الأزمات الدولية الراهنة
فرع القاهرة

 

الجزء الثاني :

ثالثاً : الأزمات الطبيعية

تعانى معظم دول العالم من ارتفاع كبير فى درجات الحرارة أدى إلى موجة الجفاف العالمي والتى أصبحت كارثة حقيقية تهدد العالم لتأثيرها على المحاصيل الزراعية وانخفاض خزانات المياه فى العديد من الدول وخاصة منطقة الأمازون التى تمتلك خمس المياه العذبة في العالم.

- أزمة مياه وغذاء فى رومانيا بسبب موجة الحر

تسببت موجة الحر الحالية في حدوث جفاف شديد في عدة مناطق في رومانيا، مما أدى إلى جفاف البحيرات وتدمير العديد من المحاصيل، مما أدى إلى أزمة غير مسبوقة فى البلاد ، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية.

وفي مقاطعة جالاتي الجنوبية برومانيا، أدى نقص الأمطار لمدة ثلاثة أشهر متتالية إلى جعل بحيرة تالاباسكا على حافة الاختفاء، وأعرب السكان المحليون عن قلقهم العميق إزاء هذا الوضع المقلق، معربين عن أسفهم لغياب الأمطار لفترة طويلة.

ويحذر أحد سكان المنطقة: "ما يحدث خطير للغاية، إذا لم يتحرك أحد، ستصبح هذه البلاد صحراء قريباً جداً" ويعكس هذا البيان الخوف السائد بين السكان من تزايد التصحر.

كما ضربت الأزمة الزراعية رومانيا بشدة، حيث أنه ومن المتوقع حدوث خسائر كبيرة في محصولي الذرة وعباد الشمس، مما دفع وزير الزراعة إلى تقديم تعويضات للفلاحين المتضررين.

وتضاف هذه الأزمة الجديدة إلى الأزمة التي شهدتها بالفعل في شهر يوليو ، عندما واجه سكان عدة مناطق في رومانيا نقصًا خطيرًا في المياه،  في ذلك الوقت، تم تطبيق نظام التقنين بسبب الجفاف الطويل وقلة هطول الأمطار.

ويسلط الوضع الحالي الضوء على الحاجة الملحة لتنفيذ تدابير التكيف مع تغير المناخ والإدارة المستدامة للموارد المائية في رومانيا،  وتواجه السلطات والسكان التحدي المتمثل في إيجاد حلول طويلة الأجل للتخفيف من آثار الجفاف في المستقبل وحماية الزراعة وإمدادات مياه الشرب.

- الأمازون

كما تواجه منطقة الأمازون جفافا خطيرا يضع الأنهار عند مستويات حرجة ويزيد من خطر الحرائق، فى الوقت التى تمتلك منطقة الأمازون خمس المياه العذبة في العالم، وتبدأ موسم الجفاف مع انخفاض مستويات العديد من أنهارها بالفعل إلى مستويات منخفضة للغاية، مما يضطر الحكومات إلى توقع تدابير طوارئ لمعالجة المشاكل التي تتراوح بين انقطاع الملاحة إلى زيادة حرائق الغابات.

وأصدرت منظمة معاهدة تعاون الأمازون، التي تضم بوليفيا والبرازيل وكولومبيا والإكوادور، أنه فى العام الجارى ، يواجه حوض الأمازون واحدة من أشد حالات الجفاف في السنوات الأخيرة، مع تأثيرات كبيرة على العديد من الدول الأعضاء، حتى أنه نصف منطقة الأمازون معرضة لخطر الانقراض بحلول 2050 بسبب ارتفاع إزالة الغابات وتغير المناخ.

وفي العديد من الأنهار في جنوب غرب الأمازون، بلغ منسوب المياه أدنى مستوياته المسجلة في هذا الوقت من العام. تاريخيًا، الأشهر الأكثر جفافًا هي شهري أغسطس وسبتمبر، عندما تصل الحرائق وإزالة الغابات إلى ذروتها. وفي الوقت الحالي، فإن الدول الأكثر تضرراً هي بوليفيا وبيرو والبرازيل.

وأعلنت وكالة المياه الفيدرالية البرازيلية  عن نقص المياه في حوضين مهمين، ماديرا وبوروس، اللذين يغطيان مساحة تعادل مساحة المكسيك تقريبًا، و اعتمدت ولاية أمازوناس حالة الطوارئ  في 20 من بلدياتها البالغ عددها 62 بلدية، والتي لا يمكن الوصول إلى معظمها إلا عن طريق الماء أو الهواء، حتى في الأوقات العادية.

وانخفض عمق نهر ماديرا، أحد أكبر روافد الأمازون وممر مائي مهم لفول الصويا والوقود، إلى أقل من ثلاثة أمتار (10 أقدام) بالقرب من بورتو فيلهو في 20 يوليو.

وفي عام 2023، حدث ذلك في 15 أغسطس. لقد أصبح الشحن محدودًا بين عشية وضحاها، ومن الممكن أن تعلق اثنتين من أكبر محطات الطاقة الكهرومائية في البرازيل الإنتاج، وهو أمر حدث بالفعل في العام الماضي.

- الحرائق

مصدر قلق آخر هو الحرائق، وفي الفترة بين يناير ونهاية يوليو ، تم تسجيل حوالي 25,000 حريق، وهو أسوأ رقم في هذه الفترة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن وفي منطقة الأمازون، معظمها من صنع الإنسان وتستخدم للسيطرة على المراعي وإزالة الغابات.

وفي أكرا، تسبب الجفاف بالفعل في مشاكل نقص المياه في عدة مناطق من عاصمتها ريو برانكو وتعتمد هذه المجتمعات الآن على صهاريج المياه، وهي مشكلة واجهتها أيضًا في العام الماضي. وبين فترتي الجفاف عانت 19 بلدية من أصل 22 بلدية في الولاية من فيضانات خطيرة.

- الجفاف

تعاني أجزاء من جنوب إيطاليا ودول أخرى في المنطقة من واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ عقود  وتقول السلطات إنها تعمل على إنقاذ السياحة على الأقل، حيث أنها أصبحت تفقد الأنهار والبحيرات التى كانت من أكبر العوامل جذبا للسياح فى هذه المنطقة.

وفى الآونة الأخيرة ، فقدت صقلية عدد من السياح بسبب موجة الجفاف التى جعلت الأراضى الزراعية والبحيرات الجاذبة للسياحة تبدو وكأنها كثبان صحراوية ، حسبما قالت صحيفة الجورنال الإيطالية.

وتخشى السلطات من تعرض شريان الحياة الاقتصادي المهم للخطر بسبب التقارير التي تتحدث عن نقص المياه، وتتخذ خطوات لمحاولة حمايته.

وقال سلفاتوري كوتشينا، رئيس خدمة الحماية المدنية في صقلية: "نحن مجبرون على التضحية بالأضرار التي لحقت بالزراعة، لكن علينا أن نحاول عدم الإضرار بالسياحة، لأن الأمر سيكون أسوأ".

وفرضت صقلية قيوداً على المياه في فبراير، عندما أعلنت المنطقة حالة الطوارئ وسط موجة جفاف غير مسبوقة،  وشمل هذا التقنين أكثر من مليون شخص في 93 مجتمعاً. وأصبح بعضهم يضطر إلى تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 45%.

وقال رئيس اتحاد الفنادق في صقلية، نيكولا فاروجيو، إن الفنادق ملزمة الحصول على كمية معينة من احتياطيات المياه حسب قدرتها، ما يعني أنها قد تضطر أيضاً إلى شراء المياه من البر الرئيس لكن الفنادق الأصغر لا تملك في كثير من الأحيان طريقة لتخزين ما يكفي من المياه لتلبية المتطلبات.

رابعاً : أزمة المياه

أفاد تقرير أممي جديد بأنّ 2.2 مليار شخص يفتقرون، حتى يومنا هذا، إلى مياه الشرب التي تُدار بطريقة مأمونة، بينما يفتقر 3.5 مليار شخص إلى خدمات الصرف الصحي المدارة بطريقة مأمونة.

حذرت الأمم المتحدة من أن تزايد ندرة المياه يمكن أن يؤجج الصراعات في جميع أنحاء العالم.

وجاء في تقرير صدر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو) بمناسبة يوم المياه العالمي الذي يصادف 22 مارس/آذار من كل عام، أن 2.2 مليار شخص على مستوى العالم لا يستطيعون الحصول على مياه الشرب المدارة بشكل آمن، ويفتقر 3.5 مليارات شخص إلى خدمات الصرف الصحي المدارة بأمان.

وقالت رئيسة اليونسكو أودري أزولاي إن واحدا من كل شخصين في جميع أنحاء العالم يعاني من ندرة المياه لعدة أشهر في العام، مشيرة إلى أنه في بعض أجزاء العالم، أصبحت ندرة المياه هي القاعدة، وليست الاستثناء.

وأضافت "نحن نعرف عواقب مثل هذا الوضع، فنقص المياه لا يؤجج نيران التوترات الجيوسياسية فحسب، بل يشكل أيضا تهديدا للحقوق الأساسية ككل".

وقالت أزولاي إن الوصول إلى المياه والحفاظ على الموارد المائية يمثلان "تحديات أساسية" للمجتمعات.

وقدر التقرير أن تكلفة تحقيق حصول الجميع على مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي والنظافة في 140 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل ستبلغ حوالي 1.7 تريليون دولار في الفترة من 2016 إلى 2030، أو ما يقدر بنحو 114 مليار دولار سنويا.

وينشر التقرير سنويا بمناسبة يوم المياه العالمي في 22 مارس/آذار من كل عام، ويركز هذا العام على موضوع "المياه من أجل الرخاء والسلام".

وقالت أزولاي "إن موضوع يوم المياه العالمي لعام 2024 هو بالتالي دعوة للعمل على إدارة المياه بشكل مستدام، وإعادة التواصل مع كوكبنا، وفي نهاية المطاف، بناء السلام"

خامساً : الأزمة الاقتصادية

على الرغم من استمرار الضغوط التي تحاصر الاقتصاد العالمي منذ ظهور جائحة كورونا، لكن يبدو أن الأزمات سوف تتفاقم منذ حلول عام 2024 حتي الان حيث كشف تقرير حديث للبنك الدولي، أن البيانات أو المعطيات المتاحة تشير إلى أن معدلات النمو المتوقعة للاقتصاد العالمي ستكون مخيبة للآمال خلال العام الحالي.

ورجح أن يشهد اقتصاد العالمي معدلات تدعو للأسف في نمو إجمالي الناتج المحلي بنهاية عام 2024، هي الأدنى والأبطأ في فترة 5 سنوات على مدى 30 عامًا.

فقد أصبح العالم كلة يعاني من أزمات اقتصادية تتغير كل ساعة وأصبحنا نراقب كل لحظة أسعار الدولار والنفط و الذهب بخلاف انهيار البورصة

وذكر أنه من المتوقع ألا يتجاوز نمو التجارة العالمية في عام 2024 نصف المتوسط في السنوات العشر التي سبقت جائحة كورونا. وفي الوقت نفسه، من المرجح أن تظل تكاليف الاقتراض بالنسبة للاقتصادات النامية  وخاصة تلك التي تعاني من ضعف التصنيف الائتماني مرتفعة مع بقاء أسعار الفائدة العالمية عند أعلى مستوياتها على مدى 40 سنة بعد استبعاد أثر التضخم.

أيضاً، من المرجح أن يتباطأ النمو العالمي للعام الثالث على التوالي من 2.6% في العام الماضي إلى 2.4% في عام 2024، أي أقل بنحو ثلاثة أرباع نقطة مئوية عن المتوسط السائد في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.

وتوقع البنك الدولي أن تنمو الاقتصادات النامية بنسبة 3.9% فقط، وهو معدل أقل من المتوسط الذي تحقق في العقد السابق بأكثر قليلا من نقطة مئوية واحدة.

وذكر أنه بعد أداء مخيب للآمال خلال العام الماضي، من المتوقع أن تحقق البلدان منخفضة الدخل معدلات بنسبة 5.5%، وهي معدلات أقل من المتوقع في السابق.

وقال إنه بنهاية عام 2024، سيظل الناس في بلد واحد من كل 4 بلدان نامية، ونحو 40% من البلدان منخفضة الدخل أكثر فقرا مما كانوا عليه قبل تفشي جائحة كورونا في عام 2019.

وأشار إلى أنه في الاقتصادات المتقدمة، من المتوقع أن يتباطأ معدل النمو إلى 1.2% هذا العام انخفاضا من 1.5% خلال العام 2023.

 

 

 

المصدر: موقع الجزيرة نت

التاريخ : 2/1/2024

-----------------------------

المصدر: صحيفة اليوم السابع

الكاتب : فاطمة شوقى

التاريخ : 6/8/2024

-----------------------------

المصدر: العربية نت

التاريخ : 8/6/2024

 

 

المقالات الأخيرة