سيول وفيضانات ليبيا كيف أوقعت خسائر بشرية فادحة؟
فرع القاهرة


 

 

تشهد ليبيا تقلبات جوية سيئة من وقت إلى آخر و خاصة السيول والفيضانات.. وتكررت هذه الأجواء المتقلبة التي أودت بحياة الآلاف في مدينة درنة بشرق ليبيا عندما اجتاحت سيول وفيضانات كارثية جرفت في طريقها أحياء بأكملها، بمن فيها من الأحياء وقذفت بالجثث في البحر ولا يزال الآلاف في عداد المفقودين.

تنتج هذه الظاهرة عن ارتفاع درجات الحرارة في شرق المحيط الأطلسي وشرق البحر المتوسط بمقدار 2-3 درجات مئوية عن المعتاد، مما يؤدي إلى عواصف مصحوبة بهطول أمطار غزيرة.

فاجتاحت العاصفة العاتية دانيال ليبيا في مطلع الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر 2023 بعد أن ضربت دولاً أخرى في حوض البحر المتوسط وحملت معها كميات قياسية من الأمطار لدى وصولها لليابسة بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.

ملأت مياه الأمطار وادي نهر موسمي عادة ما يكون جافاً في التلال جنوب درنة لكن ضغط منسوب المياه كان أكبر من قدرة سدين، بُنيا لحماية المدينة من الفيضانات، على التحمل انهار السدان مما أطلق العنان لسيل هائل اجتاح المدينة.

وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إنه كان من الممكن تجنب سقوط ضحايا في فيضانات ليبيا لو كان لدى الدولة المنقسمة هيئة أرصاد جوية قادرة على إصدار التحذيرات ولكن تعاني ليبيا الانقسامات بسبب الصراع والفوضى منذ 12 عاماً.

وفي ورقة بحثية تم نشرها حذر عبد الونيس عاشور، الخبير في علوم المياه بجامعة عمر المختار، من أن تكرار السيول في الوادي يشكل تهديداً لدرنة، ودلل على ذلك بوقوع خمسة سيول منذ عام 1942، ودعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان الصيانة الدورية للسدين.

فالكارثة التي ألمت بهذين السدين تعودان لعدة أسباب أبرزها، عدم الصيانة والرقابة الدائمة لهما، نتيجة غياب السلطات الرقابية، والوضع السياسي المتشظي، وانقسام البلاد لمناطق نفوذ، إضافة لعيوب في التصميم والتصنيع منذ تاريخ الإنشاء، حيث تؤكد عدة شهادات بأن هذين السدين منذ تاريخ بنائهما يتعرضان لمشاكل عدة كتسرب المياه عند سقوط

ما هو حجم الأضرارالتي سببتها السيول و الفيضانات؟

محت الكارثة أجزاء كبيرة من درنة ويقدر بعض المسؤولين مساحة المنطقة التي مُحيت بأنها ربع المدينة أو أكثر وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة: إن 30 ألفاً على الأقل شُردوا، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتقع المناطق والأحياء الأكثر تضرراً على ضفتي وادي النهر الموسمي الذي يمر عبر وسط المدينة ودُمرت الحواجز الترابية على الضفتين بالأحياء المقامة فوقها دماراً تاماً أو جرفتها المياه بالكامل. كما تعرضت البنية التحتية لدمار واسع بما في ذلك الجسور.

واقتلعت مياه الفيضانات والسيول أشجاراً من جذورها وحطمت مئات السيارات التي تناثرت متقلبة على جوانبها أو أسقفها وشاهد صحافيون من وكالة «رويترز» سيارة معلقة في شرفة الطابق الثاني لإحدى البنايات وغطى الطمي والطين أغلب المدينة كما تسببت الكارثة في انقطاع الكهرباء والمياه

أما عن  أعدد القتلى والمفقودين فقد تباينت الأعداد التي ذكرها مسؤولون عن عدد القتلى والمفقودين، لكن كل التقديرات كانت بالآلاف وفي أكبر تقدير للحصيلة حتى الآن، قال رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي لمحطة تلفزيونية إخبارية: إن عدد القتلى قد يتراوح بين 18 ألفاً و20 ألفاً بالنظر لعدد الأحياء التي ضربتها الكارثة.

وقال وزير الطيران المدني في حكومة شرق ليبيا، هشام أبو شكيوات، لوكالة «رويترز»: إن أكثر من 5300 قُتلوا هناك حتى الآن، لكن العدد قد يرتفع بقوة وقد يصل للضعف.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: إن التقديرات حالياً تفوق ألفي قتيل وخمسة آلاف مفقود على الأقل وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: أن عدد المفقودين قدر بنحو عشرة آلاف

ما هي التحديات التي تواجه فرق الإنقاذ؟

أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية شملت الطرق والجسور؛ مما أعاق بشدة جهود الإغاثة في ظل تعرض الجسور الثلاثة الرئيسية في درنة للدمار.

وشدد مسؤولون ليبيون على الحاجة إلى دعم في مجال البحث والإنقاذ ووصلت إلى ليبيا فرق إنقاذ من مصر، وتونس، والإمارات، وتركيا وقطر.

ووجّه منقذون نداءات مطالبين بتوفير المزيد من أكياس حفظ الجثث وعبّر الغيثي عن مخاوفه من تفشي أمراض وبائية بسبب العدد الكبير من الجثث التي لم يتم انتشالها بعد.

وقال مسؤولون ليبيون: إن البلاد لم تواجه أبداً كارثة بهذا الحجم لكن جهود الاستجابة والإغاثة تعقدت بصورة أشد بسبب المشهد السياسي المنقسم في البلاد وتخضع درنة لإدارة شرق البلاد

دور مجلس النواب و الحكومة في التعامل مع أزمة السيول و الفيضانات

وفي سبتمبر الماضي أقر مجلس النواب الليبي ميزانية للطوارئ تقدر بـ10 مليارات دينار ليبي (ملياري دولار) وذلك لمواجهة آثار الفيضانات وإعادة تأهيل المدن المنكوبة، وفق تصريح سابق أدلى به البرلماني الليبي محمد تامر لوكالة الأناضول.

وأضاف رئيس البرلمان عقيلة صالح الحكومة أن البرلمان طالب النائب العام بالتحقيق في الكارثة وتبيان ما إذا كان هناك تقصير.

أتى هذا بعد كلمة ألقاها صالح خلال جلسة طارئة لبحث تداعيات كارثة الإعصار دانيال، طالب فيها بإعادة الوضع إلى طبيعته خلال ستة أشهر فقط.

وقال إن الحكومة "مطالبة بإعادة الوضع إلى طبيعته في مدة لا تزيد عن ستة أشهر".

و قد شارك البرلمان بمجهوداته في التعامل مع تداعيات وأزمة إعصار دانيال مع الحكومة الليبية والقيادة العامة واعتمد سريعا الميزانيات المطلوبة لجبر الضرر وتعويض السكان

كما حث الحكومة على المزيد من العمل لتوفير السكن والعلاج وتعويض المتضررين في أسرع وقت ممكن

وأكد أن البرلمان سيصدر ما يلزم من تشريعات لتوفير الأموال اللازمة لمواجهة التداعيات، مضيفا أن ما حل بالبلاد "كارثة طبيعية لا مثيل لها، وقوة قاهرة لا يمكن دفعها"

 

 

 

 

المصدر: الشرق الأوسط

التاريخ : 14/9 2023

------------------------------------

المصدر: الجزيرة نت

التاريخ: 25/12/2023

------------------------------------

المصدر: قناة العربية

التاريخ : 14/9/2023

المقالات الأخيرة