التنمية الإدارية



مقدمة

 يتم التوصل للتنمية الإدارية في أي دولة من دول العالم من خلال الاجتماع والتفاعل بين عدّة عناصر، وتشكّل هذه العناصر جميعها إطار عام أو نموذج يساهم بطريقة فعّالة في الوصول للتنمية الإدارية وتساهم هذه العناصر في التخلص من هذه المشاكل الإدارية التي يتعرض لها الجهاز الإداري في الدولة، كما أنها تساعد في تحسين الجهاز الإداري حيث يكون ذو كفاءة وفاعلية عالية


مفهوم التنمية الإدارية

 هي عملية الارتقاء بالوضع الحالي في العمل الإداري في المجالات المختلفة، من خلال الاعتماد على الآليات الحديثة التي يعتمد عليها ضبط العمل وتنظيمه وبذل الجهود لحلّ الأزمات المختلفة


 عناصر التنمية الإدارية

 العقيدة

 وهو ما يقتنع به المجتمع، وتمثّل الإطار العام للقيم وللسلوك وللمعاملات، ويجب التأكيد على ضرورة الالتزام بالعقيدة والاصرار عليها والقيام بتطبيق المبادئ وتنقيذ قيمها وأخلاقها، ويظهر آثر التطبيق على سلوك الأفراد في المجتمع، خصوصًا على سلوك موظفين الدولة والشريعة الإسلامية تمثّل أهم عناصر التنمية الإدارية، والدافعة للوصول إلى التنمية الإدارية، فالإسلام يشجّع علي الأمانة والصدق والعدل بين عناصر المجتمع، والاهتمام بالمصلحة العامة وتحمّل المسؤولية وإلى الأخلاق الفضيلة وإذا تمّ الالتزام من قِبل المدراء والموظفين بالقيم الإسلامية سيتم التخلص حتما من الفساد الإداري و العديد من المشاكل الإدارية

 تطوير وتنمية المديرين والموظفين

التطوير وتنمية الموارد البشرية أهم عناصر التنمية الإدارية، لأن المدراء والموظفين هم الذين توكل لهم وظيفة القيام بتطبيق الوظائف، النجاح هنا يقوم في تحقيق التنمية الإدارية بشكل كبير، على ما يحققه من نجاح في تطوير وتنمية المدراء والموظفين

 النظرية الإدارية

 تتطلب التنمية الإدارية إلى نظرية إدارية، بناءً على البلاد التي تنفّذ فيها، وتكون ملخص عن تجارب الإداريين في هذه البلاد، ومن البديهي أن أغلب نظريات الإدارة التي تُطبق في الدول النامية، هي نظريات إدارية غربية قام المدراء بتطويرها من المصانع والشركات وكتب الإدارة في البلاد التي كانوا يعملون بها ، والتي مصدرها بيئة غربية ضمن قواعد سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية محددة وتكون مختلفة عن ما هو متواجد في الدول النامية، وهذا يسبب الإخفاق عند التنفيذ في الدول النامية، وعدم الوصول لنفس المستوى من النجاح الذي حققته الدول النامية. وتمثّل النظرية الإدارية الهيكل الفكري الذي يساهم في إدارة المنظمات، وفي طريقة التعامل مع الموظفين، وفي طريقة الوصول لأكبر مردود من الموارد البشرية والموارد المادية المتواجدة تحت تصرفهم

 تطوير الهياكل التنظيمية

 تشبه المنظمة الكائن البشري، فهي تكون في وضع النمو وحركة مستمرة، ومع مرور الوقت وبتطوّر الظروف والأوضاع، فإن الهيكل التنظيمي يكون قديم وتدعو الضرورة إلى تحسينه ليتمكَّن من القيام بأعماله بكفاءة وفعالية، ويعتبر تحسين الهيكل التنظيمي من العناصر الضرورية للتنمية الإدارية، إلا أن تطوير الهيكل التنظيمي وحده غير كافي، ويجب أن يكون مع تطوير الهيكل التنظيمي تطوير الإجراءات وتنمية للمدراء والموظفين، بالإضافة إلى تعديل القوانين والأنظمة

 تطوير القوانين والأنظمة واللوائح

 تصبح العديد من القوانين مع مرور الوقت غير مناسبة لوضع المنظّمات، وحاجز في طريقة تحقيق الأهداف ومشكلة من المشاكل الإدارية التي يعاني منها المواطنين والموظفين، وهذا بما تتضمنه من عُقد وما تحدّده من شروط على الأعمال، لذلك يجب التعديل عليها وتحسينها وتوفّير المرونة فيها لكي تناسب الظروف والتقدّم الذي يحصل فيها، ولكي تساهم في مواجهة حاجات العمل عند اتخاذ القرار المناسب بشكل سريع، وتحسين وتعديل الأنظمة والتعليمات، خصوصًا فيما له علاقة بشؤون الموظفين والشؤون المالية بما يساعد بطريقة إيجابية في الوصول للتنمية الإدارية، وهذا من المتطلبات الرئيسية، فهو يساعد في استقطاب عناصر جيدة ومؤهلة من الموظفين للعمل في الإدارات الحكومية

  تطوير الإجراءات والنماذج وأجهزة العمل

 تحتاج التنمية الإدارية الي تطوير إجراءات العمل والقيام بتبسيط هذه الإجراءات، ثمَّ تصميم نماذج حديثة تساهم في تنفيذ الأعمال بشكل سريع ومتقن، بعيد عن الروتين اليومي وعقده، فالتنمية الإدارية تحتاج إلى استعمال أدوات مطورة وآلات مكتبية حديثة، مثل أجهزة الحاسوب وغيرها والتي تساهم في حفظ المعلومات والسرعة في الحصول عليها عند الحاجة لذلك، فهذا يساهم في اتخاذ القرار، وتساعد الآلات الكاتبة وآلات الطباعة وغيرها في سرعة تنفيذ الأعمال وارتفاع مستوى الدقّة وتقليل التكاليف


 المراجع

 إدارة التنمية العلم والعمل د/ حلمي شحادة

 محمد يوسف التربية التنموية

 د/ يعقوب حسين نشوان الإدارة في الإسلام محمد مهنا العلي

المقالات الأخيرة