أكثر الدول إنفاقا على دعم الوقود الأحفوري
فرع بنغازي

يتشكل الوقود الأحفوري نتيجة تعرّض النباتات والكائنات الحية المتحللة لعوامل بيولوجية وذلك بعد دفنها في داخل طبقات باطن الأرض، ويشار إلى أنّ الوقود الأحفوري يساهم على نحو كبير جدا في توفير الطاقة التي يحتاج إليها الإنسان في كافة نواحي حياته ومن استعمالات الوقود الأحفوري؛ الصناعة والتعدين والمواصلات، ورغم أهميّة الوقود الأحفوري إلّا أنّ له آثارًا سلبية وخيمة على النظام البيئي وخاصة المساهمة في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير مناخ الكوكب وما يترتب عليهما من آثار ضارة نتيجة إنتاج ثاني أكسيد الكربون أثناء حرقه.

ارتفعت إعانات دعم الوقود الأحفوري إلى مستوى قياسي بلغ 7 تريليونات دولار في العام الماضي، وفقاً لدراسة أعدها "صندوق النقد الدولي". حيث دعمت الحكومات المستهلكين والشركات خلال الفترة التي شهدت ارتفاعا عالميا في أسعار الطاقة الناجم عن الحرب الروسية الأوكرانية والتعافي الاقتصادي من الوباء.

أكثر الدول دعمًا للوقود الأحفوري

_ تأتي روسيا في المرتبة الأولى بقائمة أكثر الدول دعمًا للوقود الأحفوري بقيمة 78 مليار دولار، ما يمثّل 4% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية 2021.

ويتضمن دعم موسكو للوقود الأحفوري إنفاق 42 مليار دولار على إعانات مستهلكي الغاز الطبيعي، إلى جانب 36 مليار دولار للكهرباء المولدة من الوقود الأحفوري.

_ في المركز الثاني، تأتي إيران بإعانات للوقود الأحفوري قدرها 58 مليار دولار، وتشكّل 14% من حجم الاقتصاد الإيراني في 2021، وفق إحصائية رسمية.

_ يستحوذ استهلاك النفط على الدعم الأكبر من الحكومة الإيرانية بنحو 23 مليار دولار، يليه الغاز والكهرباء بقيمة 19 مليارًا و16 مليار دولار على التوالي.

_ تحلّ الصين في المركز الثالث ضمن أكثر الدول دعمًا للوقود الأحفوري بقيمة 52 مليار دولار، مع الوضع في الحسبان أنها أكبر مستهلك للطاقة في العالم.

ويمثّل دعم الوقود الأحفوري في الصين 1% فقط من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد عام 2021، ويتضمن 30 مليار دولار للكهرباء و22 مليار دولار للنفط، حسب وكالة الطاقة الدولية.

_ بينما تقبع الهند في المرتبة الرابعة بين أكثر الدول دعمًا للوقود الأحفوري بمقدار 48 مليار دولار، ما يشكّل 3% من حجم اقتصادها، ويُقدّم هذا الدعم إلى النفط والغاز الكهرباء بقيمة 25 و20 و3 مليارات دولار على التوالي.

_ في المركز الخامس، تأتي السعودية بإعانات للوقود الأحفوري قدرها 41 مليار دولار -6% من الناتج المحلي الإجمالي-، وتنقسم إلى 17 مليار دولار للنفط و14 مليار دولار للكهرباء، إلى جانب دعم بقيمة 10 مليارات دولار للغاز الطبيعي.

_ تنفق مصر 27 مليار دولار على دعم الوقود الأحفوري، ما يشكّل 10% من حجم اقتصادها بنهاية 2021، ويضعها في المرتبة السادسة عالميًا، مع استحواذ النفط والكهرباء على الغالبية العظمى بنحو 12 مليار دولار لكل منهما.

_ في المرتبة السابعة بين أكثر الدول دعمًا للوقود الأحفوري، تأتي إندونيسيا بنحو 24 مليار دولار، وهو ما يمثّل 3% من الناتج المحلي الإجمالي، ويُنفق أغلبه (22 مليار دولار) على النفط.

_ بينما تُعدّ الجزائر ثامن أكثر الدول إنفاقًا على دعم الوقود الأحفوري، بقيمة 23 مليار دولار، أو 6% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية 2021، ويتضمن 10 مليارات دولار للنفط، إلى جانب 7 و5 مليارات دولار للغاز والكهرباء على التوالي.

_ تأتي فنزويلا -أكثر الدول امتلاكًا لاحتياطيات النفط عالميًا- في المركز التاسع بين أكثر الدول دعمًا للوقود الأحفوري بنحو 22 مليار دولار، ما يُمثّل 6% من حجم الاقتصاد، ويُشكّل دعم النفط وحده 14 مليار دولار.

_ تختتم الإمارات قائمة أكثر 10 دول إنفاقًا على دعم الوقود الأحفوري بقيمة 17 مليار دولار، أو 5% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2021، مع استحواذ دعم الغاز الطبيعي على 12 مليار دولار من الإجمالي.

دعم الوقود حول العالم

أوضح الصندوق في تقرير أن الحكومات دعمت المستهلكين والشركات لتخفيف آثار الارتفاع العالمي بأسعار الطاقة الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا والتعافي الاقتصادي من وباء كورونا.

وارتفع حجم الدعم العالمي للوقود حول العالم بنسبة 18.6 بالمئة في العام الماضي، من 5.9 تريليونات دولار في عام 2021.

وذكر الصندوق أن دعم النفط والفحم والغاز الطبيعي يكلف ما يعادل 7.1 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهذا أكثر مما تنفقه الحكومات سنويا على التعليم (4.3 بالمئة من الدخل العالمي) وحوالي ثلثي ما تنفقه على الرعاية الصحية 10.9 بالمئة.

وتابع: "يأتي ذلك في وقت يكافح فيه العالم للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، بحيث لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية وتعاني أجزاء من آسيا وأوروبا والولايات المتحدة من الحرارة الشديدة".

ويرى الصندوق أن من شأن تقليص إعانات الدعم، أن يؤدي إلى الحد من تلوث الهواء، وتوليد الإيرادات، والمساهمة بشكل كبير في إبطاء تغير المناخ.

تأتي النتائج التي توصل إليها الصندوق، في الوقت الذي تقول فيه المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن يوليو/ كان الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، مما يؤكد الحاجة الملحة للحد من تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري.

ووفق التقرير، يفرض استهلاك الوقود الأحفوري تكاليف بيئية هائلة، ناجمة في الأغلب عن تلوث الهواء المحلي والأضرار الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

ويرى الصندوق أنه إذا ألغت الحكومات الإعانات وفرضت ضرائب تصحيحية، فإن أسعار الوقود سترتفع.. "وهذا من شأنه أن يدفع الشركات والأسر إلى النظر في التكاليف البيئية عند اتخاذ قرارات الاستهلاك والاستثمار.

وكشف أن النتيجة ستكون خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بشكل كبير، وهواء أنظف، وتقليل أمراض الرئة والقلب، وتوفير حيز مالي أكبر للحكومات.

وقدر الصندوق أن إلغاء إعانات دعم الوقود الأحفوري الصريحة والضمنية من شأنه أن يمنع 1.6 مليون حالة وفاة مبكرة سنويا، ويزيد الإيرادات الحكومية بنحو 4.4 تريليون دولار.

 

 

 

المراجع

_ احمد شوقي، 27/2/2023، أكثر الدول دعمًا للوقود الأحفوري، موقع الطاقة.

_ احمد حاتم، 24/8/2023، دعم الوقود حول العالم، شبكة مواقع الاناضول.

 

المقالات الأخيرة