المناطق الأثرية المعرضة للخطر في ليبيا
فرع بنغازي

أدرجت دراسة نشرتها مجلة «سينس ديلي» الأميركية مواقع تراثية ليبية ضمن المناطق الساحلية المعرضة لمخاطر متزايدة جراء تغير المناخ.

ونشرت المجلة نتائج أول تقييم شامل قدمه فريق عالمي من خبراء مخاطر المناخ والتراث، التي خلصت إلى تعرض مواقع التراث الثقافي والطبيعي الأفريقي لمستويات سطح البحر القصوى والتآكل المرتبط بتسارع ارتفاع مستوى سطح البحر.

حيث قامت اليونسكو بتصنيف 52 معلما أثريا حول العالم مهدد بالخطر منها 5 مواقع ليبية اثرية مهددة وهي.. مدينة شحات الأثرية، ولبدة، وموقع صبراتة الأثري، ومدينة غدامس القديمة، ومواقع الفنون الصخرية في تادرارات أكاكوس.

وأوضحت "اليونسكو" أنها وضعت قائمتها للتراث المهدد والمعرض للخطر لإبلاغ العالم عن المخاطر التي تتعرض لها هذه المواقع، والحصول على دعم فوري من صندوق التراث العالمي له.

خمسة مواقع للتراث العالمي بليبيا في قائمة الخطر

الموقع الأثري لبدة الكبرى

لبدة الكبرى هي أقدم المستوطنات الفينيقية في ليبيا، أسست عند مصب وادي لبدة، ويعتقد أن تاريخ تأسيسها على الأرجح في 514, ثم أصبحت مدينة لبدة الكبرى من أهم المدن الرومانية في العالم القديم، وقد اعترف العالم كله بأهميتها حين جرى إعلانها موقعا للتراث العالمي خلال الاجتماع الدوري للجنة التراث العالمي في الدورة السادسة تحديدا، والتي جرت في باريس في الفترة من 13-17 ديسمبر 1982م.

 

الموقع الأثري صبراتة

صبراتة هي إحدى المدن الفينيقية الثلاث في ليبيا، أسسها التجار الفينيقيون من مدينة صور أو صيدا، ولا يعرف بدقة تاريخ تأسيسها، مدينة صبراتة من أجمل وأهم المواقع الأثرية الليبية، تتميز بآثارها الفينيقية والرومانية ولعل أهم وأشهر معالمها الضريح الفينيقي الشهير والمسرح الروماني والملعب المدرج.

الموقع الأثري قورينا

قورينا أو قوريني كم تطلق عليه بعض المصادر هي أولى المستوطنات الإغريقية في ليبيا و يعتقد أن تاريخ تأسيسها 631 ق م. و هي عاصمة إقليم قورينائية ولقد كان هذا التأسيس علي يد مهاجرين من جزيرة تسمى ثيرا حيث يروي هيرودوت  قصة تأسيس المدينة التي كانت خليطا رائعا بين الأسطورة والأحداث التاريخية.

مواقع الفن الصخري تدرارت أكاكوس

اسم أكاكوس يطلق على طرف الكتلة الصخرية التي ترى من غات ومن تانيزوف ويسمى بهذا الاسم كذلك الجزء المتجه نحو الغرب بما في ذلك المنحدر الحاد الذي يحاذي طريق سردليس – غات."

واسم تدرارات: في لهجة التاماهاق تعني نقيض تاسيلي، وهي تعني كتل صخرية كبيرة.

إن منطقة تدرارت أكاكوس تحوي تشكيلة فريدة من الفنون الصخرية (رسوم ونقوش) التي تظهر طبيعة المنطقة الجافة الآن والتي كانت وفيرة المياه، كما تبين اللوحات المصورة من نباتات وحيوانات.

إن التغيرات المناخية أدت إلى جفاف هذه المنطقة وبالتالي موت شبه كلي للحياة بها، وساهمت الرمال في طمس معالم تلك الحقب المطيرة، إلا أن عامل الزمن لم يستطع إخفاء ذلك السجل الرائع لهذه الحضارة فقد ظلت تلك الفنون الرائعة المحفورة أو المرسومة شاهدة إلى يومنا هذا.

المدينة القديمة غدامس

مدينة غدامس تقع على بعد 600 كم جنوب العاصمة طرابلس، والمدينة ليست بعيدة عن حدود ليبيا والجزائر وتونس، ولعل أقدم ذكر لها كان عند المؤرخ اللاتيني بليني الأكبر في حديثه عن جغرافية ليبيا وحدد مواقعها في اتجاه صبراتة، كما ذكرها المؤرخ بروكوبيوس القيصري في حديثه عن طرابلس "هنا توجد أيضا مدينة تسمى كيدامي وفيها يعيش (المور) الذي كانوا متسالمين مع الرومان.

حيث بلغت المدينة شهرتها في العهد الإسلامي، وذكرتها الكثير من المصادر العربية.

 المدينة التي تمثل نموذجا ليبيا مميزا للمباني الطينية الليبية الصحراوية وتمتد على مساحة تقدر بحوالي 7.5 هكتارات.

تتميز المدينة بشوارعها وأزقتها المغطاة، باستثناء فتحات تترك للضوء والتهوية، ومنازل المدينة تتميز بشكلها الداخلي. الذي أملته ظروف البيئة والعيش في الصحراء، إن وصول سكان غدامس إلى البناء بهذا النمط وهذه الهندسة من المؤكد أنه جاء بعد تجارب كثيرة.

تصف وثيقة الآيكروم المدينة بأنها مكونة من سبع أحياء شبة مستقلة، ويمكن أن تعزل بالكامل بواسطة باب داخلي أو خارجي ولكل حي شارع رئيسي يضم مباني عامة وساحات.

يسعى الليبيون إلى حماية تراثهم من العبث به

وأقدم مجموعة من المخربين على تدمير نحوت صخرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في موقع تادرارت أكاكوس الواقع في جنوب ليبيا، مما يعرض اللوحات والمنحوتات التاريخية، التي تقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة إنها تحمل “قيمة عالمية استثنائية”، إلى الخطر.

 ويخشى المهتمون بالأثار في ليبيا من تواصل وضع اليونسكو لهذه المواقع الخمسة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي المهدّد، الذي يمكن أن تصل إلى امكانية شطب هذه المواقع الاثرية من لائحة التراث العالمي، بسبب ما تم، ويتم اقترافه من تجاوزات.

حدث يقع مرة كل قرن

ووجدت الدراسة أن 56 موقعًا (20%) معرضة لخطر حدث يقع مرة كل قرن على مستوى سطح البحر.

ويشرح الخبراء: «هناك عديد البلدان التي من المتوقع أن تتعرض جميع مواقع التراث الساحلية الخاصة بها إلى الحدث الساحلي الممتد 100 عام بحلول نهاية القرن، وهي: ليبيا، الكاميرون، جمهورية الكونغو، جيبوتي، الصحراء الغربية، موزمبيق، موريتانيا وناميبيا».

 

 

 

المراجع

_ عبد الرحمن أميني، 14/2/2022، مواقع تراث ساحلية في ليبيا مهددة بالاندثار، بوابة الوسط.

_ زكريا محمد، 28/7/2018، 5 مدن أثرية ليبية على قائمة حظر اليونسكو، بوابة افريقيا الاخبارية.

_ منظمة اليونسكو.

 

المقالات الأخيرة