ولد
عمر بن المختار بن عمر المنفي عام 1862 في قرية جنزور (منطقة الجبل الأخضر ببرقة)
شرقي ليبيا لأسرة تنتمي إلى قبيلة "المنفة" توفي والده حاجّاً بمكة،
فتولى الشيخ حسين الغرياني (شيخ زاوية جنزور السنوسية) رعايته بوصية من أبيه،
فأدخله مدرسة القرآن الكريم بالزاوية.
التحق
عمر المختار بمعهد واحة الجغبوب التي كانت آنذاك عاصمة للدعوة السنوسية شرقي
ليبيا، فدرس فيه -مدة ثماني سنوات- العلوم الشرعية من فقه وحديث وتفسير.
وقد
تميز بثقافة دينية عميقة وبشخصية قيادية عززتها نشأته في الصحراء حيث خبر القبائل
وحروبها وتعلم وسائل فض الخصومات البدوية، كما أصبح ماهرا بمسالك الصحراء.
تربى
عمر المختار منذ صغره على مبادئ الدعوة السنوسية ذات المنزع العلمي الجهادي، وهو
القائل في ولائه لها: "إن قيمتي في بلادي - إذا ما كانت لي قيمة أنا وأمثالي -
مستمدة من السنوسية".
شق
عمر المختار طريقه نحو الزعامة مبكرا حين حاز ثقة مشايخ الدعوة السنوسية، فأسند
إليه محمد المهدي السنوسي (شيخ الدعوة) مشيخة "زاوية القصور" بالجبل
الأخضر 1897.
واختاره
ليرافقه إلى تشاد لما قرر نقل قيادة الزاوية السنوسية إليها 1899، ثم عُين شيخا
لزاوية عين كلكة هناك فساعد في نشر تعاليم الإسلام بتلك المناطق، ثم عاد إلى الجبل
الأخضر سنة 1906 فتولى مجددا مشيخة "زاوية القصور"، وفيما بعد أصبح
قائدا لمعسكرات السنوسية بالجبل الأخضر.
شارك
عمر المختار أثناء وجوده بتشاد في المعارك التي خاضتها كتائب السنوسية 1899-1902
ضد الفرنسيين الذين احتلوا المنطقة، وكانت لا تزال وقتذاك ضمن الأراضي الليبية.
وفي
سنة 1908 دُعي للمشاركة في المعارك بين السنوسيين والقوات البريطانية على الحدود
الليبية المصرية.
وفي
29 سبتمبر 1911 أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية التي كانت ليبيا حينذاك
جزءا منها وبدأت السفن الحربية تقصف مدن الساحل الليبي.
يومها
سارع عمر المختار بالعودة إلى "زاوية القصور" لتنظيم حركة الجهاد ضد
الغزاة الإيطاليين، فشارك في معركة السلاوي أواخر 1911.
ولما
انسحب السنوسيون من ليبيا إلى مصر 1922، ظلت الحرب قائمة بقيادته، وعندما حاصره
المحتلون سنة 1926 في الجبل الأخضر لجأ إلى حرب العصابات فأجبرهم على طلب مفاوضته
سنة 1929، لكنه رفض مطالبهم بوقف القتال والخروج من البلاد واستأنف قتالهم.
وفي
إحدى المعارك سنة 1931 وبعد يومين من القتال المستميت وقع عمر المختار أسير في يد
الإيطاليين.
حارب
عُمر المُختار الطليان «الإيطاليين» منذ
كان عمره 53 عامًا لأكثر من عشرين عامًا في عدد كبير من المعارك
وقد
سجل التاريخ كلماته الأخيرة قبيل إعدامه عندما قال للضابط الإيطالي الذي كان يحقق
معه: "نحن لا نستسلم .. ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن
تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر
شانقي"
تمكن
الإيطاليون من أسر عمر المختار يوم 11 سبتمبر 1931 بعد اشتباك مع قواته، وقدموه
لمحاكمة عسكرية صورية في بنغازي حكمت عليه بالإعدام شنقا،على الرغم من أنه كان
كبير السن ومريضًا، فقد بلغ في حينها 73 عامًا وعانى من الحمّى. وكان الهدف من
إعدام عمر المُختار إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء على
الحركات المناهضة للحُكم الإيطالي، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، فقد ارتفعت حدَّة
الثورات، وانتهى الأمر بأن طُردت القوات الإيطالية من البلاد
و
أصبح يوم 16 سبتمبر 1931 ذكرى وفاة شيخ الشهداء عمر المختار رحمه الله