ذكرى ميلاد خير الأنام عليه افضل الصلاة و السلام
فرع القاهرة


 

تعد ذكرى المولد النبوي الشريف محمد صلى الله عليه وسلم مناسبة عزيزة على قلوب المسلمين في كل مكان، حيث يحتفلون بذكرى ميلاد الرحمة والمودة، ومنبع النور والهداية، ففي هذا اليوم المبارك، تتجدد مشاعر الإيمان والمحبة في القلوب، ويتذكر المسلمون فضل النبي صلى الله عليه وسلم على البشرية جمعاء، إنه اليوم الذي بشر بالهدى وبعث برسالة السلام والتسامح.

مولد سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم في كل عامٍ في اليوم الثاني عشر من شهرِ ربيعٍ الأول وقد كان مولده صلى الله عليه وسلم مولد خير وبركة للخلق أجمعين تشرفت فيه الدنيا مبتهجة بمولده المبعوث رحمة للعالمين وكان مولده يوم الاثنين من شهر ربيعٍ الأول من عام الفيل

وقد وُلد رسول الله بجوارِالكعبة الشريفة، في شِعب بني هاشم في الجانب الشرقي لمكة المكرمة، يقول ابن تيمية: "فتعظيم المولد واتخاذه موسماً، قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجرٌ عظيم؛ لِحُسن قصدِه وتعظيمِه لرسول الله صلى الله عليه وسلم"وقد رأى بعض العلماء في هذا النص دليلاً على جواز عمل مولد النبي إذا خلا من المنكرات لاستحالة أن يصير للعبد أجر عظيم بغير القربات.

يجب شكر الله – تعالى - علينا بأن أكرمنا برسوله -صلى الله عليه وسلم - ولا يمكن حصره ولا بلوغه، وإن أولى مقامات هذا الشكر والمحبة هو مقام الامتثال والانقياد لأمر الله تعالى - وأمر رسوله، واجتناب نواهيه والحذر من معصيته، لقوله - تعالى-: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)

 كما أنّ تجديد مواسم الفرح بنعم الله – تعالى - وفضله على خلقه يدل على الإقرار بهذا الفضل والنعمة وهو أمر من الله - تعالى- لعباده بتكرار هذه المواسم وتعاهُدها، قال الله – تعالى -: (قُل بِفَضلِ اللَّـهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا) وقد بين - تعالى أن نفحاته في الأيام العظيمة تستوجب الصّبر على الطاعة وكثرة الذكر والشكر له – سبحانه - قال – تعالى : (وَذَكِّرهُم بِأَيّامِ اللَّـهِ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكورٍ) وقال – تعالى  (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) ونعمة مولد النبي صلى الله عليه وسلم - لا تقارنها نعمة.

يختلف الزمان وتتغير ملامح العصر لكن تبقى العادات والتقاليد الشعبية راسخة وثابتة في أرجاء العالم حيث يظهر ذلك جليا في الاحتفالات السنوية بذكرى المولد النبوي الشريف، وتنوعت الفرحة بين الناس على مر العصور بالمولد النبوي الشريف منذ بداية الإسلام وحتى اليوم.

إنَّ المولد النبوي الشريف ليس فقط هو يوم ولادة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، بل إنَّ لهذا اليوم دلالات كبيرة وأهمية عظيمة، إنَّه بداية النهوض للأمه الإسلامية، وقد شاء رب العالمين أن يكون هذا النهوض برسالة سماوية عظيمة خالدة هي رسالة الإسلام التي نقلها الرسول محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم إلى العالمين، فنسأل الله تعالى أن يجعل هذا اليوم يوم المولد النبوي الشريف من أعظم الأيام علينا وعلى جميع المسلمين

 


المصدر: صحيفة موضوع

الكاتب : زكريا البلخي

التاريخ : 23/11/2021

المقالات الأخيرة