تزداد
المخاوف من احتمال اندلاع نزاع واسع النطاق بين "حزب الله" وإسرائيل،
وهو سيناريو يحمل في طياته تداعيات كارثية على المنطقة والعالم بأسره .
في
هذا السياق، يبرز رأي العميد الركن المتقاعد د. هشام جابر، الباحث في الشؤون العسكرية
والسياسية، الذي يطرح رؤية تحليلية تستبعد احتمال الحرب الشاملة مع التنبيه إلى
إمكانية وقوعها في حال وقوع أخطاء استراتيجية من قبل الأطراف المعنية هذه الرؤية
تلقي الضوء على التوازنات الدقيقة والحسابات المعقدة التي تحكم الوضع الراهن، وسط
مساعٍ دولية لاحتواء التصعيد وتجنب كارثة قد تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من حدود
المنطقة.
الحرب
الشاملة مستبعدة... لكن ليست مستحيلة
تأكيدا
لهذا الطرح، أفادت تقارير ان حزب الله وإسرائيل تبادلا رسائل عبر وسطاء من أجل منع
مزيد من التصعيد عقب واحدة من أكبر عمليات تبادل إطلاق النار بين العدوين خلال 10
أشهر وكانت الرسالة الرئيسية للرسائل أن الجانبين يعدّان أن تبادل القصف المكثف
الأحد الماضى «انتهى»، وأن أيا من الجانبين لا يريد حربا شاملة فهي مستبعدة وليست
مستحيلة
رغم
الرسائل المعلنة والخفية، هناك واقع لا يتغير بالتصريحات وهو مواصلة قوات الاحتلال
شن مئات الغارات والقصف المدفعى، وتنفيذها جرائم فى مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب
مجازر دامية ضد المدنيين، والقيام بجرائم مروعة فى مناطق التوغل، فى ظل حصار خانق
للقطاع وفرض قيود مشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة للتخفيف من الأوضاع
الإنسانية الكارثية ونزوح أكثر من 90% من السكان ومع استمرار العدوان الإسرائيلى
على غزة والفشل فى التوصل إلى اتفاق تبادل يفضى إلى وقف فورى ودائم لإطلاق النار،
فذلك يضع المنطقة كلها فى مواجهة خطر توسع الصراع إقليميا
من
المتوقع ان ترد إسرائيل على هجوم حزب الله من خلال استهداف مواقع حيوية تابعة
للمقاومة اللبنانية والفلسطينية وأخرى تخص مصالح إيران بالمنطقة، ويشجعها على ذلك
انعدام الخيارات أمام حزب الله وإيران وترددهما فى القيام بأعمال غير تقليدية كما
من المتوقع ان ترد ايران على مقتل إسماعيل هنية على أراضيها، لكنها قبل الإقبال
على هذه الخطوة، يجب ان تضمن ان إسرائيل لن تقوم برد عدوانى يجر ايران نحو حرب
مباشرة
هل
بالإمكان تفادي التصعيد؟
الأمر
سيتوقف كثيراً على ما سيحدث في غزة، حيث تعثرت الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق
لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ومن الممكن أن يساعد وقف إطلاق
النار في القطاع على تحقيق تهدئة سريعة للتوتر في جنوب لبنان.
وتسعى
الولايات المتحدة، التي تصنف حزب الله جماعة إرهابية، إلى تهدئة الصراع.
وأشار
حزب الله إلى انفتاحه على الوصول إلى اتفاق يعود بالنفع على لبنان، لكنه ذكر أن
المناقشات لا يمكن البدء فيها قبل أن توقف إسرائيل هجومها على قطاع غزة.
وأشارت
إسرائيل أيضاً إلى انفتاحها على تسوية دبلوماسية تعيد الأمن إلى الشمال، وذلك في
الوقت الذي تجري فيه استعداداتها لهجوم عسكري لتحقيق الهدف ذاته.
وتوسط
المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين في اتفاق دبلوماسي صعب المنال بين
لبنان وإسرائيل في 2022 حول حدودهما البحرية المتنازع عليها.
وقال
هوكستين: إنه يتوقع عدم تحقيق سلام بين حزب الله وإسرائيل، لكن مجموعة من
التفاهمات بإمكانها إزالة عدد من مسببات الصراع وقد تفضي إلى ترسيم حدود معترف به
بين لبنان وإسرائيل وتضمن اقتراح فرنسي قُدم لبيروت في فبراير انسحاب وحدة النخبة
التابعة لحزب الله لمسافة 10 كيلومترات من الحدود وإجراء مفاوضات تهدف إلى تسوية
النزاعات حول الحدود البرية.
إلى
أي مدى قد يصبح الوضع أسوأ؟
التصعيد
محتمل بشكل كبير لكن رغم ضراوة الأعمال القتالية، لا تزال المواجهة قابلة نسبياً
للاحتواء وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن بيروت ستتحول «إلى
غزة» إذا أشعل حزب الله حرباً شاملة.
وأشار
حزب الله قبل ذلك إلى أنه لا يسعى إلى توسيع نطاق الصراع لكنه قال أيضاً، إنه
مستعد لخوض أي حرب يضطر إليها.
وسوت
الضربات الإسرائيلية في عام 2006 مناطق واسعة من الضواحي التي يسيطر عليها حزب
الله في جنوب بيروت بالأرض، ودمرت مطار بيروت، وقصفت طرقاً وجسوراً وغير ذلك من
مرافق البنية التحتية وفر ما يقرب من مليون شخص من منازلهم في لبنان.
كما
فر 300 ألف شخص في إسرائيل من منازلهم هرباً من صواريخ حزب الله ودُمر نحو ألفي
منزل.
وفيما
يتعلق بـ "حرب الإسناد" الجارية بين حماس وإسرائيل، أوضح جابر أن هذه
الحرب لن تنتهي إلا بوقف إطلاق النار في غزة، وأنها مفتوحة على جميع الاحتمالات
وبيّن أن استمرار العمليات العسكرية في غزة يعقد الأمور، مشيرًا إلى أن الحل
الوحيد هو وقف إطلاق النار أو اندلاع حرب شاملة، وهو احتمال مستبعد عالميًا.
فاستمرار
القتال فى غزة وجمود المحادثات يؤثران سلبا على الوضع الإقليمي التعنت الإسرائيلى
فى الوصول الى وقف لإطلاق النار، مقابل استهداف قياديين موالين لإيران، والرد
والرد المضاد يجعل احتمالات نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق واردة رغم سياسة ضبط
النفس التى تنتهجها كل الأطراف لكن أى حركة غير محسوبة ستعنى إشعال المنطقة
بالكامل، لا قدر الله
المصدر: المركز المصري للفكر و الدراسات
الاستراتيجية
الكاتب : وفاء صندي
التاريخ : 29/8/2024
----------------------------------------------
المصدر: صحيفة الخليج
التاريخ : 8/7/2024
---------------------------------------------
المصدر : الانباء الكويتية
التاريخ : 24/8/2024