في صرخات مناشدة أعلنت السلطات
المحلية بمدينة الكفرة الواقعة أقصى جنوب ليبيا، أنها لم تعد قادرة على استيعاب آلاف
النازحين السودانيين الفارين من الحرب، وأنها تواجه صعوبات في توفير الخدمات الأساسية
لهم بسبب قلّة الإمكانيات المدينة تستقبل قرابة 500 شخص يومياً... ومخاوف من «تغير
ديموغرافي»
فبينما يستمر تدّفق النازحين السودانيين
على المدينة بشكل يومي في عمليات دخول غير شرعية هربا من الصراع الدائر في بلادهم منذ
نحو عام بحثا عن ملاذ آمن، يشعر المواطنون الليبيون بقلق كبير جراء تراكم أعدادهم وانتشارهم
في كل مكان، خاصة في ظل الصعوبات الأمنية والاقتصادية التي تمرّ بها المدينة.
ووصف المواطن عيسى ارحومة لـ"العربية
نت" الوضع داخل الكفرة، بأن تواجد النازحين السودانيين في المدينة التي تعاني
أصلا من انعدام الأمن الغذائي ونقص في الخدمات العامة، طرح إشكاليات كبيرة ناتجة أساسا
على تزايد الطلب على الغذاء والمأوى هو ما أدّى إلى ارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أن أغلب السودانيين يعيشون
في المناطق المهجورة خارج المدينة والمزارع وفي الطرقات بسبب عدم غياب المأوى، حيث
يعتمدون على المساعدات القليلة التي توفرها بعض المنظمات المحلية والأهالي.
كما لفت إلى أن هذه الحالة وضعت
عبئا إضافيا على السكان المحليين الذين اضطروا إلى استقبالهم وتقاسم الغذاء والماء
والخدمات معهم، مشيرا إلى أن هذه الجهود غير كافية ولا تلبّي الطلب المتزايد، داعيا
إلى ضرورة تدخلّ عاجل من المسؤولين لحلّ هذه الأزمة، بعيدا عن الحسابات والمنافسات
السياسية.
يأتي هذا في حين لا توجد إحصائيات
عن أعداد السودانيين المتواجدين في مدينة الكفرة، لكن البلدية رجحّت تجاوز أعدادهم
سكان المدينة البالغ عددهم نحو 50 ألف مواطن.
فيما تشكو السلطات المحلية عدم
امتلاكها أية إمكانيات لمواجهة تدفق القادمين من السودان، حيث أطلقت نداءات استغاثة
من أجل تدخل السلطات التنفيذية في الشرق والغرب والمنظمات الدولية لتقديم دعم طارئ
وإيجاد حلول لمواجهة موجة النزوح المتزايدة والمساعدة في احتواء الازمة، قبل حدوث كارثة
إنسانية وانهيار الوضع الاجتماعي بالمدينة.
قصور الأداء الحكومي تجاه
النازحين
في الأثناء كشفت المؤسسة الوطنية
لحقوق الإنسان في ليبيا، في بيان الأسبوع الماضي عن وجود أكثر من 13 ألف نازح سوداني
محذّرة من تفاقم الأوضاع الإنسانية في مدينة الكفرة بسبب عدم قدرتها على استيعاب العدد
الكبير للنازحين السودانيين، خاصة في ظلّ غياب التدخل الحكومي والجهات الدولية المعنية
بالإغاثة واللاجئين والشؤون الإنسانية.
وأشارت رئيسة المؤسسة أحمد حمزة
في تصريح لـ"العربية.نت"، إلى أنّ التوافد المستمر للنازحين السودانيين،
أثرّ بشكل مباشر على المشهد الاجتماعي والاقتصادي في المناطق الجنوبية في ليبيا، خاصة
في مدينة الكفرة التي تضاعفت فيها أسعار إيجار المساكن وأسعار الغذاء والبنزين.
وانتقد حمزة تجاهل الحكومتين للوضع
في المدينة ولمعاناة اللاجئين السودانيين الذين يعيشون في العراء ويحتاجون الغذاء والمأوى
والرعاية الصحية، متوقعا أن تستقبل مدينة الكفرة والمنطقة الجنوبية مزيدا من الفارّين
من الحرب في السودان، محذّرا من انفجار الأوضاع في حال عدم التدخلّ والتعامل مع هذا
الملف في القريب العاجل.
غياب أممي وحضور القيادة
العامة
غياب واضح لدور واضح للأمم المتحدة
في هذا الوضع مشيرا إلى الدعم الكبير الذي قدمه قائد «القيادة العامة» المشير خليفة
حفتر.
كما تحدث الناطق باسم المجلس البلدي
الكفرة عبدالله سليمان عن الواقع الصعب الذي تعيشه الكفرة مع موجات متتالية من السودانيين
الباحثين عن ملجأ من الحرب المستعرة في بلادهم.
وسبق أن وجه مجلس بلدي الكفرة نداء
عاجلا إلى الدولة والمنظمات الدولية لتقديم المساعدات الضرورية مثل البطانيات والإمدادات
الغذائية لمساعدة اللاجئين.
وأشارت الوكالة الإيطالية إلى غياب
السيطرة الحقيقية على الحدود الشاسعة بين ليبيا والسودان وتشاد والنيجر مع دلائل على
نشاط مجموعات إجرامية تسمح للمهاجرين بالعبور شمالا مقابل مبالغ مالية طائلة.
وتنشط مجموعة سبل السلام المسلحة
في منطقة الكفرة التي تسيطر على الحدود الليبية السودانية وعلى الشاحنات التي تعبر
الحدود بالبضائع والوقود المهرب والمهاجرين غير النظاميين..فإلى متى تبقى معاناة
الشعوب النازحة؟ وإلى متى يبقى الصمت الحكومي والعجز الدولي عن نصرة المضطهدين
والمستضعفين من النازحين؟ وهل حق الإنسان في العيش الكريم داخل وطنه جرما يعاقب
عليه بالنفي والتجويع!!
المصدر: العربية
11/2/2024
--------------------------
المصدر: النهار
العربي
الكاتب : أحمد علي
حسن
28/4/2024