيرة ويتم تصنيفها وفق الجهة المستفيدة من السلوك الدبلوماسي الذي يتم ممارسته وطبيعة الجهات التي تمارس المهام الدبلوماسي وتنقسم أنواعها إلى الدبلوماسية الكلاسيكية والدبلوماسية ذات الأطراف المتعددة والدبلوماسية البرلمانية والدبلوماسية الاقتصادية والدبلوماسية العسكرية حيث أن لكل نوع من أنواع الدبلوماسية إدارة العلاقات بين الأطراف السياسية أو الاقتصادية أو البرلمانية أو الفنية أو العلمية ذات علاقة والوقوف على الجوانب القانونية المشتركة بين مختلف البلدان
صفات الشخصية الدبلوماسية
الدبلوماسية هي أن تكون شخصاً ذكياً بحيث يعرف كيف يتعامل مع الأشخاص الآخرين ويُجيد التعاطي والتعامل مع ما حوله وما يملك من معطيات، فهو شخص لا يحب أن يؤذي مشاعر الغير، يمتلك أسلوب حوار راقي وذكي جداً بحيث يستطيع من خلاله حلّ أي خلاف مهما كان كبير بينه وبين الآخرين بسهولة، وعادةً ما يكون شخص محبوب ومحترم من قبل الجميع، فهو كما وصفه نيكلسون: "هو شخص يتّصف بالمصداقية، والدقة، والهدوء، والمزاج، والصبر، والتواضع، والإخلاص
وللشخص الدبلوماسي دور مهم في توطيد العلاقة بين بلده والبلد الموفد اليها ويختلف اداء شخص دبلوماسي عن غيره في حسن الاداء والفطنة وتسيير الامور، ويطلق لفظ دبلوماسي على المسؤولين اصحاب الثقل السياسي فكلما كان المسؤول هادئ الطباع حكيما ومسيطرا على افعاله وردود افعاله، قيل عنه دبلوماسيا، وكلما كانت تصريحاته هادئة وحكيمة كلما استحق هذا اللقب، وكم كانت هنالك مشاكل وازمات لا يمكن حلها واستطاع رجلا حكيما بشيء من الدبلوماسية حلها، وكم تسبب ايضا رجال سياسة ومسؤولين كبار في نشوب الحروب واشتعال المنازعات لا نه يفتقد الدبلوماسية، ولايقتصر لقب الدبلوماسي على المسؤولين الكبار ورجال الدولة فقط ، وانما قد يكون أي شخص مهما كان وضعه في المجتمع قد يكون دبلوماسي
الشخص الدبلوماسي
يجب أن تتوافر في الدبلوماسي بعض الأمور المهمة وهي
ان يدرك جيداً ويؤمن بأن الناس يختلفون عن بعضهم البعض في صفاتهم، طبيعتهم وطريقة تفكيرهم -
يجب عليه ألّا يخلط بين الشخصية والكرامة -
إنّ النجاح في الحياة على اختلاف مراحلها لا يكون فقط بالتعامل مع الأشخاص اللطفاء -