طوفان الأقصى ذكرى زلزال السابع من أكتوبر
فرع القاهرة

طوفان الأقصى

ذكرى زلزال السابع من أكتوبر

 

 

   تحل اليوم الاثنين، الذكرى الأولى لهجوم «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر 2023 والذي وصفته وسائل إعلام دولية بـ«الكابوس» الذي دفع إسرائيل إلى «الجحيم»، لتشن حرب الإبادة الجماعية على غزة والتي ارتكبت خلالها 3654 مجزرة، راح ضحيتها حتى الآن 41 ألفا و870 شهيدا و10 آلاف مفقود و97 ألفا و166 جريحا ومصابا، بحسب أحدث إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

رسائل المقاومة الفلسطينية

   عشية الذكرى الأولى لهجوم «طوفان الأقصى»، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، رصد إطلاق صواريخ من شمال غزة في اتجاه جنوب إسرائيل وأوضح متحدث باسم جيش الاحتلال، أنه «تم رصد عدة قذائف صاروخية أطلقت من شمال قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية»، وقد فاجأت المقاومة الفلسطينية دولة الاحتلال، بقصف موقع صوفا العسكري، وحشود جيش الاحتلال بمعبر رفح البري، بالإضافة إلى مركز عمليات موقع كرم أبو سالم، وهي عمليات تحمل رسائل ودلالات، تؤكد أن المقاومة لا تزال على حالها (قوية)، ولا تزال تمتلك من عناصر القوة ما يؤهلها لاستمرار هذه المعركة، بينما الاحتلال لا يزال يراوح مكانه في رمال غزة، ولا يحقق أي من الأهداف الاستراتيجية التي سعى إليها منذ بداية هذه الحرب، بحسب الخبير الفلسطيني، دكتور سعيد شاهين في قراءته التحليلية التي قدمها عبر شاشة «الغد».

مفاجأة السابع من أكتوبر، فاقت كل التصورات والتوقعات، وهو ما أشارت إليه بوضوح قبل عام تقريبًا صحيفة «بوليتيكو» الأميركية، نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين أمريكيين، والذين قالوا إن أعضاء الكونغرس الأميركي طالبوا بتوضيحات حول فشل إسرائيل في رصد التحضيرات لهجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حركة حماس.

ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن التخطيط لهذا الهجوم استغرق عدة أشهر وربما سنوات، ما أثار تساؤلات حول قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على التنبؤ بهذا الهجوم.

وأعرب المسؤولون الأمريكيون عن دهشتهم من نجاح حماس في تنفيذ العملية بمثل هذه الدقة، مما تسبب في صدمة كبيرة على مستوى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والدولية.

واليوم بعد إثني عشر شهرًا، والتي كانت بمثابة إثني عشر عامًا، على أخطر هجوم على الإطلاق تم شنه على الأراضي الإسرائيلية، بحسب صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، دخلت منطقة الشرق الأوسط في اضطرابات لا نعرف أين ولا متى تنتهي، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه «عام من النزول إلى الجحيم في الشرق الأوسط».

   وتشير الصحيفة إلى أن الإسرائيليين والفلسطينيين أصبحوا غير قادرين على المصالحة أكثر من أي وقت مضى، فبالنسبة للإسرائيليين، فإن يوم السابع من أكتوبر كان زلزالًا، ولا يزال الجميع في حالة حداد على هذا اليوم الذي قُتل خلاله 1200 شخص، وجُرح 5000، واحتُجز 250 كرهائن، فقد أيقظت مفاجأة الهجوم، حسب تحليل لوفيغارو، خوفًا وجوديًا بين اليهود الإسرائيليين، وعلى الرغم من خلافاتهم، إلا أنهم جميعًا على يقين من أنهم يخوضون حربًا وجودية.

عودة الحياة للقضية الفلسطينية

    هكذا بات واضحًا، أن يوم السابع من أكتوبر 2023، كان انعطافًا كبيرًا في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأعاد حضور فكرة حل الدولتين لدى الساسة الأميركيين والأوروبيين، حيث كان الهدف من عملية «طوفان الأقصى» هو التصدي لرياح عابرة كانت تنبئ بتصفية القضية الفلسطينية أو إزاحتها إلى دائرة النسيان، وقد جاءت نيران حرب الإبادة الجماعية في غزة، لتكون سببًا في تذكير العالم بقوة بأن عدم تسوية القضية الفلسطينية، واستمرار الاستعمار والاحتلال، من بين الأسباب التي أدت إلى تحاشي أي احتمال للسلام في المنطقة، بحسب الكاتبة الفرنسية، لينا سنكاري، في صحيفة لوفيغارو

فتدخل القضية الفلسطينية العام 2024 في ظروف استثنائية وغير مسبوقة منذ عقود، إذ تخيم الحرب على غزة منذ عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها "كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، على المشهد.

وتُعد المواجهة الحالية الأعنف من بين المواجهات التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ أن سيطرت حركة حماس على القطاع صيف 2007.

وبالإضافة لكونها الحرب الأوسع والأشمل، فإن تداعيات هذه المواجهة ستشكل واقعا جديدا على صعيد القضية الفلسطينية وقطاع غزة، كما ستؤثر في الواقع الإسرائيلي والمشهد السياسي الداخلي الفلسطيني، وتفرض المواجهة في غزة نفسها على البيئة الإقليمية والدولية على نطاق واسع.

فضح الكيان الصهيوني

    ومن أهم النتائج التي حققها السابع من أكتوبر 2023، تعرية وانكشاف حقيقة إسرائيل أمام العالم، وهي تواجه دعوى أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب أعمال إجرامية ضد المدنيين، ثم جاء قرار مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، بشأن استصدار أوامر اعتقال بحق كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت. وقالت صحيفة «هآرتس» العبرية، إن إسرائيل تواجه مأزقًا جديًا غير مسبوق على الصعيد الدولي، سياسيًا وجماهيريًا وقضائيًا.

هذا الأمر أشارت إليه صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، حيث برز داخل المجتمع الأميركي تيار مناهض لممارسات دولة الاحتلال خلال عام من العدوان المتواصل على قطاع غزة، ونشرت الصحيفة مقالة للكاتب مايكل ماسترز تحت عنوان: «وصل السابع من أكتوبر إلى الأراضي الأمريكية، حيث تتصاعد أعمال العنف ضد اليهود الأميركيين».

وقال ماسترز، إن «اليهود لا يشكلون سوى 2 في المئة من سكان الولايات المتحدة، لكنهم يشكلون 67 في المئة من إجمالي جرائم الكراهية ذات الدوافع الدينية، وفق مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي يوضح أن المجتمع اليهودي هو المجموعة الدينية الأكثر استهدافًا في الولايات المتحدة بجرائم الكراهية».

ويشير الكاتب اليهودي، إلى حراك الجامعات في الولايات المتحدة المناهض لإسرائيل، والداعم لفلسطينيين، وأضاف: «عندما سئلوا عما إذا كانت الدعوة إلى إبادة اليهود تنتهك قواعد السلوك في جامعاتهم، أبدى رؤساء جامعات هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة بنسلفانيا عدم وضوح إجاباتهم، وهذا التسامح المؤسسي له تأثير مباشر على سلامة وأمن اليهود، ولو حدث هذا لأي مجتمع آخر، فلن يكون مقبولاً على الإطلاق»، وفق ماسترز ولاتزال تداعيات السابع من أكتوبر متواصلة.

 

 


المصدر: قناة الغد

الكاتب : فتحي خطاب

التاريخ : 7/10/2024

-------------------------------

المصدر: الجزيرة نت

الكاتب : عبد الله العقرباوي

التاريخ : 1/1/2024

 

المقالات الأخيرة