الصـحــافـة البـيـئيـة

بات اليوم تغيّر المناخ والأخطار التي تهدد الكائنات الحيّة واحدة من أبرز مواضيع الساعة التي تهتم بها الصحافة

 إذ سيتأثّر حوالى 25٪ من سكان العالم بالمخاطر البيئية بحلول عام 2050. وهو رقم كشف عنه تقرير (Ecological Threat Register) منها: تغير المناخ، مخاطر الكوارث الطبيعية، انعدام الأمن الغذائي، أو شحّ المياه… كثيرة هي المخاطر المرتبطة بالنمو السكاني، والإجهاد المائي، وانعدام الأمن الغذائي، والجفاف، والفيضانات، والأعاصير، وازدياد درجات الحرارة وارتفاع مستوى مياه البحر التي يمكننا تحليلها وطرحها

فالصحافة البيئية رسالتها مثالية وسامية، تتلخص في الحفاظ على الأرض واستدامتها، وتهدف لتناول كلّ ما يتعلق بالجوانب المحيطة بالإنسان، من أرض ومياه ونبات وحيوانات وغيرها، وتدرس مدى تأثيرها على الإنسان وتأثرها به، وتشجع كلّ ما من شأنه أن يقلل الضرر على البيئة، وتتميز قضاياها بعالميتها، وزادت أهميتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة مع تفاقم ظاهرة التغير المناخي وسائر الازمات الأخرى المرتبطة بالبيئة، ولاسيما الاحتباس الحراري

الأسس الواجب توفرها لدى الصحافي البيئي

احترافية الصحافة ومهنيتها تأتي في المقام الأول، لأنّ الصحافي البيئي الجيّد بحسب المعنيين، هو من يحترف الصحافة بنسبة %80، ويمتلك معرفة بيئية بنسبة %20، ولكن عليه أن يكون مؤمنًا بالقضايا التي يكتب عنها، بمعنى أن يكون نوعًا ما محاربًا من أجل بيئته

 تَحري قضايا البيئة الصالحة للتغطيات الصحافية من خلال أساليب متعدّدة منها: المشاهدة الذاتية ومعايشة الواقع البيئي، والمتابعة الآنية للأخبار المحلية والدولية ذات العلاقة بظواهر البيئة، وكذلك الانضمام لمجموعات ومؤسسات تهتم بعلوم الطبيعة، إضافة لإمكانية استثمار مواقع التواصل الاجتماعي واستقبال المشكلات البيئية التي يلاحظها المواطنين

مراقبة البيانات الإحصائية الرسمية وربط بعض الأرقام المتعلقة بالزراعة والاقتصاد والصحة بأسباب بيئية، وكذلك الانتباه للقوانين والسياسات البيئية ودراسة فاعليتها وتأثيرها من أجل حماية البيئة. كما أنَّ العودة للتاريخ او الماضي قد تدفع الصحافي البيئي أحيانًا لإعداد قصة قادرة على إعطاء مؤشرات مهمة في الحاضر، فمثلًا تحوّل وادٍ كان يشتهر بمياهه العذبة إلى مجرى للمياه العادمة، هي تشكل قصة مثيرة للاهتمام

الصحافة البيئية مهمة في وقتنا الحالي

أصبحت الصحافة البيئية ضروريّة لفهم عالمنا اليوم وعرض المعلومات بالشكل الصحيح والمناسب ضمن السياق الحاليّ المُعقد. حتى ولو كان ذلك يعني تعميم مصطلحات معينة لتسهيل فهمها من قبل أكبر عدد ممكن. لا يمكننا التحدث عن القضايا المناخيّة، على سبيل المثال، من دون ذكر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. أو انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وهي انبعاثات غازات الدفيئة الرئيسية في الغلاف الجوي للأرض، المسبّبة للاحتباس الحراري

مسؤولية الصحافة البيئية بالدرجة الاولى والتحدي الذي تواجهه في الوقت نفسه، هي نقل رسالة للمواطن مفادها أن القضايا البيئية غير منفصلة عن تفاصيل حياته اليومية؛ بل تمس همومه وتشكل سلة متكاملة من الحقوق: مثلاً٬ الحق في الغذاء يُعدّ مسألة بيئية. وهنا لا بد من الحديث عن موضوع الطيران الذي يهم الصحافة البيئية جداً، صحيح أن الطائرة سهّلت تنقلاتنا وجعلت السفر أسهل وأسرع، ولكن إذا نظرنا لها بعيون الطبيعة، نجد أن قطاع الطيران أحد القطاعات التي تهدد البيئة بسبب الانبعاثات التي تنتجها الطائرات، إضافة إلى نوع الطاقة الذي تستهلكه

 بالمقابل، هناك بعض المبادرات التي يمكنها الحد من هذه الانبعاثات كاستبدال الطائرة بوسائل أخرى للسفر، خاصة في الرحلات القصيرة، أو وضع ضريبة متصاعدة على المسافرين المنتظمين، والضغط على الشركات المصنعة لابتكار حلول لتخفيض الانبعاثات. في الواقع، تمسّ البيئة مواضيع وقضايا مجتمعية عميقة لا بدّ من طرحها. هناك حاجة مُلحّة إلى وجود الصحافة البيئية أكثر من أي وقت




المصادر

يزبك وهبي، 30/5/2022، ماذا تعرف عن الصحافة البيئية، اخبار الان

جورج كرزم، 1/8/2019، آفاق البيئة، الصحافة العلمية

المقالات الأخيرة