هجرة العقول

:المقدمة

هنالك عدة دراسات قامت بها الجامعة العربية و منظمة اليونيسكو و البنك الدولي أكدت على أن منطقة الشرق الأوسط و العالم العربي يساهمون في ثلث هجرة الكفاءات من البلدان النامية، ويعتبر ان هناك 50% من الأطباء و 23% من المهندسين و 15% من مجموع الكفاءات والعقول العربية يهاجرون الى دول أوروبا و استراليا و كندا و غيرها من البلاد، إذ لا يقيس مؤشر خروج الكفاءات وهجرة العقول فقط أعداد الكفاءات والمهنيين والمثقفين الذين غادروا أوطانهم، بل يقيس أيضا التأثير الاقتصادي والفراغ الاجتماعي الذي يتركه خروج تلك الأدمغة من بلادها والعواقب التي قد تترتب على ذلك على مستوى تنمية الدولة ، فالشباب هم عصب هذه الأمة، ودرعها، وسواعدها، التي تَبني ولا تبدد، وهم أولى الناس بتحديد واقع ومستقبل الأمة ، فإذا فسدوا فسدت الأمة، وإذا صلحوا صلحت الأمة، ومن ثم انتصرت، وحُررت مقدساتها وطُهرّت أعراضها، وحُفظت دماؤها. ولكن الواقع الذي تحيياه الأمة في هذه الأيام .. يكشف عن مدى الأزمة الكبيرة التي يعيشها الشباب، من تدهور أخلاقي، إلى اضمحلال ثقافي، إلى ضيق في العيش، وتفشي للبطالة وعدم الكفاية والعدالة في توزيع الوظائف العامة والخاصة في المجتمع.. ولما استفحلت الأزمة أخذ كل شاب يفكر في الهجرة إلى الدول الأجنبية، ويخطط للخروج وهو لا يزال يدرس في المرحلة الجامعية أو الثانوية .. لقد صارت ظاهرت الهجرة والاغتراب في الوقت الحاضر حديث الساعة، وحلم، وهاجس الشباب المتعلم وغير المتعلم، وصارت فكرة الاغتراب سائدة على كل من تأتيه فرصه الخروج من الوطن وخاصة بين الباحثين والموهوبين الذين تدهورت لديهم فرص المعيشة وفرص البحث العلمي على حد سواء وهذه الظاهرة تلقي بآثارها السلبية على قطاعات التعليم المختلفة وخصوصا قطاع التعليم العالي و الجامعي و البحث العلمي وفي كل يوم تطلع فيه شمسه، يعاني العالم العربي من هجرة يومية لعقول وكفاءات وخبرات شابة فضلاً عن تلك الخبرات والكفاءات التي هاجرت منذ عقود واستقرت في دول الغرب، وراحت ثمراتها وجهودها ابتغاء حضارة الغرب ومدنيته وتعود دوافع هجرة العقول، في العصر الحديث، لأسباب اقتصاديّة وإداريّة، وعدم وجود ملاذ آمن يحمي هذه الكفاءات من العنف، واستهداف حرية الإبداع، أو بسبب حالات الفوضى الأمنية، وعدم توافق السياسات التعليميّة مع احتياجات التنمية، وضعف عمليّات البحث العلميّ، وقلّة الإمكانيّات المُتاحة له، والتشريعات التي يعتريها الخلل، وتعقيد الإجراءات في الأجهزة الإداريّة، والفساد المالي، والإداري، وتهميش العلماء في بعض الدول، وعدم توفير البيئة المناسبة لهم، وعدم الثقة في أفكارهم الجديدة، ومعاناتهم من عدم وجود تخصّصات ومواقع تفي بمؤهّلاتهم العلميّة

اسبابُ هجرةِ العقول

 عدمُ توفيرِ الدولةِ للتسهيلاتِ والمزايا التي من شأنِها أن تدعمَ الأشخاصَ أصحابَ العقولِ والمهاراتِ

سوءُ البنية التحتيّة في الدُّوَلِ، وخاصّة النامِية منها، مثل أنظمة النَّقْلِ التي تتسبَّبُ في الازدحام والأزمات الخانقة في ما يتعلّق بحركة المرور

عدمُ الشعورِ بالراحةِ والطمأنينةِ؛ حيثُ يَنتقِلُ الأشخاصُ إلى دُوَل أكثر استِقراراً

ارتفاعُ نسبةِ البطالةِ والفَقرِ؛ وهذا ما يُسبِّبُ ارتفاعاً في مُعدَّلِ الجرائم؛ وبالتالي يلجأُ الأشخاصُ للبَحثِ عن دُوَل أكثرَ أمناً

قِلَّةُ الفُرَصِ؛ ممّا يُشجِّعُ على الهجرة والانتقال؛ للعملِ في الخارج، إضافةً إلى الدَّخلِ المُرتفِعِ الذي تُقدِّمُه الدُّوَلُ المُضيفةُ

طموحُ الكثير من أصحابِ الهجرة؛ لتحسينِ مهنتِهم، أو إكمالِ دراستهم، وهو الجانبُ الذي يعودُ إلى التفضيلِ الشخصيِّ

تشجيعُ الأسرة، والأقارب، سواء كانوا يقيمون داخلَ البلدِ، أو خارِجَه، لفكرةِ الهِجرةِ؛ ممّا يشكِّلُ تأثيراً كبيراً

التمييزُ في التعييناتِ، وكذلك الترقِيات التي تَحدُثُ في المُؤسَّسات، وأماكن العملِ

عدمُ تَوفُّرِ الموارِدِ الكافِية لإجراء البحوثات، بالإضافة إلى عدمِ تَوفُّرِ الأجهزةِ، والأماكنِ المُناسِبةِ

عدمُ وجودِ أثرٍ للديمقراطيّة، والحُرِّية الأكاديميّة، إضافةً إلى انتشارِ الفساد، وانعِدامِ الحُرِّيةِ والاستقلاليّة

سوءُ البُنيَةِ التحتيّةِ للتعليم، وقِلَّةُ الفُرَصِ لطُلّابِ الدِّراسات العُليا

:سلبيات الهجرة

من أهم سلبيات الهجرة الشعور بالغربة والبعد عن الموطن الأصلي. التأثير على أسر الأشخاص المهاجرين وتشتتها. الإصابة بالاضطرابات النفسية والاضطرابات الاجتماعية ،كما تفقد الدول الكثير من العمالة التي تحتاجها نتيجة الهجرة

:عوامل الدفع لهجرة العقول

عدم وجود مرافق بحثية

التمييز في التوظيف

التخلف الاقتصادي

انعدام الحرية

ظروف العمل السيئة

:عوامل الجذب لهجرة الأدمغة

التوقعات الاقتصادية المتفوقة

مكانة التدريب الأجنبي

البيئة السياسية المستقرة نسبياً

نظام التعليم الحديث للسماح بالتدريب المتفوق

الحرية الفكرية

:عوامل الجذب لهجرة الأدمغة

يتعلم المهاجرون مهارات وخبرات جديدة: يمكنهم الاستفادة منها لصالح الاقتصاد المحلي بمجرد عودتهم، كما يعتبر المهاجرون جسراً ثقافياً بين المجتمع المضيف ومجتمعهم الأصلي

التحويلات المالية: يرسل المهاجرون الأموال التي يكسبونها إلى وطنهم، مما يساعد على تحفيز اقتصاد البلد الأم، ويمكن أن تجدد مخزون رأس المال البشري الذي ربما يكون قد استنفد في الوطن الأم بسبب هجرة الأدمغة

تحسين العلاقات الدبلوماسية: يمكن للمهاجرين أن يلعبوا دوراً كبيراً في تحسين العلاقات الدبلوماسية بين البلدان من خلال علاقاتهم وأعمالهم في الخارج




:المراجع

فريق موقع حلوها ، 14-06-2021 ، أسباب هجرة الأدمغة وتأثير هجرة العقول على المجتمع، موقع حلوها

ب . ن ، 8-6-2021، هجرة الأدمغة ، موقع study

المقالات الأخيرة