الإتحاد الليبي لكرة القدم
فرع القاهرة

كرة القدم في ليبيا لها تاريخ طويل بدأ مع دخول اللعبة إلى البلاد في أوائل القرن العشرين خلال فترة الاستعمار الإيطالي. ازدهرت اللعبة مع مرور الوقت وأصبحت الرياضة الأكثر شعبية في البلاد، مما أدى إلى إنشاء الأندية الرياضية المحلية وتأسيس الدوري الليبي لكرة القدم.

نبذة عن تاريخ كرة القدم وتأسيس الاتحاد الليبي
- بداية انطلاق الدوري الليبي وأهم مراحله

بداية الدوري: بدأت كرة القدم تنتشر في ليبيا في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، حيث كانت الأندية المحلية تتشكل ببطء، ومعظم اللاعبين كانوا من الجاليات الأوروبية والإيطالية.

نظام الدوري: بدأ الدوري في البداية بنظام إقليمي، حيث كانت تُقام بطولات في الغرب والشرق والجنوب، قبل أن يتم توحيد البطولة لتصبح منافسة وطنية بين الأندية في جميع أنحاء البلاد.

الفترات الذهبية: ازدهر الدوري الليبي في السبعينات والثمانينات حيث أصبحت الأندية الليبية تنافس في البطولات الأفريقية والعربية
- الاتحاد الليبي لكرة القدم
هو الهيئة الرسمية المسؤولة عن تنظيم وإدارة شؤون كرة القدم في ليبيا. تأسس الاتحاد الليبي لكرة القدم في عام 1962، وهو عضو في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف).

تأسس الاتحاد الليبي لكرة القدم عام 1962.

العضوية الدولية: أصبح الاتحاد الليبي عضوًا في الفيفا عام 1964.

الأنشطة: يشرف الاتحاد على تنظيم المسابقات المحلية مثل الدوري الليبي الممتاز وكأس ليبيا، بالإضافة إلى المنتخبات الوطنية بجميع فئاتها (الكبار والشباب).

المنتخب الوطني: يُشرف على إدارة المنتخب الليبي لكرة القدم الذي يشارك في البطولات الدولية مثل تصفيات كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية.

التحديات: مر الاتحاد بفترات صعبة بسبب الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، مما أثر على تنظيم البطولات المحلية واستمرارية المنافسات على المستوى الدولي.

الرياضة في ليبيا.. عجز وفشل وإخفاق

بعد انتهاء حرب التحرير استبشر الجميع بأن الرياضة في ليبيا ستشهد تحولاً كبيرًا وعملية إنقاذ بعد سنوات عجاف وطويلة جعلت الرياضة في ليبيا رياضة الفرد الواحد التي هيمن على كل شيء حتى الرياضة والتي جعل منها أسلوبًا للقمع والتهكم والقهر والابتزاز، حتى أسماء الرياضيين تم منعها من التدوال لأن البطل كان واحدًا في كل شيء وجعل أبنائه سيفًا مسلطًا للهمينة على الرياضة في ليبيا والقفز عليها وتسخيرها لمصالح شخصية وثراء فاحش من خلال المشاريع الوهمية والاستثمارات التي وصلت بالملايين في أندية أوروبية، بينما الداخل يعاني من أبسط مقومات البنى التحتية

الأموال تهدر هنا وهناك دون رقيب أو حسيب في وجود إدارة عليا أسهمت في هذا الفساد من خلال تكميم الأفواه للبقاء على الكرسي المتحرك ومنحهم الأموال والسفريات حتى يتم التغاضي عن أي سلبية من هذه الأندية والتفرد بالقرارات المهمة دون النظر إلى الخبرات الإدارية الموجودة فأصبحت العقوبات تنفذ على ليبيا دون غيرها وقرارات الكاف والسيد عيسي حياتو تقابل بالصمت المطبق دون حراك من جانب الإدارة الرياضية في ليبيا؛ رغم أن الحرام بيّن والحلال بيّن، ولكن لضعف من يتولي دفة الرياضة في ليبيا والخاسر الواحيد دائمًا هي الرياضة الليبية، وأخص بالذكر هنا كرة القدم أنديتنا ومنتخباتنا تعاني من السفر والترحال ومن المعسكرات الخارجية

تحديات تحاصر كرة القدم الليبية

تعيش كرة القدم الليبية مرحلة فاصلة وجديدة مع تحديات يغلفها عديد الأزمات، يتصدرها مشهد الوداع القاري للمنتخب الوطني الأول بعد الفشل في التأهل لأمم أفريقيا «كوت ديفوار 2023»، بالتزامن مع حكم قضائي بحل مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي بقيادة عبدالحكيم الشلماني، في الوقت الذي يتأهب فيه الجميع لاستئناف مسابقة الدوري الممتاز، عبر دوري التتويج السداسي في تونس، بعد احتواء أزمة الدعم المالي المخصص لإمكانية إقامة المنافسات خارج الديار للمرة الثانية على التوالي، والأخيرة بناء على تعهد من اتحاد الكرة بعدم خوض دوري التتويج خارج ليبيا ثانية، في ظل استعادة البلاد لحالة الأمن والأمان

وقد أصدر القضاء الليبي حكماً نهائياً في قضية انتخابات الاتحاد الليبي لكرة القدم، حيث قررت محكمة الاستئناف بطلان انتخابات اتحاد الكرة في القضية الشهيرة التي تقدم بها المحامي أنور الطشاني رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم السابق، وإبراهيم شاكة المرشح السابق لرئاسة الاتحاد الليبي لكرة القدم. وحُجزت القضية للحكم النهائي، بينما عدتها محكمة «كأس» الدولية بسويسرا شأناً داخلياً، ومن اختصاص القضاء الليبي.

وقد أصبح مجلس إدارة الاتحاد الليبي لكرة القدم في موقف صعب ومحرج مع توالي الاستقالات، كان آخرها مغادرة عضوين واستقالتهما تحت ضغط الوسط الرياضي الذي يطالب منذ فترة برحيل كامل للمجلس ويترقب الوسط الرياضي استقالة رئيس الاتحاد الليبي عبدالحكيم الشلماني ونائبه الأول وبقية الأعضاء في ظل إخفاقات متواصلة وعدم وجود رؤية أو فكر رياضي خلال قرابة السنوات الأربع لهذا المجلس ويشهد مجلس إدارة الاتحاد الليبي لكرة القدم هذه الفترة حملة انتقادات على كل المستويات واعتباره غير مؤهل للعمل وتقديم الجديد وهناك من طالب من السنة الأولى لانتخابهم برحيلهم عن المشهد الرياضي.

التوصيات والخاتمة
لتحسين مستوى كرة القدم الليبية والدوري الليبي الممتاز، يمكن أن يقوم الاتحاد الليبي لكرة القدم بعدد من المبادرات والإصلاحات التي من شأنها تعزيز المنافسة وتطوير اللاعبين والبنية التحتية الرياضية. إليك بعض التوصيات التي يمكن أن تساعد في تحسين الدوري الليبي ومستوى كرة القدم في البلاد:

1. تطوير البنية التحتية الرياضية:

ترميم وتجهيز الملاعب: تحسين جودة الملاعب، سواء من حيث العشب الطبيعي أو الصناعي، وتحديث المرافق الرياضية لضمان توفير بيئة ملائمة للمنافسة.

إنشاء أكاديميات تدريب: تأسيس أكاديميات كروية متخصصة لتطوير المواهب الشابة في جميع أنحاء البلاد. الأكاديميات يجب أن تتضمن مدربين محترفين ومنهجيات علمية لتطوير اللاعبين الصغار.

التكنولوجيا والبنية التحتية الحديثة: توفير الأنظمة الحديثة مثل تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) وتطبيق التكنولوجيا في التدريب واللياقة البدنية لتحسين مستوى الأداء والتحكيم.

2. تطوير الكوادر البشرية:

تأهيل المدربين: يجب على الاتحاد الليبي تنظيم دورات تدريبية وتأهيلية للمدربين المحليين بالتعاون مع الاتحادات الدولية (مثل الفيفا والكاف). يجب أن يتم تطوير برامج تدريبية تشمل أحدث الأساليب التكتيكية والفنية.

تطوير الحكام: توفير برامج تدريبية للحكام المحليين لضمان أداء تحكيمي عادل وعالي الجودة، وإرسالهم للمشاركة في دورات دولية لتطوير قدراتهم.

3. تحسين هيكلية الدوري:

زيادة عدد الأندية المحترفة: تحويل المزيد من الأندية إلى نظام الاحتراف الكامل لضمان التزام اللاعبين والمدربين والأندية بجداول صارمة وإدارة احترافية.

نظام دوري أكثر تنافسية: تنظيم الدوري بنظام دوري تنافسي وواضح يتيح الفرصة للمزيد من الأندية للتنافس، وتقليص التأجيلات والمشاكل التنظيمية.

تعزيز دوري الشباب والناشئين: التركيز على دوري الفئات العمرية الأصغر وتوفير دعم أكبر لهذه الفئات من خلال إقامة بطولات منتظمة وتنمية مواهب جديدة.

4. التسويق والرعاية المالية:

جذب الرعاة والاستثمار: يجب على الاتحاد تعزيز العمل على جذب الشركات والمستثمرين المحليين والدوليين لرعاية الأندية والدوري. يمكن تحقيق ذلك عبر تطوير استراتيجية تسويق قوية للدوري الليبي.

حقوق البث التلفزيوني: التفاوض على صفقات بث أفضل للمباريات، سواء داخل ليبيا أو خارجها، مما يوفر عائدات مالية كبيرة يمكن استخدامها لتحسين الأندية والبنية التحتية.

5. الاحتراف الخارجي والتبادل الدولي:

تبادل الخبرات مع الاتحادات الدولية: يجب تعزيز التعاون مع اتحادات كرة القدم الدولية مثل الفيفا والكاف، وإرسال اللاعبين والمدربين في دورات تدريبية ومعسكرات خارجية.

دعم اللاعبين في الاحتراف الخارجي: تسهيل انتقال اللاعبين الليبيين الموهوبين للاحتراف في الدوريات الخارجية مما يعود بالنفع على المستوى العام لكرة القدم الليبية عند عودتهم أو من خلال تجربتهم الدولية.

6. برامج دعم وتطوير المواهب:

التركيز على الفئات السنية: إنشاء برامج متكاملة لتطوير الفئات العمرية، ابتداءً من الأطفال والشباب، وتزويدهم بالتدريب الحديث والمتابعة المستمرة.

الاستثمار في اللاعبين المحليين: تشجيع الأندية على الاعتماد بشكل أكبر على اللاعبين المحليين وتطويرهم، بدلًا من الاعتماد المفرط على المحترفين الأجانب.

7. الترويج الشعبي وزيادة الجماهيرية:

العمل على رفع شعبية الدوري: تنظيم فعاليات ترويجية وجماهيرية لزيادة شعبية الدوري بين الجماهير، وتقديم تحفيزات للحضور الجماهيري في المباريات.

التفاعل الرقمي: إنشاء منصات رقمية حديثة لمتابعة أخبار الدوري، وتسهيل وصول الجماهير لمعلومات حول المباريات والأندية واللاعبين، مثل تطبيقات الهاتف وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

8. تعزيز المنافسات الأفريقية والعربية:

التأهل للمسابقات الدولية: دعم الأندية الليبية للمشاركة في المسابقات الأفريقية والعربية بشكل أكبر لتقديم تمثيل قوي ولزيادة الاحتكاك مع الأندية الأخرى.

استضافة البطولات الإقليمية: محاولة استضافة بطولات إقليمية مثل البطولات العربية أو الأفريقية للأندية لرفع مستوى المنافسة والاحتكاك مع فرق خارجية.

9. تعزيز الشفافية والإدارة الجيدة:

إدارة مستقلة وشفافة: يجب أن يكون الاتحاد الليبي لكرة القدم مستقلًا ويتمتع بإدارة شفافة تخضع للمساءلة من الجماهير والأندية.

مكافحة الفساد الرياضي: تطبيق سياسات صارمة لمكافحة الفساد والتلاعب في نتائج المباريات لضمان نزاهة المنافسات.

10. التنمية الاجتماعية والمجتمعية لكرة القدم:

التعاون مع المدارس والجامعات: إدخال كرة القدم في المناهج الدراسية وتطوير البرامج المدرسية لاكتشاف المواهب وتدريبهم بشكل مبكر.

الأنشطة المجتمعية: تعزيز مشاركة الأندية في الأنشطة المجتمعية لزيادة الارتباط بين الأندية والجماهير والمجتمع المحلي.

من خلال تنفيذ هذه التوصيات، يمكن للاتحاد الليبي لكرة القدم تحقيق قفزة نوعية في تطوير مستوى الدوري الليبي وكرة القدم بشكل عام، ورفع مستوى التنافسية مع باقي الدوريات في المنطقة



 

المصدر: بوابة الوسط

الكاتب : الصديق قواس - صلاح بلعيد

نشر بتواريخ:

التاريخ : 31/8/2014

التاريخ : 23/6/2023

التاريخ : 24/9/2024

-------------------------------------

 

المقالات الأخيرة