البطالة المقنعة


مقدمة

 يقول الدكتور جعفر الصائغ أن البطالة المُقنّعة أو ما تسمى بالبطالة المخفية ظاهرة تحدث عادة في الدول النامية والتي تتميز بانخفاض في الإنتاجية وغياب التخطيط الاستراتيجي والرؤية المستقبلية. تحدث نتيجة تكدس الموظفين في الجهاز الحكومي بما يفوق احتياجات تلك الأجهزة. وهي عبارة عن مجموعة من الموظفين أو العمال يحصلون على رواتب كبقية الموظفين وقد تكون رواتب بعضهم عالية ولكن دون مقابل من العمل أو الجهد الذي تتطلبه الوظيفة، إنتاجيتهم تقارب الصفر وإذا ما تم سحبهم من مجال العمل والتخلص منهم لا يترتب على خروجهم أي نقص في إجمالي الإنتاج سواء كان ذلك للمؤسسة التي هم موظفون فيها أو الاقتصاد الكلي، وربما يزداد الإنتاج في حال التخلص منهم. وبمعنى آخر يمكن القول أن البطالة المقنّعة هي أن بضعة أفراد يؤدون عملا ما يمكن أن يؤديه فرد أو اثنان منهم ويحصل هؤلاء الأفراد على أجور ورواتب دون أن يكون لهم أية منفعة للمؤسسة التي يعملون فيها، وكما يقال موظف بدرجة عاطل. هؤلاء الأفراد هم في الواقع فائض عن الحاجة لأن عملية توظيفهم لا تضيف شيئًا للاقتصاد


 انواع البطالة المقنعة

 البطالة الهيكلية

 تحدث البطالة الهيكليّة بسبب عاملين رئيسيين هما، عامل التباين بين المهارات المطلوبة ومهارات العمّال، والعامل الجغرافيّ الذي يُقصد به توافر الوظائف في المناطق التي يصعب على العامل الوصول إليها؛ وذلك بسبب وجود بعض التعقيدات في القوانين والإجراءات كصعوبة الحصول على تأشيرة السفر، وعندما تؤثّر البطالة الهيكليّة على المناطق المحليّة من الناحية الاقتصادية يُطلق عليها اسم البطالة الإقليميّة

  البطالة الدورية

 يقصد بها البطالة المرتبطة بفترات الانكماش والانتعاش الاقتصاديّ في الدولة، حيثُ يظهر تباين في عدد العمال العاطلين عن العمل خلال هذه الفترة، فترتفع معدلات البطالة خلال فترات الركود، وتنخفض خلال فترات النمو الاقتصاديّ، ويُمكن التقليل من البطالة الدوريّة أثناء فترات الركود من خلال الاستفادة من الدراسات الاقتصاديّة وأدوات السياسة الحكوميّة التي تستعملها لتحفيز الاقتصاد ، وينتج عن البطالة الدوريّة نوع آخر من البطالة يُدعى البطالة المقنّعة ويُقصد بها تلك البطالة التي يكون فيها العمّال في وظيفة ولا يستغلّون فيها كامل طاقتهم أو أنّهم لا يعملون في وظائف بمستوى مهاراتهم؛ وذلك بسبب اضطرارهم لقبول وظائف أقلّ من قدراتهم في حالة الركود الاقتصاديّ

البطالة الاحتكاكية

ترتبط البطالة الاحتكاكيّة بالتحوّلات المؤقتة في حياة الشخص والتي تدفعه للبحث عن عمل، فقد يكون سبب بحثه عن عمل هو تخرّجه حديثاً من الجامعة ورغبته في الحصول على وظيفة، أو انتقاله من منطقة إلى أخرى ورغبته في العثور على وظيفة في مكان إقامته الجديد، وقد يلجأ البعض لترك عمله بغرض البحث عن وظيفة جديدة أفضل، وهو ما يُطلق عليه اسم البطالة الطوعيّة

 البطالة المؤسسية

تظهر البطالة المؤسسيّة بسبب عدد من العوامل والحوافز المؤسسية طويلة الأجل في اقتصاد الدولة، والتي تكون غالباً متأثّرةً بالسياسات التي تفرضها الحكومة، مثل ارتفاع الحد الأدنى للأجور، وسنّ بعض قوانين الترخيص المهنيّ التي تُقيّد الشركات، وقد تكون العوامل مرتبطةً بظواهر شائعة في سوق العمل، مثل الأجور التي تعتمد على الكفاءة في العمل أو الممارسات التمييزية في التوظيف، وقد يكون سببها مؤسسات سوق العمل نفسها مثل عدد النقابات المرتفع


 سلبيات البطالة المُقنعة

 يوجد العديد من السلبيات للبطالة المقنعة، نذكر منها

 تدني مستوى الإنتاج لدى الأفراد -

 ضعف الكفاءة لدى الأفراد وبالتالي هم يأخذون فرصة الأفراد المناسبين والأكثر جدارة منهم في العمل في المؤسسات -

انخفاض المعنويات لدى هؤلاء الأفراد -


 القضاء على البطالة المقنعة

تعيين العاملين لدى المؤسسة حسب الكفاءات والمؤهلات والتخصصات مما يؤدي إلى القضاء على المحسوبيات والفساد الإداري -

 تعديل بعض نصوص قوانين القطاع الخاص ، مما يُعطي الثقة لأصحاب الكفاءات والاختصاصات بالعمل لدى القطاع الخاص ليخف عبء تأمين -

الوظائف عن القطاع العام

تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتأمين الدعم النفسي والمالي والاجتماعي والإداري لها من قبل الحكومات -



 كيف يتم القضاء على البطالة المقنعة شاركنا رايك ؟

المقالات الأخيرة