حذر العالم الأميركي البارز أنتوني فاوتشي من أن المتحور أو ميكرون من فيروس كورونا “ينتشر” في كل أنحاء العالم، في حين بدأت أوروبا فرض القيود لمكافحة الفيروس الذي يتفشى فيها بشكل متسارع
وقال فاوتشي -وهو مستشار البيت الأبيض للأزمة الصحية- لشبكة “سي إن إن” (إن “هذا الفيروس غير عادي”، في إشارة إلى سرعة انتشار أو ميكرون، مضيفا أن هذا المتحور سيصبح مهيمنا وسنواجه أسابيع أو أشهرا صعبة مع دخولنا في عمق فصل الشتاء”. سبب هذه التوقعات القاتمة هو الأرقام الحالية من بريطانيا، حيث يتضاعف عدد الإصابات بـ “أو ميكرون" كل يومين أو ثلاثة أيام، وهذا المعدل أعلى بثلاث إلى أربع مرات مقارنة بالمتحورات السابقة، كما يقول البروفيسور د. ديرك بروكمان، عالم الفيزياء بجامعة هومبولت في برلين. وتظهر حسابات الخبراء البريطانيين أن 400 ألف إلى 700 ألف إصابة جديدة ممكنة في اليوم الواحد، مشيرين إلى أنه وفي الفترة من كانون الأول/ ديسمبر 2021 إلى نيسان/ أبريل 2022، يمكن أن يصاب 34 مليون شخص في بريطانيا وحدها بـ"أو ميكرون"،. أي ما يقرب من نصف السكان. وكل هذا على الرغم من إجراءات التباعد وارتداء الكمامات وإغلاق المدارس وغيرها
ويحذر بروكمان من أنه "ستكون معجزة إذا لم تسر الأمور بشكل مشابه في ألمانيا". وأعلن السيناتور الأميركيان إليزابيث وارن وكوري بوكر، المرشحان السابقان للانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الديمقراطي لعام 2020، على تويتر أنهما مصابان بكوفيد-19 وأن أعراضهما خفيفة، رغم تلقيهما التطعيم والجرعة المعززة. لكنهما لم يذكرا ما إذا كانا مصابين بالمتحور أو ميكرون
وأودت الجائحة بحياة أكثر من 5 ملايين شخص في كل أنحاء العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض أواخر ديسمبر/كانون الأول 2019. والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررا جراء الفيروس مع تسجيلها أكثر من 800 ألف وفاة
وينتشر المتحور أو ميكرون من فيروس كورونا سريعا حول العالم، مما تسبب في فرض قيود في كثير من البلدان، على غرار هولندا التي فرضت إغلاقا، وسط احتجاجات واسعة النطاق ضد هذه القيود
ففي فرنسا أظهرت الفحوص إصابة وزيرة الصناعة الفرنسية أنييس بانييه-روناشيه بكوفيد-19، في وقت تسجل فيه البلاد مستوى مرتفعا من الإصابات يبلغ نحو 50 ألف حالة جديدة يوميا، حسب السلطات
وفي بريطانيا أعلن عمدة لندن صادق خان حالة الطوارئ لمساعدة السلطات الصحية على التعامل مع الانتشار الكبير لمتحور أو ميكرون، مشددا على أن فرض قيود جديدة لاحتواء مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) أمر حتمي؛ لأن من دونها ستنهار مرافق الخدمات العامة مثل هيئة الخدمات الصحية
لكن وزير المالية البريطاني ريشي سوانك و9 وزراء آخرين في الحكومة يعارضون فرض قيود جديدة قبل احتفالات عيد الميلاد للحد من انتشار أو ميكرون، وفق صحيفة تايمز، ويأتي إعلان عمدة لندن بعد أن بلغ عدد الوفيات جراء الإصابة بكورونا 125 حالة في يوم واحد مقارنة مع 111 وفاة سجلت قبلها بيومين. وفي أيرلندا، تُقفل الحانات والمطاعم عند الساعة الثامنة مساء حسب طلب السلطات وذلك حتى نهاية يناير/كانون الثاني المقبل
أما الدانمارك فأعلنت الأغلاق لمدة شهر المسارح ودور السينما وقاعات الحفلات الموسيقية، فضلا عن المتنزهات الترفيهية والمتاحف. بدورها، أعلنت السلطات الألمانية إدراج المملكة المتحدة على لائحة الدول العالية المخاطر لناحية تفشي كورونا، وهو ما سيستدعي فرض قيود كثيرة على السفر
وأظهرت بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية اليوم الاثنين ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا إلى 6 ملايين بعد تسجيل 16 ألفا و86 إصابة جديدة
وقالت هيئة مراقبة الصحة في ألمانيا إن الوافدين من بريطانيا يجب أن يخضعوا لحجر إلزامي لمدة أسبوعين في ألمانيا، بما في ذلك الأشخاص الذين تلقوا التطعيم أو تعافوا من الإصابة بكورونا
وفي بروكسل، شارك آلاف في مسيرة ضد الشهادة الصحية، واعتقلت الشرطة بعض المحتجين خلال صدامات بعد تفريق المظاهرة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وسار المتظاهرون -الذين بلغ عددهم 3500 بحسب الشرطة، و50 ألفا بحسب المنظمين- في مظاهرة بين غار دو نور والحيّ الأوروبي، احتجاجا على فرض استخدام الشهادة الصحية لدخول المطاعم والفعاليات الثقافية