جماعات الضغط

تُعد جماعات الضغط أو اللوبيات الآن من أهم وأكثر التكتلات البشرية التي تؤثر على سياسات المؤسسات والشركات بل وسياسات عامة لدول بأكملها، فبقوتها وانتشارها وتحكمها في الكثير من وسائل الضغط وعلاقاتها الوثيقة بالأشخاص البارزين في كل مجتمع وكبار رجال الدولة تعمل تلك المجموعات على الحفاظ على مصالحها وأهدافها والسعي إلى عدم المساس بكل ما يتعلق بالمحظورات التي تضعها كل مجموعة من المجموعات لنفسها استنادًا على الأيدلوجيات والأفكار الخاصة بها ، فاللوبي عبارة عن جماعة قانونية منظمة تدافع عن قضايا ومواقف ومصالح معينة، محددة لدى السلطات العامة في الدولة، يجمع بين أفرادها مصالح مشتركة وتنشط في سبيل تحقيق هذه المصالح عن طريق الاتصال بمسؤولي الدولة ومؤسساتها ومحاولة إسماع صوتها مستخدمة كل ما تملك من وسائل متاحة وفى مقدمتها أسلوب الضغط، وتلعب اللوبيات دورًا محوريًا وهامًا في الحياة السياسية، حتى بات معروفًا بأن لوبيات الضغط القوية هي المُتخذ الحقيقي للقرارات وهي التي تصنع السياسة المُتبعة داخل الدولة وفي حالة وجود لوبي قوي من لوبيات الضغط في دولة معينة ينحصر دور سلطات تلك الدولة في إضفاء الصفة الرسمية على تلك السياسات والقرارات

هدف جماعة الضغط

تقوم جماعة الضغط بعدة وظائف غير سياسية في مجال التثقيف والتوعية وغيرها، ولكن عندما تتشح بالصبغة السياسية يصبح لديها هدف واحد أساسي هو الحصول على نتائج إيجابية من قرارات السياسة العامة، وذلك عبر الضغط على صانعي السياسة للحصول على النتائج السياسية التي تحقق مصالح الجماعة ولتحقيق هذه الأهداف تضع مجموعات المصالح استراتيجية أو خطة عمل، والتي يتم تنفيذها عن طريق تكتيكات محددة، وتختلف هذه الاستراتيجيات والتكتيكات اختلافًا كبيرًا بين الأنظمة السياسية وداخلها. حيث تؤدي هذه الجماعات مهاماً مختلفة كتجميع وتمثيل مصالح مجموعات الأفراد بطريقة لا يستطيع فرد واحد القيام بها، الأمر الذي يزود صانعي السياسة بالمعلومات الضرورية لوضع القوانين من جهة، ويؤدي لتثقيف أعضاء المجموعة حول القضايا التي يتبنونها من جهة أخرى، الأمر الذي يساعد على تسهيل عملية الحوكمة، كما تؤدي هذه العملية إلى تمكين أفراد المجموعة ومنحهم خبرة سياسية قد تساعدهم على دخول السياسة فيما بعد، حيث تقوم المجموعات في بعض الأحيان بترشيح أفراد داعمين لقضاياهم للمناصب العامة

لوبيات الضغط والأحزاب السياسية

من ضمن الخصائص الأساسية لمجموعات الضغط هي أنها لا تعمل على الوصول للحكم ولا تسعى لأن تكون مُمثّلة في المناصب التنفيذية أو التشريعية في الدولة؛ فهي تسعى للتأثير على أصحاب السلطة لدفعهم للاستجابة لمطالب معينة سواء كانت اقتصادية او اجتماعية أو سياسية، ويكون ذلك بصورة غير مباشرة عبر وسائل مختلفة على رأسها إنشاء شبكة من العلاقات مع الحكوميين والبرلمانيين ورجال الدين والقانون والقضاء والباحثين والأكاديميين والسياسيين والإعلاميين والفنانيين وما نحوهم من أصحاب النفوذ، وتعتمد لوبيات الضغط في عملها على نوعين من الوسائل؛ الوسائل مباشرة عن طريق الاتصال بأصحاب القرار في الدولة وبذل كل ما يمكن لإقناعهم بإصدار القرارات التي تخدم مصالحهم، ذلك بالإضافة إلى وسائل غير مباشرة مثل استخدام أسلوب الترغيب والترهيب عن طريق تعبئة الرأي العام لدفعه لحث أصحاب القرار على اتخاذ قرارات معينة تصب في مصلحته، فهي تسعى للتأثير في الدولة من جهة وعلى الدولة من جهة ثانية وفي الرأي العام من جهة ثالثة. ويكون هدفها خلال ذلك هو أن تبقى وراء الكواليس أي أنه وعلى سبيل المثال، تعمل مجموعة الضغط من الخارج لإقرار أو إيقاف قانون معين في البرلمان دون أن يكون لها ممثلين داخله، ولهذا فإن الرصيد الحقيقي والمؤثر لأي لوبي من العلاقات ولاسيما في الاتجاهات المذكورة يعتبر أساسًا للتحرك والعمل والنجاح. على العكس تمامًا يكون الحزب السياسي، فالأحزاب السياسية عبارة عن جماعة من الأفراد تربطهم مصالح ومبادئ مشتركة، في ظل إطار منظم لغرض الدخول في معترك السعي نحو السلطة والمشاركة فيها لتحقيق أهدافهم لخدمة الصالح العام ومن السيطرة على مقاليد الحكم في الدولة من خلال الوسائل الدستورية؛ لذلك فإن الحزب السياسي، وعلى عكس اللوبيات، يسعى لحفظ حصته سواء في الحكومة أو في السلطة التشريعية مما يعني أن اللوبيات هي من تؤثر وتضغط على الحزب السياسي ولا يمكن للحزب أن يضغط عليها

أنواع جماعات الضغط

 جماعات ضغط كلية ، تسعى دائما الى تعديل الدستور مثل جمعيات الحق في الحياة و الجمعية البرلمانية الفرنسية للدفاع عن حريات التعليم ، و منظمات اللوبي في الولايات المتحدة الأمريكية

جماعات ضغط جزئية ، تلك التي تقوم بالضغط على السلطات بصفة جزئية بالإضافة إلى نشاطها الأصلي كالاتحادات والنقابات والجمعيات المهنية

جماعات عقائدية وهي التي تضغط للدفاع عن المثل الإنسانية مثل الجمعيات البيئية والعلمية والاجتماعية

جماعات ضغط جماهيري كالنقابات العمالية والمنظمات الفلاحية

جماعات ضغط داخلية ، تعمل في إطار إقليم الدولة بصرف النظر عن أهدافها وطبيعة نشاطها

جماعات ضغط دولية ، تعمل عبر أقاليم الدول ولها نفوذ قوي مثل شركات البرترول العالمية ومنظمة الـ CIA الأمريكية والكنيسة الكاثوليكية الرومانية

يعد الاتصال واحدة من اليات تحقيق اهداف جماعات الضغط حيث تتصل جماعات الضغط بالجبهات الرسمية وغير الرسمية بطرق مختلفة منها

 الاتصال بالوسائل المباشرة

الاتصال عن طريق الصحف التي تؤثر عليها هذه الجماعات، او التي تملكها بشكل غير رسمي والتأثير على وسائل الإعلام الاخرى التي تمتلكها شركات اهلية وتخضع للإغراءات المادية عادة، وهذا يقودنا إلى الحديث عن تكتيكات تحقيق الأهداف لدى جماعات الضغط والذي بدوره يرتبط بمدى فاعلية الجماعة التي ترتبط بشكلٍ او بأخر بإمكانياتها المادية

تعمل جماعات الضغط على التأثير بوسائل مختلفة على سياسة الدولة، من بينها السياسة الخارجية. فقد تتصل اتصالا شخصيا عن طريق رؤسائها بالمسؤولين لتنفيذ آرائها وتدافع عن مصالحها، وقد تتصل عن طريق الرسائل الخاصة مهددة او واعدة او مغرية

اخطر صورة تظهر فيها جماعات الضغط هي تلك الصورة المضللة التي تكون فيها مواقفها اوسع من اهدافها . وهذه الصورة تضليل للرأي العام وسلوك تستغل فيه المصالح الخاصة على حساب المصلحة العامة ، ولاريب في ان الوسائل التي تستخدمها جماعات الضغط في عملها لغرض التأثير على السلطة من التعدد والتنوع بحيث يصعب بيان تفاصليها جميعا، فهي مختلفة باختلاف ظروف المجتمعات والنظم السياسية فضلا عن اختلاف جماعات الضغط ذاتها




:المصادر

هديل القطامين ، 25.10.2019 ،جماعات الضغط ، موسوعة سياسية

اراء ، 25.1.2015 ، ما هي جماعات الضغط؟ ، موقع نون بوست

قادري اميمة ، 12.1.2015 ، دولا جماعات الضغط في رسم السياسة العامة ، دراسة منشورة جامعة ام البواقي

المقالات الأخيرة