بريكس
هو مختصر للحروف الأولى باللغة اللاتتينية BRICS
(يتم كتابة المختصر بالعربية «برهصج» لأول الحروف باللغة العربية) المكونة لأسماء
الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم، وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب
أفريقيا. عقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة في يكاترينبورغ بروسيا في يونيو2009
حيث تضمنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية. وعقدت أول لقاء على المستوى
الأعلى لزعماء دول «بركس» في يوليو عام 2008، وذلك في جزيرة هوكايدو اليابانية حيث
اجتمعت آنذاك قمة «الثماني الكبرى». وشارك في قمة «بركس» رئيس روسيا فلاديمير
بوتين ورئيس جمهورية الصين الشعبية هو جين تاو ورئيس وزراء الهند مانموهان سينغ
ورئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. واتفق رؤساء الدول على مواصلة التنسيق
في أكثر القضايا الاقتصادية العالمية آنية، بما فيها التعاون في المجال المالي وحل
المسألة الغذائية. انضمت دولة جنوب أفريقيا إلى المجموعة عام 2010، فأصبحت تسمى
بريكس بدلاً من بريك سابقا.
تشكل
مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة، وعدد سكانها يقارب 40 % من سكان الأرض. ومن
المتوقع بحلول عام 2050 أن تنافس اقتصادات هذه الدول، اقتصاد أغنى الدول في العالم
حاليا - حسب مجموعة غولدمان ساكس البنكية العالمية، والتي كانت أول من استخدم هذا
المصطلح في عام 2001. من المتوقع أن تشكل هذه الدول حلفًا أو ناديا سياسيا فيما
بينها مستقبلا
النشأة
والتأسيس
على
هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، سبتمبر 2006 في نيويورك، اجتمع لأول
مرة وزراء خارجية كل من البرازيل وروسيا والهند والصين، لإعلان بداية تعاون مشترك
بين مجموعة دول كانت تسمى "بريك" (BRIC) وهي البرازيل وروسيا والهند والصين.
ومع
انضمام جنوب أفريقيا رسميا إلى هذا التكتل الرباعي، بمناسبة القمة الثالثة
للمجموعة، التي عقدت في الصين يوم 14 أبريل 2011، غيّرت المجموعة اسمها إلى كلمة
"بريكس" عوضا عن "بريك".
الأهداف
تشكّل
دول مجموعة بريكس مجتمعة نحو 40% من مساحة العالم، ويعيش فيها أكثر من 40% من سكان
الكرة الأرضية، حيث تضم أكبر 5 دول مساحة في العالم وأكثرها كثافة سكانية، وهي
بذلك تهدف إلى أن تصبح قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة "مجموعة
السبع" (G7) التي تستحوذ على 60% من الثروة العالمية.
وهذا
ما تثبته الأرقام الصادرة عن مجموعة بريكس، التي تكشف عن تفوقها لأول مرة على دول
مجموعة السبع، فقد وصلت مساهمة مجموعة بريكس في الاقتصاد العالمي إلى 31.5%، بينما
توقفت مساهمة مجموعة السبع عند 30.7%.
إلى
جانب ذلك، تعمل مجموعة بريكس على تحقيق مجموعة من الأهداف والغايات الاقتصادية
والسياسية والأمنية عبر تعزيز الأمن والسلام على مستوى العالم والتعاون الاقتصادي
بين الدول الخمس، وهو ما من شأنه أن يسهم في خلق نظام اقتصادي عالمي ثنائي
القطبية، عبر كسر هيمنة الغرب بزعامة أميركا بحلول عام 2050.
ومن
بين الأهداف الرئيسية الأخرى للمجموعة رغبة القوى الخمس الناشئة في تعزيز مكانتها
على مستوى العالم من خلال التعاون النشط فيما بينها، وذلك من خلال:
1-
السعي إلى تحقيق نمو اقتصادي شامل بهدف القضاء
على الفقر ومعالجة البطالة وتعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي.
2-
توحيد الجهود لضمان تحسين نوعية النمو عن طريق
تشجيع التنمية الاقتصادية المبتكرة القائمة على التكنولوجيا المتقدمة وتنمية
المهارات.
3-
السعي إلى زيادة المشاركة والتعاون مع البلدان
غير الأعضاء في مجموعة بريكس.
4-
تعزيز الأمن والسلام من أجل نمو اقتصادي
واستقرار سياسي.
5-
الالتزام بإصلاح المؤسسات المالية الدولية، حتى
يكون للاقتصادات الناشئة والنامية صوت أكبر من أجل تمثيل أفضل لها داخل المؤسسات
المالية.
6-
العمل مع المجتمع الدولي للحفاظ على استقرار
النظم التجارية متعددة الأطراف وتحسين التجارة الدولية وبيئة الاستثمار.
7-
السعي إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية
المتعلقة بالتنمية المستدامة، وكذا الاتفاقات البيئية متعددة الأطراف.
8-
التنسيق والتعاون بين دول المجموعة في مجال
ترشيد استخدام الطاقة من أجل مكافحة التغيرات المناخية.
9-
تقديم المساعدة الإنسانية والحد من مخاطر
الكوارث الطبيعية، وهذا يشمل معالجة قضايا مثل الأمن الغذائي العالمي.
10- التعاون بين دول
بريكس في العلوم والتعليم والمشاركة في البحوث الأساسية والتطور التكنولوجي
المتقدم.
11- وتتوقع الدول
الأعضاء للمجموعة أن تحقيق هذه الأهداف من شأنه أن يعطي زخما جديدا للتعاون
الاقتصادي على مستوى العالم.
أبرز
المحطات
بعد
تأسيس "بريك"، عقد أول اجتماع لمجموعة ضم البلدان الأربعة الأعضاء
المؤسسة للمجموعة يوم 16 يونيو 2009 بمدينة يكاترينبرغ في روسيا، أما الاجتماع
الثاني فقد عقد يوم 16 أبريل 2010 في العاصمة البرازيلية برازيليا. وقد أضفى هذان
الاجتماعان الطابع المؤسسي على مؤتمرات المجموعة، ومن ثم أسهما في تشكيل واقع
جيوسياسي جديد.
ويوم
14 أبريل 2011، عقدت القمة الثالثة للمجموعة، في سانيا بجمهورية الصين، وهي أول
قمة للمجموعة التي أصبحت تسمى بريكس، بعد الانضمام الرسمي لجمهورية جنوب أفريقيا.
أما
مؤتمر القمة الرابع للمجموعة، فقد عقد يوم 29 مارس 2012 في مدينة نيودلهي بالهند،
في حين عُقد مؤتمر القمة الخامس يوم 28 مارس 2013 في ديربان، بجنوب أفريقيا.
وسبتمبر
العام نفسه، أطلقت الصين مبادرة الحزام والطريق الذي يعد مشروعا دوليا جديدا بديلا
لطريق الحرير.
ويوم
17 يوليو 2014، عقدت القمة السادسة للمجموعة في فورتاليزا بالبرازيل. أما القمة
السابعة، فقد عقدت بمدينة أوفا في روسيا عام 2015، السنة التي عرفت الافتتاح
الرسمي لـ"بنك التنمية الجديد" (NDB)،
وهو مؤسسة مالية تابعة لمجموعة بريكس مقره في مدينة شنغهاي بالصين، ويعتبر -في تصوره-
بديلا لمؤسسة البنك الدولي.
الهيكلة
الاقتصادية
قررت
مجموعة دول بريكس -خلال قمة فورتاليزا التي عقدت بالبرازيل عام 2014- إنشاء بنك
تنمية سمي "بنك التنمية الجديد" (New Development Bank) واختصاره "إن دي بي" (NDB)،
وصندوق احتياطي في شنغهاي "اتفاقية احتياطي الطوارئ" (Contingent Reserve Arrangement) واختصاره "سي آر إيه" (CRA).
وصل
رأس مال البنك، الذي هو بمثابة بنك تنمية متعدد الأطراف تديره دول بريكس الخمس،
حينها 50 مليار دولار مع احتمال بلوغه 100 مليار دولار في غضون عامين.
والدور
الأساسي لهذا البنك هو منح قروض بمليارات الدولارات لتمويل مشاريع البنيات
الأساسية والصحة والتعليم، وما إلى ذلك، في البلدان الأعضاء بالمجموعة، وكذلك
البلدان الناشئة الأخرى.
وانضمت
إلى هذا البنك مؤخرا كل من أوروغواي والإمارات العربية المتحدة وبنغلاديش ومصر
بصفتها أعضاء جددا.
أما
بالنسبة لصندوق الاحتياطي، فخُصص له مبلغ 100 مليار دولار تحسبا لأي أزمة في ميزان
الأداءات. ويعد هذا الصندوق إطارا لتوفير الحماية من ضغوط السيولة العالمية.
وهذا
يشمل قضايا العملة، إذ إن العملات الوطنية للدول الأعضاء في المجموعة تتأثر سلبا
بالضغوط المالية العالمية، خاصة الاقتصادات الناشئة التي شهدت تحريرا اقتصاديا
سريعا ومرت بتقلبات اقتصادية متزايدة.
إضافة
إلى ذلك، بدأ قادة دول بريكس، خلال القمة التي عقدت في روسيا عام 2015، مشاورات
لنظام دفع متعدد الأطراف، يكون بديلا لنظام الاتصالات المالية بين البنوك العالمية
"سويفت" (SWIFT)، من شأنه أن يوفر قدرا أكبر من الضمان
والاستقلالية لدول مجموعة بريكس.
خطة
"بريكس بلس"
بعد
الحرب الأوكرانية وما رافقها من إعادة تشكيل نظام عالمي جديد، ازداد الاهتمام
بتكتل بريكس من طرف العديد من الدول، خاصة في ظل الاتجاه نحو تكتلات جيوسياسية
واقتصادية جديدة، وأيضا بحث روسيا عن شركاء داعمين لها في وجه العقوبات الاقتصادية
الغربية.
لكن
قبل ذلك، وخلال قمة بريكس التي عقدت في مدينة شيامن الصينية عام 2017، نوقش ما
اصطلح عليها باسم خطة "بريكس بلس" (+BRICS) التوسعية، التي ترمي إلى إضافة دول جديدة للمجموعة.
عملة
جديدة
تسعى
دول مجموعة بريكس إلى إطلاق عملة موحدة بينها تنهي بها هيمنة الدولار الأميركي على
الاقتصاد العالمي، إذ أعلن ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يونيو 2022، مشددا
على أن مجموعة بريكس تعمل على تطوير عملة احتياطية جديدة على أساس سلة العملات
للدول الأعضاء.
هذا
الأمر أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يناير 2023، حينما قال إن مسألة
إصدار عملة موحدة لدول مجموعة بريكس ستناقش في القمة المقرر عقدها في جنوب أفريقيا
نهاية أغسطس 2023.
وأضاف
لافروف، خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الأنغولية لواندا، عقب الزيارة والمباحثات
التي أجراها مع الرئيس جواو لورنسو في أنغولا، حيث قال "هذا هو الاتجاه الذي
تسير فيه المبادرات، التي ظهرت قبل أيام فقط، بخصوص الحاجة إلى التفكير في إنشاء
عملات خاصة داخل مجموعة دول بريكس، وداخل مجتمع دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر
الكاريبي".
المراجع:
ب، ن , 29 /3/ 2012، نبذة عن مجموعة "بريكس ،بي
بي سي عربي
ب، ن , ب،ت , "بريكس".. تكتل اقتصادي يسعى لكسر
هيمنة الغرب على الاقتصاد العالمي، الموسوعه الجزيرة